أحدث المشاركات
صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 49

الموضوع: عفريت الست فتحية

  1. #1
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي عفريت الست فتحية

    تسمع طرقاً على الباب ، فتنطلق سعياً لكي ترى القادم ، فهي تنتظر زوجها الذي خرج في باكورة صباح اليوم وهو يمُنيها بأكلة سمك طازج سوف يُؤتيه إليها .
    فتفتح الباب وتراه أمامها يحمل غمراً ثقيلاً ينوء عن حمله ، فتساعده لكي يصلن به حتى باب المطبخ ، فيلقينه في الحوض فيمتلئ عن آخره ببياض وبوري ومياس يكاد أن يتطاير ويسقط على الأرض من شدة شوقه لماء البحر ، فتتراقص الست فتحية طربا وسعادة ، وتعانق زوجها سيد وتشكره ، وتُعدَّ معه مجموعة أصناف سوف تقوم بطهوها من أجلِه وأجل الأولاد ، الذين سيسعدون لهذا الطيب من الطعام . فيتركها قرير العين راض لرضائها ، ويمضي إلى فراشه لينام ، بعد أن يأخذ عليها عهداً ألا توقظه حتى ينتهي إعداد الطعام ، ويرجوها بأن لا تجعل الأولاد يوقظونه بضجيجهم إذا حضروا بعد الدراسة بالذات .
    وتظل الست فتحية أمام سمكها تنتقي منه ما يناسب أصناف طعامها .
    وتبدأ بتنظيف ما يستحق القلي ، وفجأة يدمى إصبعها شئ صلب ببطن إحدى السمكات ، فتخرجه وتنظر إليه في اندهاش : ماذا أري قطعة زجاج ببطن السمكة ! أم يكون فص ألماظ أو لولي ؟!!
    فتضعه من فورها لتغسله تحت صنبور المياه فيزداد بريقاً أمام عينيها فتصيح : إنه وربي قطعة زجاج ، فأنا أعرف قدري ، فمن أين يأتيني هذا الماس ! نعم إنه قطعة زجاج .
    وفجأة يهتز من حولها المكان ، وتكاد تسقط بعض الأشياء ، فترتعد ما هذا زلزال ؟ ولم تكد تكمل مقولتها حتى جاءها صوت جهوري ، لا تدري من أمامها أو من خلفها ، لكنها سمعته يناديها باسمها يا ست فتحية وكرر النداء حتى إستجابت ولبت النداء وهي ترتعد خوفاً ، فخرج صوتها متقطع الأنفاس نعم أنا فتحية ، تأمرني بشيء ؟ فيعود المكان لنفس اهتزازه وهو يحمل صدى الصوت الغامض المرعب : أنا خادم فص الخاتم الزجاج ، أ أمريني ألبي طلبك في الحال . فتحتار وتتساءل أي فص وأي خاتم هذا ؟ فيجيبها الصوت في الحال : فص الخاتم الزجاجي الذي قمتِ بتنظيفه الآن … يا ست فتحية ، أ أمريني فلكِ عندي طلبين اطلبي ما تشائين فسوف يجاب .
    تبحث عن من يسعفها بالإجابة ، فتحاول الاستغاثة بزوجها سيد فلا تجد صدى لصوتها ، فتندهش هل لهذا الحد غرق زوجها في النوم . وأمام إلحاح هذا الخادم لفص الخاتم بالإجابة لا تجد إلا أن تقول له بصوت تحاول أن يخرج منها متماسك لتنهي هذا الرعب القاتل ، فتتسارع ألفاظها وتتسابق حروفها : أريد أن أبدو صغيرة عشرين عاماً عن سني هذا ، وأريد أن لا يبدو سني مهما تقدم بي العمر ؛ أتعرف هذا ؟
    وكأن الخادم كان هو الآخر في عجلة من أمره فيجيبها بنفس سرعتها : أمرك مطاع يا ست الحُسن والجمال … ها ها ها يا ست فتحية انظري خلفك بالمرأة . وما تكاد تنظر في المرأة حتى كاد أن يغشى عليها .

    وإلى حلقة قادمة لتكملة القصة .

    مع خالص أمنياتي أن تنال الإعجاب .

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد سمير السحار شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,014
    المواضيع : 144
    الردود : 2014
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    أختي المبدعة عبلة محمد زقزوق
    قصتكِ جميلة وطريفة وسوفَ أنتظر الحلقة القادمة بشوق وشغف
    دائماً كنتُ أحلم بهذه السمكة ولذلك كنتُ أفضل تنظيف السمك في البيت لعلي أظفر بصيدٍ ثمين بداخلها لكن نصيب الست فتحية أن تظفر بهذا الصيد ولا ندري ماذا يُخبّىء لها هذا الصيد
    مع خالص تقديري وأطيب أمنياتي
    أخوكِ
    محمد سمير

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : هنا .. تماماً !!
    المشاركات : 603
    المواضيع : 45
    الردود : 603
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    الأخت الغالية / عبلة


    جميلة هي قصّتكِ .


