أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: التغيير ومخاوف اعداء التغيير

  1. #1
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي التغيير ومخاوف اعداء التغيير

    السلام عليكم :
    مجرد راى نابع عن علم وتجربة عمليه عايشتها فى مقر عملى
    الصياغة ليست لى ولكن المقال هو ما اقر بصحته عن تجربة

    اليكم :

    الإصلاح يعني التغيير، لأن التغيير لغة هو الانتقال أو التحول من وضع لوضع أفضل.
    أما التغيير كما يعنيه البعض بأنه التحول إلى الأسوأ فغير صحيح لأن الوضع السيئ إذا لم نعالجه بطبيعته ومع مرور الوقت سيتأزم ويصبح أسوء.

    . وإنما أنادي إلى التغيير (Change) والذي يعني تغييرا إلى الأفضل والأحسن. وفي مثل هذه الحالة يحتاج التغيير لينجح إلى بعض التضحيات والتنازلات وأيضا إلى هزات قوية وجرعات مضاعفة بعضها مادي (اقتصادي ومالي وإداري) وبعضها معنوي (فكري وعلمي وثقافي واجتماعي).

    ولذلك فعندما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام أمضى 11 عاما يدعو للتغيير (إلى التوحيد) ولم يرفع المسلمين سيوفهم حتى أذن الله لهم في معركة بدر والتي لم تكن حرب انتقام وشهوة وإنما حرب على من بدأهم العداء بالحرب وعلى الكفر والإلحاد.

    والتغيير لا ينجح ما لم يكن يهدف إلى نمو الروح والجسد معا (الفكر والمادة) حيث أن كلاهما يدعم الأخر.
    ومن عوامل نجاح التغيير أن يكون له أسس داعمة وأولها أن يبنى على الإيمان بالله وحده والإيمان والعمل بما فرضه علينا من أركان وواجبات، وهذا هو عامل الروح وكل تغيير فيه (ينبغي أن يشتق ويبنى على الكتاب والسنة) يجب أن يدعو إلى فهم الدين الإسلامي فهما صحيحا والاجتهاد فيه إتباعا للسلف الصالح من أصحاب رسول الله أولا ثم علماء الأمة من التابعين وأئمة المذاهب السنية قبل غيرهم وكبار علماء السلف. مما يدعو إلى لقاء العلماء وتحاورهم وتباحثهم حول أبواب الإجهاد المعروفة شرعا من أجل تصحيح الأوضاع الدينية للمسلمين، ولذا فهو يحتاج إلى علماء الدين من ذوي الحكمة والبصيرة والروية والاجتهاد، علماء التعليم الاجتماع والتخطيط والتنمية، وبتوجيه وتبني وحرص وتقدير من القيادة وأهل الشورى. وبالتالي لن يثمر كثيرا أو سيأخذ وقتا طويلا جدا ما لم نعد إعدادا جيدا رجال التنمية والتغيير.

    والتغيير أيضا لا ينجح ما لم يستند على التجديد والتطوير وهنا يأتي دور الوزراء وكبار التنفيذيين وكبار المتعلمين والباحثين والمفكرين وهم دعامات حركة التغيير والمحرك الأساسي له.

    والتغيير أيضا لا ينجح ما لم تكن طاقته وقواه واندفاعه وانطلاقه ومثابرته وعزمه من الدماء الجديدة والنقية والفتية من شباب الأمة وخاصة ممن هم بين ال25 و35 من أعمارهم، والذين سيصبحون النواة لسلفهم.

