أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: " ليـــــزا " قصـة قصيــــرة

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : على ضفاف نهر الإبداع
    المشاركات : 11
    المواضيع : 2
    الردود : 11
    المعدل اليومي : 0.00

    Cool " ليـــــزا " قصـة قصيــــرة

    " ليــــزا " قصة قصيرة


    كان اسمها " الإمبراطوري" – إليزابيث - عتيقاً كأنه جثة مُحنَّطة ، مهيباً كباب الكنيسة المسترخية على جانب الطريق ، شامخاً كمئذنة المسجد المرتفعة إلى عنان السماء ، عسيراً في نطقه كعُسر كلمة " قسطنطينية " على ألسنتنا الصغيرة ، فكنـــا نناديها بـ " ليزا " .

    لم يكن يُغيظنا في " ليزا " وجهها الملائكي الذي قالت لنا العمة " مارجريت " إنه أشبه ما يكون بوجه " البتول " ، ولا عيونها السوداء النجلاء المترقرقة بالدمع لا يضرها إلا كما يضر الماء الجاري الحجر الكريم المصقول ، ولا شعرها الأسود الناعم القصير الذي كانت تصر دائماً على أن يصل إلى مؤخرة عنقها فقط ، ولا أظافرها البيضاء النظيفة التي تشبه أظافر أبطال الحواديت التي كنا نسمعها في المذياع ، وإنما كان يغيظنا منها وقوفها كتمثال مرمري حزين لا يحرك ساكناً بينما يكون " شعبان " الطفل قد مسح بأخيها " فيكتور " أرض حارتنا الصغيرة ، وقد راح صبي " الفرارجي " يسكب طست الماء الممزوج بدم الدواجن بجوارهما في الشارع ، وقد تابع الشجار – كعادة الأطفال - بتلذذ مكتوم .

    كان " فيكتور " جالساً كاسف البال في أرض الشارع ، وقد تلطخت ملابسه بالطين الممتلئ برائحة دم الدواجن ، وقد راح يتوعد – من بين دموعه – " شعبان " ، بما سيذيقه إياه في المرة "القادمة"!! .. لحظتها أطلتْ علينا " ليزا " بفستانها الأزرق .. كانت " ليزا " تطل علينا بعيونها المشعة باليقين في شيء ما لا ندري له كنهاً ، ولكن عيونها دائماً ما تكون مبتسمة مشعة بهذا اليقين العجيب ، ولكنها لحظة رأتْ شقيقها المكلوم انطفأت شمس السعادة في عينيها الرقيقتين ، وغاب سواد عيونها خلف بروق سحابات المطر ،وتجمدتْ كتمثال ثلجي تسح من عيونه الدموع ، فما كان منا إلا أن هجمنا على " شعبان " نروم ما ترومه الوحوش الضارية ، فما راعنا إلا اندفاع " ليزا " تخلصه من بين أيدينا ، وسط اعتراض " فيكتور " الذي راقه ما حدث ، فانسال الحنان نهراً من عيني " ليزا " ، بينما صوتها يخفت حتى يصير همساً ، ويترقرق إيماناً ، فبدت أشبه براهبة ، وهي تقول له :
    -" فيكتور .. طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله "
    تقولها ، ثم تغمض عينيها في يقين ، وتصمت ، فيبتلعنا الصمت ، ولا نفيق إلا على أضواء مقلتي " ليزا " .. في المساء عندما سألني أبي عن السبب الذي جعلنا نضرب "شعبان" ، لم يبد له كافياً أننا فعلنا ذلك لأننا نحب " ليزا " !!

    شدَّ ما أهمنا أن نحافظ على مكانتنا بين " مراكز القوى " المتعددة في حارتنا الصغيرة ، وكان هاجسنا الدائم خوفنا من أن تتزعزع هيبتنا ، لذا فكرنا دائماً فيما سيحمله لنا الشجار القادم .. غالباً ما شهرنا – كالنمور – مخالبنا لمراكز القوى تلك ، وقد نخمش بها نستعرض قوانا، دون أن يكون هناك شجار حقيقي .. كنا أشهر مركز قوى وقتها ، ألا يكفى أن بلغت شهرتنا آخر شارعنا الطويل ؟! كنا جميعاً عظام قفص صدري ، ولكن " ليزا " كانت قلبنا الواهن الضعيف .

