الصفقات الخائبة والمليارات الضائعة







بقلم : محمود شنب

mahmoudshanap@yahoo.com

mahmoudshanap@hotmail.com



الحكام العرب ـ عن بكرة أبيهم ـ أصيبوا بتبلد وراثى أفقدهم الإحساس بالمسئولية والقدرة على تمييز الأشياء وتقييم الأحداث وتدارك المخاطر .. هذا التبلد نتج فى الأساس عن غباء سياسى متواصل وضعف فى العقيدة والإيمان ، فأصبح لا شئ يثير حفيظتهم ولا يغير مواقفهم ويدعوهم للتفكر وإعادة النظر فى رؤيتهم للأحداث .

لقد استخدمت أمريكا وإسرائيل وأغلب دول أوروبا كل ما لديهم من وسائل قهر وقتل وإجرام فى حق العديد من الدول الإسلامية ، ولقد وضحت هذه الجرائم بصورة ملفتة فى أحداث البوسنة والهرسك ثم أفغانستان ثم فى أحداث جنين والفلوجه .. حدث ما حدث للبوسنيين فى قلب أوروبا ، وحدث ما حدث لأهالى الفلوجه فى قلب العراق ، وحدث ما حدث لأهالى جنين فى قلب فلسطين ، وإذا ما رُكبت الصور على بعضها البعض نشاهد بكل وضوح مشهد الزحف الصليبى القادم من الأطراف إلى القلب ، حتى أصبحت القوات الصليبية تعيش على حدود مقدساتنا الإسلامية على أطراف السعودية بل أراها تعيش فى ضيافة حكامنا العرب وكرمهم الحاتمى !!

فى المناطق المذكورة ارتكبت القوات الصليبية والصهيوينة أبشع الجرائم وأقذرها على الإطلاق ، فقد سخروا من كل ما هو قائم وعمدوا إلى إذلال كل ما هو حى ووجدوا متعتهم فى وضع أحذية جنودهم على رؤوس كل من ينتمى للإسلام ودخلوا المساجد وقتلوا من بها وعبثوا فى المصاحف وبالوا عليها ورسموا على أغلفتها الصلبان واغتصبوا النساء والغلمان وأهانوا الشيوخ والعلماء ، وكل ما كشفت عنه الصور والتقارير لا يمثل إلا فيض من غيض وما خفى من الأحداث كان أكثر بكثير مما تم عرضه وتناقلته وسائل الإعلام ... كل ذلك لم يحرك مشاعر حاكم واحد من حكام العرب .. حتى عندما سقط المجاهد صدام حسين فى الأسر ونـُـكل به وتم عرضه على الشاشات بصورة مخجلة ومؤسفة لم يتحرك أحد ويطالب بوقف هذه المهزلة ويفعل ما تفعله الكلاب مع بعضها البعض إذا ما أصابها خطر أو اعتداء !!

كل هذه الأحداث لم تحرك لدى الحكام أى قدر من النخوة أو الرجولة ، وإذا كان الأمر على هذا الحال فمتى يتحرك الحكام إن لم تحركهم كل هذه الأهوال ؟!!

لقد فعل حكامنا عكس ما هو مطلوب ومتوقع .. لقد ارتموا أكثر وأكثر فى أحضان القتلة واقتربوا منهم حتى الاندماج .. فى الكويت يجهزون الطعام لقوات الاحتلال ويمدونهم بالفواكه والخضروات والمياه النقية وكل أنواع اللحوم ، وفى السعودية يتم إمداد كل الآليات الأمريكية بما يلزمها من وقود ، وفى كل دول الخليج مستشفيات تقوم بمعالجة الجرحى الصليبيين والترفيه عنهم ، وشرم الشيخ المصرية أصبحت المقر الدائم والمفضل لبلير وجنود قوات الاحتلال ، وفى العراق نفسه تجمع كل اللصوص والعملاء والشواذ واعتمدوا على مرجعيات الشر والإفك والضلال وقاموا بتمكين الأجارم من إذلال شعب العراق وقدموا بعض النسوه العراقيات لجنود الإحتلال داخل المنطقة الخضراء وأصبح هناك قسم فى الحكومة العراقية مهمته جلب الفتيات العراقيات للعمل فى خدمة جنود قوات الاحتلال داخل المنطقة الخضراء والترفيه عنهم ... كل ذلك يحدث ولا شئ يثير حفيظة حكامنا ولا يحرك لديهم ساكنـًا !!

