أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: وأخير ابتدأ الهروب الأمريكى الكبير

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي وأخير ابتدأ الهروب الأمريكى الكبير

    واخيرا ابتدأ الهروب الامريكي الكبير

    شبكة البصرة

    صلاح المختار

    استهلال : صلوات المنتصرين

    الان حان وقت تخصيص وقت اكبر لشكر الله والتعبد اكثر له، فلقد مكن الله سبحانه وتعالى عباده العراقيين من ان يتحملوا تضحيات واعباء صراع لم تخضه أي امة من قبل، ولذلك كافأهم الله بالنصر الحاسم وحفر المقبرة الاخيرة للغزاة في ارض الشهداء، حيث لا يوجد شبر واحد من ارض العراق لم يتقدس بدمائهم. فيا ايها العراقيون احمدوا الله صبحا ومساء واعدوا انفسكم لصلاة النصر غدا في مسجد الفلوجة وفي محيط ضريح سيدنا الامام علي كرم الله وجهه .



    وبيارق النصر تشد الابصار وتحرك الامصار

    ربما لا ينطبق مثل على الوضع الحالي في العراق كما ينطبق المثل القائل (جاءك الموت ياتارك الصلاة) ، فنحن نشهد اليوم ما انتظرناه عامين ونصف العام وهو انهيار قوات الاحتلال تحت ضغط عمليات المقاومة المسلحة ، والتي اصبح قتلاها من الامريكيين يعد يوميا بالعشرات وليس بقدر اصابع اليد ، وهو وضع اجبر امريكا على الاعتراف الصريح والواضح بان الثورة العراقية المسلحة تنتصر وتتقدم مخترقة ومسقطة كل عناصر القوة الامريكية ، الى الحد الذي اخذ فيه قادة وجنود الجيش الامريكي يضعون حفاطات الاطفال بين سيقانهم لامتصاص بولهم المتدفق من شدة الخوف من اسود العراق ابطال ملحمة معركة الحواسم الخالدة ، فهاهي بغداد العرب عاصمة الخلافة الماضية ومركز الخلافة الاتية قريبا بعون الله ، تزهو بانتصارات ابناءها ، وهاهي قوات النخبة من الحرس الجمهوري البطل تتمركز في بغداد الان وتكمل استعدادها لتحرير ما تبقى بيد الاحتلال وهي المنطقة الخضراء ، وهاهو توقيت الحسم الاخير يتقرر ويجعل من الانتخابات التي ستزور حتما ساعة الصفر لادخال العلوج وجحوشهم في اقفاص عدالة العراق .

    دعونا نستعرض ما جرى وما يجري ويؤكد اقتراب الحسم الاخير ، وسوف نعتمد على اعترافات الامريكيين انفسهم بهزيمة اسوأ ديكتاتورية شر في التاريخ الانساني ، وهي الديكتاتورية الدموية الامريكية ، فما قيل حتى الان كثير جدا ويكفي لتأليف كتب ، ولذلك سنختار بعضا من هستيريا المرعوصين (المرعوص باللهجة العراقية هو الذي اقترب من حافة الانهيار العصبي او الجنون) من اعضاء الكونغرس الامريكي والاعلاميين الامريكيين والمسؤولين الحاليين والسابقين ، والخبراء وجنرلات الجيش الامريكي وحلفاء امريكا في حلف الاطلسي ، و...و ... انها جولة الحق العراقي ضد شيطان امريكا الاكبر : عشق ابادة الاخر لاجل الاستيلاء على وطنه وثروته .



    الكارثة الستراتيجية الامريكية الاعظم

    أن ادق وصف لحالة امريكا في العراق هو الذي ورد في مقال عنوانه (الكارثة الستراتيجية الاعظم في التاريخ الامريكي) The Greatest Strategic Disaster in American History للكاتب الامريكي مارك وتني (اورك نيت انفو 27 – 11 – 2005 ) ، وترجمته ونشرته شبكة البصرة، اكد ان غزو العراق هو الكارثة الستراتيجية الاعظم في كل التاريخ الامريكي. هل بالغ؟ كلا فلقد سبقه هنري كيسنجر، اعظم المخططين الستراتيجيين الامريكيين المعاصرين، حينما حذر من ان انسحابا متسرعا للقوات الامريكية من العراق قد يؤدي الي كارثة سياسية وعسكرية (طبقا لوكالة اف ب 29 – 11 – 2005 ) ، واوضح كيسنجر الذي كان وزيرا للخارجية في ادارتي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد ان الانسحاب من العراق قد يؤدي الي كارثة ، وقال في مقابلة مع محطة سي ان ان التلفزيونية يجب ان نتذكر دائما هدفنا فاذا تركنا العراق في ظل ظروف قد تؤدي الي قيام حكومة راديكالية فيه ،او ان يتحول جزء من هذا البلد الي ملاذ للارهاب، سيتحول الوضع الي كارثة ستؤثر علي العالم باسره . واضاف ان الطبيعة العالمية للارهاب تجعل من الصعب تحديد استراتيجية لانسحاب القوات الامريكية من العراق . كيسنجر هنا يعترف صراحة بان الاطروحة الرئيسية التي تسود اوساط صناع القرار الامريكي ومساعديهم هي الانسحاب وكيف ومتى ، وليس الانتصار .

    وجاءت تصريحات كيسنجر وسط جدل محتدم في الاوساط السياسية الامريكية حول ما اذا
    كانت القوات العراقية العميلة جاهزة لتسلم السلطة من الجيش الامريكي ، وحول ما اذا كان يجب وضع جدول زمني لانسحاب القوات الامريكية تدريجيا من العراق او الانسحاب الفوري . وقال يجب ان نسأل انفسنا بعمق: ما هو الوضع السياسي الذي يسمح لنا بسحب قواتنا والا نكتفي بالتفكير بمستوي تدريب القوات العراقية .

    ان كيسنجر حينما يصرخ بصوت عال محذرا من الانسحاب دون خطة ، ورضوخا للضغط الهائل الذي تسببه عمليات المقاومة العراقية ، التي لم تتراجع ابدا منذ انطلاق الثورة المسلحة ، بل تصاعدت بمعدلات هندسية ، كيسنجر هذا يعرف ما يقول ومطلع تفصيليا على الوضع الحقيقي للقوات الامريكية في العراق ، وهو وضع كارثي تماما ، لذلك كرر هذا التحذير يوم 29 – 11 بعد ان اطلقه قبل اسابيع من هذا التاريخ .