    ذات يوم كانت شقيقتي " منى " تجلس في نافذة منزلنا الذي يقع في الطابق الأرضي .. كانت نافذتنا منخفضة جداً ، ولم تكن ترتفع أكثر من متر واحد عن الأرض ، ساعتها مر " شعبان " ومجموعة من حاشيته ، وعندما لاحظوا " منى " راحوا يغنون ويصفقون :
    " منى يا منى يا مرات شعبان "
    جن جنون " منى " ، والتمع في عينيها الزرقاوين البرق ، وحدجتهم بنظرة كأنها شواظ من نار ، ولكن ذلك شجعهم أكثر ، فراحوا يغنون ويكررون :
    " منى يا "منى" يا مرات شعبان "
    " عريسك يا "منى" قرصه التعبان "
    " صوَّتي يا "منى" ، لمي النسوان " .
    انخرطت " منى " في بكاء حار ، وراح صدرها يتهدج من شدة البكاء .. كان تكره رؤية " شعبان " كراهية الموت ... ويعود الصوت يردد :
    -" يا مرات شعبان "
    شعبان ذلك الطفل السمين يأبي أن يضمحل من ثنايا الذاكرة بشعره المفلفل ، وأنفه الأفطس ، وعيونه الضيقة كثقب إبرة ، ومخاطه الأخضر الذي يتدلى من أنفه دون أن يسيل في منظر عجيب ، وكنا كلما اغتظنا منه ذكرنا له مخاطه ، وناديناه : " يا أبو دندون " ، وكنتُ كلما اغتظتُ منه ، مررتُ من جواره بسرعة ، وقلَّدت باعة الآيس كريم ، وأقولُ بذات صوتهم ، وأنا أشيرُ لمخاطه الأخضر :" دندورمه " ، ثم أسابق الريح ، وقد ملأ تغريدنا الهواء مختلطاً ببكاء شعبان البدين .
    -" عريسك يا منى .... "
    لحظتها اندفع " فيكتور " كأنه البرق من باب منزله ، وانقض كالصاعقة على " شعبان " ... كانت انقضاضته مباغتة ، فألقى بـ " شعبان " على الأرض ، وراح يكيل له اللكمات بدون وعي .. دائماً ما كانت " منى " سبباً للعراك بين " فيكتور " و " شعبان " .. ووحدها فقط معارك " منى " كُتب لــ " فيكتور " فيها النصر !! .

    كان لحارتنا الصغيرة لون الأصباغ ورائحة البويات .. مذ صافحت عيوني موجودات الحارة ، وأنا أشم رائحة الأصباغ .. كانت الروائح نفاذة جداً ، وكانت كلما اشتدتْ عنى ذلك أننا اقتربنا من محل عم " علي " " البوهيجي " .. كانت " ليزا " تحب العم " علي " فلم يكن أمامي مفر من أن أحبه !! كنتُ و" ليزا " كتوأمتين ارتبطتا بحبلٍ سُرَّي خفي يغذينا بذات المشاعر ، ويهدهدنا على ذات الإحساسيس ...

    على الدكة الخشبية أمام محل العم " علي " كنتُ أجلس و " ليزا " ، ونغيب عن الوجود .. خلعتْ " ليزا " عني ساعتها كل أقنعني ، وأظهرتْ وجهي الحقيقي .. كنتُ أتخذ من " الشيطنة " والمشاغبة والمشاكسة أكواداً سرية ، لأمنع الجميع من الإطلاع على ضعفي كطفلة ، ولكن " ليزا " فكتْ شفيرتي ، وضمتني لضعفي من جديد .

    لا شيء كان قادراً على تلويننا بالسعادة إلا حمار العربة " الكارَّو " التي كانت تحملنا إلى المقابر كل خميس .. تشعر وأنت تركب تلك العربة أنك سقطت من إحدي صفحات كتاب تاريخ قديم .. أشفقتْ " ليزا " دائماً على هذا الحيوان المسكين ، بجسده النحيل ، وعظامه البارزة ، وجذبه لحمل العربة من النساء اللاتي تاهت ملامحهن وسط أكوام اللحم والدهون .. عندما سألتنا امرأة ذات مرة لم نحب الذهاب للمقابر .. تبادلنا النظرات ،وقلنا بذات الصوت:
    - لأننا نحب أن نروي زهور القبور .

