أوراق ذابلة
سعادة خليل
أطلّت عليّ كلماتي
رمت عليّ عباءتها
واستراحت
ما بين جفني وصلاتي
عويت
كذئب مسه قرح
ولكن من حياة
ويممت وجهي
شطر أوراقي
* * *
فلأعترف الآن
أني كنت غبيّا
عشت سنواتي
أحاول جمع شتاتي
في ذاتي
أحاول رسم بلادي
على ورق ذابل
مزقته يداي
عشت حياتي
عشت همومي
تباعدني عن ذاتي
عشت أعوامي
أنثر على فراشي
أحلام عمري
وأفيق على صوت أمي
تغمرني دفئا وحبا ودعاء
"الله يحنن عليك
الله ينوّر دربك
يا ولدي"
حينئذٍ كنت صبيّا
أجل!
كنت قبل اكتمال البدر صبيّا
نقشت على ساق التينة
وصايا أبي
تناجيت سرا
مع ما تبقّى من "الحنّون" الدامي
على قبر جدي
أطلّت كلماتي
واستوت على الجودي
وطالت دعواتي
* * *
ودعت سلاحي
تركت رفاقي
تركت نساء تعطرن لي في المساء
تركت جبيني
الذي تعفر بعبق التراب
تركت عرس القرية
تركت جبين أمي
تركت الحواري
تركت حبي القديم
تركت أسطري الساذجة
وارتحلت بعيدا
إلى حيث نجاتي
• * *
لأعترف الآن
أني كنت غبيا
أني عشت غبيا
أحاول جمع شتاتي
في ذاتي
أرسم حدودي
على ورق ذابل
مزقته يداي
وروحي تباعدني عن مداي
فهل كنت غيري؟
وهل كنت سواي؟
لا أدري!
وبقيت وحدي
ورقا ذابلا
مزقته يداي!!
الظهران 27\6\2001