حنظلة والالفية الثالثة
حنظلة........ والأ لفية الثالثة !
نجلس يوميا في كل مساء أمام هذا الجهاز الذي أصبح يمثل دنيا الكثيرين من أبناء العروبة فأصبحنا من خلاله ننتظر ما سوف يحدث فنجلس جل ساعاتنا أمامه لعلنا نسمع خبرا أفضل من سابقه يبعث في نفوسنا بعض الاطمئنان... الكاذب الذي نسلي به أنفسنا. التي اعتادت تقبل كل شيء و...! لأننا لم ولن نتغير ولأن ( الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).نجلس متعلثمين مرتقبين وها نحن قد دخلنا الألفية الثالثة من حين ومازال الجرح ينزف دما والأمل يحتضر في أعماقنا والطريق يزداد تعقيدا أمامنا وحنظلة تعبت يداه من رمي حجارته منتظر إخوته فقد أعيته تلك الطرقات وأتعبه الانتظار فجلس ينتظر هو الأخر، وكبلنا نحن معه بحواجز من أفكار لا نملكها بل يملكها أناس قتلت عندهم حتى كلمة لا، وهذه الأفكار يفرضونها علينا ونحن كالبلهاء ننتظر منهم التغير وعيوننا ترقب عن بعد ذلك الصغير الذي يحمل جرحه ليقابل رصاصة قد تستقر في جسده وهو يقف صامدا دون خوف وتردد.
ولأنه رفض الخنوع، ورفض القرارات التي لم تصدر عنه هو فمازال صاحب القرار، وصدعت رأسه فهو يدرك بأنها لن تصنع له شيء فهل كان الدرة نقطة التجديد لانتفاضة القدس التي أنطفئت بتدبيرمنهم وهل علينا الاقتناع بتلك الاجتماعات المنعقدة هنا وهناك...! وهل كان علينا الانتظار لنهاية رغم إدراكنا المسبق لفشلها. مثل القمم العربية الشهيرة التي عرفت نهايتها قبل أن تعقد، ويبدو أنها عادة عند بني يعرب. وقوافل الشهداء ترحل كل يوم ونزداد جمود وتخبط، وها نحن نودع عام بحال مؤسف ونستقبل عاما أخر في هذه الالفيه ومازلنا ننظر إلي الإحداث، ونبكي بحرقة ما حدث ببيت من الشعر يسطر في قصيدة أو خطاب رنان. و تدهشك براعة ذلك المخرج الذي يتحفك بمسلسل من أجل القضية وهم كثر ويأسفي... وهذا طبعا عبر شاشاتنا الكثيرة والمثيرة فهل بهذا يلتم الجرح الساكن فينا من سنين وسنين، وهل سوف يشفي قلب أم فجعت في أبنائها وأخري فقدت زوجها وأبيها وماذا يحمل لها عاما الجديد ؟ ولماذا نعول كثيرا علي قرارات السلام وعلي نتائج انتخابهم ؟ وكأنها سوف تأتي لنا بالفرح والنصر معا وكيف لم ننتبه لما فعلته انتفاضة الاقصي بهم وكيف كان شارعنا العربي منتصرا مقدما علي فعل التغير الذي أردناه ولماذا ركنا إليهم لماذا لماذا ؟ وكيف سيكون هذا العام لأطفال ، ولشعب ، وقضية أمة أتعبها الانتظار وأجهدها الركض وراء السراب وها هو حنظلة يقف في الألفية الثالثة رغم جراحاته لأنه مازال يحمل حجرا في كل الأزقة وفى شوارع فلسطين العتيقة ويرميه في وجه المحتل فقد استغني عن دباباتكم وصواريخكم التي تآكلت من الصدى ولم تعد لها قيمة ويصنع بيده الصغيرة علامة النصر... فمنه هو فقط يحق لنا أن نتفاءل ونحن نستقبل عاما جديدا، قد يحمل لنا الكثير من الأحداث. بشرط أن نشارك ونساعد حنظلة في الصمود و رمي الحجارة التي هي أضعف.........!!!.فصمتنا جعل منه منزوي مرتبك
عندها فقط نستطيع أن نمني النفس بالنصر القريب بعد صراع دام أكثر من نصف قرن من أجل وطن حفر في قلب أمه. وينتصر عندها حنظلة هذا الصغير الذي أرهقه الانتظار والترحال .
بقلم / سالمين القذافي..
رد مع اقتباس