أحيانا يبلغ الغضب بالمرء مبلغا يفقده صوابه .. وخاصة عندما يطلب منه إبنه عشر ريالات والأب ( طفران ) والدنيا آخر شهر .. أو يكون راجع من السوق وجايب كل ( المقاضي ) وفجأة وقبل أن يرتاح تيجي ( أم ابريص ) وتقول له .. تكفى يا ( بو بريص ) روح جيب لنا 2 كيلو برتقال واللي يرحم والديك !!
مرفِّعات الضغط كثيرة .. وأحيانا تكون الأسباب واهية وغير مقنعة ولكنها تندرج تحت بند ( ابليس وساعته) .. فبعض الناس ( ساعة ابليسه ) ماشيه مع بيج بن لادن ..وشو اللي جاب طاري لادن ... يالله ما علينا .. وبعض الناس ( ساعة ابليسه ) تكون راكباه حين يصحو من النوم .. ويا حليلها أول مرايه تتصبح في خشته !! وبعض الناس ...!!
بلا طول سيرة ...
لماذا لا نعمل مثل ما عمل إثنان من ركاب باص القاهرة - الجيزة ( وبالعكس ) ؟ فقد كان يوما صيفيا مائلا للإنفجار... حين انحشر 70 راكبا في باص رقم 62 النافـــر من القاهرة صوب الجيزة ..
وقد جاهد ( الكمساري ) بأقصى ما عنده حتى لا يفر الركاب دون أن يدفعوا ( ضريبة الزنقة ) .. فإذا بصوت عالٍ يرتفع ومشادَّة كلامية بين إثنين من الركاب تزيد الجو دفئا ونعنشة ..!!
وأخذ كل منهما يكيل للآخر مما تيسر له حينها من ( ساعة إبليسه ) حتى ظن القوم – أي الرُّكاب - أنَّ أحدهما سيقتل الآخر لا انفكاك – يعني لا محالة – بس بكيفي.. انفكاك أحلى !! .. وأخذ المزنوقون بإبعادهما عن بعضهما البعض وهما مستمران في ( ضبط ساعة إبليسهم ) حتى تواعدا أن ينزلا ليتبارزا عندما يقف الباص في أقرب محطة قادمة ..
كنتُ كمثلي من المزنوقين نتمنى أن يتوقف الباص حتى نرى المعركة بينهما أو على الأقل ( نفتك من أبوهم ) .. وبعد لحظات توقف الباص فعلا في إحدى المحطات ... فقفز أحدهما خارج الباص والتف للشباك وأخذ يلحُّ على صديقه اللدود أن ينزل ( إذا كان رجلا ) .. فردَّ عليه ( الأخ اللي المزنوق في الباص) قائــلا :...
يا عمي روح في سبيل حالك وربنا يسهل لكْ !! .. يعني هنزل وهنعمل إيه ؟ هتضربني ألم واضربك ألم .. وتضربني شلوت واضربك شلوت ..ونفرَّج خلق ربنا علينا .. يا عمي روح وقول اللهم اخزيك يا "شطان" ! ويلعن ) إبليس وساعته )... !!
فضحك جميع سكان الجـيزة عندما سمعوا ضحك المزنوقين ... وعندما انقطع نفسي من الضحك ... أخذت نفسا آخرا وقلتُ :
فعلا ... لـعن الله ( إبليس وساعته ) حتى لو كانت " رويـال " !!
وعطــر الله أنفاســكم
جمال حمدان