    كل ذلك يعني أن الإصلاح والتغيير في حاجة ماسة إلى خليط منسجم ومتوافق ومتلائم ( لا متطابق ولا متكرر). فمحمد صلى الله عليه وسلم بعث وهو في الأربعين، والصديق وعمر رضي الله عنهما تولوا الخلافة وهم في أواسط الستين ولكن ومع ذلك كله استعانوا بعد الله تعالى بخليط من الصحابة رضي الله عنهم وكان فيهم الشاب اليانع والشاب البالغ ومنهم أسامة وعلي بن أبي طالب وابن العباس وابن مسعود وأنس، وكلن فيهم من في أواسط العشرين وبدايات الثلاثين معاذ والزبير وطلحة.....، وكان فيهم من بالأربعين كعبيدة أمين الأمة وعثمان ذي النورين وابن العاص ....الخ. وعلماء الأمة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأبو حنبل وابن تيميه عندما بدءوا كان يجالسهم ويشاركهم الاجتهاد الكثير من الشباب كالبصري وسفيان وابن سيرين.

    وهكذا كان الشأن في صدر الإسلام خليط من القيادات المتقدمة في السن والشابة سواء وخليط من العلماء وخليط من الوزراء والقادة العسكريين، وقلة قليلة ممن كان بينهم تجاوزوا السبعين وأكثر قليلا ممن تجاوزوا الستين وغالبية ممن تجاوزا الخمسين والغلبة لمن كانوا بين الثلاثين ودون الخمسين. وكتلك التوليفة تستطيع الأمة أن تتجانس وتتلاءم ويكون فيها قدرة على الحوار الفعال والبناء.

    لذا فالتغيير سينجح ما دامت الدعوة إلى الإصلاح صادقة والعمل فيها من مكوناته تلك الخلطة على أن يجتمع فيها ما ذكرته من الصلاح والتقى، وما دامت تلك الدعوة الإصلاحية لا تهتم بسخط المتزمتين ولا بأقوال المتحذلقين والمتشدقين وأصحاب المطامع، ولكنها تهتم بإحداث تغييرات تعيد للأمة شبابها وحيويتها وعزتها ومكانتها وتزيدها قوة إلى قوتها.
    (ومن ثم نحن نحتاج بداية، وما دام الهدف معروف وواضح) إلى البدء في دراسة وتحليل ومعالجة وتطوير النظم المحيطة بالعملية كلها) وتعديل وتغيير وتطوير هذه النظم و إلا الإصلاح والتغيير سيكون محدود جدا.

    النظم ( Systems )

    النظم ليست هي الأنظمة والقوانين على الإطلاق. فالنظم هي المكونات الأساسية والوحدات العاملة لتكامل وتكاتف وتكافؤ المنظمة أو الدولة، أي أنها تعاضد وتساند العمليات التشغيلية المختلفة من أجل نجاح العمل في تحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة وفعالية. وأشبه ذلك بالطائرة أو الحافلة والتي تحمل الركاب لتوصلهم إلى الهدف بنجاح وسلامة.
    فماذا تحتاج تلك الطائرة أو الحافلة لتحقيق الهدف إلى جوار الموارد المادية المختلفة، والأهداف الموضوعة مسبقا، والخطط التي تم اعتمادها؟


    1- إلى قيادة حكيمة وخبيرة (ربان أو قائد) وهذا أول النظم وإلى النظام الإداري والذي يعمل بجوار القائد (مساعد طيار مثلا). والقيادة الحكيمة والخبيرة موجودة لدينا ولله الحمد.
    2- إلى كفاءة عالية في التشغيل والسلامة والخدمة (والتي تحتاج أيضا إلى قوى إدارية متخصصة).
    3- إلى فعالية في الاتصالات والمؤشرات والدلائل وكفاءة في القوانين والإجراءات (قوانين الطيران وإجراءاته المختلفة الإدارية والفنية والقانونية المختلفة).
    4- إلى اتفاقيات وتعاملات تجارية ومدنية وقانونية تدعم حركة النقل والتشغيل والصيانة.
    5- إلى بيئة داخلية (الركاب) وتعاونهم مع التعليمات وانصياعهم للإرشادات.
    6- إلى بيئة خارجية (منظمات الطيران ومنظمات النقل والتأمين) وإتباع واحترام القوانين والاتفاقيات الدولية والتعاون مع تلك المنظمات.