    أحببنا المقابر دوماً ، ولم يكن أحد يدري ما السبب الحقيقي لذلك .. ثمة شيء ما كان يجمع بيني وبين " ليزا " ... كنا طرفي مستقيم اليُتم ، نسير في طريقه إلى ما لا نهاية .. في عيوننا استوطن حنين لا يُمس ، وفي قلبينا تمكَّن فزع لا يُريم ، وفي خلايا سحنتينا تغلغل همٌ لا يفارق .. كنا بقلبينا وهمينا كبيرتين نلتحف صغرنا غطاءً ، ونكتفي ببراءتنا أهلاً ، وحارتنا وطناً ... عندما أخبرتني مُفاخرة أنها فقدتْ والدها في حرب أكتوبر المجيدة ، أسرعتُ أخبرها أنني فقدتُ والدتي في قصف مدفعي عندما كان أبي يعمل ببلاد الرافدين .. كنا – دون أن ندري – نتفاخر بالشيء الوحيد الذي نملكه .. يُتمنا الكبير !!

    كأي طفلتين غريرتين ساذجتين لم يكن يهمنا من المقابر سوى العالم الآخر !! .. كان حمار العربة الكارَّو يقترب ، ومع خطواته تتحضن عيوننا موجودات المكان .. لم تكن المقابر في ذلك الخميس تمت لعالم الأموات بأية صلة .. لم تفلح هيبة المقابر ، ولا مكانها النائي عن العمران ، ولا أشواك الصبار المنتصبة عالياً أن تقاوم زحف الحياة على مملكة الأموات .. كان المشهد عجيباً ، الأرض تحمل في بطنها رفات الأموات ، وعلى ظهرها تسير النساء يحملن في أرحامهن بذور الحياة .. بخطى مرتعشة سرتُ و" ليزا " فوق التراب .. كانت مشاعرنا بكراً ، فلاحتْ لإحساساتنا المقابر وكأنها بوابة تربط ما بين عالمين .. كانت أصابعنا متشابكة لدرجة اختلاط الدماء .. راحت " ليزا " تقرأ – غير مدركة – الآيات القرآنية المكتوبة على شواهد القبور .. كان صوتها يملك من نغمات الناي وجعها الطويل .. افتقدتُ روح " ليزا " المحلقة حولي دائماً ، فعاتبتها روحي بنظرة عاشق .. رصدتُ في محيط عيونها سحابات كثيفة تتجمع ، وعاد حجر عيونها المصقول يتلألأ من جديد .. بكتْ " ليزا " لأنها لا تجد لأبيها قبراً تحج مشاعرها اليتيمة إليه !! وجدتني ألملم بقاياها بين ذراعي في عناق طويل .. لثمتُ دموعها بشفتيَّ ، وأخبرتها أنني مثلها لا أعرف لأمي ثرى أرويه من فيض أمطار عيوني الغزيرة .. لفنا جلال الصمت .. ثم أينع في وجنتي " ليزا " ورد السعادة ، عندما أخبرتها أنني سمعت أن موتى الحروب يعيشون في السماء .. من يومها أدمنا تقليب وجهينا في السماء علنا نظفر برؤية شواهد قبور مَنْ نحب تسير مع السحاب ..

    ترانيم كورال الأطفال في الكنيسة كان يحملني دائماً على أجنحة من نغم إلى عوالم فقط مشاعري البكر وقتها كانت تملك الوصول إليها .. كنتُ دائماً أحب الذهاب مع " ليزا " لحضور تدريب كورال الأطفال هناك .. كنتُ أتكوم على نفسي كهرة صغيرة ، وأسمح لعدسات بصري أن تخبأ " ليزا " في إنسان عيوني .. كان الناي في صوتها يرفعني إلى أعلى عليين ... لم أكن أفهم كلمة واحدة مما تقال من اللغة " الآرامية " التي كانوا ينشدون بها ، لكنني كنتُ أحب صوت " ليزا " .. لسبب ما لا أدريه لم أُخبر أحداً أنني أذهب للكنسية ، ولا أن " ليزا " تذهب معي إلى المقابر !!

