|
طرب الزمان وغنت الورقاء |
وترنمت لمجيئك الشعراء |
وتشوّقت روح البيان وأقبلت |
لتنال مجدا حازه الشرفاء |
وأتاك نبض الحرف يطلب رفعة |
في وصفه ، وتسابق النجباء |
ما أضيع الشعراء إن لم ينطقوا |
قولا بحقك قد علاه ولاء |
الشعر فيك تدوم روعة سحره |
فله بذكرك لذة وبهاء |
يا أيها المعصوم جئتك مادحا |
في خافقي حب كساه وفاء |
وبيوم مولدك البهيج تزايدت |
نبضاته وترددت أصداء |
وغدا الشغاف معطرا بوداده |
لك ، إذ بحبك يفخر النبلاء |
يا من ملأت الكون نورا ساطعا |
وهداية ، غنى بها البلغاء |
إذ كان قبلك ظلمة ممزوجة |
بمفاسد يسعى لها الجهلاء |
قوم إلى الأوثان كان سجودهم |
وحياتهم بفعالهم ظلماء |
جعلوا لرب الملك ندا حينما |
زعموا عبادة من له شركاء |
وئدوا البنات وكان ديدن جلهم |
أن لا تـُرى في دارهم حواء |
كان القوي من الضعيف شرابه |
وطعامه إذ قلت الرحماء |
فأتيت يا خير الأنام معلما |
ومساندا تقوى بك الضعفاء |
فأبت قريش وحاربتك بجهلها |
حقدت عليك لأنها عمياء |
فهجرتها ومضيت نحو أحبة |
جُعلت ديارك منهم الأحشاء |
بك صدقوا لك آزروا ولأمــ |
ـــرك أتمروا هم الأمراء |
ولأجل نصر الدين لا لغنيمة |
وهبت نفوسهم الكبار فداء |
ورجعت مكة فاتحا مستبشرا |
بالنصر والله القدير يشاء |
وعفوت عمن حاربوك بجهلهم |
إذ قلت : سيروا أنتم الطلقاء |
وتركت فينا منهجا نحيا به |
ما إن تمسكنا لنا العلياء |
لكننا يا سيدي في عصرنا |
كثر ولكنا صدقت : غثاء |
قد خان عهدك بعضنا متنكرا |
لشريعة ، هي للحياة بناء |
ومضى يناصر من يحارب ديننا |
وضميره أودت به الأهواء |
يرضى بأن يُلقى أخوه إلى الردى |
لينال أجرا عافه البؤساء |
وولاتنا للغرب صار ولاؤهم |
إذ أنهم حمقى وهم سفهاء |
لم تبق فيهم نخوة أو عزة |
أو يبقى في تلك الوجوه حياء |
بات العدو يدوسهم بنعاله |
وهم الملوك لنا هم الرؤساء |
هل من شجاع ينبري لجبانهم |
( وبضدها تتميز الأشياء ) |
خسروا وأي خسارة مُـنوا بها |
إذ أنهم موتى وهم أحياء |
لكن غزة أنجبت فرسانها |
وبهم طريق النصر سوف تـُضاء |
وبساحة الأقصى أسود جاهدوا |
بشجاعة صُعقت بها الأعداء |
من أجل دين الله أصبح همهم |
أن يُنصروا أو يُبعثوا شهداء |
وبأرض أفغان رجال أقسموا |
ألا يعيش بأرضهم دخلاء |
وهناك حول الرافدين بواسل |
يخشاهم العملاء والغرباء |
قد لقنوا المارينز درسا باهضا |
بل عرّفوهم أننا الكرماء |
يا بدر هذا الكون عذرا إن بدا |
في وجه حرفي للشجون ثراء |
أو إن شكوت مضاضتي ومرارتي |
مما جناه بأمتي العملاء |
لكنني مازلت أحيا بهجة |
فليوم مولدك المنير ضياء |
تتمايل الأغصان عند شروقه |
ولشمسه نور زهى وصفاء |
يا من بهديك للنفوس سعادة |
قد أشربت من نهرها العقلاء |
صلى عليك الله ما هطل الندى |
أو أمطرت للعالمين سماء |