    فهل تستطيع تلك المنظمة أو الدولة تحقيق أهدافها بدون قيادة حكيمة وخبيرة؟
    هل تستطيع تلك الطائرة أو الحافلة الوصول بركابها بسلامة إذا كانت خربة وتتعطل كل حين؟
    هل تستطيع أن تكون على كفاءة بدون صيانة دورية وتجديد لقطعها كلما لزم الأمر بقطع جديدة ومضمونة بمعايير دولية؟
    هل تستطيع حمل ونقل الركاب بدون حركات بيع ودعاية وتنسيق وتخطيط عمليات وتخطيط تشغيل وحجوزات ....؟
    هل تستطيع التوجه في السماء بدون معايير ومؤشرات وأدلة واتجاهات وبوصلة واتصالات ......؟
    هل تستطيع الوصول بسلام وركابها متناحرون ومتقاتلون ومختلفون؟
    هل تستطيع حمل الركاب إلى دولة أخرى وبدون اتفاقيات وعلاقات؟

    هذه النظم يجب أن تعمل معا بكفاءة وانسجام وتعاون وتفاعل و إلا لن تصل الطائرة إلى أهدافها وإن وصلت فستصل بمستوى متدني.

    بل إن المسألة فيها من التداخلات أكثر مما بسطته لكم. فنظم الصيانة والتشغيل وحدها تحتوي على نظم الوقود والاحتراق، نظم الكهرباء والطاقة والتبريد والتسخين، نظم التشغيل والماكينة والجر والسحب، نظم الكوابح والحركة والشاصيه والعجلات، نظم الملاحة الجوية والرادار، .............الخ فما أدراك بنظم الدولة ومؤسساتها؟

    كل ما تقدم مما ندعوه بالنظم ما لم تتغير وتتطور وتصبح أكثر كفاءة وحيوية وفعالية وبشكل متواصل لا يعرف الكلل فلن يحقق التغيير والإصلاح أهدافهم، وفي أفضل الأحوال سيظلل التغيير يراوح محله..

    لابد بداية من تطوير رجال التنمية والتطوير، ورجال السياسة والإدارة والاقتصاد ....الخ ليكونوا هم نواة التطور والتغيير وعلى إدراك عليم وحكمة بصير. ولا بد من تطوير التعليم ورفع معدلات مخرجاته.

    ولا اتذكر من اى مجله او موقع اخذته من عدة سنوات

  2. #2
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    موضوع يجمع بين التألق في الفكرة والخبرة في المعالجة مازلنا نتتلمذ هنا
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  3. #3

  4. #4
  5. #5
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي خطر القول بمرونة وتطور الشريعة الاسلامية

    الاخت الفاضلة :
    ارجو ان تقراي ردي بتمعن وتفحص ولا يفوتك كلمة مما كتبت لكي لا افهم على وجه مخالف لما اقصد والله تعالى من وراء القصد
    يقول الله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } يبين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أن الإسلام هو الدين الذي رضيه الله لعباده ، وهو الشريعة الكاملة والمنهج الصحيح الذي يعالج مشكلات البشر وما عدا ذلك من فهم فإنه يناقض الكمال الذي نصت عليه الآية ويتعارض مع رضا الله بالإسلام كدين والذي وضحته الآية الكريمة وضوحاً تاماً.

    فالشريعة الإسلامية أحاطت بجميع أفعال الإنسان إحاطة تامة شاملة ، فلم يقع للإنسان شيء في الماضي ولا يعترض الإنسان شيء في الحاضر ولا يحدث للإنسان شيء في المستقبل إلا ولكل شيء من ذلك حكم في الشريعة الإسلامية ، قال تعالى { ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء } ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " تركتكم على محجّة بيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ".