لقد تقربوا أكثر وأكثر من حكام تلك الدول المارقة التى ارتكبت فى حق أمتنا كل الجرائم والموبقات ..

لم يتقرب الحكام العرب من إسرائيل فى أى وقت مثلما تقربوا إليها بعد جرائمها فى جنين ، ولم يتقربوا من أمريكا ويتجاوبوا معها فى تنفيذ مشاريعها القذرة بقدر ما تقربوا لها بعد سقوط بغداد واحتلال العراق وجرائم الفلوجه التى لم يعرف لها التاريخ مثيلا ... نفس الشئ حدث فى علاقتهم مع دول أوروبا بعد جرائمهم فى البوسنه والهرسك التى لا يمكن أن تـُمحى من الذاكرة .!!

لم يفكر حاكم عربى واحد فى تبنى مواقف واضحة وصريحة ومحددة تقوم على أى قدر من التعقل والحكمة والتخطيط لمواجهة هذه الكوارث والأخطار ، فما حدث فى البوسنه والهرسك قابل للتكرار فى أى من عواصمنا الإسلامية فالمسلمون فى البوسنه كانوا أغلبية وكانوا يعيشون مطمئنون ومرفهون فى بلاد يشكل المسلمون فيها أكثر من 90% فهل تفوقهم العددى منع ما حدث لهم من جرائم قتل واغتصاب وتهجير وطرد وتنكيل ؟!!

نفس الشئ نقوله على ما يحدث فى العراق حيث أنه حدث قابل للتكرار فى كل من القاهرة والرياض ودمشق وسائر عواصمنا العربية ، وما الذى يمنع ذلك ولا توجد دولة عربية كان لها من المقدرة العسكرية ما لدى العراق ؟!! ... لقد حارب العراق لعقود طويلة وأبلى بلاءً حسنـًا فى مواجهة أمريكا والتغلب على القصف اليومى والحصار الإجرامى ولم يسقط إلا بعد تكاتف عليه الخونة من الحكام العرب مع أمريكا وفتحوا لها الأرض للتدريب والسماء للمناورة والتجسس قبل عملية الغزو التى ستظل وصمة عار فى جبين كل من شارك فيها .

أقول أن ما حدث للعراق قابل للتطبيق فى أى مكان آخر ، وأتمنى ألا يتصور أى مواطن عربى أن ما تملكه بلاده من سلاح وقدرات عسكرية كفيل بالدفاع عنه وحماية ممتلكاته ومقدساته ... إن هذا هراء وغباء وسوء فهم وتقدير لأن الذى يحمى الوطن والمواطن ليس السلاح وإنما تحميه الكيانات الكبيرة التى تجمعها عقيدة وعزيمة وهدف واحد .

فى الكويت والسعودية وكل دول الخليج أسلحة لا توجد فى أى دولة عربية أخرى ، ورغم ذلك نراهم دومًا أضعف من فى العرب وأذلهم وأهونهم على الناس ويظهرون دائمًا فى صورة من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم .. العبرة ليست بالسلاح وإن كان السلاح مطلوبًا وضروريًا ، لكن السلاح لا يجدى مع الكيانات الصغيرة .

