أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: برق في خريف

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي برق في خريف

    برق في خريف

    قصة قصيرة، بقلم: د. حسين علي محمد
    .................................................. .......

    عندما رآها مصادفةً على مدخل محطة مصر، رجعت إلى ذاكرته ثلاثون سنةً من الوجْدِ والانتظار. صاح في قلبه توق قديم إلى وجهها الأبيض الجميل الذي لم يُغيره الزمن:
    ـ نادية حمدي؟! .. غير معقول!
    أشرقت في عينيها ذكرى قديمة، أن تُخرج له مسرحيته الفصيحة «الثائر» في «بيت القاضي» بين الدور الأثرية المُغلقة، بعد تجاربها في إخراج مسرحيات أخرى بالعامية لنعمان عاشور، وسعد الدين وهبة.
    صاح في ملامح صوتها حب قديم:‏
    ـ محمود عماد؟!!
    ما اضطربت ابنةُ الثالثة والخمسين، وهي تقول في جرأة حسدت نفسها عليها:‏
    ـ ظللتُ أنتظرك عشرة أعوام .. فلماذا تأخرت عشرين سنة؟!‏
    قال ابن الخامسة والخمسين في هدوء:
    ـ بل افترقنا ثلاثين!
    تقدّمت إلى شباك التذاكر ـ دون أن تسأله عن مقصده ـ وحجزت تذكرتين للإسكندرية!
    .. وعندما لاذت به، وتلاشت المسافة بينهما، وجلسا بجوار بعضهما في القطار المتجه إلى الإسكندرية، كان يريد أن يصيح:‏
    ـ غبتُ عنكِ ثلاثين سنة .. لأن المسرحية الفصيحة ـ التي لم تخرجيها أبداً ـ ضاعت مني في سيارة أجرة ..
    ـ ياه!‏ .. أين؟
    .. وبلع ريقه:
    ـ في بور سعيد، حينما زرتُها في بداية الانفتاح السعيد!
    أخلت للحيرة مكانا في ملامحها، فأضاف ضاحكاً:
    ـ لعلي كنتُ أريد أن أُغيِّر نهاية مسرحية «الثائر» التي لم تعجبك.
    .. لكن صوتها انبعث فجأة:
    ـ ما كان يجب أن تبتعد عني .. انتظرتُك حتى مللتُ الانتظار!
    تلاشت ملامح السعادة في وجهه، وترقرقت في عينيها دمعتان!‏
    وقال كأنه يحدث نفسه:
    ـ أضاعت مني بور سعيد «الثائر» إلى الأبد!!
    ***‏
    أخرجتْ ديوان شعر.
    أخذت تقرأ قصيدة حزينة بصوت تمثيلي يبهره كما كان قديماً!
    تيقن أنها هي .. نادية حمدي!‏!
    لم تشرق الشمس منذ الصباح.
    أضاء برق مفاجئ ـ تكرر عدة مرات ـ الظلمة التي اكتنفت عربات القطار ساعة الغروب!
    استرق نظرة إليها، ما بالها لم تشخ؟!
    أخذ قلبه يدق، كما كان يدق كلما تذكّرها..‏
    أغمض عينيه، وتذكر رحلاتهما في قاهرة أواخر الستينيّات وأوائل السبعينيّات، من حدائق الدرّاسة إلى حدائق الأورمان، ذكرياتهما السعيدة في حديقة الحيوان، رحلاتهما للمسارح في مساءات القاهرة المضاءة بلون أزرق عقب هزيمة يونيو الحزين، مظاهرات الطلبة في نهايات عبد الناصر وبدايات السادات، فرحتهما بانتصارات أكتوبر و«سينا يا سينا باسم الله .. باسم الله»، مشاركتهما في انتفاضة الخبز (التي كان يسميها السادات انتفاضة الحرامية)، أغاني الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، الشاي الأخضر، الحسين، .. المطار: يودعها وهي مسافرة إلى فرنسا في ندوة عن التجريب المسرحي، وهي تُداعبه في إلقاء تمثيلي فاردة ذراعيْها:
    لكني مهما كنتُ أُحبك أعشقُ فني أكثرَ منكْ
    فوداعاً يا ثغراً مهما افترّ لغيري ..
    يذكرُ قبلاتي .. أو يتلو شعري
    وسأسألُ نجمَ الغربةِ عنكْ
    وسأسألُ ريحَ المرفأ عنكْ!
    وهو يكملُ:
    حتى إن عُدتِ وجدْتِ شبابكَ في صدْري( )
    الأتوبيس النهري، والسياحة الفقيرة ـ كما كانت تُسميها ـ إلى الأهرام، ومكتبة جامعة القاهرة، ومشاغبات الشحاذين لهما وهما يصعدان القلعة، وفرحتهما بليلة الرؤية، وليالي رمضان، وزياراتهما المتكررة لسور الأزبكية للتقليب في الكتب القديمة.
    ها هو قد وجدها، ولن يدعها تُفلت منه!
    ...‏
    غاب في عناق الماضي الذي كان وتذكُّر تفاصيله الصغيرة ..‏
    أغمض عينيْه ..
    .. حين وقف القطار في محطة الرمل..
    أغلقت «نادية حمدي» ديوان الشعر .. وضعته في حنو ـ كأنه طفل صغير ـ في حقيبتها، وكانت فتاتان دون العشرين على الرصيف في انتظارها.
    عانقت الفتاتين.
    قالت في همس لمحمود عماد:
    ـ ابنتاي سما .. ورنا ..
    وابتعدن.
    أشار لسيارة أجرة ..
    ووجد نفسه ـ ثانيةً ـ وحيداً في شقته الواسعة!.‏.