    اما الصرخة الاعلى والاصرح فقد صدرت عن النائب الديمقراطي جون مورثا الذي كان من اشد انصار غزو العراق ، حينما طالب بالانسحاب الفوري من العراق ، ففي كلمة له (ترجمتها ونشرتها شبكة دورية العراق) قال الحرب في العراق لا تجري كما هو معلن. انها سياسة خاطئة مغلفة بالوهم . والجمهور الامريكي سبقنا بمراحل. ان قوات الولايات المتحدة والتحالف قد فعلت كل مافي وسعها في العراق ولكن حان الوقت لتغيير المسار. جيشنا يعاني. مستقبل بلادنا في خطر. اننا لا نستطيع ان نستمر في المسار الراهن. ومن الواضح ان الاعمال العسكرية المستمرة في العراق ليست في صالح الولايات المتحدة الامريكية او الشعب العراقي او منطقة الخليج) . واضاف مورثا (لقد قال الجنرال كيسي في جلسة استماع ايلول 2005 " ان مفهوم الاحتلال في العراق هو قوة حافزة كبيرة خلف التمرد" وقال الجنرال ابي زيد في نفس الوقت "ان تقليل حجم قوات التحالف وتواريها عن الانظار هو جزء من ستراتيجيتنا لمكافحة التمرد.) واضاف : (ان الخطر الذي يمثله الارهاب حقيقي ولكن لدينا اخطار اخرى يجب الا نتغافل عنها . يجب ان نستعد لمجابهة كل الاخطار . ان مستقبل جيشنا في خطر. ان جنودنا وعائلاتهم يعملون فوق طاقتهم . والكثير يقولون ان جيشنا قد كسر. بعض جنودنا يذهبون للمرة الثالثة. والانضمام الى الجيش يتضاءل حتى بعد ان خفض الجيش المعايير المطلوبة). من يقرأ ما يقوله مورثا يعتقد بان امريكا تقاتل الاتحاد السوفيتي لان تعابير (مستقبل بلادنا في خطر ) و(جيشنا ينكسر) و (اننا لا نستطيع ان نستمر في المسار الراهن) و ( ان مستقبل جيشنا في خطر ) و (الجيش يتضائل ) ... الخ ، ان تعابير كهذه لا تستعمل الا حينما تقف القوة الاعظم عاجزة ومهزومة امام قوة اعظم منها ، وهذه القوة الاعظم من امريكا ليست اتحاد اوربا او الصين او روسيا بل المقاومة الوطنية العراقية .

    ويوضح مورثا كيف ان المقاومة العراقية هي القوة الاعظم حينما يتناول اضرار غزو العراق الخطيرة على امريكا اقتصاديا واجتماعيا فيقول : (وقد خفضت ميزانية الدفاع. ومصاريف الموظفين ارتفعت في السماء خاصة في مجال الرعاية الصحية. يجب ان نقرر خياراتنا. اننا لا نستطيع ان نسمح بالتنصل من الوعود التي قطعناها لعائلات الجنود في قضايا المنافع والرعاية الصحية ; كما لا يمكن ان نتملص من البرامج التي تضمن تفوق جيشنا . يجب ان نكون مستعدين . لقد سببت حرب العراق نقصا هائلا في قواعدنا في الولايات المتحدة.(

    ويعترف مورثا بان (الكثير من معداتنا الارضية مهتريء ويحتاج اما الى اصلاحات جادة او الاستبدال. لقد قال جورج واشنطن :" الاستعداد للحرب هو احد اهم الوسائل الفعالة للحفاظ على السلم " يجب علينا اعادة بناء جيشنا. ان عجزنا يفلت من السيطرة . لقد اعترف مدير مكتب المزانية في الكونغرس مؤخرا بكونه (مرعوبا) من العجز في الميزانية خلال العقود القادمة .ان هذه اول حرب مطولة حاربناها مع ثلاث سنوات من تخفيض الضرائب وبدون التحريك الكامل للصناعة الامركية وبدون تجنيد. ان عبء هذه الحرب لم يوزع بشكل عادل والجيش وعائلاتهم يتحملون كل العبء).

    ويقدم مورثا بصراحة الغطاء ، او السيناريو ، الذي يحفظ ماء الوجه عند الانسحاب الفوري فيقول : (ان جيشنا يحارب في العراق منذ سنتين ونصف. لقد انهى جيشنا مهمته وقام بواجبه. لقد اعتقل جيشنا صدام حسين واعتقل او قتل اقرب مساعديه. ولكن الحرب تستمر بشدة . ويتزايد عدد الجرحى والقتلى وهناك اكثر من 2079 حالة وفاة مؤكدة واكثر من 15 الف اصابة خطيرة ويقدر بأن هناك اكثر من 50 الف سوف يعانون من وهن القتال.وهناك تقارير بوفاة على الاقل30 الف عراقي.(


    وفي نظرة هي الاقرب، من وجهة نظر امريكية، الى حقيقية الوضع في العراق قال مورثا : (لقد زرت مؤخرا محافظة الانبار في العراق من اجل تقدير الاوضاع على الارض، في آيار 2005 الماضي كجزء من لائحة مصاريف دعم الطواريء شمل الكونغرس تعديل موران الذي تم قبوله في المؤتمر والذي تطلب من وزير الدفاع ان يقدم تقارير ربع سنوية الى الكونغرس من اجل قياس اكثر دقة للاستقرار والامان في العراق. وقد استلمنا حتى الان تقريرين . وقد ازعجتني فيهما حقائق في المجالات الحيوية . ان انتاج النفط وانتاج الطاقة اقل مما كان قبل الحرب( هنا يعترف مورثا بان خطة المقاومة بعرقلة ومنع استغلال النفط لتمويل الاحتلال قد نجحت) . وقد عرقلت الحالة الامنية جهود اعادة البناء (يعترف مورثا بان الركن الثاني في خطة المقاومة لمنع امريكا من تكريس الاحتلال وفرضه وهو ركن انشاء جهاز دولة عراقي قمعي وعميل ويشكل درعا يحمي الاحتلال قد فشل هوالاخر). ويقول وصرفنا 9 بلايين دولار من اصل 18 بليون مكرسة لاعادة البناء (يعترف مورثا بان الركن الثالث لخطة المقاومة وهو اجبار امريكا على تمويل الاحتلال من الميزانية الامريكية قد نجح) . وظلت البطالة في حدود 60%. والماء النقي نادر. و قد تم صرف 500 مليون فقط من 2.2 بليون دولار مخصصة لمشاريع الماء) . وعن المقاومة والفشل الامريكي التام في اضعافها بقول موروثا : (واهم شيء ان حوادث التمرد ازدادت من حوالي 150 كل اسبوع الى اكثر من 700 في السنة الماضية (يعترف مورثا بان الثورة المسلحة ضد الاحتلال تتسع على نحو لم يسبق له مثيل في أي ثورة تحرر وطني) . وبدلا من ان تنخفض الهجمات مع الوقت ومع اضافة قوات اخرى ، ازدادت الهجمات بشكل هائل. ومنذ الكشف عن ابو غريب تضاعفت خسائر الامريكان. وقد اوضح تقرير وزارة الخارجية السنوية في 2004 زيادة حادة في الارهاب الدولي).
    ويصل مورثا، بعد هذه البكائية الصفوية ،الى هدفه الواضح وهو الاعتراف التام بان المقاومة قد حسمت الامر وانتصرت في العراق وان امريكا قد هزمت حينما قال : (لقد قلت منذ اكثر من سنة ( لاحظوا يقول منذ اكثر من سنة أي منذ معركة الفلوجة الاولى وهو ما كنت اقوله واردده في كتاباتي ) والان يوافقني الجيش والادارة ان العراق لايمكن النصر فيها عسكريا . قلت منذ سنتين ان مفتاح التقدم في العراق هو التعريق والتدويل وتنشيط الطاقة) .

