أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: القتلة.. والمتفرجون& مقال مطوّل آخر

  1. #1
    شاعر ومفكر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    الدولة : ألمانيا
    العمر : 77
    المشاركات : 254
    المواضيع : 79
    الردود : 254
    المعدل اليومي : 0.03

    Post القتلة.. والمتفرجون& مقال مطوّل آخر

    لم ينقطع مسلسل الإجرام في فلسطين.. فهل اعتدنا عليه؟..
    لا يستمرّ الإجرام.. إلا عند اليقين بأن المتفرّجين يتفرّجون فقط

    إنّنا في حاجة إلى ما يعيد الحياة إلى وجداننا من جديد، بعد أن جعلنا الحديث عن قضية من وزن قضية فلسطين بأسلوب الموضوعية والمنهجية والأرقام والإحصاءات، كحديثنا عن حصيلة صفقة تجارية أو سفرة سياحية، وأغفلنا أنّ كلّ تقويم موضوعي وتصرّف منهجي لا بدّ أن يفتقر إلى سلامة المنطلق وقوّة الهدف وصحّة الوسائل، إذا كان بمعزل عن حياة الوجدان أو في حالة تغييبها، فلا غرابة أنّنا خرجنا في الحصيلة بتعاملنا مع قضية فلسطين من حلبة الوجدان الحيّ ومن ساحة الاستيعاب الموضوعي والقدرة على التصرّف الفعّال على السواء!

    التخدير الإعلامي والفضائيات
    نحتاج إلى إحياء الوجدان.. فنحن نعايش حملة واسعة النطاق على ما سبق وحرّكته انتفاضة الأقصى على المستوى الشعبي وأعادت مفعوله إلى ساحة صناعة الأحداث. وسيّان

    - هل رأينا من وراء "قتل الوجدان" معالم تخطيط مقصود وتنفيذ مدروس فتعرّضنا للاتهام الغوغائي العتيق بفكر المؤامرة (وكأنّ ما يجري يجري في الخفاء) وانشغلنا بالأخذ والردّ عن أصل القضية..

    - أو اكتفينا برؤية النتائج الظاهرة للعيان ممّا لا ينكر رؤيته إلا مكابر بمختلف الموازين..

    فإنّ الحصيلة واحدة، يصوّرها على سبيل المثال تساؤل بعض الفضائيات بأسلوب "البراءة المطلقة" وتبرير ما يصنع الساسة المسيولون: أين الشعوب؟.. علام لا تتحرّك؟.. والواقع هو أنّ تلك الفضائيات بالذات –أو غالبيتها العظمى- أصبحت وسيلة رئيسية لتخدير الشعوب والتعتيم على كلّ من لا يصل التخدير إليه من فعاليات مناهضي ما يسمّى التطبيع والناشطين في المقاطعة الشعبية.. كمثال.. ووسيلة رئيسية للتهوين من شأن ما يتخذ من إجراءات قمعية أو تغييب الحديث عنها أو حصره في إطار مدروس بعيدا عن تحريك التفاعل الشعبي..

    يسري هذا مثلا على فضائيات ركبت لفترة من الزمن موجة الموقف الشعبي في قضية فلسطين ثم أفغانستان لتحتلّ المكانة التي وصلت إليها، ثم إذا بها تقوم بدور آخر وإذا بأخبار المقاومة والشهادة في فلسطين، تتحوّل تدريجيا لتصبح أخبارا موجزة تأتي إذا أتت في آخر نشراتها الإخبارية وعلى هامش برامجها الحوارية وعبر الصياغة التي يريدها منظار "التهدئة الأمريكية" في إطار التركيز على الجبهة العراقية..

    ويسري هذا أيضا على فضائيات نشأت "شبه إخبارية" وسارعت إلى أخذ مكانها إلى جانب من سبقها بأسلوب مشابه، فلم تنقطع لحين من الزمن على سبيل المثال عن تنظيم "حملات أيام فلسطين" لصالح الأرض المحتلة والمقاومة فيها.. ثمّ إذا بها تزيد تدريجيا جرعة البرامج التي تضعها في خانة التخدير الإعلامي باسم الفنّ والتغريب الثقافي باسم الانفتاح واللهو الماجن باسم الحرية.. بينما غابت القضية وأحداث القضية عنها إلا بمقدار ما يضمن مفعول ورقة التوت!..