    كان كسراً عادياً ذلك الذي تعرضت له " منى " ، مجرد كسر .. كعادتها كانت " منى " تستعرض مهاراتها في لعب كرة القدم !! ، ولأنها متميزة فقد زين لها غرورها أن تثبت ذلك ، فوقفت بقدميها الاثنتين على الكرة !! .. كان كسراً عادياً ، وما المضر في ذراع مُجبَّرة ، ورأسٍ يلفه " شاش طبي " تزينه – من الخلف - بضع قطرات من دم ؟؟ .. ولم شدد الطبيب في نصحه ، وقد عادتْ " منى " كما كانت ، لولا خفوت في بريق العينين الناضحتين بالزرقة ؟؟ .. وما الهم الذي يمكننا أن نحمله ، و" منى " تغريدها يطرد الهم من كل البيوت ؟؟ .. لكنني لم أحس أن " منى " راحتْ تسأل كثيراً عن " فيكتور " وتُطربُ "شعبان " بتغريدها من شباكها الصغير .. لم أعرف ما الذي ينتاب أمواج المحيط الهادئة في عيون " منى " عندما أنام إلى جوارها من شدة التعب .. عندما نمت كان آخر ما أذكره أن " ليزا " كانت بجوار سرير " منى " لا تزال ساهدة العينين !! .. عندما أفقت كانت " منى " قد رحلتْ إلى السماء على أنغام صوت " ليزا " التي كانت تهدهد " منى " بتغريدها كملاك صغير .. رحلتْ " منى " في غياب وعيي وكأنما تعمدتْ ذلك لأنها تعلم أنني لن أتحمل فقدها بعد فقد أم وشقيقة سابقة لايزال فقدهما تتقد ناره في الماضي البعيد .. في اليوم التالي لرحيل " منى " لم نعد نقلب وجهينا في نواحي الأفق العريض .. لقد صار لنا شاهد قبر يضم – لأول مرة – أنوار ملاك صغير جاء من السماء .

    مئذنة المسجد الشامخة إلى عنان السماء ، كانت تستأثر باهتمام " ليزا " .. كنا نتسابق في الصعود على سلمها الدوار ، لنصل إلى أعلى المئذنة ، وقد هد التعب الجسدين الصغيرين .. كنتُ في الماضي أصعد و" ليزا " المئذنة لنبحث عن الملائكة في السماء .. لكننا منذ وفاة " منى " صرنا لا نراقب سوى المقابر ، وقد وقف " فيكتور " و " شعبان " على قبر " منى " يجتران آلامهما ، ووجعهما الكبير ..

    كنتُ ووالدي نبحر بقارب مصيرنا نحو شاطئ مجهول .. نسيتُ أبي في غمار بحثي عن الملائكة في الأرض .. شلني إحساسي بغرق القارب ، فتركتُ المسئولية وحدها على الربان .. أبداً لم أبك " منى " منذ فراقها ، ولا أعرف لماذا ، ربما لأنني أجد نفسي في بحر الدموع الذي ينهمر رقراقاً من عيني " ليزا " كلما لمحت عيوني .. كانت " ليزا " تملك نعمة البكاء كسحابة ، أما أنا فكانت دموعي مياة جوفية .

    لم يسألني أبي أبداً لماذا أردتُ أن يشتري لي قلادة ذهبية تحمل قلباً مُجوَّفاً .. ربما لأنه شعر أن طلبي الأول هذا بعد رحيل " منى " بادرة اهتمام بشؤون الدنيا .. ربما .. أمسكتُ القلادة بين أصابعي ، كانت تماماً كما أريد .. كان جانبي القلب ككتاب يمكنك أن تغلقه وتفتحه بسهولة .. أسرعتُ وأحضرتُ صورة لي ، وقصصتها حتى أدخلتها في ناحية من نواحي القلب ..فكرتُ فيما أضع في الجانب الآخر ، ولكنني تركته فارغاً .. عندما قابلتُ " ليزا " كان أول ما فعلته أن ألبستها قلادة القلب الذهبي .. لم تتفوه بحرف ، قرأتْ مشاعري في عيوني ، كانت عيوني تقول لها : هاكِ قلبي .

    لم أكن أحب العمة " مارجريت " !! كانت تذكرني بخالتي " أمينة " ، ذات الشخصية ، ونفس الطباع .. وجودها كان يمنعني من التوحد مع " ليزا " في بيتها .. كانت العمة " مارجريت " تعيش في بيت " ليزا " بعد وفاة والدها .. لم يفتها قطار الزواج ، بل فرمها فرماً .. هي – كخالتي – لا ترى من الألوان إلا الأسود ، ومن المشاعر إلا الكئيب .. أحياناً كنتُ أُعذبها في خيالي ، وأتخيل كيف سأُنكل بها ، فتغزو الضحكة روحي ، وتضحك " ليزا " لضحكي ، فتنظر العمة لنا مُقطَّبة ، قائلة كلمتها الأثيرة :
    - الضحك من غير سبب ........ ثم تعود إلى قبو روحها الغامض الكئيب .