    مع الاعتراف بالهزيمة يقدم مورثا الوصفة المطلوبة للانسحاب من العراق وهي التعريق اولا ، أي تحويل حرب التحرير الوطنية الى حرب اهلية عراقية ، وهذا ما يطبق الان بالاعتماد التام والواضح على ايران وعملاءها، وكان ابلغ تعبير عن ذلك هو تخويل السفير الامريكي في العراق بالعمل مع ايران مباشرة للتصدي للمقاومة المسلحة واضعافها ، من جهة ، وبدفع الطائفيين من السنة لتصدر واجهة الاحداث ،لاكمال مخطط تعريق الحرب وجعلها طائفية وليس حرب تحرير ، وهو ما يقوم به الحزب الاسلامي وعدنان الدليمي وغيرهما ، باشتراك فعلي للمخابرات الامريكية والاسرائلية في هذه العملية باصدار فتاوى تحليل الدم الشيعي ، مقابل قيام المخابرات هذه نفسها وبالتنسيق مع المخابرات الايرانية بشن حرب تطهير طائفي ضد السنة . اما التدويل الذي يدعو اليه مورثا فهو يعني زج الجامعة العربية والامم المتحدة في الشأن العراقي من اجل تخفيف الضغط عن امريكا ومد حبل انقاذ لها ، وهنا يكمن خطر مؤتمر القاهرة الذي جاء استجابة مباشرة لامر استغاثة امريكي ، كما يأتي تحرك الامين العام للامم المتحدة لدعم دور الجامعة العربية .

    واخيرا يأتي ما اسماه مورثا ( تنشيط الطاقة ) ، أي اعادة بناء الصناعة النفطية العراقية لاجل تنظيم نهب العراق من جهة وتمويل الغزو من جهة ثانية ، فيتوقف استنزاف اله امريكا أي المال . لكن هذا الهدف الاقتصادي لايمكن الوصول اليه الا اذا استتب الامن ، واستتباب الامن مرتبط، كما تقول الادارة الامريكية، بارضاء السنة واشراكهم في العملية السياسية و(عزل الصداميين ) والزرقاويين ! هل عرفتم الان لم كان عمرو موسى نشطا على غير عادته ويحتضن ويقبل الطائفيين السنة كما يقبل الصفويين ؟

    ويتابع مورثا مسلسل اعترافاته المذهل فيقول ( ومازلت اؤمن بذلك الان . ولكني توصلت الى استنتاج ان وجود القوات الامريكية في العراق يعرقل هذا التقدم. لقد اصبحت قواتنا الهدف الرئيسي للتمرد. انهم متحدون ضد القوات الامريكية وقد اصبحنا محفزا للعنف. ان القوات الامريكية هي العدو المشترك للسنة والصداميين والمجاهدين الاجانب,. اني اؤمن باعادة نشر القوات الامريكية ، وسوف يحفز هذا قوات الامن العراقية لتولي المسؤولية . وقد اشار استفتاء حديث ان 80% من العراقيين يعارضون بشدة وجود قوات التحالف في العراق وحوالي 45% من سكان العراق يعتقدون ان الهجمات ضد القوات الامريكية مبررة. اعتقد اننا نحتاج ان نعيد العراق الى العراقيين). هل يحتاج ما قاله مورثا الى شرح اضافي ؟ انه اعتراف تام وماحق بان امريكا هزمت على يد المقاومة المسلحة ،وان لا امل في تغيير معادلة الصراع هذه .

    ويكشف مورثا عن اهمية توقيت مؤتمر القاهرة فيقول : (أرى انه قبل الانتخابات العراقية المجدولة في منتصف كانون الاول يجب ان يخطر الشعب العراقي والحكومة التي ستؤلف بان الولايات المتحدة سوف تنسحب. يجب ان يعرف كل العراق ان العراق اصبح حرا . حرا من احتلال ( لا حظوا انه يستخدم كلمة ( الاحتلال )الولايات المتحدة ، اعتقد ان هذا سوف يرسل اشارة الى السنة للانضمام الى العملية السياسية ) إذن الانسحاب وجدولته ليس مطلب مؤتمر القاهرة بل هو قرار امريكي صريح ، والاعتراض على مورثا كان شكليا في اطار توزيع ادوار امريكي في خطة تفصيلية، فما قاله مورثا لم يكن رايأ شخصيا يرفضه بوش ، بل كان مكلفا بطرحه وكان غيره مكلفا برفض صيغته مثل السناتور هيلاري كلنتون . هل تضمن بيان القاهرة نصا اكثر وضوحا مما قاله النائب مورثا في اعتبار الانسحاب والجدولة ضرورة امريكية ؟ هل هذا استنتاج ؟ كلا انه برنامج عمل تم تبنيه عمليا وينفذ تدريجيا ، اسمعوا ما يقوله مورثا : خطتي تدعو الى:

    -1سحب القوات الامريكية فورا وبما يضمن سلامة القوات). مؤتمر القاهرة كان امريكيا اكثر من مورثا لانه طالب بالجدولة في حين ان النائب الامريكي طالب بالانسحاب الفوري)
    2- خلق قوة رد سريع في المنطقة (أي نقل القوات الامريكية الى اماكن قريبة من العراق)
    3- خلق وجود غير منظور للمارينز أي ابعاد القوات الامريكية عن النظر لتخفيف الرفض الشعبي ).
    4- متابعة الاستقرار والامن في العراق دبلوماسيا.