    تذكّرت مشهداً من فيلم أجنبي بعنوان Wish Master , حيث كان هُناك جنيّ شرير يقوم بتلبية اُمنيات البشر و لكن بأسلوب شيطانيّ , و كانت أحد الأمنيات التي قد طُلبت منه , كانت من فتاة في العشرينات من عمرها , و كانت أمنيتها هي أن يظل جمالها دائماً مهما تقدّم به الزمن , فلبّى طلبها بطريقته الشيطانية و حوَلها إلى تمثال جميل .!!



    في انتظار بقية الحلقات ..



    لكِ مني كل التحية


    أحمد فؤاد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    الحبيبة عبلة:

    قصة رائعة

    سلمت يداك أيتها الرائعة

    بإنتظار الحلقة القادمة بفارغ الصبر

    لك خالص حبي وودي المعطر بالوردنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    مرور أسعدني أخواني وأحبابي في الله

    أخي الفاضل م / محمد السحار
    أخي الفاضل أ / أحمد فؤاد
    أختي الرقيقة أ / سحر الليالي

    وإليكم ، وإلى كل أصدقاء الواحة ؛ أكمل ما بدأت من قصة ( عفريت الست فتحية )

    الجزء الثاني

    ومن فورها تلتفت إلى مرآتها ، فتشهق شهقة تتلفت بعدها فيمن حولها ، غير مصدقة أن تلك الفتاة هي نفسها .
    نعم هي نفسها ألست فتحية ذات الأربعين عاما وما يزيد بالقليل .
    فتعاود النظر مدققة فاتحة ألفاه متوجسة خيفة ولكنها تقول : أنني هي والله ؛ هي فلقد صدق الجني !! وأعاد لشبابي جماله رونقه وبهاءه ، ولكن يا ترى هل سيعاود السن يطفح فوق وجهي ، ويكيل لي ما لا أرغبه ؟
    سؤال دار بخلدها لحظة تأكدها من صدق أعاجيب هذا الجني ، فخرج صوتها بصوت يرجو هذا الجني فيجيبها ، ولكنه انصرف ... فهي لم تعد تستشعر بقشعريرة بدنها أو بزلزلة أركان جدرانها . فتأكدت أنها وحدها ، وبأن الجني قد انصرف وأنه لا يراها سوى مرآتها ، فتتذكر زوجها فتسعى إليه وتقتحم عليه غرفته مهللة : استيقظ يا سيد وأنظر لي جيداً .
    فيكاد هذا النائم المستيقظ أن يفيق من سباته ليرى أمامه صبية لا يتجاوز عمرها العشرين عاماً ، فيصعق ويضطرب ويهب جالساً فوق فراشه متفرساً في وجه مستيقظته ، فينادى على من أستأمنها حق نومه : يا فتحية … يا ست فتحية . فتجيبه من فورها والسعادة ما زالت تغمر كل نبضة من نبضات وجهها : نعم يا سيد ماذا تريد أنا أمامك هنا آلا تراني ؟ !! فيزداد اندهاشاً ويقول : من أنتِ بحق الله ؟ وكيف سمحتِ لنفسكِ اقتحام خلوتي ومنامتي بهذا الشكل المهان ؟ أين ذهبت تلك المرأة وتركت لك حرية التجوال والاقتحام هكذا ؟
    تبتسم وتكاد ابتسامتها أن تنفلت إلى سخرية وهي تقول له : آلا زلت لا تعرفني ؟ !!أنا فتحية زوجتك ، تقولها وهي تدور حول نفسها يمنة ويسرة وتغدو فوق الفراش قافزة وفوق الأرض باسطة القدمين مستبشرة بهذا الانبهار .
    فينهرها زوجها وهو لا يكاد يصدق عينيه ، فيعاود سؤالها : إذا كنتِ فتحية زوجتي فاذكري أسماء أبناءنا . !!! فتستشعر أنها أمام امتحان سهل وميسور عليها فتتجاوب معه بالرد في سرعة الشباب وحميتهم : أحمد ومصطفى ومحمود وعلية ونورا وهما الآن بالمدرسة .
    فيعتدل سي سيد بمجلسه ويقترب من وجهها متفحصا متأملاً : نعم إنها فتحية أذكرها بتلك الندية فوق حاجبها الأيسر ، هكذا خرجت من فمه تلك الكلمات وكأنه يؤكد لنفسه صدق ما يراه أمام عينيه ، فيعاود النظر إليها ويدقق ويتفرس فيها باندهاش .
    ... وفجأة وكأن عقرب لدغة ، يقوم ناهضاً من على فراشة واقفاً أمامها بأرض الغرفة صائحا : من أين آتيتي بهذا المسحوق الغريب على وجهك ؟ ألم تكوني بالمطبخ تعُدين طعام الغداء أيتها المرأة ؟!!
    فتتراقص طرباً وكأن صياحه في وجهها زادها ألقً : إنه خادم فص الخاتم الزجاجي يا سيد .
    أي خادم وأي فص هذا ؟ إنكِ تتكلمين بالألغاز !! إي خادم يا امرأة لقطعة الزجاج تلك ؟ ومن أين أتى إليكِ وكان ما كان وأنا معك بالجوار ؟ !!
    فتخشى أن يتهمها بما لا يحمد عقباه ، وتقضي على فرحتها بشكه وظنونه ، فتقص عليه كل ما صار من أمرها ، من لحظة أن تركها وذهب للفراش كي ينام ، حتى لحظة وقوفها أمام المرآة مأخوذة العقل واللب كما تراه هو الآن .
    فيمسكها من يديها وهو يكاد يعتصرها بين يديه والشرر يتطاير من عينيه : أهذا ما فتح به الله عليكِ أيتها المرأة الساذجة ؟ ، فتندهش وتقترب منه همساً قائلة : وما الذي كنت تريده مني أمام هذا الزلزال وذاك الجني ؟ فلقد ناديت عليك ولكنك لم تستجب ؟!! فيُحدث نفسه وكأنه ذهب بعيداً عن سذاجة زوجته ويقول : كان من الممكن … أن تطلبي منه مكاناً أوسع وأرحب من مسكننا هذا الذي أصبح يضج من كثرتنا !!! أو أن تطلبي منه … أن يجعلني رئيسا أو مالكاً لأمر نفسي في عمل ما ؛ يدر علينا مالاً وفيراً ؟!! وكأنه استفاق من غيبوبته واستطاب له عظيم أفكاره فيسألها بحدة وقسوة تعادل عظيم فكره : أين هذا الفص ؟ هل ألقيته ؟ وهل ما زال ساري المفعول أم أنهيته ؟ يحدثها وهو ينظر إليها شراً ، فيراها منكمشة على نفسها بعيداً عن يديه ، فيقترب منها ويمسك بها ويعاود سؤالها برقة مصطنعة ، فيراها ترتجف بين يديه من رأسها حتى أخمص قدميها ، فيضمها بشدة إليه ويعاود للمرة الثالثة السؤال ؛ فتشير إليه للمكان الذي تركت بجواره هذا الفص العجيب . فيتركها بسرعة وكأنه يلقيها بعيداً عن يديه ، ويذهب حيث ما يرجو ويأمل .