    كنتُ أرى " ليزا " وقتما أهوى ، وكان هواى أن أراها كل وقت ، لكنني في ذلك اليوم بحثتُ عن " ليزا " فلم أجدها سوى في حنايا وجداني .. أحسستُ بروحي تعاودني من جديد ،فعلمتُ أن " ليزا " قد عادتْ .. كانت مشدوهة وهي تحكي لي عن المقابر .. كانت المقابر هذه المرة مختلفة .. مقابر جميلة مزهرة تبعث في النفس راحة وأمناً ، وتمتد شواهد القبور متراصة كمرمر أبيض على الأعشاب الخضراء الندية .. لفني المشهد العجيب الذي حلَّقت " ليزا " في حناياه ، وكان قرار الطفلة الغريرة أن أزور هذه المقابر !!

    مَنْ وشى بـ " ليزا " فغُيبتْ ملامحها النورانية عن إنسان عيوني ؟! ومَنْ أخبر العمة " مارجريت " أن " ليزا " تذهب إلى المقابر فدفن حلمي برؤيتها في قعر قبر لا يوجد في أنحاء هذه المعمورة .. ومَنْ أنبأها أن " ليزا " تصعد سلم المئذنة الدوار فصيَّر رؤيتها خيالاً لا استطيع أن أحلق وراءه بأجنحة الروح .. ومَنْ أعلمها أن " ليزا " تصطحبني إلى كورال الكنيسة فأخرس صوت نايها فلم أعد أسمع لا تغريده ولا وجعه الطويل ؟؟ تغربتُ عن روحي بغياب " ليزا " ، ولم أعد أبحث عن الملائكة أجمعين !!.

    أظلني خيال طويل ، وأنا أدلف إلى منزلي ، فعرفتُ صاحبه دون أن أرفع عيوني .. نظرتُ لوجه خالتي " أمينة " في تحدٍ شديد .. إذن هي لا تزال تحلم أن يتزوجها أبي بعد رحيل والدتي .. نيران الغضب أنضجتْ مشاعر التحدي داخلي ، فحوَّلتها إلى مقت عجيب .. كانت تتقد غضباً وحنقاً ، وهي تخبرني بضرورة ألا أكلم " ليزا " أبداً ما بقي لي من عمر ، طالما هي على قيد الحياة .. انغرس في قلبي خنجر من لهب الاشتياق بذكر " ليزا " ، وكرهتُ خالتي كرهي للكفر .. سألتها عن السبب ، فُبهتتْ ولم تحر جواباً.. لم تعرف بماذا ترد .. لحظات عصيبة من الصمت مرت بيننا ، وكرهي يصبح صرحاً عالياً لا حد لارتفاعه ولا نهاية .. ظلتْ تردد عبارتها بأنني لن أرى " ليزا " ما دامت هي على قيد الحياة .. تجمعتْ كل مشاعر الكره في نظرة واحدة صوبتها نحوها ، وبغتة التقطت حجراً كبيراً من أمام المنزل ، وقذفته نحو رأسها بكل ما أوتيت من قوة ، وأنا أصرخ :
    - إذن موتي
    ودخلتُ المنزل دون أن ألقى نظرة واحدة إلى الوراء !!

    تحولتُ مع الأيام إلى ظل حزين .. لم احتمل ابتعاد " ليزا " عني ، ولا إقامتها الجبرية حبيسة بين جدران منزلها .. كلَّ نظري من طول تحديقي من نافذة منزلنا المنخفصة نحو باب بيت " ليزا " .. كنتُ ابتسم عندما يصورها لي الخيال خارجةً بملابسها الزرقاء ، وشعرها القصير ، وملامحها النورانية الحانية ، لكن الواقع يأبي إلا أن يفجعني بصور الواقع وغصات الحنين .. كان البيت كالبقلع المهجور ، وكأن أصحابه هجروه من زمن بعيد .. وحدها نظرات " فيكتور " الحزينة كانت تنقلني بأجنحة من عذاب إلى أفق من جحيم .