    ويتابع مورثا : (ان هذه الحرب تحتاج الى الشخصنة. وكما قلت آنفا لقد قمت بزيارة الجرحى المصابين اصابات فادحة في هذه الحرب. انهم يقاسون ولأننا في الكونغرس متهمين بأننا
    نرسل ابناءنا وبناتنا الى القتال فإن مسؤوليتنا وواجبنا هو التحدث علنا نيابة عنهم ولهذا انا اتحدث علنا .لقد قام جيشنا بكل ماطلب منهم ولن تستطيع الولايات المتحدة انجاز اي شيء آخر
    في العراق عسكريا. لقد حان الوقت لعودة القوات الى الوطن).

    هكذا اذن المسألة : اجتماع القاهرة وبيانه وتوافق اطرافه هو مطلب امريكي وحاجة امريكية، اقتضتهما ضرورة حفظ ماء وجه امريكا ، التي اضطرت لتبديل ستراتيجيتها ، وامرت الجامعة ان تقوم بطرحه ، وان يبدو اشتراك وطنيين وكانه انتصار لهم ولو جزئيا .

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي





    بعد ما عرضته ساوجز تداعيات الخطة الامريكية بنقاط :

    1 – بادر الكاتب الاستاذ كمال عبدالغفور مشكورا بترجمة ونشر فوريين لما صرح به رامزفيلد في مؤتمر صحفي نادر يوم 29 – 11 –2005 بث من على شاشات ال سي ان ان، اعترف فيه رامسفيلد ، ذو الوجه الشمعي الذي ذاب وتلاشت معه عنجهيته المتطرفة ، بان القوات الامريكية خسرت الحرب في العراق، حينما قال: "ان امل امريكا الوحيد الان هو ان تنجح مباردة الجامعة العربية في اقناع الشعب العراقي بالتخلي عن دعم المقاومة والانخراط في العملية السياسية للاحتلال."



    واضاف رامسفليد، مجيباً على سؤال احد الصحفين، عن متى سيعرف ان خطته للالتفاف على المقاومة قد نجحت: "لن نعرف بنجاح هذه الخطة الا بعد الانتخابات في 15 ديسمبر وبعد ان يتم تشكيل الحكومة العراقية القادمة، فاذا قبل الشعب العراقي بالانخراط في الانتخابات وقبل بمشروعية الحكومة القادمة نكون قد نجحنا،"!!!وهذا يعني ان من قبل بالمشاركة في العملية السياسية وتخلى عن (العنف)، حسب بيان مؤتمر القاهرة ،لا يفعل شيئا غير ان ينفذ الخطة الامريكية المعلنة .



    جاء هذا الاعتراف في اعقاب تصريح السفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاده بأن بلاده تسعى لإجراء اتصالات مع بعض المسلحين، في محاولة مكشوفة من هذا السفير الامريكي الافغاني الاصل لشق صف المقاومة والمساهمة في انجاح خطة رامسفيلد عن طريق اشعار ابناء الشعب العراقي بان المقاومة قد انخرطت في اللعبة السياسية، واعترفت بشرعية الاحتلال،وهذا ما طالب به النائب جون مورثا والتزمت به الحكومة الامريكية واوكل تنفيذه الى عمرو موسى ومن حضر مؤتمر القاهرة وقبل بيانه الختامي . وكان رامزفيلد قد اعلن يوم 21 – 11 – 2005 في تصريحات خطيرة بشأن احتلال العراق، بأنه لم يدعُ إلى احتلال العراق،وإن كان ذلك لم يؤثر في دعمه لهذا الأمر.
    وأشار رامسفيلد في حديثه لشبكة 'أي بي سي' الأمريكية اليوم الأحد إلى أنه لم يضغط باتجاه شن حرب أمريكية على العراق.

    ولدى سؤاله ما إذا كان سيؤيد احتلال العراق إذا ما عرف أنه لا أسلحة دمار شامل هناك قال رامسفيلد: أنا لم أدعُ إلى الاحتلال.

    وأوضح رامسفيلد في برنامج 'هذا الأسبوع' على الشبكة الأمريكية أنه لم يُسأل بشأن احتلال العراق، وعندما سألته الشبكة إذا كان يحاول إبعاد نفسه عن دوره في القرار الأمريكي بشأن غزو العراق أجاب رامسفيلد: بالطبع لا.. بالطبع لا.. لقد دعمت قرار دخول الحرب وقلت ذلك مائة مرة.
    وتتناقض تصريحات رامسفيلد مع ما أكدته تقارير إعلامية، إضافة إلى الكتاب الذي أصدره ريتشارد كلارك مستشار البيت الأبيض لمكافحة 'الإرهاب'، والذي أكد فيه أن رامسفيلد أمر مساعديه عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 بوضع خطط استعدادًا لضرب العراق. وأوضح كلارك في كتابه أنه في الأيام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر كان رامسفيلد يدفع باتجاه تنفيذ ضربات انتقامية ضد العراق. لماذا يتراجع رامزفيلد ويكذب ؟

    2– اعلن يوم 29 – 11 – 2005 بان الادراة الامريكية قد امرت سفيرها في العراق (وهو الحاكم الفعلي) بان ينسق مع ايران مسالة الامن بعد الانسحاب الامريكي من العراق، من اجل منع المقاومة من الاستيلاء على السلطة ، فلقد ذكرت مجلة النيوزويك الامريكية بان زلماي خليل زادة قال بانه استلم الاذن بالتحدث مع ايران للمساعدة في ضمان امن العراق بعد سحب قوات (امريكية)، وستكون هناك اجتماعات ... وهذا ايضا تغيير وتعديل (المقصود في السياسة الامريكية). وهدف التنسيق هو العمل مباشرة بين الحكومتين الامريكية والايرانية ودون وساطة عملاء ايران (للتصدي للمتمردين) !المصدر اوروكنيت انفو يوم 29 – 11 - 2005

    3 – حسب وكالة فرنس برس اظهر استطلاع للرأي العام الامريكي اجري يوم 22 – 11 – 2005 ارتفاع نسبة الأمريكيين الراغبين في انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وذكرت الوكالة أن الاستطلاع الذي أجراه معهد لويس هاريس، والذي نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة وول ستريت جورنال ، أظهر أن 63 في المائة من الأشخاص المستطلعين يأملون في عودة الجنود الأمريكيين خلال السنة المقبلة بزيادة 2 في المائة عن استطلاعات سابقة . وقد أجري الاستطلاع هاتفيًا بين الثامن والثالث عشر من نوفمبر الجاري، وشمل عينة من 1011 شخصًا مع هامش خطأ نسبته 3 %.

