لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
لطالما تغنى الشعراء قديما وحديثا ونرجموا أحاسيسهم وبكوا الأطلال والديار ....كل هذا بواسطة اللسان الذي أنطقنا الله به والمغني عن كل إشارة ......وصف الشعراءاللسان بأنه نصف الإنسان ونحن نقول بل جله كيف لا وقد ذكر العلماء أن الإنسان حيوان ناطق هذا العضو الذي لايتعدى السنتيمترات ماذا يفعل بصاحبه ؟! إما يرفعنه أعلى الدرجات أو يخفضنه أسفل الدركات أو يردينه قتيلا وكم من قتيل قتله لسانه !...(.وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألستنهم؟!) وكم من أخطاء يرتكبها الآخرون بحق البعض! بإطلاق ألسنتهم المعاداة بالكذب والبهتان وتمنينا لو كانوا صما بكما عميا لايفقهون ليريحونا من شرورهم .....أرأيتم كيف يكون اللسان سما يلدغ المجني عليه فيرديه قتيلا بلا رحمة أو بلسما شافيا ناجعا لكل محطما نفسيا أشرف أن يهلك بيد الطغاة...وبعد هل نحن انتصرنا وسيطرنا على أفواهنا وأقلامنا ولو لحظة من الزمن ؟!ولنا إسوة بأحد الصحابة كان صمته أكثرمن حديثه وكعادته يجلس مابين العصر والمغرب لاينبس ببنت شفة وكان الصحابة رضوان الله عليهم إذا وقع لأحدهم ما يكدر صفوه أو وقع في محنة يتذكر ما هو الذنب الذي ارتكبه وما ذلك إلا لقلة ذنوبهم ونحن نرتكب الأخطاء الواحدة تلو الأخرى ولاتزال ألسنتنا لاتكل ولاتمل كالآلة التي أصيبت أحد أجزائها بعطب فلم تتوقف عن الحركة حتى أقلقت وأزعجت وأرقت نوم الهانئين والمتعوسين