قصة قصيرة
كان ذلك الفارس يصيح بالجنود : تهيأوا يا رجال ، عند المغيب سنقيم معسكرنا هاهنا إن شاء الله ، وغداً ستكون المعركة ، فأشغلوا ليلتكم هذه بالذكر والدعاء.
ثم نزل ذلك الفارس عن خيله متجهاً إلى خيمة أقامها له جنوده ، شكرهم بأدب ودخل إليها
كان المصحف موضوعاً على طاولة خشبية قصيرة ، وقليل من الضوء يشع من مشعل صغير معلق
انتظر لصلاة المغرب ذاكراً لله ثم خرج ليؤم الجيش
وعاود الدخول ليتضرع لله جل جلاله
ومع إغفاءة تسللت إلى عينيه الحالمتين ، رأى حورية رائعة الجمال تقول له:
"تفطر عندنا غداً إن شاء الله وينصر الؤمنون"
وما انتبه إلاّ على صوت حارسه ينبهه لصلاة العشاء
ولم يستطع أن يؤم بهم، لأنه كان يبكي بكاء المستبشرين بوعد الله
فقدم رئيس حرسه يؤم الناس
وعاد إلى خيمته
ثم أصبح صائماً، واشتبكوا مع العدو
ولما أذنت الشمس بالمغيب ، أصابه رمح غادر، فوقع من على جواده مبتسماً
مرددا للشهادة
ولما رأى الجند ما حل بقائدهم استبسلوا في القتال
وانتصروا
وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في هذه الدنيا
رأى الحور والنصر
وشرب من يد حوريته الماء