    4 – ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية يوم 28 – 11 – 2005 إنّ إدارة بوشَ تَفكر في خطة لوَضْع قوّة السلاح جوّي الأمريكي الرهيبةِ تحت تصرف القادةِ العراقيينِ، كطريقة لتَخفيض عددِ القوات الأمريكيةِ على الأرضِ. إنّ الخطةَ أثارت القلق بين القادةِ في القوة الجوية الأمريكيةِ، الذين يَقُولُون بأنّ هذه الخطة يُمْكِنُ أَنْ تؤدّي إلى الإصابات كبيرة بين المدنيينِ وتؤدّي ايضا إلى استخدام الضربات الجويةِ كوسائل تَصْفِية حسابات قديمة بين العراقيين.

    طبقاً لمقالةِ نشرت في مجلةِ النيويوركرِ مِن قِبل سيمور هيرش، أشار فيها إلى إن الإمكانية في استعمال قوّة السلاح الجوّي كبديل للقوَّاتِ الأمريكيةِ على الأرضِ سبّبتْ قلقاً في الجيشِ، مَع إن قادةِ القوة الجويةِ يَعترضُون على الإحتمال بأنّ العراقيين في النهاية سَيَكُونونَ مسئولون عن اختيار الهدفِ .(المصدر : شبكة البصرة ) ما معنى هذا ؟ معناه ان اميركا قد خططت حتى لكيفية التعامل مع المقاومة بعد سحب القوات جزئيا او كليا ، وبرز خيار تقليص او سحب القوات الامريكية والاعتماد على القصف الجوي في محاربة المقاومة .

    5 - لأول مرّة .. ومنذ وقوع الاميركان في فخ بغداد وبدء انتحارهم الجماعي عند اسوار بغداد كما وعد القائد صدام حسين مهندس ومفجر المقاومة ، تعلن (قيادة) هذه القوات عن (زيادة عدد قتلى الاميركان فجأة ورفع الرقم من 2108 قتيل اميركي الى 2309 قتيل اميركي) هذه الزيادة المفاجأة لعدد نفوق العلوج يبعث على حيرة المراقبين) ....شبكة البصرة يوم 28 – 11- -2005) . كما ان الناطق الامريكي في العراق اعلن عن مقتل 170 امريكيا في غرب العراق خلال ايام ، وهو امر غريب جدا لان الرقم الذي كان ينشر لا يتجاوز قتيل او اثنين كل اسبوع ! فلماذا هذا الاعلان ؟ هل هو تهيئة للاذهان داخل امريكا للانسحاب من خلال تاكيد فكرة ان الخسائر الامريكية لم تعد تطاق ؟

    6 - أعرب البيت الابيض في يوم 28 – 11 - 2005 عن موافقته على خطة لانسحاب تدريجي للقوات الاميركية من العراق اعتبارا من 2006 اقترحها احد الاعضاء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ.

    وتحدثت الرئاسة الاميركية بشكل ايجابي السبت عن خطة للانسحاب اقترحها السناتور الديموقراطي جوزف بيدن العضو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، موضحة انها "تشبه الى حد كبير خطة" البيت الابيض.

    وتنص هذه الخطة على اعادة نحو خمسين الف جندي (من العراق حيث ينتشر 150 الف جندي حاليا) بحلول نهاية 2006 الى الولايات المتحدة ثم "عدد كبير" من المئة الف الباقين في السنة التالية. وهي تقضي بالابقاء على "قوة عسكرية اميركية صغيرة" في العراق او

    قربه لتتمكن من ضرب تجمعات المتمردين في حال الضرورة.

    كما تقضي بنقل السلطة الى القوات الامنية العراقية العميلة ، واقامة مجموعة اتصال من القوى الكبرى في العالم لتصبح المحادث الدولي الرئيسي للحكومة العراقية. ما معنى ذلك ؟ انه يعني عدة امور اساسية ، الاول ان امريكا تريد الانسحاب مع تيقنها بان المقاومة ستبقى ، كما يظهر النص السابق ، وثانيا ام امريكا تريد اشراك العالم في ترتيب الوضع العراقي ، والامر الثالث ان (الوفاق ) الذي امرت امريكا بالتوصل اليه بين فئات عراقية ما هو الا استعداد للانسحاب من جهة واعتراف بانه حل لن ينهي المقاومة المسلحة من جهة اخرى .

    7 – وادخلت امريكا فكرة توسط شخصيات دولية للتوسط لدى المقاومة العراقية (من اجل السلام ) بعد ان احرقت الاخضر واليابس ، فطبقا لصحيفة القدس العربي ( 24 – 11 – 2005 ) اشار الامير الاردني الحسن في محاضرة بعنوان (منظور للشرق الاوسط مستند علي العمل الانساني في القرن الـ21) القاها في لندن الي انه مستعد للقيام بدور وسيط للحوار مع المقاومة العراقية، اما بصفته الشخصية او عبر مجموعة من القادة المؤمنين بالسلام والانسانية، علي شاكلة الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي ( خاتمي المشارك في غزو وتدميرالعراق كما اعترف هو حينما قال لولا ايران لمانجحت امريكا في غزو العراق وافغانستان )، وامثاله من القادة الاخرين السابقين او الحاليين من منطقة الشرق الاوسط يضعون القيم الاخلاقية ومصلحة البشرية في رأس اجندتهم ( نعم هذا صحيح جدا !!!). واعتبر ان مثل هذا التحرك بالامكان ان يتم تحت مظلة الامم المتحدة او مظلة دولية او اقليمية اخري ( الجامعة العربية مثلا !!!). واشار في رد علي سؤال لـ القدس العربي بانه وفي ادواره الحالية المختلفة كرئيس لنادي روما ورئيس لمنتدي الفكر العربي ولهيئة تحاول تقريب الاديان والطوائف، حاول ان يخلق حوارا بين المجموعات المختلفة، وهو يتمني لو اجتمع ممثلو الطوائف والمذاهب الاسلامية المختلفة في مكة المكرمة وتحاوروا حول توجهاتهم بشأن مستقبل المنطقة ودور الاسلام فيها كما يجب ان يتحاوروا مع ممثلي الاديان الاخري.

    واكد بان الحوار يعني الحوار مع الجميع، حتي اولئك الذين يفكرون بمنطق اسود وذلك عندما سئل اذا كان مستعدا للحوار مع كل الجهات في المقاومة العراقية .

    اذن كل الجهود يجب ان تخصص لاطفاء جبهة العراق الملتهبة ، ومؤتمر القاهرة ليس سوى خطوة في هذا الاتجاه ، وهذه حقيقة لم يعد بامكان احد ان ينكرها .