    لم يطرق أبي باب الحوار معي لنتحدث عن " ليزا " .. فقط غمرني بتفهمه وحنانه .. أبي كان سلواي وعزائي وملاذي في هذا العالم العجيب .. تخليتُ عن الملائكة فلم أعد أبحث عنها ، ولم تعد تبحث عني .. أفكاري سبحت طويلاً في محيط الخيال ، وحاولتُ ان أتلمس بصيصاً من نور يهديني سواء السبيل ، لأفهم لم يحدث لنا هذا وحدنا من دون كل خلق الله .. ما الجرم الذي أرتكبته أنا حتى يأخذون مني " ليزا " .. خيالاتي مثلتني قاضية فحكمتُ عليهم جميعاً بالموت ، لقد ارتكبوا جريمة ، ألا يقتلون مَنْ يسلبون الأرواح ؟ لقد سلبوني روحي ، وكانت " روحي " هي " ليزا " ... كادت خيالاتي أن تصيبني بالجنون ، وكنتُ غائبة عن الوجود ، وكان أبي – ربان القارب – يغير - دون أن أشعر - اتجاه دفة حياتنا إلى شاطيء آخر ، وعالم جديد !!

    بكى " فيكتور " عندما رآني جالسة في نافذة منزلنا المنخفضة ، فعلمتُ أنني صرتُ شبح إنسان هزيل.. تكومتُ على نفسي كهرة مريضة ، ورحتُ أرقبُ باب بيت " ليزا " كمجذوب ينتظر وحياً يهبط عليه من السماء .. كنتُ كميت وضعوه في قبره ونسوا أن يدفنوه ، فراح يتطلع إلى السماء آملاً أن تعود روحه مرة أخرى من جديد .. اقترب مني " فيكتور " دون أن يقوى على أن يواجه ضوء عيوني الخافت .. أمسك بيدي ووضع فيها شيئاً ، ثم قبض علي يدي بكل قوته .. شعرتُ بيده ترتجف وهي تحتضن أصابعي ، ودون أن يرفع نظره إليّ ، تركنى وانصرف .. فتحتُ قبضتي وحملقت فيما أعطاني إياه .. كانت يدي تمسك بروحي بين أصابعها .. كانت أصابعي تحتضن صورة " ليزا " .. عندها .. عندها فقط سمحتُ للوعي أن يفارقني راضية .

    نسمات الهواء الطرية كانت أول من صافحني عندما استعدت وعيي ... كان أبي يحملني على كتفه ، ويقف في حافلة ما .. خُيل إليَّ أنني في مطار .. طائرات كثيرة كانت تتحداني وكأنها تقول لي أنني مسافرة .. صرتُ متاكدة من أنني أحلم ، وأعدتُ رأسي على كتف أبي ، عل الملائكة تغير لي هذا الحلم السخيف .

    وكأن تلك الفترة سقطت دون أن أدري من حساب زمني .. ذكرياتها لا تحمل طابع الذكريات المنقوشة على جدران معابد الذاكرة .. هي خيط باهت ، وضوء واهن ، لربما كان سببه الحمي الشديدة التي عانيتُ منها لفترة طويلة .. كنتُ وعيي كشبح يتراءي لي ولا أتلمسه .. صور باهتة تلك التي احتفظ بها في ذاكرتي .. كأنني كنتُ أفتح عيوني فأجد أبي يطل عليَّ بقلبه لا بعيونه .. مرات أخرى كنت أرى ملائكة ترتدي البياض ، ولكنني لم أعلم أن الملائكة يدفعون بمحقن في ذراعي ، ويسببون لي كل هذا الألم .. أحياناً أخرى كان يخيل لي أن هناك ندف من ثلج تتساقط أراها من وراء زجاج نافذة المنزل .. كنتُ أحلم كثيراً ، حلمتُ أنني كنتُ نائمة واستيقظت من نومي ، واتجهت ناحية النافذة ، ونظرتُ منها .. أعجبُ ما كان حلمي أن النافذة كانت مرتفعة جداً عن الأرض ، تأكدتُ أنني أهذي ،فعدتُ لنومي من جديد ، عل الملائكة تمنحني أحلاماً أبسط وأكثر انخفاضاً كنافذة منزلنا الصغير .

