غِنَاءُ الأشْيَـاء
شعر: حسين علي محمد
................................
حين تُغنِّينَ مساءْ
عيناكِ تُشعانِ بضوْءٍ لا يخفتُ في الظلماءْ
أنفاسُكِ تحملُني لربيعِ النشوةِ
فوقَ جوادِ الزَّمنِ العدَّاءْ
هلْ تجهلُ بوحي عيناكِ ..
أيا وردةَ أيامي البيضاءْ ؟
لمْ يكَدِ العامُ يُتِمُّ الدورهْ
هلْ تُبصِرُني عيناكِ الآنَ وحيداً في الصحراءْ ؟
هأنذَا أجلسُ وحْدي ..
أنتظرُ الأشجارَ تعودُ مُحمَّلةً بالأثمارِ ..
تُغنِّينَ ..
فيمْتلئُ الصَّوْتُ بعطْرِ اللهفةِ واللألاءْ
أتكسَّرُ في الشُّطْآنِ شظَايَا
أفتحُ أسْفارَكِ للريحِ لتكتُبَ ما شاءتْ فيها:
شعْري وشْمٌ فوْقَ جبينِكِ ..
هذا القلْبُ يُدمْدِمُ
يا للرِّيحِ الفظَّةِ والأنْواءْ
تُلقي برمالِ الفضَّةِ
فوقَ القدمِ البيْضاءْ
أذكُرُ كيفَ تلاقيْنا ذات صباحٍ
ردَّدْنا أكذبَ ما قالَ الشعراءْ !
كُنا لمْ نسمعْ بعدُ عن العاصفةِ الهوْجاءْ
تحتَ سمائكِ لا أسمعُ
غيرَ ترانيمِ الحبِّ
إضاءاتِ الشوقِ
حنينِ النَّايِ ..
وميضِ البرْقِ
غِناءِ الأشياءْ !
ديرب نجم 27/2/1982م