حتى إسرائيل التى نراها بالمفهوم العسكرى دولة عسكرية من الدرجة الأولى وهى أشبه بمخزن ومستودع للأسلحة لا تستطيع أن تحمى نفسها بمفردها ولذلك تلجأ للاعتماد على القوى الكبرى والاندماج الاستراتيجى والعسكرى مع منظومات عالمية تضمن لها التفوق والبقاء ، وهذا ما ينقصنا بالفعل ولكن بطريقة مخالفة تمامًا فإسرائيل ليس لها جيران يهود يمكنها الاندماج معهم ـ وإن كانت الكويت وقطر وباقى دول الخليج يقومون بما هو أكثر من اليهود ـ ولذلك نراها تنظر لبلاد أبعد من أجل التحالفات والمساندة ، أما نحن فقد هيأ الله لنا كل ما يدفعنا للترابط والتراحم والتواصل دون الحاجة إلى الغير .. حدود مفتوحة لا معوقات بينها غير الأسلاك الشائكة وبوابات الأنظمة وأراضى عامرة بالخير وعقول جبارة تستقطبها أمريكا سنويًا وتوفر لها المناخ الملائم للإبداع والتألق .. مشكلتنا فى الحكام وليس فى شئ آخر .

إن الغرب الذى قبل إسرائيل وضمن لها الحماية والتفوق لا يمكنه أن يفعل ذلك معنا لإختلاف التوجه والعقيدة والمصالح .. لقد دأبت تركيا على الاندماج فى الاتحاد الأوروبى وفعلت كل ما طـُلب منها إلا أنها ولكونها دولة إسلامية ظلت مرفوضة وغير مرغوب فيها إلا من المنظور الاستراتيجى الذى يخدم الغرب .

المطلوب إقامة تجمع عربى كبير يشكل فيما بينه منظومة دفاع مشترك وردع وقوة تجعل لنا قيمة ووزن ، وهذا لن يتم بحكام كل همهم خصور الغوانى وظهور الغلمان .. يجب أن ندرك ذلك جيدًا وألا تغرينا ترسانات الأسلحة المتواجدة فى كل عواصمنا العربية بلا قيمة ولا فائدة .

السعودية الآن فى طريقها لإعلاء شأن بريطانيا ورفع اقتصادها إلى عنان السماء عن طريق تنفيذ صفقة سلاح جبارة تبلغ قيمتها 70 مليار دولار .. هذا الرقم الخرافى والمبالغ فيه جدًا لا يمكن أن يكون وسيلة لحماية أمن المملكة .. إن هذه الأسلحة لا يمكن أن تحمى طفل أو امرأة سعودية .. نصف هذا المبلغ كان كافيًا لتحقيق الأمن السعودى لو أنفق فى إنشاء مصانع للأسلحة وتكوين فريق من العلماء السعوديين والأجانب يمدوا السعودية على المدى البعيد والمنظور بكل ما تحتاجه من إمكانيات وقدرات فى شتى المجالات العسكرية وغير العسكرية ، أما النصف الآخر من الـ 70 مليار فلو أنفق على المصالحة الوطنية داخل المنطقة وتقريب وجهات النظر وجمع الشمل لكان أجدى وأنفع للملكة ، أما أن تتحول المملكة إلى مستودع لأسلحة لا تستطيع استخدامها فإن هذه الصفقة إهدار للثروات وتبديد للطاقات وهى فى الحقيقة نوع من الخبل والهبل الذى لا شبيه له .

الجنرال شوارزتسكوف كتب فى مذكراته عن حرب الخليج التى أطلق عليها زورًا حرب تحرير الكويت ـ كتب عن الأمير السعودى القائد العربى لقوات التحالف فى هذا الوقت قائلاً : ( إنه لا يعرف الفرق بين الواقى الذكرى والكلاشينكوف ، كما أن كل خبراته فى أسلحة المدرعات والطيران لا تتجاوز خبراته أيام كان طفلا .. خبراته فى الطائرات والدبابات اللعب التى كان يلهو بها وهو طفل ) .إذاً لماذا كل هذه الأسلحة التى لن تجد من يحسن إستخدامها .. السلاح لن يعمل بمفرده ولابد له من مستخدم يحمل عقيدة وهدف .. عقيدة غير العقيدة التى تعمل بها الأسرة الحاكمة والتى تتلخص فى مطاردة المجاهدين والمدافعين عن كرامة وقداسة أرض الحرمين ، وهدف غير الهدف الذى يعمل فى سبيله النظام السعودى القائم على التحالفات مع الغرب وليس مع العرب .

