ماذا أقول ....؟؟؟
ماذا أقول سيدتي ..؟؟
وحريقك أتى على كل شراييني ... واندلع ثائرا بأنفاسي ...
ماذا أقول ...؟؟
ماذا أهمس في ليلي ...؟؟؟
ووجهك القمري أضاء الكون وامتد حتى بأحلامي ..!!! ورماني في يم نور .. من صفو عينيك سقاني ...
ماذا أقول ...؟؟
غابات الشوق في ليلي تحترق ... وحنينٌ إليك في قلبي وجع ..
ماذا أقول ..؟؟؟
لماذا المكان يصبح في لحظة أنت ..؟؟؟
لماذا الزمان يصبح في نظرة أنت ...؟؟
لماذا أضيع في عينيك وأجد نفسي فيهما ...؟؟ ثم أبحث جاهداً كي أعثر مرة أخرى على نفسي في عينيك ...
كيف جئت إلى عالمي ...؟؟ وأخذت عنوة مني زماني ورميت بعيداً ما مضى من أيامي .. ومزقت صفحاتي الصفراء وكتبت على أوراق الورد عنواني ...
كيف غدت ظلالك في غابة روحي تمضي ... تسير أمامي ومن حولي وتتبعني عند صحوي وعند جنوني ...؟؟
كيف جئت .....؟؟؟ فما عدت أذكر اليوم إلا اندلاعي بك واحتراقي فتخفق من نشوة الألم تراها أم من نشوة السكر روحي .... لا أدري ..؟؟ ثم تنساب جذلى في دروب مرسومة بك وصواها أنت ....
ماذا أقول ..؟؟ ماذا أهمس في ليلي ...؟؟؟
ما أحكي لا يكفي كي أغفو ... كي أطفئ ما أشعلت بي وأنا الذي من تيه الماضي هربت إليك .... يا وطنا ألفيته في شطآن عيون .... يا نبضا أسكنني في دفئه ورقاني .....
يا دربا من زيتون .... من عبق الفل يبدأ في منتصف العمر ... بل يبدأ منه التقويم ... يمضي بي دهر ربيع ...دهراً ينكر أشهرنا وفصول العام لدينا .... لا يعرف منها إلا نيسان ...
معاً يا سيدتي ..... سنغادر المدن الساهرات بلا قمر ...مدنا ازدحمت بقلوب من واحات الحجارة قد قطفت .... سنغادر إلى بساتين القمر حيث بيادر الدفء ... ومطر هناك يهطل بالنقاء ....
سنعود إلى الغد .... ويداي أشد اسمراراً .... وملوحة البحر أكثر وداعة ... فما زال في العمر متسع ليطير الحمام ... وتدور بنا الأرض نرجسا وأقحوانا .... ونسافر في سفن الأمان ....
ونترك لقطرات حبر جليل صفحات يدون فيها سيرة الياسمين ..
ماذا أقول ..؟؟؟
والمواسم اليوم تفيض قبل الأوان .... شعاعا من حنين موجا من عطر ... وباقة من عزف وألحان ...
ماذا أقول ...؟؟؟ وأنا ألملم من حدائقك دفاتر أيامنا القادمات ... دفاتر رسمتِ عليها عمراً جميلا متيماً بنجمة أسميتِها نجمة المساء ... ويلهو في أرجوحة الحلم .. ويزكو بأريج مزيجٍ من خمر وجلنار ... فأدخل أفق الثمالة حتى الغياب وتُفرد أجنحة البوح لنا ... وتمشي بدفتها الأشواقُ....
ماذا أقول سوسنتي ...؟؟؟؟
وقد غدوت كلما أفتح شبابيك الصباح تتساقط في كفينا الأحلام أخلطها بنثار النور فيزهر منها ألف صباح وصباح ...
نعم خذيني في دروب العشق ..... في دروب الياسمين .... في دروب الجنون كما ظنها أهل مدينتنا وخابوا ...
واتركي من خلفي فتات الأمس وبحار الوجع وأنين الجراح ...
خذيني نسافر .. وشطآن القمر مرافئنا ... لنتكئ على تلال البوح هناك .. تسرقنا خيوط الفجر إلى مدائن الصباح...............