بسـم اللـه الرحمن الرحيم
رسالـة إليكِ
حرة الحبيبـة: يا أغنيـة الزنبق،
وجدتُكِ، تطلّينَ على قلبي الذي استعمرَتْه الأشجان، فأعلنتِ معي الثورةَ على كلّ حزنٍ غضوبٍ ،على كلّ همسةِ ألمٍ أتعبتْ هدأةَ بوحـنا، أرهقتْ فرحةً نبتتْ على أهدابنا المنهَكـة.
حرة، ها قدْ كتبتُكِ، حرفاً محلّقاً لا يحطّ إلاّ على أفنانِ قلبي، وألّفتُ لكِ من نبضه عِقداً لاتنفرطُ حبّاتُه، حتى بعدَ سفري بمركب الردى.. هكذا كتبتُ في وصيتي قبـلَ الـولادة.
تعلميـن؟؟ بالرغم من أن المسافاتِ قدْ أسقطتْ أوراقَ لقائنـا، إلاّ أنّ أشجارَ توتٍ نبتتْ هنا، بالقرب من بيتِ الروح الذي بنيتُه لكِ، لأستقبلَكِ فيه، كلّما أحسستِ بحزن يتسلّل إلى جنبيْكِ، فارّاً من بلاده، مستعمراً قلبَكِ الأخضر..
ثقي، بأنني سأكفكِفُ جراحَكِ ما استطعتُ، سأرجو الروحَ النازفةَ التي بنتْ عشَّ أحلامها بكِ، أنْ تغادرَ مرافئَكِ العطشى لألوان قوس قزح، ألاّ تسترِقَ السمعَ مرةً أخرى إلى أحلامكِ الخضراء، أنْ تُعتِقَ ذاكرتكِ من وهج الشجن، أنْ تُوقِدَ شمعةَ الفرحة في صمتٍ، وتغني للعنادلِ أغنيةً هي أنتِ..يا نشيداً لفرحةٍ أزهرتْ بدوالي عمري..!
أحبكِ