هل يمكن لعاقل أن يتصور أن هذه الصفقة جاءت من أجل دعم القضايا العربية والإسلامية وتحرير القدس والوقوف إلى جانب الشعب العراقى والفلسطينى ؟!!

هذه الصفقة جاءت فى الأساس لحماية الأسرة الحاكمة وردع دول الجوار وعلى رأسها اليمن وإيران ، وطالما كان هذا هو الهدف فلا فائدة من امتلاك كل أسلحة الأرض وتشوينها فى المملكة .

ربما لا يعلم الكثيرون ـ بما فى ذلك الشعب السعودى صاحب الأموال المهدرة والصفقات المشبوهة ـ أن لهذه الصفقات من الأسلحة شروط عجيبة وغريبة لا تمت للواقعية بصلة .. إحدى شروط هذه الصفقة كان تسليم المعارضين السعوديين إلى السعودية أو طردهم من بريطانيا !!

أما الشروط الأخرى فكانت أدهى وأمر فللتسلح فى أوطاننا أدوار مختلفة تمامًا لكل الأعراف العسكرية فى كل دول العالم .. الغرب ـ وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا ـ يضع شروطـًا خاصة لكل من يشترى منه الأسلحة من حكام المنطقة .. هذه الشروط تتلخص فى الآتى :

1ـ عدم استخدام هذه الأسلحة فى الاعتداء على إسرائيل .

2ـ ألا يتم تحويل هذه الأسلحة لأى طرف آخر يمكنه إستخدامها فى حرب ضد إسرائيل .

3ـ أن تكون هذه الأسلحة والمعدات تحت إمرة البائع فى حالة حدوث حرب فى المنطقة إذا ما كانت قواته طرفـًا فى هذه الحرب ـ كما هو حادث الآن فى الشأن العراقى .

4ـ لا يحق للدولة المشترية التنازل عن هذه الأسلحة بالبيع أو الإهداء لأى طرف آخر .هذا ما نشرته بعض المجلات العسكرية المتخصصة وما تسرب من شخصيات شاركت فى الاجتماعات التى واكبت عملية البيع والشراء ... زد على ذلك أن السلاح الذى نبتاعه من الغرب لا يكون مساويًا لما تحصل عليه إسرائيل من حيث الجودة والدقة حتى لو كان من نفس الطراز والنوعية ، فأجهزة الرصد والتوجيه الخاصة بنا تكون مختلفة ومناورتها أقل حيث يمكن إضافة أشياء عند الضرورة ورفع أشياء ، وعلينا ألا ننسى أن العديد من أجهزة التحكم هذه يمكن التلاعب فيها عن طريق التحكم عن بعد ومن دولة المنشأ ، فالذى يبدل شفرات استقبال الأطباق اللاقطة ويجعل من بعضها جثة هامدة قادر على أن يتحكم فى من منظومة عمل تلك الأجهزة دون علم الزبون المغفل الذى دأب على الشراء وليس الإنتاج .

من جهة أخرى فإن هذه الصفقات مبالغ فى أثمانها جدًا ولا تعبر عن الواقع الحقيقى لسعر الطائرة أو المعدة العسكرية وتلك حقيقة يعلمها كل متخصص فى هذا المجال ، والمؤسف أن فروق هذه الصفقات يتم تحويله إلى الكيان الصهيونى فى صورة منح وهدايا .. أضف إلى ذلك فقد الشفافية والنزاهة فيمن يتعاقد على اتمام هذه الصفقات مع الغرب حيث العمولات الضخمة التى يُعلى سعرها على الثمن الأصلى والتى تنهب من خزينة الدولة .

وإذا نظرنا لكل هذه الأسباب وغيرها نشاهد أننا أمام ألاعيب غريبة ومعيبة لا تحقق لنا أدنى نفع أو فائدة ، وأن هذه الصفقات المشبوهة تمثل لنا خدعة كبرى ووهم كبير فى المنظومة العسكرية لقواتنا المسلحة حيث أنها تحول بلادنا إلى قواعد عسكرية ومخازن لأسلحة تظل ـ بحكم الاتفاق ـ تابعة للبائع وخاضعة لحروبه فى المنطقة حتى لو كانت هذه الحروب موجهة ضد دولة عربية أو إسلامية مثلما هو حادث الآن فى العراق وأفغانستان .