    ولا يستحق الصنف الثالث من الفضائيات –ووسائل إعلام أخرى مشابهة- الحديث وقد كانت ولا تزال تجعل من اللحاق بركب "حضارة الفيديو كليب.. والرقص" محورا لصناعة الشعوب.. وصناعة المستقبل، ويكفي بعد ذلك تجاهل ما يسيل من دماء، أو اعتباره أمرا "اعتياديا"، أو مادة إخبارية إعلامية.. ليس إلاّ !!..

    من يحيي الوجدان؟
    نحتاج إلى إحياء الوجدان فالحديث عن "قتلة.. ومتفرجين" ليس حديثا عن رواية بوليسية أو فيلم سينمائي أو مأساة مسرحية، إنّما هو عنوان قطعة من واقع نعيش فيه، أو نحسب أنّنا "نعيش" فيه وقد أصبحنا مواتا على هامش الهامش في عالمنا وعصرنا.

    إنّه الحديث عن القتل الذي يصيب قطعة من جسدنا، يصيب فريقا منّا نحن، أعني أمّة العرب.. أو أمّة المسلمين إن شئتم، أو لنقل فريقا منّا نحن البشر من بني آدم وحواء، من جنس الإنسان، الكائن الحيّ الذي نزعم ولم نعد نقدّم الدليل، أنّه يتميّز عن سواه بوصفه كائنا عاقلا، أو حيوانا ناطقا.

    بل هو الحديث الذي يستهدف أوّلا "أصحاب الأقلام وفرسان الأدب والثقافة والفكر".. طارحا السؤال المباشر: إلى متى نتحدّث عمّا يصنع القتلة وعن جرائمهم وأعوانهم، وعمّا لا يصنع المتخاذلون أمامهم واللاهثون في استجداء مسالمتهم أو استجداء معونة شركائهم في التقتيل والإجرام، ولكن لا نتحدّث إلاّ نادرا عن أنفسنا وما نصنع أو لا نصنع.. أو حجم ما نصنع ونوعيته وتفعيله كيلا يبقى مجرّد كلام؟..

    أما قتل بعضنا نفسه انشغالا بتكرار ما نكرّره في مقالاتنا من "فضح" للصهاينة المجرمين!.. وما أولئك بالذين يحتاجون إلى من يفضحهم ويفضح جرائمهم وهي تُرتكب جهارا نهارا.. ولا أقصد هنا الدعوة إلى السكوت عمّا يصنعون.

    أما قتل بعضنا نفسه انشغالا بالجدال ما إذا كان الأمريكيون يتآمرون أم لا يتآمرون وكيف يتآمرون، رغم أنّهم لا يكيدون ويعادون ويبطشون في الخفاء وراء ستار، بل هكذا في وضح النهار، وبأسلوب استعراضي يتعمّد الاستخفاف والاحتقار والازدراء، لمن يزورهم ولمن لا يزورهم من زعمائنا، من أنظمة تحكم أو أحزاب وجماعات تعارض على السواء..

    أما قتل بعضنا نفسه انشغالا بالتنديد بمجلس أمن دولي يأبى أن يندّد على الأقل بالجريمة ومرتكبيها، وباتحاد أوروبي مشغول ببقره وغنمه عن صخبنا حول حوار وجوار وحقوق إنسانية، وبنعي اتحاد سوفييتي أكل الدهر على شيوعيته وشرب كما لو كان فعلا النصير المحرّر لأرضنا والواقي من هزائمنا..

    أما قتل بعضنا أوراقه وأقلامه وأعين قرّائه وآذان سامعيه بالتساؤل الغاضب مرة بعد مرة عن منظمة عالم إسلامي تلعق جراحنا ولا تضمّدها، وجامعة دول عربية لا تريد أن تغادر عالم الأموات إلى عالم الأحياء، وعن حكومات وأحزاب وهيئات ومؤسسات ومثقفين ومبدعين وأشباههم.. ولكن دون أن يتحوّل التساؤل إلى طرح عملي لتحرّك فعال بإجراءات وخطوات ظاهرة الأثر على وجه الارض وفي واقع الحياة!..