    8 – لابد من التذكير بحقيقة اساسية معروفة كان لها الاثر الحاسم في هذا الانهيار الامريكي الواضح في العراق ، وهي معنويات الجيش الامريكي التي وصلت للحضيض ومستوى الفضيحة المدوية ، فقد صرح أحد المترجمين العراقيين الذين يعملون مع الاحتلال الأمريكي في قطاع الكرخ ،الجزء الغربي من بغداد ، أن غالبية جنود الاحتلال الأمريكي أخذوا في الفترة الأخيرة يحرصون على لبس الحفاضات ، الخاصة بالاطفال الرضع ،تحت ملابسهم عند خروجهم في الدوريات أو واجبات الاعتقال أو المداهمة. وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لمراسل 'مفكرة الإسلام' في العاصمة العراقية بغداد أن قاعدة الحرية الأمريكية في منطقه الكرخ ، تحوي أكثر من ثلاثة الآلاف جندي أمريكي من المارينز، يحرصون يوميًا على لبس الحفاضات تحت ملابسهم خوفًا من افتضاح أمرهم بين الجنود الآخرين أو بين القوات العراقية عندما يتبولون على أنفسهم خوفًا عند استهداف عناصر المقاومة لهم. وأشار إلى أن تلك الخطوة لاقت ترحيبًا من الضباط الأمريكيين الكبار في تلك القاعدة بعد تسريب تلك المعلومة لهم عن طريق استخبارات الجيش الأمريكي. وأضاف أن طلبيات شراء حبوب entero-stop مانع الإسهال زادت أيضًا في الفترة الأخيرة بسبب ما يلاقونه من خوف ورعب على أيدي المقاومة .

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 301
    المواضيع : 146
    الردود : 301
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي



    9 - اجرت المحطة الامريكية، "الديمقراطية الان"، مقابلة صحفية يوم الثلاثاء 29 نوفمبر 2005 مع الصحفي الامريكي سيمور هيرش حول الخطط الامريكية القادمة في العراق، وقد اكد هيرش في هذه المقابلة: "انه لامفر للادارة الامريكية من التفاوض مع البعث والمقاومة السنية (حسب تعابيره) لانها هي اساس المقاومة في الميدان،" كما اعاد هيرش التأكيد على انه لا وجود لمقاومة غير عراقية تذكر، وذالك بحسب شهادات القيادات الامريكية في العراق، فقد قال هيرش ان المقاومة العراقية منظمة ومنضبطة وعلى مستوى عالي من التخطيط والقيادة وانها تقود عمليات فدائية غاية في الاقتدار، واشار الى انه عندما قال احد القادة الامريكان ان المقاومة ضعيفة لانها حصرت اهدافها في الاونة الاخيرة ضد مايسمى بالاهداف السهلة، فان هذه المقاومة العراقية، بحسب هيرش، ردت على هذا الكلام بقتل 100 جندي من قوات الاحتلال في غضون شهر واحد فقط (هذا العدد قتل خلال اسبوع وليس شهر كما قال هيرش)!

    وهذا مما يؤكد، بحسب هيرش ايضا ، ان المقاومة العراقية قادرة ومتمكنة وانها تستطيع ان تضرب متى تشاء واين تشاء وفي اي مكان. كما اكد ان هذه المقاومة هي مقاومة بعثية عراقية بالاساس، وان كل القيادات الامريكية تعرف هذا وانه ولامفر للادارة الامريكية من التفاوض معها لانها هي القوة الرئيسية التي تحارب الامريكان.وكشف هيرش ان لديه معلومات مؤكدة من مصادر استخباراتية موثوقة تفيد ان مايسمى بالمنطقة الخضراء ستسقط قريباً جداً بيد المقاومة العراقية، فبحسب هذه المصادر، فان المقاومة قد تمكنت من اختراق هذه المنطقة من جميع الجهات، وانه حتى الاستخبارات الصهيونية، بحسب هيرش، قد صارت تتوجس خوفاً من حجم توغل المقاومة العراقية في هذه المنطقة التي كان يعتقد انها واحة سلام لقيادات الاحتلال فاذا بها مخترقة من كل الجهات وتوشك على السقوط في اي لحظة بيد المقاومة في العراق.



    وكشف هيرش النقاب عن ان انهيار النائب الامريكي مورثا الذي اعلن ان امريكا خسرت الحرب، كان بسبب ماوصل هذا النائب من معلومات من القيادات الميدانية التي لم تتجرأ على قول الحقيقة لبوش واركان ادارته ولكنها اباحت بها لهذا النائب الذي تثق به نظراً لارتباطه الوثيق بهذه القوات. فقد اكد هيرش ان هناك مالايقل عن 50,000 فرد من القوات الامريكية، بحسب المعلومات التي صرح بها مورثا، يعانون من اعراض ارهاق الحرب وانه لاقدرة لهم لمواصلة القتال في الميدان، واشار هيرش ان لديه معلومات استقاها مباشرة من المسؤولين على المصحات الطبية في امريكا تفيد بان عدد افراد الجيش الامريكي الذين زاروا هذه المصحات طلباً للعلاج كلما عادوا الى امريكا من العراق قد بلغ 104,000 عسكري امريكي!! اذا ضربتم هذا الرقم باربعة او ثلاثة وهو معدل عدد العائلة الامريكية يتبين لنا ان امريكا اصبحت تعاني من مشكلة داخلية اخطر من مشكلة فيتنام ، هي ام الكوارث في العراق ، ومن المعروف ان أي مشكلة خارجية تصبح مشكلة داخلية امريكية تقود الى تغيير جذري في الموقف السياسي ، كما حصل في حرب فيتنام .

    باختصار شديد، الجيش الامريكي منهار، وهذا مادفع مورثا، الى ان يصرخ مطالباً بالانسحاب.



    واشار، هيرش، الى ان الحديث عن ان القوات العراقية الخاضعة للاحتلال ستستطيع ضبط الامن في العراق هو كلام لاقيمة ولامعنى له، فالقيادات الامريكية تعرف ان قدرات هذه القوات العراقية محدودة جداً وانه لايمكن لها ابداً ان تصمد في مواجهة المقاومة العراقية بدون دعم قوات الاحتلال. اخيراً، نشير الى ان هذه المقابلة مع سيمون هرش جاءت بعد ان نشر مقال في صحيفة النيو يوركر، قال فيه ان الادارة الامريكية بعد ان تأكد لها انها لاتستطيع كسب الحرب، قد صارت تدرس بجدية خيار الانسحاب من العراق على ان تستمر في حربها ضد شعب العراق من الجو!! اي بالضبط مثلما كان الحال قبل غزو العراق!! (انظر مقال الاستاذ كمال عبدالغفور في شبكة البصرة (سيمون هرش: "لامفر لامريكا من التفاوض مع البعث والمقاومة السنية،")(الاسم الصحيح هو سيمور هيرش)