    والشريعة الإسلامية عندما تعالج مشاكل الإنسان في جميع الأزمنة والأمكنة بأحكامها مهما تجددت وتنوعت تلك المشاكل فهي إنما تعالج مشاكل الإنسان بوصفه إنساناً ليس غير ، ذلك أن الإسلام هو دين الله الذي أنزله لكل البشر وهو المنهج القادر على حل مشكلات كل البشر ، مهما اختلفت ألوانهم وبيئاتهم وأجناسهم وأماكن عيشهم وأزمنتهم.

    ذلك أن الإنسان هو الإنسان في كل مكان وزمان ، في غرائزه وحاجاته ، فكذلك أحكام معالجاته لا تتغير ، أما ما يتجدد من مطالب الإنسان المتعددة فقد جاءت الشريعة بأحكام هذا المتجدد من المطالب ، لذا كان ذلك سبباً في نمو الفقه وازدهاره .

    فالإجارة عندما ترد في قوله تعالى{ فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن } فإن هذه الآية يستنبط منها حكم شرعي وهو أن المطلقة تستحق أجرة الرضاع ، ويستنبط منها أن الإجارة عقد على المنفعة بعوض وهي تنطبق على إجارة العامل أو الفلاح أو الموظف كما تنطبق على إجارة السيارة والطائرة وهكذا.

    والآية عندما تقول { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} فإن ما يستنبط من هذه الآية هو وجوب الإعداد لإرهاب أعداء الله ، وكما كان الإعداد في الماضي بالرماح والسهام والسيوف فإنه يجب أن يكون الآن بمصانع الأسلحة والطائرات والدبابات وأدوات الحرب الحديثة وهكذا.

    فهذا الاتساع بالنصوص لاستنباط أحكام متعددة لمشاكل متعددة ، هو الذي جعل الشريعة الإسلامية وافية بمعالجة مشاكل الحياة في كل زمان ومكان وفي كل أمة وجيل وقد قيل قديماً وهو قول حق أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان.

    وسعة الشريعة الإسلامية لكل مشكلات الإنسان الماضية أو الحاضرة أو المتجددة لا تعني أن الشريعة الإسلامية مرنة بحيث أنها تنطبق على كل شيء ولو ناقضها ، فإن المرونة مفهوم خطير ألصق بالإسلام ليجعل منه لباساً مهلهلاً يقبل أي فكر أو مفهوم أو رأي ولو ناقضه وخالفه.

    ذلك أنه بعد أن نهض الغرب بفصلهم الدين عن حياتهم وعزلهم للسلطة الكنسية عن واقع الحياة فإنهم التفتوا للإسلام والمسلمين وبدؤوا يعرضون على المسلمين حلولاً لمشاكل الحياة المتجددة عندهم ، ويطلبون من المسلمين أن يقدموا حلولاً من الإسلام لها ، فما كان من المسلمين وهم في أشد حالات ضعفهم إلا أن يقبلوا حلول الغرب على أنها من الإسلام فقالوا بتحرر المرأة وقالوا بالاشتراكية والديمقراطية وحرية الرأي والحرية الشخصية وجعلوا كل ذلك من الإسلام مدعين أن الشريعة الإسلامية ليست جامدة بل هي مرنة تقبل كل شيء ، ونسوا أو تناسوا أن الإسلام قام على عقيدة راسخة وأنه جعل هذه العقيدة مقياس كل الأفكار وجعل الحلال والحرام مقياس كل الأعمال فالله تعالى يقول { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر } والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".

