أحدث المشاركات

قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» فصلُ الخِطاب» بقلم عبد الحليم منصور الفقيه » آخر مشاركة: عبد الحليم منصور الفقيه »»»»» اللحاق بالشمس قبل الندم» بقلم حسين إبراهيم الشافعي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» دَوَائِي دَائِي» بقلم علي عبدالله الحازمي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» وحدوا الصف» بقلم عدنان عبد النبي البلداوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نظرات فى مثال متلازمة ستوكهولم حينما تعشق الضحية جلادها» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال أمطار غريبة» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نظرات في مقال ثقافة العين عين الثقافة تحويل العقل إلى ريسيفر» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» الغرق فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قلقلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: أزمة مخرج

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي أزمة مخرج

    أزمة مُخرج

    قصة قصيرة، بقلم: د. حسين علي محمد
    ........................................

    حاول «فاروق منير» أن يخرجني من حالة الصمت التي أعيشها منذ عامين، هو مدير إدارة النصوص بالمسرح القومي. كنا زملاء في المرحلة الثانوية، وذبحنا سكين الهزيمة، فبدأ بكتابة الأشعار المتمردة، الرافضة للهزيمة، وأذكر أن إحدى الصحف رفضت نشر قصيدة مبكرة له كتبها عام 1968م، وهو في الثامنة عشرة، ومازلتُ أذكر وجهه المملوء فرحا وهو يقول لي مطلع قصيدته التي رفضتْها الرقابة:
    كيف تكون الكلمة سيفاً
    يهوي بالأعماق
    كيف تكون الكلمة سهماً
    وأنا أوقفُه قائلاً:
    أريد أن أصير مخرجاً وأقدم لك مسرحية من إخراجي!
    ...
    وهاهو الزمن قد مرَّ ..
    صرتُ مخرجاً شهيراً أقدَّم متطلبات السوق في المسرح التجاري، ومسرح الدولة .. أنا الذي أنفقت عليَّ الدولة أموالاً طائلة لأتعلم حرفة الإخراج في موسكو على يديْ أشهر المخرجين.
    صرتُ ـ أنا سامي الإمام ـ مخرجاً محترفا، أقدم مسرحياتي بلغة مسرحية عالية الإبهار.
    قال لي «فاروق منير» إنه يريد أن يراني، بعد أن صار شاعراً مشهوراً، وقدّم له المسرح القومي ثلاث مسرحيات شعرية، وصار له عمود يومي في واحدةٍ من أكبر الصحف انتشاراً.
    هاتفني أمس وسألني لماذا أنت متوقف عن الإخراج، فأخبرته أنني أُعاني من أزمة ..
    ـ نفسية؟
    ـ .. لا
    ـ .. أزمة موقف؟
    ـ .. ربما! ..
    إنني أراجع قناعاتي السياسية والمبدئية وما أقدمه من مسرحيات تُدغدغ العواطف ..
    قال إنه سيقدم لي نصا لأخرجه في مسرح الدولة.
    زارني في بيتي في الثالثة بعد الظهر.
    أعطاني نصه، وقال إنه عن صراع الطبقات، من خلال تقديم المتصوفة «رابعة العدوية»؟
    فقلتُ مستغرباً:
    ـ هل يُمكن أن تُمثِّل رابعة العدوية صراع الطبقات؟ .. وكيف يُمكن أن نجد هذا في النص؟
    قال ضاحكاً:
    ـ إنها تنتقد القطط السمان، والوجهاء الذين يدَّعون التديِّن، ويمسكون السبح في أيديهم، لتزداد مكتسباتهم، وتروج تجارتهم، وتتضاعف استثماراتهم.
    قلتُ حائراً:
    ـ إذن كيف سأقوم بإخراج مسرحية تحملُ مثل هذه الكلمات على مسرح الدولة؟
    قال:
    ـ نحن الذين نختار نصوص مسرح الدولة، ثم لا تنس أن مسرح الدولة ـ في ظل هامش الحرية المُتاح ولطبيعة المسرح ورمزيته ـ أكثر جرأة من المسرح التجاري، الآن.
    قلت:
    ـ الموضوع ـ موضوع تقديم شخصية متصوفة ـ ليس من الموضوعات المثيرة، ليتك ناقشت في نصك قضية الحرية، أو انفراد أمريكا بحكم العالم منذ زوال الاتحاد السوفيتي، أو العولمة، أو صراع الحضارات .. أو غيرها من الموضوعات من خلال مسرحيات تشتبك مع الواقع لا من خلال أقنعة!
    ـ هل تنسى أن صلاح عبد الصبور قدم صورة للصراع بين السلطة والمثقفين من خلال شخصية متصوفة، في منتصف الستينيات من القرن الماضي هي شخصية «الحلاج»؟!
    قلتُ ضاحكاً:
    ـ ألا تعرف؟ .. الزمانُ اختلف!
    قال في بلاهة:
    ـ أجل! .. ماذا تقول؟
    قلبتُ في الأوراق التي بين يديَّ، وتوقفتُ كمن لسعه عقرب:
    ـ قل لي يا فاروق .. ماذا تعني بقولك: صوفية .. نورانية؟
    قال ضاحكاً:
    ـ إنك متوقف منذ عامين عن الإخراج (وحرص على أن يُداعبني) يبدو أنك أصبحتَ لا تقرأُ أيها المخرج القدير!، وأصبحت لا تفهم شيئاً في غير الفن الذي تعرفه .. المسرح .. هذه من مصطلحات الصوفية، وأنا قلت لك أمس أن نصي عن صراع الطبقات وفيه صراع بين درويش فقير يحبُّ رابعة وثري غبي، لا ينحازُ للفقراء، بل يستعديهم بمسلكه الاستفزازي!!.
    قلتُ:
    ـ أنا أرفضُ التصوفُ كما رفضتُ الماركسية!.
    قال لي:
    ـ أنت مخرج، تقدم نصا.. ما علاقة قناعاتك وفكرك بما تُخرجُه؟
    قلتُ وقد ضقتُ به ذرعاً:
    ـ أنا لست «بوتيكاً»، أو صاحب معرض للأفكار على خشبة المسرح.
    هزَّ رأسه مستفسراً، وعيناه تستوضحان ما أقول، فقلتُ بصوتٍ هادئٍ أجتهد أن تكون نبرتُهُ واضحة:
    ـ لستُ يا صاحبي محلَّ بقالة.. إنما أنا مخرج له فكره.
    صمتنا، وأعدت تقليب الأوراق:
    ـ أنت تقول في بداية المشهد الخامس، على لسان الثري:
    نحن وضعنا للعامة والغوغاء الترياق
    في قالب دين يعتنقونه
    في بضعة أبطالٍ مهووسين
    يعتقدون بمنزلةٍ ساميةٍ لهمو
    .. فهلْ كان الثري أيام رابعة من الشيوعيين؟
    لم يُجب، فأضفتُ في نبرات حادة:
    ـ لا يُمكن أن يُقدِّم سامي الإمام هذا القول في مسرحية تحملُ اسمه!
    ـ هذا ليس كلامك، إنه كلام البطل .. لماذا تتكلم كلاماً غريباً يظن من يسمعه أن من يقوله لا يمكن أن يكون سامي الإمام المتخرج من أهم أكاديميات الاتحاد السوفيتي السابق؟
    وأضاف ضاحكاً:
    ـ هل تخاف سطوة الأصوليين من أصحاب السلاسل والجنازير؟
    قلتُ في حسم:
    ـ فلتعذرني يا فاروق. إنني لا أستطيع أن أخرج مثل هذا النص، فمازالت فيّ بقيّة من تلك الأرضِ الطينيةِ، من القرية التي مازال أبي يخطو فوقَ ثراها، ويصومُ رمضان والستة البيض.. ويُصلي في أعماق الليل، ويصلي الفجر جماعةً، ويحج، ويعتمر.
    قام وهو يصرخ ويقذفُ كلماته كالرصاص الطائش في كل جانب:
    ـ هلْ يجرفُك سيلُ الجبن الذي يعتري حياتنا؟ .. هل تخافُ سطوة الأصوليين؟ .. ما هذا الذي أسمع؟ .. هل المخرجُ التقدميُّ الكبير هو الذي يقول مثل هذا الكلام؟
    .. ألقى كل ما بنفسه من شوائب وأحجار وصَمَتَ، فشددتُه وأجلستُه، وأضفتُ:
    مازال أبي .. والد سامي الإمام يؤمنُ بالله .. ومازالت أمي مؤمنة بالله ورسوله! اعذرني يا فاروق، فقد زلّت بالقدم النعلُ ذات مرة! فلماذا ترفُضُ أنت أن أخرج من الحفرة؟
    قال وهو يرسم ابتسامة صفراء على شفتيه:
    ـ تهمني هذه المسرحية، وكنتُ أتمنّى أن تخرجها.
    قلتُ ضاحكاً:
    ـ إنك تهمك الكتابة والشهرة فقط. وإني تصطرعُ الأفكارُ برأسي كالطوفان!
    قال:
    ـ ماذا تقول؟!
    حدّقتُ في عينيه قائلاً:
    ـ .. لا أستطيع أن أخرج هذا النص، حتى لو جلستُ عاميْن آخرين بدون عمل!