    10 – وفي تقرير نشرته صحيفة القدس العربي ( من واشنطن مارتن والكر) اشار الى ان موضوع انسحاب القوات الامريكية من العراق الذي أثاره عضو مجلس الشيوخ الامريكي السيناتور جون مورثا في الأيام القليلة الماضية، ادى الى بروز نظريتين محترمتين. الأولى جاءت من ريتشارد كلارك، قيصر الاستخبارات الامريكية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، والثانية من البروفسور مارتن فان كريفيلد الأستاذ في الجامعة العبرية في إسرائيل، وهو أحد كبار المؤرخين والمحللين العسكريين في العالم، والمؤلف غير الامريكي الوحيد الذي يفرض الجيش الامريكي علي ضباطه قراءة مؤلفاته.
    ويعتقد كلارك وفان كريفيلد أن الحرب الامريكية علي العراق كانت خطأ إستراتيجياً جسيماً. وفي مقال افتتاحي حديث في صحيفة اسرائيلية ، وصف فان كريفيلد الحرب بأنها أكبر حرب حماقة يشهدها العالم منذ أن أرسل الإمبراطور الروماني أغسطس في العام 9 قبل الميلاد جيوشه إلي ألمانيا وخسرها جميعها مضيفاً أن الرئيس بوش يستحق العزل من منصبه .

    لكن كلارك كان أكثر تحفظا في انتقاده قائلاً ان العراق استحوذ علي الانتباه والتركيز الأساسي ذي الأولوية في الحرب علي تنظيم القاعدة، وأن الحملة علي العراق حوّلت القاعدة إلي تنظيم أكثر تهديداً عبر ضرب قوات التحالف الدولي ومصدر الإلهام لتجنيد آلاف الجهاديين الجدد.

    وفي خطاب ألقاه الاثنين الماضي أمام مؤتمر حول الإرهاب والإسلام نظمه مركز واطسون التابع لجامعة براون بالاشتراك مع مركز سياسة الأمن الدولي في جنيف، قال كلارك ان الولايات المتحدة حققت ما يكفي لكي تعلن نفسها فائزة وتغادر العراق ، يقصد بذلك صيغة حفظ ماء الوجه .
    وأشار كلارك إلي وجود أربعة أسئلة رئيسة حول الانسحاب، الأول هو كيفية تنفيذه بطريقة تؤمن العدالة للضحايا الذين وقعوا في صفوف العراقيين والامريكيين وقوات التحالف.
    وقال كلارك علينا أن نتمكن من القول ان شيئاً ما قد تحقق مشيراً إلي الإنجاز الثلاثي بجلب صدام حسين أمام المحكمة، وإنهاء التهديد العسكري العراقي لجيرانه، وتنظيم الانتخابات العراقية التي تكفل مجيء سلطة شرعية ومستقلة ومعترف بها دولياً، مما يشكل تبريراً مهذباً للحرب.
    والسؤال الثاني هو كيف ومتي يبدأ الانسحاب، ويقترح كلارك أن يكون ذلك في بداية العام المقبل بعد الانتخابات المقررة في كانون الأول (ديسمبر) الحالي والتي سينتج عنها برلمان جديد، وإقفال ملف محاكمة صدام حسين، وبدء كبار المسؤولين والسياسيين من الحزبين مناقشة احتمال تقليص عدد القوات الامريكية في العراق بمقدار فرقتين أو ثلاث فرق اعتباراً من العام المقبل. ولعل المباشرة بتنفيذ الانسحاب المرحلي مقبول ومفيد من الناحية السياسية للجمهوريين في الكونغرس المحبطين عشية انتخابات نصف الولاية المقررة في العام المقبل.

    والسؤال الثالث لكلارك هو متي يجب إنهاء الوجود العسكري الامريكي الكامل في العراق، حيث لا يري أي سبب لعدم إنجاز هذا الانسحاب في العام 2007. لكن السؤال الرابع الذي يطرحه فان كريفيلد أيضاً يتميّز بالحرج ويتعلق بطبيعة الوجود الامريكي في العراق والمنطقة بعد الانسحاب.
    وكتب فان كريفيلد من المؤكد أن إيران ستكون الرابح الأكبر من الحرب، الرابح الذي من المرجح أن يضيف في المستقبل القريب رؤوساً نووية إلي الصواريخ التي يملكها . وأضاف شكلت إيران في الماضي تهديداً علي دول الخليج. واليوم، وبعد سقوط العراق، من الصعب تخيّل كيف يمكن لأي دولة ـ بخلاف الولايات المتحدة ـ أن تبقي دول الخليج وأرضها بعيدة عن قبضة الملالي. إن الوجود العسكري المستمر يبقي ضرورياً لأن العراق المنقسم والفوضوي والحكومة القليلة الفعالية ستجعل من العراق أرضاً خصبة لتصدير مئات (الزرقاويين) إلي جميع أنحاء الشرق الأوسط، والقيام بأعمال تخريبية والسعي إلي قلب أنظمة الحكم في هذه الدول باسم الله والدين ، ويتابع فان كريفيلد وباستثناء دول الخليج، فإن أكثر الدول عرضة لهذه الهجمات هي الأردن والإثبات هو الهجمات الأخيرة علي الفنادق في عمان. غير أن تركيا ومصر وإلي درجة أقل إسرائيل، سوف تشعر بتأثير هذا التسلل على الأرجح. وبعض هذه الدول، والأردن تحديداً يتطلب مساعدة أمريكية .

    ويري كلارك حاجة في إبقاء بعض التواجد العسكري من أجل حماية دول الخليج، ربما من خلال قواعد في الكويت، والسيطرة بيد من حديد علي سلامة حدود العراق. وهناك عدة أفكار تجول في خاطر المسؤولين في البنتاغون من بينها بناء قاعدة عسكرية دائمة في المنطقة الكردية في شمال العراق حيث وجود القوات الامريكية هناك أقل إثارة للجدل وستكون موضع ترحيب من تركيا المجاورة التي تقلق دائماً من احتمال قيام دولة كردية مستقلة تشكل حافزاً للأقلية الكردية في تركيا للتحرك نحو الاستقلالية.

