بسـم الله الرحمـن الرحيـم
تحية قطفتُها من قلبـي
إليكِ
حرة، ياأغنيةَ الزنبـق،
مهما غرّدَ بداخلنا الشوقُ وأورَق، وأشعلَ موانئ َ القلب لتضيع السفن القادمة إليها أو الراحلة عنها، فلن نملك لهجره سبيلا..فقد جالستُ الشوقَ مثلكِ أعواما عدة، وكنتُ أجلس إليه كلما اقتربت الشمسُ من المغيب، فنفتح معاً دفاترَنا، ونأخذ معاً أقلاماً وأوراقاً صنعناها من ذكرياتٍ أصرّ هوَ أن تزهر..وكنتُ أنقشُ الصبرَ على قلبي، وأعطفُ غصونَ الحنين كي تجثو، وأهدهدُ رضيعَ النبض كي يهدأَ، وأرجو الشوقَ أن يعتقَني ، ولكنني صرتُ مثلكِ، مِلْكَ يمينـه..لاعتقَ ولافكاكَ ولاأمـل بالهروب..
أما الحزن، فقد هرولتُ أمسِ خلفَه، وسلاحُ الورد من غمدي مسلول، اقتفيتُ أثرَه حتى تعثّرتُ بزمني المرّ، لكنني لن أسمح له بأن يقتربَ من حدائقكِ الحبلى بالورد، حدائقكِ التي خبّأتِ بأدراجها سنابلَ عمركِ، وزهورَ أيامكِ..لأنكِ زهرةُ الفرحـة، والنجمة التي يحرسها الغد الأجمــل.
أمّا البسمةُ، فسأنزعها من شفةِ الربيع راقصةً عطِرة، لتهبَّ نسماتُها على مروجِ قلبك، فتُحيي الأرضَ بعد موتها، وتهمسَ لحقولِ روحكِ المزروعةِ نبضاً وحباً وحناناً.. كان هذا عهدي معكِ ومعَ القمـر الغائب..فابتسمي، وإلاّ فإنّ الشمسَ ستغادرنا، فيسرقنا الشـوقُ ولانعود...