    كان ملاكي الحارس يغمرني بنظراته الحانية عندما فتحتُ عيوني .. كنتُ قادرة على رؤية ملاكي – أبي – هذه المرة بصفاء دون خيالات ولا هذيان .. رغبتُ بشدة أن احتضنه ، ولكنني لم أقو على الكلام ، كان جسدي واهناً لا يستجيب .. وكأنما قرأ أبي أفكاري ، فجلس على سريري ، وضمني إليه في حنان .. وقتها سألتُ نفسي لماذا كنتُ أبحث دائماً عن الملائكة في السماء بينما هم يلفونني بحنانهم في الأرض .. بغتة أحسستُ بروحي تفارقني فجأة .. نظرتُ لأبي في تساؤل فزع .. ابتسم أجمل ابتسامة رأيتها في حياتي ، وتناول من على الطاولة المجاورة لسريري إطاراً جميلاً .. كان الإطار يلم روحي المبعثرة ، يضم صورة " ليزا " .. غاب الوجود عن عيني ، دفنتُ رأسي في حضن والدي ، وأنا أنتحبُ بمرارة ، بينما ندف الثلج تتساقط بغزارة من السماء .

    بالأمس حلمتُ بصغيرتي " ليزا " .. كانت تتجلي أمامي كطيف نوراني ، وكلما وصلتُ إليها حالت بيني وبينها الحوائل ،.. عندما أظلني اليأس حلّق طيف " ليزا " حولي ، وأعطاني زهوراً وورداً ، وغابت عني تاركة ابتسامتها رقيقة آسرة .. أما أروع شيء في حلمي أن " ليزا " كانت " صغيرة " ، وكانت لا تزال تحبنـي ..

  2. #2
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    قصة رائعة سلم قلمك أختي المبدعة هبة

    بإنتظار روائعك دوما

    لك خالص ودي المعطر بالورد

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخت الفاضلة القاصة هبة عمر

    قصة مشوقة دون شك وذات رسالة واضحة , نسجت بحرفية
    جيدة , ورسوم تفصيلية للمكان والزمان , وتوترات نفسية
    ممتعة , اجدت ايتها الاديبة .
    بارك الـلـه بك

    ملاحظة :هناك بعض الهنات اللفظية ربما تعود الى مشاكل
    لوحة المفاتيح

    اخوكم
    السمان

  4. #4
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    القاصة المتمكنة ـ هبة عمر

    لقد بهرني أسلوبك ، ولكن قبل ذلك ؛ شدني تسلسل سردك ، التشويق الواقعية حتى إلتحمت مشاعري بالبطلة وبليزا ومنى فتوحدنا وصرت أكره ما يكرهون ، وأحب ما يحبون .
    حقيقي وبدون مجاملة أنا في حيرة ... كيف أصوغ العبارات التي تليق بجمال ما إستمتعت به .
    رررررررررررررائعة أيتها الأديبة
    رائعة بمعنى الكلمة .

    خالص الحب الأخوي الذي تأصل من خلال فكر ونبض وإحساس من أتمنى تواجد حرفها دائماً بيننا بمثل هذا الألق والإبهار .

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : على ضفاف نهر الإبداع
    المشاركات : 11
    المواضيع : 2
    الردود : 11
    المعدل اليومي : 0.00

    Cool

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الليالي
    قصة رائعة سلم قلمك أختي المبدعة هبة

    بإنتظار روائعك دوما

    لك خالص ودي المعطر بالورد
    أختي الفاضلة / سحر اليالي ..
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
    وكأني والرقة على موعد !!!
    إذ كيف يصادف أن تمر عليّ الليالي بسحرها ...
    فما اجمل أن تخصنى الليالي بمرور ..
    وأن تختصني بسحر منها ..
    أسجل أن أول من يمر بي دائما سحر الليالي ..
    وهذا لقلبي كل الفخر وجل السعادة .

    لك التحية بحجم وطن
    والمحبة بحجم قلب

    هبة عمر

  6. #6
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحية قطفتُها من دوحةِ الياسمين

    المبدعـة هبـة،

    تملكين أدوات القصّ باقتدار، جعلتِنا نعيش معكِ تفاصيلَ قصتك حرفاً حرفاً، وحدثاً حدثاً، حتى تمثّلتْ لنا ليزا هنا بالملامح ذاتها، بهدوئها ونظراتها المعانقة للحلـم، وبحبها المخملي لبطلة القصة، الحب الذي ظلّ رقراقاً حتى بُعَيْدَ رحيلها عنها..إنها ذكرياتُ الطفولـة العذبة، وتناغمُ القلوب الصغيرة الخضراء التي فقهتْ معنى الألـم..
    كأنني أرى ليـزا تحطُّ كطائر الفينيق بين أفنان حروفـك..