    ويضيف كلارك : وهذا النوع من التفكير في مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق والوجود الامريكي في المنطقة ضروري ومهم ليس بسبب الطموحات الإيرانية فحسب، بل بسبب الخطر الفوري الذي يشكله الجهاديون وعناصر القاعدة علي الأنظمة المؤيدة للغرب في دول الخليج بعد الانسحاب الامريكي.(وكالة يو بي اي)



    ماذ فعل بوش ؟

    لمواجهة هذه الهزيمة المنكرة التي تعرضت لها امريكا في العراق ، قرر الرئيس الامريكي جورج بوش اتباع خطة جديدة ، ونشرت شبكة دورية العراق يوم 30 – 11 - 2005 خلاصة لها ، تؤكد الوثيقة ان ستراتيجية امريكا في العراق سوف تستغرق وقتا ( وهذا اعتراف صريح بالورطة الامريكية في العراق ) وانها يجب ان تستند على الظروف وليس على تحديد فترة زمنية قصوى ( وهذا يعني تحديدا ان امريكا ستقرر الانسحاب الفوري اذا ازداد الضغط العسكري عليها ، لكنها ستمدد بقائها اذا وجدت أي ثغرة في صفوف العراقيين ) . ومستوى القوات يتوقع - ولكن بدون ضمانة - ان يتغير في السنة القادمة بترسيخ العملية السياسية وتمرس القوات العراقية. تقول الخطة " ليس هناك حرب تم النصر فيها استنادا الى جدول زمني ولن تفعل هذه الحرب ايضا." (انه اليقين الامريكي من استحالة الانتصار الذي يجعل بوش ومن يقف وراءه رفض اعلان موقف واضح ) .

    وتذكر الوثيقة النتائج العريضة لفشل الجهود في العراق( أي الجهود الامريكية ، وهذا اعتراف اخر بوجود حالة رعب من الوضع في العراق ) : سوف يحدث فوضى عشائرية وطائفية واصلاحيو الشرق الوسط لن يثقوا مرة اخرى بتأكيدات الامريكان لدعم الديمقراطية وحقوق الانسان حسبما تقول الوثيقة . (أي ان امريكا ستخسر كل شيئ اذا فشلت في العراق وهذه حقيقة قلناها مرات ومرات ) .
    وتعتبر ادارة بوش ان الحرب في العراق هي الجبهة الامامية للحرب على الارهاب وقادة الارهاب مثل بن لادن والزرقاوي ( ونضيف نحن والحمراوي والهنداوي والبرتقالي !!!)

    الوثيقة تقسم العدو في العراق :

    -1الرافضون وهم بشكل رئيسي العرب السنة الذين فقدوا امتيازاتهم في عهد صدام وتقول امريكا ان هذه المقاومة سوف تختفي اذا اعطتهم حكومة ديمقراطية جديدة حقوقهم .( لاحظوا الخبث الذي يسمي الرافضون للاحتلال ( العرب السنة ) وينسب معارضتهم له الى فقدان امتيازاتهم ! وليس الى انهم يقاتلون احتلالا اجنبيا ).

    -2الصداميون وهم الاعضاء الناشطون من النظام القديم وتتوقع امريكا ان تضمحل قوتهم الى الحد الذي تتمكن القوات العراقية من سحقهم

    -3الارهابيون المرتبطون بالقاعدة الذين يريدون اقامة امبراطورية شمولية اسلامية وهؤلاء يجب قتلهم او اعتقالهم من خلال عمليات مكافحة الارهاب.

    والنصر في العراق يتحقق حين يصبح العراق "مسالما موحدا مستقرا وآمنا ومندمجا مع المجتمع الدولي وشريكا كاملا في الحرب على الارهاب."

    البنتاغون يصرف الان 6 بليون دولار شهريا للمحافظة على الوجود العسكري في العراق ويقول مسؤول فيه ان خطة بوش التي لم يحدد لها جدولا هي الوصول الى قوة امريكية غير منظورة اصغر عددا ولكن اشد فتكا تضرب حين يعيد الارهابيون تنظيم انفسهم .



    الاهداف : سياسية أمنية اقتصادية

    السياسية: اعزل : عناصر العدو المتشددة عن اولئك الذين يمكن كسبهم للعملية السياسية . وذلك بالدعاية المضادة وتوضيح كيف يمكن للعراقيين ان يستفيدوا من عراق ديمقراطي (وهذا ما فعله مؤتمر القاهرة بجر من كانوا ضد الاحتلال الى قبول الانخراط تحت مظلة الاحتلال) .

    -اجذب اولئك الذين خارج العملية السياسية وادعوا الراغبين بترك العنف من خلال توسيع العملية السلمية .(ولذلك اخذ الطالباني يصرح كذبا بان مقاومين اتصلوا به من اجل التخلي عن المقاومة المسلحة وقبول اللعبة الديمقراطية ) .

    -ابني مؤسسات وطنية فعالة تعددية يمكنها ان تحمي مصالح العراقيين

    الخطة الامنية : تنظيف - محافظة - بناء

    -تنظيف المناطق التي يسيطر عليها العدو بالهجوم والقتل والاعتقال

    -المحافظة على الاراضي المحررة من سيطرة العدو بضمان بقائها تحت سيطرة حكومة عراقية مسالمة مع قوة امنية عراقية مناسبة

    -بناء القوات الامنية العراقية وقدرة المؤسسات المحلية لتقديم خدمات وسيطرة حكم القانون والمجتمع المدني

    الخطة الاقتصادية :استعيد - اصلح – ابن

    -استعادة البنى التحتية

    -اصلاح الاقتصاد العراقي

    -بناء قدرة المؤسسات العراقية على المحافظة على البنى التحتية والانضمام للمجمتع الاقتصادي الدولي وتحسين الاحوال المعيشية للعراقيين.

    الارهاب والتمرد تاريخيا يستغرق عدة سنوات للقضاء عليه من خلال الادوات السياسية والاقتصادية والعسكرية . ولكن العنف في العراق مختلف عن النزاعات الاخرى حيث يكون للمتمردين قيادة موحدة وتحكم في حملة ناجحة لكسب قلوب وعقول السكان . ومع ذلك فإن الصراع في العراق قد يستمر بمستوى من العنف لسنوات كثيرة قادمة .( كم سنة عشرة ؟ وهل ستتحمل امريكا تبذير الهها أي الدولار في العراق دون امل بالحصول على مردود مادي ؟)

المواضيع المتشابهه

  1. انتهيتُ فماذا ابتدأ !؟ ...
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 19-06-2007, 12:42 AM
  2. الهروب الكبير ...!!!
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 20-06-2006, 01:29 AM
  3. الخسائر البشرية للجيش الأمريكى
    بواسطة البحترى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2006, 11:13 PM
  4. الفرصة السانحة .. قراءة فى الفكر السياسي الأمريكى
    بواسطة محمد جاد الزغبي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 11-02-2006, 02:20 PM
  5. قوات الاحتلال الأمريكى تقصف أحد مساجد الفلوجة
    بواسطة اسكندرية في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-04-2004, 02:59 PM