    وكون العقيدة مقياساً لكل شيء يعني أن تكون المعالجات مأخوذة من نصوص الشرع وليس من الهوى والعقل فكل ما لم يأت به الإسلام من معالجات لمشاكل الإنسان فهو من غير الإسلام ولا يجوز أخذه ، قال صلى الله عليه وسلم: " كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد " ، فمثلاً نجد أن المسلم مقيد بأحكام الشرع ولا يملك أن يعصي الله تعالى بحجة الحرية الشخصية ، وهو إن فعل ذلك نال العقوبة على معصيته إن كان في الدنيا بمعاقبة الحاكم له ، أو كان في الآخرة بعقاب الله عز وجل ، فلا يحل لمسلم أن يزني بحجة الحرية الشخصية ولا يحل له أن يهزأ بالقرآن بحجة حرية الرأي ولا يحل له أن يرتد عن دينه بحجة حرية العقيدة ، ذلك أن مجرد الدخول في الإسلام يعني الانقياد لله تعالى في كل شيء {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.

    وكذلك المرأة مثلاً فإنه لا يحل لها أن تكشف عن عورتها بحجة تحرر المرأة ، وهي إن فعلت ذلك استحقت التعزير من الحاكم والعقوبة من الله تعالى ، وهكذا فكل تصرفات المسلم وآراءه وأقواله مقيدة بحكم الشرع ، بل وغير المسلم ، فالكافر الذمي تطبق عليه أحكام الإسلام مثل المسلم سواء بسواء فلا يحل له أن يرتكب المعصية بين المسلمين بحجة أنه غير مسلم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم عامل أهل الذمة حسب أحكام الإسلام وفي حديث جابر بن عبد الله قال : " رجم النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من اليهود وامرأة " لذلك فإن القول بمرونة الشريعة لتقبل كل شيء هو قول خطير ومن أسوأ عواقبه أن يضيع ديننا فنقبل ما ليس منه على أنه منه وفي ذلك خسران الدنيا والآخرة .

    أما القول بتطور الشريعة فهو لا يقل خطراً عن القول بمرونتها ، إذ أن التطور يعني الانتقال من حال إلى حال ويعني التبدل مع الزمن ، والقول بتطور أحكام الإسلام يعني أن أحكام الإسلام تتبدل وتتغير مع الزمن فهي تتطور ، لذلك لا عجب أن يكون حكم الله في المسألة أنها حرام وبالتطور تجدها حلالاً ولا عجب أن يكون حكم الله في المسألة أنها حلال وبالتطور مع الزمن يصبح حكمها حراماً وهكذا ، لذلك وجد في المسلمين من جارى الغرب في أفكاره فقال بأن أحكام الإسلام تتغير بتغير الأزمان ، فوجدنا في المسلمين من يقول بجواز تعدد بلاد المسلمين ومن يقول بجواز الاستعانة بالكفار والتنازل لهم عن أرض المسلمين ومن يقول بجواز الربا وغير ذلك مما ألبس على المسلمين دينهم ، في حين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم فاقتلوه " وغير ذلك من الأدلة التي تحرم تجزئة بلاد المسلمين وتأمر بوحدة المسلمين تحت راية خليفة واحد ، كما وجد من يقول بأن قطع يد السارق وحشية فيستعاض عنها بالسجن ، كما وجدت في القوانين الوضعية المعالجات التي تبيح الزنى وتقصر عقوبته على الأزواج ، وغيرها وغيرها من المفاهيم والآراء والأفكار والمعالجات التي قلبت الحلال حراماً والحرام حلالاً وكل ذلك بحجة التطور والتجديد.

    إن أحكام الله تعالى لا تتغير ولا تتبدل فحكم الله في السارق هو قطع يده سواء أسرق السارق في سنة عشرة للهجرة أم سرق في سنة ألفين للهجرة ، والزنا هو الزنا سواء أوقع في عهد أمير المؤمنين أم وقع في عهدنا هذا ، لا يغير من واقع حد السرقة أن تغيرت أشكالها وصورها ونظرة النّاس للحد من عدمها ، كما لا يغير من واقع حرمة الزنا رواجه لدى الغرب أو إباحته في بلاد المسلمين أو غير ذلك.