    لا بأس في التساؤل وأضعاف أضعافه، ولكنّنا نتساءل على الدوام وكأنّ هذا كلّه ليس "مجموع" أنفسنا أفرادا، وحصيلة قعودنا أفرادا، ونتاج قصورنا أفرادا، فكأنّنا نتحدّث عن أناس آخرين جاؤونا من كوكب آخر، وليس من داخل كتلة بشرية نحن بعض مكوّناتها.. سواء كانت فاسدة مفسدة أو صالحة مصلحة!.

    ثم قتلنا أنفسنا أيضا مرّات ومرّات اشتغالا ببعضنا بعضا، فذاك يدعو بحماسة وانفعال لمواجهة الإجرام فنلوم احتراقه في أسلوب دعوته ونتجاهل مضمونها، وذاك يتفلسف عن منهجية تنقصنا لنواجه بها همجية القرن الميلادي الحادي والعشرين فنسخر منه ومن بلادة حسّه، وآخر اختلطت عليه أسماء القتلة المجرمين وما زال يتلبّس برداء موضوعية يريدها أن تميّز بين قاتل وقاتل من الصهاينة الغاصبين فنستصغر عقله ونستعديه، ورابع يسدّ الأبواب إلاّ باب واشنطون ولو أدّى إلى الجحيم فنجعل معركتنا معه ناسين واشنطون نفسها، وخامس يتابع السير على دروب التيئيس والتخذيل، وسادس.. وسابع.. وثامن..

    التخذيل عن التحرّك

    هنا أيضا لا بأس بخوض الحديث عن ذلك كله، ولا بأس بالحوار فيه، ولكن شريطة أن يقترن الحديث والحوار بعمل.. برؤية عملية للأهداف الأمثل والمخططات الأقوم والسبل الأفضل والوسائل الأنجع في مواجهة ما يواجهنا ويقتحم عُقر دارنا وأعماق بيوتنا من الأخطار، ولا ينتظر نتائج مواجهات "أكاديمية" فيما بيننا!..

    لا يكمن الخطر في إجراء الحوار أو رفضه ولا في أسلوبه ومجراه، بل في حقيقة أن يتحوّل هذا الذي نسميه حوارا إلى حاجز يحول بيننا وبين التحرّك الفعلي، فيصبح الكلام عن التخطيط بديلا عن التخطيط، والحديث عن العمل بديلا عن العمل، والخطبة في الجهاد بديلا عن الجهاد.. كما يصبح حوارنا، حماسيا كان أو منهجيا، وإيجابيا أو سلبيا، واقتراحا عمليا أو اعتراضا غوغائيا.. أن يصبح ضربا من ضروب تبرئة الذمّة بمبرّرات كاذبة وموهومة، بيننا وبين أنفسنا أو تجاه من حولنا.. وما ذاك بالذي يبرّئ ساحتنا من المسؤولية أمام أبنائنا وبناتنا الذين نخلّف لهم واقع الذلّ والانحطاط، أو يبرّئ ساحتنا من المسؤولية يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.

    إنّنا في واقع الحال نتعامل جميعا -إلا القليل النادر ممّن رحم ربّك- مع تلك "الأحداث" الجارية، كما نتعامل مع سواها من "مشاهد أفلام تليفزيونية"، فيتأثّر بعضنا وقد تدمع عيناه لمرأى ثكلى تبكي وليدها وتدفع بالآخر ليتحرّك مكانه في الميدان، ويتحمّس بعضنا لطفل على ظهره حقيبة مدرسته وفي يده حجر وفي عنقه رصاصة قاتلة، ويغضب بعضنا للإحساس بالعجز أمام ما يجري من تقتيل وتدمير، وقد يشتم أو قد يجادل من حوله.. ثم ماذا؟.. يعود بعد تأثره الشديد أو الضعيف نتيجة ما رآه في ذلك "الفيلم" التليفزيوني، إلى "حياته الفعلية"، موظفا أو مدرسا أو طبيبا أو صحفيا أو طالبا أو ربّة بيت، وتمضي الحياة الرتيبة بنا كما كانت، إلى أن نجد الوقت مجدّدا لمتابعة الشاشة الصغيرة ومشاهدة فصل آخر من فصول المسرحية الإجرامية الجارية!..

    لعلّنا رأينا ما بين تلك المشاهد لقوافل القتلى والمصابين والمعاقين بين أيدينا، مشهد قافلة من أشياء أخرى أصابها التقتيل والتعويق والشلل أيضا، وكنّا نسمّيها: مروءة وشهامة ونجدة ونخوة ونُصرة وكرامة وعزّة ووجداناً وضميرا!..