    الرياض 7/9/2002م

  2. #2
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.14

    افتراضي

    الأخ د. حسين محمد علي

    قرأتها وتصور أنني تخيلت نفسي في ذلك القطار ,
    أجلس قبالتهما وأنظر إليهما عصفورين يتناغيان ,
    وهما يستذكران عمراً , ثلاثين سنة , ضاعت منهما ,

    ما تحمله القصة من معانٍ كبير جدا ,
    واستعراض لتاريخ مصر وما ضاع وما تبقى ,
    وكنت رائعا في سبك الصور ومداخلتها مع الأحداث السياسية.

    تقبل خالص تحياتي وتقديري

  3. #3
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    مرحبا د/ حسين

    بعد رحيل الشباب

    يدفن هناك في قبور الذكريات

    بخيرها وشرها

    بحبها وبغضها

    لكنها تبقى هادئة احيانا

    صارخة دوما

    رحلت معك في خريف حروفك

    رأيت برقك الأبيض

    وقد ضرب برق ذكرياتي

    كل مساحاتي

    دمت مبدعا أخي

    ملحوظة .........

    لأني سكندرية .........

    فلا قطار يقف في محطة الرمل

    لك كل التحايا العطرة

  4. #4

  5. #5

  6. #6
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    ربما كنت ظلهما الذي رافقهما طوال تلك الرحلة ، وأسفت لفراقهما .

    قصة ممتعة الحوار والسرد .

    فهكذا نحن عندما نلتقي فنكون للفراق أسرع وكأننا وأياه دوماً على موعد .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خالص الشكر لجميل اللقاء وأسف الفراق

    د . حسين علي محمد

  7. #7
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    سيدي د.حسين علي عماد:

    قصة رائعة ....بحق جميلة

    سلم قلمك وبإنتظار روائعك دوما

    لك خالص تقديري مع باقة ورد

  8. #8

  9. #9

  10. #10
    أديب وناقد
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : بعلبك
    المشاركات : 1,043
    المواضيع : 80
    الردود : 1043
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    الأخ العزيز د حسين علي محمد
    رغم واقعية القصة و تسميتها الأشياء بأسمائها فإن دلالاتها السياسية المختبئة بين السطور أعمق و لا تخفى على ذي لبّ .
    ذكّرتني بالقاهرة الحبيبة وبأوائل السبعينات يوم كنت أدرس في إحدى جامعاتها و بالقطار المجري الذي أقلّني إلى الإسكندرية و من سرعته الجنونية لم أستطع تمييز ملامح الطريق .
    هذا ما ننادي به دوما لتكن القصة عابقة بالمعاني و الأفكار و الإحالات ولنبتعد بها عن الرمزية المغرقة في الضبابية لأنها في النهاية تكتب من أجل المتعة و لذة المعرفة وليست من أجل فك الطلاسم و الأحاجي .
    ملاحظة مكانية : لم أشاهد في أوائل السبعينات حدائق في الدرّاسة فهل أنا مصيب ؟
    دمت في خير و عطاء

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. برق في خريف
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 23-10-2016, 02:44 PM
  2. قراءة في قصيدة: برقٌ إذا ضاربت لربيحة الرّفاعي
    بواسطة براءة الجودي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-11-2012, 08:48 PM
  3. خدعني برق خلاب
    بواسطة ثريا الدوسري في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 15-03-2010, 11:07 PM
  4. كأني في بلاد الله برق..
    بواسطة محمد الأمين سعيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 04-09-2007, 01:43 AM