    لذا يجب علينا كمسلمين أن نفقه أحكام ديننا وأن نحافظ عليها من التغيير والتبديل ولا يكون ذلك إلا بتطبيقها التطبيق الصحيح في الكيان الذي بشر به رسول صلى الله عليه وسلم وهو كيان الخلافة.

    إن السعة في الشريعة الإسلامية لا تعني أنها مرنة لتنطبق على كل شيء ولو خالفها كما أنّها لا تعني التطور لتتغير أحكامها وتتبدل مع الزمن ولكنها تعني أنها الشريعة الكاملة الشاملة الحاوية لمعالجات كل المشاكل التي تطرأ للإنسان وذلك وفق طريقة ثابتة لا تتغير وهي أن تكون هذه المعالجات من الوحي أي قام الدليل الشرعي عليها سواء أكان هذا الدليل هو القرآن الكريم أو السنة المطهرة أو إجماع الصحابة الكرام أو القياس.

    ولا يمكن أن تستنبط المعالجات من الأدلة الشرعية إلا بوجود الراعي الذي يطبق أحكام الإسلام تطبيقا صحيحاً ، ويوجد المجتهدين في الأمّة الذين يكون دورهم هو فهم النصوص الشرعية واستنباط الأحكام الشرعية منها لما يستجد من مشكلات.

    وهذا ما كان عليه المسلمون عندما كانت لهم دولة قائمة على الإسلام في قوانينها وسياستها ورعايتها للناس مسلمين كانوا أم غير مسلمين.
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  6. #6
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا اخى الفاتح

    طيب لا خلاف على ما سطرته هنا !

    ولكنك تتكلم فى شىء ..وانا اتكلم فى شىء آخر تمام !!

    أتكلم عن التغيير فى الأدارة والطرق الأساليب والهمة ... اشياء تخص الموار البشرية وادارة المؤسسات !

    على كل اشكرك المرور والتعقيب

    تحياتىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 527
    المواضيع : 25
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أختي الكريمة نسيبة بنت كعب
    بارك الله فيك وجزاك اله خيرا
    موضوع بالفعل رائع ونحن مع التغيير ضمن الأفضل دائما ضمن قواعد الإسلام المتينة وأساسياته الراسخه التي تدعونا دوما إلى التقدم وتحقيق الأهداف السامية من أجل الدين والدنيا ولو كنا فعلا نحتكم إلى كتاب الله في كل صغيرة وكبيرة ونأخذ تشريعاتنا من القرآن والسنة لما دعونا الآن إلى التغيير لأنا بطبيعة الحال كنا نسير على درب الحق والعدل والتخطيط السليم حسب الشرائع الإلهية والسنة المحمديه ثم المجتهدين في الفقة والدين , ليتناسب الحكم الشرعي أو التقدم المدني مع متغيرات الحياة وما يتناسب معها فيهما فنحن مع التجديد ليس في التشريع ولا في القانون وإنما في مستجدات الحياة باستنباط تشريعات تناسب الأجواء الحياتية الطارئة من التشريع الإلهي في القرآن الكريم ثم السنة النبوية الشريفة بدون مرونة الطور الحديث القادم إلينا من مخلفات الغرب . إنما نسميه بمفهوم الإسلام الصحيح والصريح الرجوع إلى تعاليم الإسلام والحق يتبع فهو للدين والدنيا سواء الإدارة في العمل أو الإدارة في الحكم فالإتجاه لكليهما واحد والتخطيط وارد بدل كلمة التغيير التي سنظنها تخلف عن الدين فلا انفصال بين هذا وذاك إذا أردنا التقدم
    لأن الدين مكتمل والتشريع فيه كذلك ( اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا ) صدق الله العظيم إذا هو دين كامل متكامل ومن خلاله نستخرج كل ما يناسبنا على مر العصور وهذه هي معجزة الله في الإسلام إنه يناسب كل عصر وكل زمان .
    والقرآن معجزة الزمان وكل زمان . وبه كل تطور وتجديد .
    فمثلا الآية الكريمة .قال الله تعالى :( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض , فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) الرحمن 33.
    لقد كان لهذه الآية الكريمة قبل اكتشاف الفضاء والصعود إليه بمركبات فضائية تفسيرا آخر , واليوم الآية تفسر نفسها إذ تعني أسباب الترقي في الفضاء وومن ثم اكتشاف عالم لم نكن نعلم عنه شيئا لولا الفكر الذي يدعونا للعمل على اكتشاف ما غمض عنا فهمه في هذا الكون الواسع والرب دعانا للعمل إذا أردنا الوصول للشئ المراد فهمه . هنا الرب يدعونا للتغيير والعمل على تطور الآلية في العمل الله وضع لنا الأساس للعمل ونحن ننفذ وفق ما أراد لنا الله مع حرية التفكير بتوسيع المدارك واستنباط المدلول من الدلالة والدال لنطبق العمل بمفهوم العلم وتجاربه إو الحكم وتوابعه وكذلك في كل أمر .
    وافر الشكر لك ولأخي الكريم محمد الفاتح فقد أعطانا الأساس للفهم دون التباس وكل يصب في مجرى الآخر إذا أردنا ذاك الأمر فعلينا بهذا الأساس ليتم الأمر دون التباس في المعنى أو الفكر .
    ونلتقي على طاعة الله ورضاه
    أختكم في الله خوله
    إبنة الوطن الجريح .