    كثيرا ما نبرّر قعودنا عن العمل أو استعاضتنا عنه بالكلام، بالتأكيد المتكرر لأنفسنا وسوانا أننّا "عاجزون"، أو بلجوء بعضنا في أفضل الأحوال إلى بعض مال يتبرّع به، أو مقال إعلامي ينشره.. ولا ينقطع رغم عن ذلك عن التأكيد أن المال لا يصل والكلام لم يعد يفيد، فيتكرّر التأكيد أننا عاجزون عن صنع شيء حقيقي فعال يؤثر في مجرى الأحداث، فهل نحن عاجزون حقا؟..

    إنّ الذين يتشبّثون بهذا الأسلوب فيتابعون حملات التخذيل والتيئيس القائمة والمستمرة من قبل كامب ديفيد الأولى، ويريدون من خلالها إقناعنا بأنّنا لا نستطيع أن نصنع شيئا، كأفراد أو أسر أو روابط اجتماعية، وكاتحادات أو نقابات أو أحزاب سياسية، وكشعوب أو حكومات أو منظمات تجمع دولنا.. هؤلاء الذين يريدون إقناعنا بأن العجز فينا ثابت لا يتزحزح، راسخ لا يزول، إنّما يريدون أن يستمرّ القتل في صفوفنا دون احتجاج أو مقاومة..

    يريدون أن يستمرّ القتل.. ولا أقصد بذلك قتل الشهداء فقط، ولا حتى وأد القضايا المصيرية وتصفيتها فحسب، بل أقصد أيضا قتل البراهين على وجودنا كبشر، ومقوّمات وجودنا كأمّة حية، ومقوّمات تحرّكنا على أي طريق تحقق النهوض والتحرّر والوحدّة والعزّة.

    هل نحن عاجزون حقا أمّ نحن قادرون على أن نصنع شيئا حقيقيا مجديا، ونخذّل بعضنا بعضا من كثرة ما نردّد أنّنا "عاجزون"؟..

    التحرّك ومسؤولية الفرد

    إنّ طرح هذا السؤال بغرض البحث عن إمكانات التحرك وليس بقصد التيئيس، هو المدخل الذي لا غنى عنه لصنع شيء أصلا، شريطة ألا نفرغه من مضمونه، فيسـتخدم كل منّا صيغة المتكلم ويقصد بسؤاله: ماذا يصنع حكامنا، وأحزابنا، وعلماؤنا، ودعاتنا.. وأهل الأرض جميعا، ولكن دون أن يسأل نفسه سؤالا جادّا: ماذا أستطيع أن أصنع بنفسي أولا!..

    إنّ أوّل الطريق للتحرّك الفعال هو أن نطرح السؤال بصورة فاعلة جادة، ولا يتحقق ذلك إلاّ عندما يسأل كل فرد منا نفسه وهو في موقعه، ويسأل الأفراد أنفسهم وهم في مجموعة أو رابطة أو هيئة، حيثما كانوا وفي أي ميدان اشتغلوا، أن نسأل عمّا يستطيع كلٌ منّا كفرد أو كجزء من مجموعة صُنْعَه في المجال الذي يلائم الكفاءة المتوفرة والوسائل المتاحة، فإن لم يتوفر شيء من ذلك، كان المطلوب توفيره وفق قاعدة إنّ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

    - كل بضاعة أمريكية تقاطعها ربّة بيت في منزلها..
    - وكلّ مظاهرة يحرّكها طالب في جامعته أو مدرسته..
    - وكل حملة رسائل يثيرها ويتابعها العاملون في حقول الإعلام والثقافة..
    - وكلّ عمل احتجاجي يقوم به فريق من العمال..
    - وكل خطبة جمعة في مسجد..
    - وكل شارة معبّرة عن موقف الرفض تصبح جزءا من لباسنا اليومي في الشارع والجامعة والدائرة وعلى أبواب السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية..

