بسم اللـه الرحمن الرحيم
رسالة إليكِ ..
شقيقتي الحبيبة حوراء،
لاأدري لِمَ يسيلُ مدادُنا وجعاً ! رغمَ أنّ الشمسَ تحرسُ منابعَه بكل عناية، وتتعهّده بحنانها كلّما خرجَ الفجرُ من خدره ! رغمَ أنّ الدموعَ أجهشتْ بالبكاء، حينَ راقبتْ تسلّلَ ومضةِ دفء إلينا ! رغمَ أنّ السهادَ عادَ من جديد ليدثّرنا، ليقصَّ علينا حكاياه التي عرفناها معه، أتذكرين؟ السهادُ نفسُه أبى أن يفارقني ويفارقكِ للمرةِ "الوجع" !
ولكنْ .. رغمَ سكرةِ الوجع التي سلبتْ من البسمة وعيَها، فقد تمسّكت الشّمسُ بشروقها على ضفافنا من جديد، وأقسمتْ أن تُعيدَ لكِ ولي بسمةَ الطلوع الأولى، وأن تخطفنا معاً إلى مملكتها التي تقع قربَ الأمـل، وثقي بأنّي لن أتردّد في إقناعكِ بجمع حقائبنا للرحيل إليها، مهما كلّفنا الأمر من دموعٍ ونجماتٍ متساقطة !
لن تغيبَ شمسُ الضياء عن الأرض، ولن تنهضَ الجراحُ من جراحها بل ستنهزمُ أمامَ الاصطبار التي يحرسنا من العتمة، فإنْ لم ترسمي على قلبي المنهَك بسمتكِ التي أحبّ، فثقي بأنّ الوجعَ الذي سخرَ كثيراً منّي ومن حدائقي الصابرة، سيخطفني إلى ساعاته الطويلة، لأصيرَ زمناً له، لايتوقّف ولايعود إلى الوراء .. !
لن أتأهّبَ لسقوطك، لأنكِ لن تسقطي، بل ستحرثينَ معي حقولَ الأماني والأغاني، وإلاّ .. فخذيني معكِ، لأنّكِ ربّما نسيتِ، أنّ روحيْنا تمردتا على قوانين الزمن المرّ، فصارتا روحاً واحدة، طريقُهما واحد، وموسمهما واحد، فإمّا شروقا وإمّـا وداعا للدنيا الفانية !
ألف وردة لحرفك