إن هذه الأسلحة توفر لأمريكا وحلفاءها الدعم الكامل وتسهل لهم مهمة الانتشار السريع فى أماكن التوترات التى تستلزم التدخل السريع ، إضافة إلى أنه وبموجب هذه الشروط لا يمكن اقامة كيان عربى واحد فيه من يتعامل مع إسرائيل وفيه من هو فى حالة حرب لاستخلاص حقوقه واستعادة أرضه فلكل دولة سلاحها الذى لا يمكن أن تساعد به غيرها طبقـًا للإتفاقيات المبرمة .

إن للقوات المسلحة فى بلادنا العربية أهداف معلنة يعرفها الشعب وأهداف مستترة لا يعرفها إلا أصحاب الجلالة والفخامة ، فأما الأهداف التى يعرفها الشعب فتلك التى نرددها مع الأغانى الوطنية ونتعلمها فى المدارس وتتولى أجهزة الإعلام الترويج لها والتى تتلخص فى أن القوات المسلحة هى الدرع الواقى لحماية أمن البلاد وأنها القادرة على حماية مكاسبنا والدفاع عن حدودنا ومقدساتنا إلى آخر هذه القائمة الطويلة من الكلام الخادع والجميل ، فلا القوات المسلحة فى أى من عواصمنا العربية قادرة على حماية حظائر الدجاج ولا مراعى الأغنام .. كل سرب يعمل بمفرده وفى معزل عن دول الجوار ، والدولة مهما بلغت من إمكانيات وقدرات تظل عاجزة عن الدفاع عن نفسها إذا ظلت فى حالة فردية منعزلة عن العمل الجماعى ، والنموذج العراقى خير شاهد على ذلك ... أين هى أسلحته وأين معداته .. الدولة التى تعمل منفردة لا يمكن أن تحقق نصر .. قد تصمد أيامًا وشهورًا ولكنها ستنهار يومًا بعد نفاذ المخزون وانقطاع المدد وافتقاد الدعم والمساندة .

إن أمريكا بكل قوتها وعنفوانها وحجم قواتها وتسليحها تظل عاجزة عن فرض إرادتها إذا افتقدت لتسهيلات الخونة والعملاء .. من هنا جاءت فكرة التكتلات الدولية والتجمعات الكبرى الفاعلة .

لقد فشلت إسرائيل رغم قوتها العسكرية الضخمة ورغم كل ما تلقاه من دعم غربى ودولى فشلت فى فرض إرادتها على حزب الله فى لبنان وحماس فى فلسطين وستظل فى صراع معهم إلى أبد الآبدين لأنها تعيش بيننا منفردة ومعزولة .

أما الأهداف المستترة لقواتنا المسلحة فى منطقتنا العربية والتى لا يعرفها الكثيرون بما فيهم بعض المسئولين بكل دولة والتى يتوارثها الحاكم مع كرسى الحكم دون أن يطلع عليها أحدًا من الشعب ولا حتى معاونيه فإن هذه الأهداف تتلخص فى أمرين لا ثالث لهما .. أولهما : حماية أمن إسرائيل ـ مثلما هو حادث الآن من كل دول الجوار مع إسرائيل حيث العمل الدءوب على منع تسلل المجاهدين إلى فلسطين وعدم تهريب أسلحة إلى هناك .. أقول تهريب ولا أقول إمداد وإعطاء !!

ثانى هدف هو حماية أمن الأنظمة والأسر الحاكمة ، فلا مانع لدى الحاكم من إنزال القوات المسلحة إلى الشارع ودك بيوت المواطنين ، وقد حدث ذلك فى الجزائر واليمن والسعودية ومصر وكل الدول العربية بلا استثناء .

قد يكون أمرًا مستغربًا لكنه الواقع المرير الذى نعيش تحت سقفه ولا نعمل بأى حال من الأحوال على إزالته أو تغييره ..

... وللحديث بقية .