    جميع ذلك وما شاكله من قائمة طويلة بعضها قابل للحديث في مقال وبعضها لا يصلح لمقال، جميع ذلك إن لم يحقّق الآن تأثيرا فوريا ومباشرا على صناعة القرار ومجرى الحدث، يمكن أن يعيد إلينا نحن نبض الحياة، ويُشعر الدنيا من حولنا أنّنا ما نزال أحياء، فيتعامل صانع القرار، شاء أو أبى- مع حقيقة وجودنا الحيّ ومع مظاهر التعبير عن إرادتنا، تعاملا آخر غير ما هو عليه الآن، وقد غلب عليه التجاهل والاستهتار أو عدم الإحساس أصلا بوجودنا ووجود إرادة لنا، ما عدا إرادة الانصياع لما يريد.. إن سمّيناها إرادة، ومعيشة الاستهلاك لما يصنع.. إن سمّيناها معيشة!..

    اولكن.. ليس صحيحا على الإطلاق أنّ التحرّك على مستوى الفرد ومن خلاله في الدوائر المحيطة به، لا يؤثر الآن تأثيرا مباشرا على صناعة الحدث، إنّما يجب أن يكون التحرّك واضحا وقويّا ومستمرّا، وقد رأينا ما صنع تحرّك جماهيري مؤقّت على شكل صرخة ارتفعت مع ولادة انتفاضة الأقصى، ثم رأينا كيف خمد التحرّك فخمد مفعوله، ولو استمرّ لتضاعف تأثيره ومفعوله.

    ما زالت الانتفاضة ماضية.. وما زال الإجرام الصهيوني متواصلا.. وما زال الإجرام الأمريكي متتابعا.. ولهذا لا بدّ من تأكيد ضرورة أن يكون التحرّك الفردي والجماعي متجدّدا دائبا مستمرّا لا ينقطع.

    ثمّ يجب أن ندرك أفرادا وشعوبا ودولا، أنّ القضية الحقيقية التي تتطلّب منّا أن نتحرّك:
    - ليست قضية دعم الانتفاضة.. فحتى لو انقطعت لا ينبغي أن ينقطع التحرّك..
    - وليست مجرّد "تحرير الأقصى".. فإذا ما تحررّ –وسيتحرّر بمشيئة الله- سيبقى استمرار التحرّك واجبا..
    - بل وليست محدودة في هدف تحرير فلسطين المغتصبة بكاملها.. فبعد تحريرها أيضا لا يجوز القعود من جديد,,
    إنّ هذا كلّه وأهدافا أخرى معه ليس إلا أجزاء من القضية الأكبر والأعظم، والتي لا يكفي معها التحرّك للحظات، ولا حينا بعد حين، ناهيك أن تكفيها صرخة من أعماق الوجدان نعود بعدها إلى الغفلة..
    إن قضيتنا الأهمّ والأشمل هي أن نكون نحن، أفرادا وأمّة، من الأحياء الفاعلين في حياة أنفسهم والمؤثرين في الواقع من حولهم.. على الدوام، وهذا ممّا يوجب التحرّك الدائم، والتعبير المتواصل عمّا نريد.. دون انقطاع، وهذا ممّا يوجب التحرّك:

    - من أعماق الوجدان، فمن مات وجدانه لا يفيد عقله..
    - وعبر التخطيط والتنظيم والعمل، فمن تعطّل فكره زلّت به حماسته..
    - وفي كل ميدان، في ميدان مواجهة العدوان والاغتصاب وفي ميدان العمل والبناء، وللاستغناء بأنفسنا عن العدوّ الكامن عبر خبرائه ومستشاريه وقروضه الربوية في أعماق تشكيلات جيوشنا ووزاراتنا وأجهزتنا ومصانعنا وجامعاتنا..

    آنذاك وعبر التحرّك الهادف الدائب، وكذلك الشامل لمظاهر الرفض وأساليب الاحتجاج الآنية في التفاعل مع أحداث آنية لا تحتمل الانتظار ولا تجيز الانتظار.. آنذاك يمكن أن تتحقق الأهداف الصغيرة والكبيرة على اختلافها وتعدّد ميادينها، بل آنذاك لا تتعرّض أرضنا للاغتصاب أصلا، فإنّما تُغتصب أرض من لا يحسّ أحد بوجودهم، وآنذاك لا يتعرّض أهلنا للتقتيل والتشريد ابتداء، كما لو يكونوا أهلنا، نتيجة فرقتنا وعدم تلاحمنا، كما لا تتعرّض قضايانا الكبيرة والصغيرة للتصرّف بها كما لو كانت ملكا مشاعا، فإنما يمارس القتلة جرائمهم في جنح الظلام.. أو هكذا في وضح النهار عندما يأمنون على أنفسهم من الردّ، يأمنون من جمهور المتفرّجين، الذين ينظرون إليهم ولا يبصرون، ويشهدون جريمتهم ولا يتحرّكون..وكأنّهم لم يقرؤوا قطّ قول ربّ العزّة: ((أتخشونهم فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين)).