    تتبع ... بآخر جزء لها .
    مع خالص الأمنيات الطيبة .

  6. #6

  7. #7
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    الحمد لله في أوله وآخره

    عزيزتي أ / سحر الليالي

    سعادتي تغمرني لإستحسانك قصتي بالأسلوب النثري ، والذي يحمل في طياته السجع كثيراً .

    مع العلم أنها في الأصل عمل درامي للإذاعة ، كنت قد تقدمت به وتم قبوله ، وتحت التنفيذ ليكون أوبريت غنائي ، ولكن أسلوبها الدرامي يختلف عن هذا النص ، فلكل مقام مقال كما يقال .

    فأنتظري معي مفاجأة نهاية القصة .
    مع خالص الأمنيات الطيبة .

  8. #8
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    ما شاء الله عليك أختي الكريمة عبلة
    لك حس و خيال قصصي عاليين
    ممتعة حد الدهشة و لقد قرأتهما بلا ملل و في انتظار البقية
    دمت بخير و سعادة
    د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

  9. #9
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    المشاركات : 472
    المواضيع : 19
    الردود : 472
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    فعلا مدهشة في تسلسلك للقصة رائعة ياعبلة.أكملي أريد أن أعرف النهاية ................تعرقين ياعزيزتي كم عجبني تلميحك لحواء كيف أنها تنشد الجمال حتى وهي في أحلك و أشد الحاجة لمأوى أو قوت يسد رمقها ...............ولكن مهلا الموازين في وقتنا الحاضرتغيرت نجد الرجال هم من يبالغ ويهتم ويتصنع ويتجمل أكثر من المرأة ......دمت عزيزتي متألقة لك مودتي

  10. #10
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    مرور كريم ، لأستاذ فاضل قدير .

    شكرا على جميل هذا الإستحسان .

    باقة زهر ، لجميل هذا التواجد الآخاذ .
    أستاذي الفاضل د . جمال مرسي

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. غالية محفوظ فرج ترجمة فتحية يونس عصفور
    بواسطة محفوظ فرج في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-09-2016, 02:04 PM
  2. الست فريدة
    بواسطة محمد جادالله محمد الفحل في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-06-2012, 07:55 AM
  3. قبعات التفكير الست إدوارد دي بونو
    بواسطة عبدالصمد حسن زيبار في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 29-08-2010, 04:25 PM
  4. 43 ألف نسخة ل :500 مليون عربي في القارات الست بمعدل نسخة لكل 15 الف مواطن.
    بواسطة عزيز باكوش في المنتدى قِرَاءَةٌ فِي كِتَابٍ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 18-08-2010, 12:10 PM
  5. أبو حسرة و(كلب الستْ) .....
    بواسطة ايمن اللبدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-09-2003, 10:22 PM