السلام عليكم ورحمة الله وبركات
الاحبة الكرام
تحية لكم جميعا , وتحية لكاتب الموضوع ولكل من ادلى برؤيته في هذه القضية .... وهي ليست بجديدة
فالأمر باختصار شديد
حرب على كافة الصعد
اما العدو فليس هو الغرب او جهة ما بعينها
انها حرب الطاغوت
وكذلك اراد الله ان تكون قائمة بين الحق ممثلا بالفطرة السليمة المتآلفة من أوامر ونواهي الخالق
وبين الطغيان الذي يريد ان يسخر الارض وما عليها لغير ما خلقت له
فالله جعلنا خلفاءه في هذه الأرض " قال اني جاعل في الأرض خليفة " البقرة
وسخر لنا مافي السموات وما في الأرض :
سورة لقمان.
الآية: 20 - 21 ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير)
ولكي نقوم على اصلاح أمرنا وكما اراد الله , فكلٌ خليفةٌ لله في أمره و في من يعول , ثم تتسع الدائرة بقدر ما يستطيع كل منا, كل ذلك بمرجعية واحدة كتاب الله وسنة نبيه
فعندما اتجاوز خصوصيتي يجمعني بالآخرين منهج واحد نلتقي عليه
ورغم اننا قد نختلف في فهم نواحي من الكتاب والسنة, إلا اننا نتفق جميعا على أمور اساسية فطرية, اجتمعت عليها الأمة والاديان , وينضوي تحت لواء هذه الأساسيات معظم نشاطنا الإنساني
ويبقى القليل مما نختلف به وهذا الاختلاف سنة من السنن الفطرية
المائدة : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا
عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ
عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا
آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا
فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) {48}
ويستوي في ذلك اتباع جميع الأديان فمنهج الله واحد وان تغيرت بعض الأحكام بقتضى الحال !
ويبقى السؤال الملح :
اما وقد اجتمعنا ههنا , فهل نحن على مستوى المسؤولية والالتزام والتناصح والتشاور في امرنا, وفق مقتضى كتاب الله وسنة نبيه ؟
ام اننا هكذا غثاء كغثاء السيل نبدد طاقاتنا واوقاتنا عابثين !
اذا كنا على مستوى المسؤولية
تعالوا نتناول الأمر صادقين مع انفسنا ومع الله وملتزمين بكتابه وسنة نبيه
اذا كنا على مستوى الصدق هذا, تعالوا نتناول امورنا وما يحيط بنا كلُ واحد في بيئته فهو ادرى بها , ولا يعقل ان اتكلم وانا في سوريا , عما يجري في العراق
صحيح ان الإعلام ينقل لي , ولكن الأداة الأعلامية والقائمين عليها لا يستأمنون ولا حتى على نعجة خرقاء !
وما تأمنه اليوم لا تأمنه غداً !
وكذلك ينشأ سؤال آخر ملح وكيف نأمن بعضنا فيما نتناول !
جاء في الأذكار النووية للامام النووي :
عن أبي موسى الأشعري قال: قلتُ يا رسولُ اللّه، أيُّ المسلمين أفضلُ؟ قال: "مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ".
اذن هي قضية قول مشفوع بسلوك يصدقه !
وجاء في صحيح مسلم
عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ نَبِيَ بَعَثَهُ الله فِي أُمّةٍ قَبْلِي، إِلاّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمّتِهِ حَوَارِيّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ. ثُمّ إِنّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمِ خُلُوفٌ، يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ. فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَرْدَلٍ".
انظر الى الحديث فهذا الخلوف من الأمة وليس من سواها, يقول ما لا يفعل , ويفعل ما لا يؤمر
وقد امرنا رسول الله ان نجاهدهم باليد فإن لم نستطع فباللسان فإن لم نستطع فبالقلب. وليس بعد ذلك شيء من الأيمان !
انظر ليس بعد ذلك شيءٌ من الإيمان , والله امر خطير !
وقد ورد حديث في شرح النووي لصحيح مسلم عنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: عَبِثَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِهِ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ صَنَعْتَ شَيْئاً فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ. فَقَالَ: "الْعَجَبُ إِنّ نَاساً مِنْ أُمّتِي يَومّونَ بِالْبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ. حَتّىَ إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ" فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ الطّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النّاسَ. قَالَ: "نَعَمْ. فِيهِمْ الْمُسْتَبْصِرُ الكلام وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السّبِيلِ. يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً وَاحِداً. وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتّىَ. يَبْعَثُهُمُ اللّهُ عَلَىَ نِيّاتِهِمْ".
وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين لئلا يناله ما يعاقبون به، وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا.* النووي انتهى*.
وجاء في النسائي
قَالَ أَبُو الدّرْدَاءَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ ثَلاَثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلاَ بَدْوٍ لاَ تُقَامُ فِيهِمُ الصّلاَةُ إلاّ قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشّيْطَانُ فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ فَاِنّمَا يَأْكُلُ الذّئْبُ الْقَاصِيَةَ»اختصر كل هذا الكلام في جمل قصيرة :
هذه سنة الحياة جعلها الله صراع الأضداد
فمن شاء فليسلك سبيل الهوى وما نهى الله عنه وليس بمعجز
ومن شاء فهذا كتاب الله سبيل الرشاد
ولا سبيل ثالث بينهما
فمن سلك سبيل الرشاد اقتضى الايمان ان نجاهد من احدث في أمرنا من امتنا
باليد فاللسان فالقلب وليس وراء ذلك ايمان والقول يصدقه العمل
وان نلتزم امة الهدى ونتجنب امة الضلال فالمرء مأخوذ بعقوبتهم ما لا زمهم
واقتضى العقل ان نلتئم على امرنا فلا نوخذ بالقصوة
فهل انتم مجتمعون على كلمة تتعاهدون عليها على محجة بيضاء من شرع الله
فأن اجتمعتم وصدقتم اضمن لكم بضمانة الله عز وجل احدى الحسنيين :
سورة التوبة.
الآية: 52 {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون}.
وقد جرى بي من التجربة ان دخلت العراق ابان حصارها وعزمت ان ارفد القوم بما استطيع وتكلمت معهم في ذلك فطلبوا مني اموراً انفذها لهم
فطلبت منهم ان اجعل يمينا فيما بيننا استوثق به منهم فأبوا فعلمت انهم كاذبون
ثم مالبثت بغداد يوما ثم سقطت !
تحية لكم ولي عودة حتى يلتم الاخوة الكرام ويرون رأيهم