  2. #2
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : قلب الواحة
    المشاركات : 1,290
    المواضيع : 109
    الردود : 1290
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    اخي الكريم الاستاذ / نبيل شبيب
    ان ما ذكرته لهو في غاية الاهمية مسألة الفرد نفسه وما يستطيع
    أن يقوم به
    مسألة فكر الشخص ومنهجيته في التعامل مع الامور والاحداث
    والقضايا التي تمسنا كمجتمع مسلم
    بالنسبة لفضائياتنا العربية وكما احب ان اسميها وغيري كذلك - فضائحيات عربية -
    هي ليست سوى فضائيات عميله ما تلبث ان تاخذ مكانها كمستوى إعلامي
    حتى تبدأ مجددا بالبعد عن الحقيقة والحق والتعتيم والتخدير والتهوين
    للاسف فهي قنوات عميله تدار بواسطة اليهود بشكل ظاهر او خفي
    ولن نلقي اللوم على هذا وذاك
    ان لم يتغير داخل الانسان نفسه ولم يصلح الفرد فلن يصلح حال الامة
    للاسف الكثير باتوا يقولون : انا فرد بمفردي ماذا استطيع ان افعل؟
    وهذا السؤال بحد ذاته يبين عجز والضعف الكبير الذي يعانيه المتساءل
    عندما دعى الرسول صلى الله عليه وسلم لدين الله الاسلام كان وحيدا
    ونحن هنا علينا ان نحافظ على ديننا الاسلامي ومقدساتنا وامة محمد صلى
    الله عليه وسلم يوماً لم تكن ضعيفه ولا يجب ان تكون ضعيفه كالضعف
    الذي كانت عليه في الزمن الذي مر بعد ذهاب الخلافة الاسلامية وغيرها
    ان الفرد منا عليه ان يبدأ بنفسه
    فلو كل فرد صمد وقال اني استطيع فعل الكثير
    والفرد الاخر قال نفس الامر
    لتكونت مجموعة وفي طرف اخر مجموعة اخرى
    وبالتالي ستقوى الامة بهؤلاء المجموعات الذين يريدون الحق
    ولا يخافون في الله لومة لائم
    امور كثيرة نستطيع ان نبدأها بأنفسنا لكي نستطيع مجابهة المشاكل العظام
    وبدايتها تكون بتقوية ايماننا بالله سبحانه وتعالى
    وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم
    اذا علينا ان نبدأ بانفسنا
    هذا هو الاساس

    سلمت يا نبيل شبيب على المقال المتميز
    وسلم كل غال عليك

    نسرينه

  3. #3
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    مرة أخرى أجد نفسي في حروفك أخي نبيل وهذا مما يسعدني ويزيدني لك احتراماً ووداً ...

    لقد وضعت يدك على أهم مرضين وحددت الدواء لهما ولطالما تحدثت عنه في شعري ونثري وفي حواري وتأملي ...

    المشكلة تكمن في الإعلام والمسؤولية الفردية فمتى استطعنا أن نعدل مسارهما استطعنا أن نتجاوز الكثير الكثير من مشاكلنا .....

    هذه مشاركة سريعة للتعبير عن التقدير وأعود لنقاش ذلك بالتفصيل لاحقاً

    تحياتي واحترامي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4

المواضيع المتشابهه

  1. &&& أطياف وردة &&&
    بواسطة أديب قبلان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 17-04-2007, 01:07 PM
  2. &&& .... من أنا ؟....&&&
    بواسطة شاطئ سلام في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 20-05-2006, 01:17 PM
  3. && لم يبق بعد الرماد غير الرحيل &&
    بواسطة خوله بدر في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 17-12-2005, 02:03 PM
  4. >><<قضية تحت المجهر (( بين الشاعر و المنشد)) >><<
    بواسطة نور جمال الخضري في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-12-2005, 04:24 PM
  5. && عــُــــــمْــــر &&
    بواسطة الهوى المشتاق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-09-2005, 06:31 AM