  8. #8
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    المشاركات : 2,362
    المواضيع : 139
    الردود : 2362
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    هنا الرب يدعونا للتغيير والعمل على تطور الآلية في العمل الله وضع لنا الأساس للعمل ونحن ننفذ وفق ما أراد لنا الله مع حرية التفكير بتوسيع المدارك واستنباط المدلول من الدلالة والدال لنطبق العمل بمفهوم العلم وتجاربه إو الحكم وتوابعه وكذلك في كل أمر .
    أشكركم جميعا

    حسبت ان هذا امر مفهوم بالضرورة لانه من ضمن اهداف الواحة التى ادعو الاعضاء لقراءتها وانعاش ذاكرتهم بها - فلم ادع الى الخروج عن منهجها بل اكملت مابعده فلاداعى للرجوع الى البدابة فى كل مرة اعزم طرح موضوع بشأنها لأننى وقعت على موافقة على قوانين واهداف الواحة وكذلك هو معلوم بالضرورة من امر دينى .. ولذا تناولت الجانب الذى اهدف اليه مباشرة ً

    واشكركم على التفاعل وهذا ما اتمنى ان أراه فى هذا الصرح العظيم

    تقبلوا تحياتى واحترامى

  9. #9
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    لعلني أيها النقية المثابرة أقف عند مصطلح التغيير ، وأجده أخذني إلى هذا الصرح الذي نبنيه ، فالتغيير ضروري في حايتنا العملية ؛ لأنه هو السبيل الوحيد إلى النهوض بطاقاتنا الكامنة ، والعمل على استدعاء ما في النفوس من تلك الطاقات حتى تساهم في أداء رسالة كرسالة الواحة مثلا ، وينسحب ذلك على حياتنا العملية و في كل ما نقوم به من أعمال..
    رائع هذا الموضوع الذي يدل على علم بمناهج التغيير والتنمية البشرية..
    رائعة أنت يا نسيبة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. سحقا لهم اعداء العراق (تجربة خجوله)
    بواسطة محمد الفهد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19-02-2011, 11:01 PM
  2. صبر الفلسطينيين ومصابرتهم علي اعداء الله
    بواسطة البربريسي في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 17-05-2009, 05:25 PM
  3. الى كل منصف في الواحه (هذا ما يقوله اعداء الاسلام عمن يحاول عودته)
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-01-2006, 12:47 AM
  4. هذه هي تصريحات اعداء الاسلام اسمعوها ايها المسلمون
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-11-2005, 11:04 PM