    الرياض 1/12/2004م

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بارك الله الفكر السامي بعظيم القيم .

    وبارك الله نصك القصصي أخي الفاضل د . حسين علي محمد

    خالص التحايااااااااااااا

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    الأخ الفاضل و القاص المبدع ، تعلم - مسبقاً - رأي في قصصك و مدى إعجابي بحرفك القوي و المتين ... لكني بحق هنا ما فهمت أساس الفكرة - هو قصور في بالتأكيد - فهل كنت ترى في هذا المخرج اعتراضاً على فساد فكر الشاعر ! أم أن المخرج يخاف تعرية الأثرياء الفاسدين المفسدين المدعين ! ثم هل الشاعر لديه فكرة سيئة عن كل ذي دين !!!
    ما فهمت القصد تماماً .

    بالغ تقديري .

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الأستاذة حرة
    إذا لم يكن النص قادراً على القول، فماذا يهمك التوضيح من المؤلف.
    أن المخرج هنا له قضية، إنسان ملتزم، يُراجع نفسه، ولذا فهو لن يُخرج إلا نصا قيماً، يقول الحقيقة، ولا يُدلِّس. وهذا محمور من محاور قصصي، وسأقدم جانباً منه في قصتين تاليتين. تحياتي.

  6. #6
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أستاذي الفاضل د.حسين :

    سلم قلمك ..قصصك رائعة

    لك خالص إعجابي وتقديري

  7. #7

  8. #8
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    بل و الله أشكرك على التوضيح ، و لكن سأدلك على مكان اللبس عندي ، فربما كان قصور فهم مني أو ربما هو عدم وضوح في الجمل :
    صمتنا، وأعدت تقليب الأوراق:
    ـ أنت تقول في بداية المشهد الخامس، على لسان الثري:
    نحن وضعنا للعامة والغوغاء الترياق
    في قالب دين يعتنقونه
    في بضعة أبطالٍ مهووسين
    يعتقدون بمنزلةٍ ساميةٍ لهمو
    .. فهلْ كان الثري أيام رابعة من الشيوعيين؟
    لم يُجب، فأضفتُ في نبرات حادة:
    ـ لا يُمكن أن يُقدِّم سامي الإمام هذا القول في مسرحية تحملُ اسمه!
    ـ هذا ليس كلامك، إنه كلام البطل .. لماذا تتكلم كلاماً غريباً يظن من يسمعه أن من يقوله لا يمكن أن يكون سامي الإمام المتخرج من أهم أكاديميات الاتحاد السوفيتي السابق؟
    وأضاف ضاحكاً:
    ـ هل تخاف سطوة الأصوليين من أصحاب السلاسل والجنازير؟
    أليس الشاعر يريد أن يعري أمثال هؤلاء !!! قلم يعتبر المخرج الأمر ضار غير نافع . ثم - و بحق - من يقصد بنعته " الأصوليون أصحاب السلاسل " !

