لمن أشكو ....
لمن أشكو ... لمن أدنو ... لمن أحنو...
وقد هاجمتني كل الخلائقُ
ما عاش منها وما رثاه الأجلُ
أ أشكو لأم ٍ ... أحاط بها المرضُ...
أمْ لأبٍ ... كَبُرَ... وشاخ مهدهُ ...
وكيف تكون الشكاة لأخي ... فيالا خجلي ...
أختي !!! وأيّ أختٍ هذه تفقه ... عالمي...
فيالا أسفي ..
فيالا ألمي ..
أما... قلمي فقد هوَّن عليَّ ... أطياف قلائل من ألمي ووجعي ...
قد اقتادني إلى ما عجز عن وصوله سائر الخلق...
قد اقتادني إلى أعماق.. أعماق .. أعماق قلبي ...
داخلا إياه صامتا ... ساحبا معه أوراقي ... بتوقيع شواطئ أحزاني ...
قد سار القلم في يدي ... ساردا ً ... ما قد رآه...
آلام .. وأحزان .. أشجان .. وعذاب ألوان ألوان .. وألوان..
شتى الأوهام .. وأعمق الآهات .. أرفع الوديان .. وبحور البؤس..
صُم الكتمان .. ونار الهم .. وصراط الظلام ..
جبال يأس.. وأصفاد احتساب .. مُرُّ صَبرٍ .. وجفاف ألحان
كهوف حسرات .. وينابيع دموع .. وظلام .. ظلام .. ظلام..
ونقطة بيضاء .. كان فيها ذكرى سعادة وهناء ..
... فلا زلت أكتب .. وأكتب .. أكتب..
وما أن وجست .. إلا وبالحبر قد أغرق كتابي..
انه قلمي .. قد أبكاه حالي .. أغرقته أحزاني ..
سائلا بقايا روحي .. ألا زلت حية .. ؟؟
قد اجتحت قلبكِ .. فإذا بالجروح تدمي ..
عجبت أحزانكِ.. دخولا بكهوف ومغارات قلبكِ الندي ..!!
ظلمة لا أرى فيها سوى شرايين ملتهبة .. وأوردة متقطعة..
وأنين نسمات للنَفَسْ جدا ً ضيقة ..
وأجزاء متغربة .. ودماء .. متعثرة ..
يا الله ... وهل يوجد قلب كهذا .. في كل الورى ؟؟
فيا لا عجبي !!
اسمحي لي...
فقد عجزت الخوض في معارك يطويها الظلام.... وكثر الأحزان..
وها .. قلمي .. قد هاجرني .. الذي كان في الأمس أنيسي ..
صامتا ً.. مستمعا ً.. لشكوى أحزاني .. ناقلا ً ..كاتبا ً .. ولمعاناتي ساردا ً
...... فلمن أشكو .....؟؟؟
نشرتُ أحزاني السوداء ... على أوراق بيضاء ..
وقد هاجمني النُّقاد ... بشهاداتهم .. وعريق خبراتهم ..
خطأ ٌ.... وخطأ ْ.... ناقصٌ وجازمْ .. اضبطي واحذفي..
وارمي وأعربي ... سجعٌ ... سجعٌ ... سجعٌ ..
...... فلمن أشكو .....؟؟؟
وقد خُضت شتى المعارك في الشعر ...ما حُرٌ منه .. وما فصح..
وقد اجتاحتني هجوما .. بقوافيها وأوزانها...
بحورها .... وتفاعيلها ... زحفها ... وكتاب عروضها ...
أذكر شطرا ً... ويطالبني آخر ..
أكتب بيتا ً.. ويقاتلني وزنه...
أضع حرفا ً.. ويسحبني آخر ..
...... فلمن أشكو .....؟؟؟
دخلت عالم القصص .. وتهت في دوّاماتها ..
قصة قصيرة .. لا .. رواية .. لا .. مقالة .. لا بل قصة جدا ً قصيرة..
وقد هاجمتني نهاياتها .. ونقاطها ...
...... فلمن أشكو .....؟؟
مشيت على الأرض ... وقد هاجمتني سمائها ..
صعدت الجبال وقد رمتني من قممها ...
زرت القبور ... أردد السلام على أرواح موتاها ..
وقد هاجمتني الوحوش ... بعنفها ...
...... فلمن أشكو .....؟؟
سعيت للشاطئ ... فهاجمني سلامه ...
بكيت .. صرخت .. ناديت ..
كفى .. كفى .. كفى .. فقد كفاني ما قد كفى ..
لمن أشكو ... وأنت السلام ... لشاطئي...
اسقني من عذب مائك .. وأروني ... من أمواج حنانك....
احملني عن بواخر ... حيتانك....
وانصب حياتي على أعمق .... جُزُرك... وأوسع ... محيطاتك..
واغسلني .. وقلبي بمائك ... ورحيق صفائك ... من دنس الأوجاع...
فيا شاطئي ... هلمَّ ... اقبل عليَّ ...
هذا أنا ... هذا أنا ... هذا أنا ....
إني أنا .....
شاطئ سلام ...
شاطئ سلام ...
شاطئ سلام ...
تحيـــــــــــــــــــــا تي
شاطئ سلام