    فلتعذرني يا فاروق. إنني لا أستطيع أن أخرج مثل هذا النص، فمازالت فيّ بقيّة من تلك الأرضِ الطينيةِ، من القرية التي مازال أبي يخطو فوقَ ثراها، ويصومُ رمضان والستة البيض.. ويُصلي في أعماق الليل، ويصلي الفجر جماعةً، ويحج، ويعتمر.
    قام وهو يصرخ ويقذفُ كلماته كالرصاص الطائش في كل جانب:
    ـ هلْ يجرفُك سيلُ الجبن الذي يعتري حياتنا؟ .. هل تخافُ سطوة الأصوليين؟ .. ما هذا الذي أسمع؟ .. هل المخرجُ التقدميُّ الكبير هو الذي يقول مثل هذا الكلام؟
    هنا و اضح مبدأ هذا المخرج الحق ، و لكن غير واضح سبب رفضه باعتبار أن الشاعر لديه مسألة فضح بعض الفئات ! لكن عاد الشاعر للحديث عن الأصوليين ، فمن بقصد بهذا المصطلح ؟

    أرجو يا أخي الفاضل أن يتسع صدرك لاستفساري ، و إن أزعجك ذلك فهو عهدي - على من يتبرم - ألا أفتح لك متصفحاً بعد الآن .

    تحية كلها تقدير يا أخي .

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد الدسوقي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    الدولة : doha
    المشاركات : 1,420
    المواضيع : 83
    الردود : 1420
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي



    د. حسين .....

    تحية مصرية من أرض أنبتت فيك المبدأ القويم ، فالمخرج الذي لا يؤمن بالعمل الذي بين يديه ، لايمكن له أن يكون صادق مع نفسه ...

    لا شك مازال هنالك أُناس لا يهمها إلا الشهرة ،والمادة ، مهما يكن من تضحيات في سبيل ذلك ، ومهما تعددت الأسباب ..
    ***
    مازال أبي .. والد سامي الإمام يؤمنُ بالله .. ومازالت أمي مؤمنة بالله ورسوله! اعذرني يا فاروق، فقد زلّت بالقدم النعلُ ذات مرة! فلماذا ترفُضُ أنت أن أخرج من الحفرة؟
    تحية لصدق قولك ، وتلك الجلسة

    كن بخير

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الأستاذة حرة:
    إن الذي يقول:
    ـ هل تخاف سطوة الأصوليين من أصحاب السلاسل والجنازير؟
    هو الشاعر. وهناك فئة من الناس (المثقفة) ترى أن من يلتزم بدينه وخلقه خائف ممن يسمون الإرهابيين!، وينافقهم!
    تحياتي.
    وشكراً لك.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. دخول ارادي إلى طريق بدون مخرج
    بواسطة عماد هلالى في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-01-2017, 12:35 AM
  2. مُخرج خُبر
    بواسطة عمار الزريقي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-01-2013, 12:56 AM
  3. أزمة مصرفية أم أزمة النهج الرأسمالي؟
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-10-2008, 02:27 PM
  4. وقفة شك .. فى أزمة الدانمارك ..
    بواسطة محمد جاد الزغبي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-02-2006, 06:06 AM
  5. أزمة رجولة !!
    بواسطة قلم رصاص في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 15-12-2004, 01:43 PM