    ----
    اسمحي لي بالإشارة إلى :

    أبطال "الحواديت"= تقصدين: الحكايات القديمة؟
    " يا أبو دندون "= يا"أبا دندون"
    ذات "الإحساسيس" = الأحاسيس
    فكّتْ "شفيرتي"= تقصدين "شفرتي"
    "تتحضن"= تحتضن
    أن "تخبأ "= أن تُخبِّئَ
    وما" المضر"=تقصدين: ما الضّيرُ؟؟
    "أرتكبتها"= ارتكبتها
    أن هناك" ندف"=ندفاً
    كان البيت" كالبقلع" المهجور= لم أتبين معنى"البقلع"؟
    حتى" يأخذون"= حتى يأخذوا


    أدعوكِ وحرفكِ العذب للمشاركة بالمسابقة الأدبية هنا:

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...4&page=1&pp=10

    بانتظارِكِ دوماً على ضفافِ الحرف

    دمتِ لنا هبـة، ودام إبداعكِ الجميل
    تقبلي مني خالص تقديري واعتزازي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقـة من الورد والمطر

  7. #7
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : على ضفاف نهر الإبداع
    المشاركات : 11
    المواضيع : 2
    الردود : 11
    المعدل اليومي : 0.00

    Cool

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان
    سلام الـلـه عليكم
    الاخت الفاضلة القاصة هبة عمر

    قصة مشوقة دون شك وذات رسالة واضحة , نسجت بحرفية
    جيدة , ورسوم تفصيلية للمكان والزمان , وتوترات نفسية
    ممتعة , اجدت ايتها الاديبة .
    بارك الـلـه بك

    ملاحظة :هناك بعض الهنات اللفظية ربما تعود الى مشاكل
    لوحة المفاتيح

    اخوكم
    السمان
    سيدي الفاضل د. محمد حسن السمان .
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
    لي الله يا سيدي ، إذ كيف أقوى على تحمل هذا المديح الرقيق ، وما بنت عمر إلا طفلة تخربش خربشات ثم تنشر خربشاتها في الزوايا ، ولكنها عيونكم التي تبصر وترى ما لا نرى ..

    همسة :
    لك كل الشكر على هذه اللفتة ( اللطيفة ) للأخطاء الموجودة بالقصة ، ولا أخفيك خبراً أن السبب لا يرجع إلى لوحة المفاتيح وإنما يرجع إلى نظارتي المذهلة التي تستغرق خمسة أيام لتعود مرة أخرى بعد عملها من دبي ..
    لك الشكر وافراً
    هبة عمر

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : على ضفاف نهر الإبداع
    المشاركات : 11
    المواضيع : 2
    الردود : 11
    المعدل اليومي : 0.00

    Wink

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق
    القاصة المتمكنة ـ هبة عمر

    لقد بهرني أسلوبك ، ولكن قبل ذلك ؛ شدني تسلسل سردك ، التشويق الواقعية حتى إلتحمت مشاعري بالبطلة وبليزا ومنى فتوحدنا وصرت أكره ما يكرهون ، وأحب ما يحبون .
    حقيقي وبدون مجاملة أنا في حيرة ... كيف أصوغ العبارات التي تليق بجمال ما إستمتعت به .
    رررررررررررررائعة أيتها الأديبة
    رائعة بمعنى الكلمة .

    خالص الحب الأخوي الذي تأصل من خلال فكر ونبض وإحساس من أتمنى تواجد حرفها دائماً بيننا بمثل هذا الألق والإبهار .
    سيدتي الفاضلة / عبلة محمد زقزوق
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    رفقاً بي يا اهل الواحة ... القاصة (المتمكنة ) مرة واحدة !!!
    بارك الله فيك يا سيدتي ، وأفاض عليك من نعمه ، كما أفضت علينا من كرم صفاتك ..
    لا يسعدني شيء قدر التحام القارئ ببطل القصة ، وإحساسه بمشاعره ، وتقمصه إحساساته ، وأفراحه ، وأتراحه ..
    إن ذلك الإحساس هو قمة النجاح لقاص القصة القصيرة ..

    كلي غرور بتقديرك

    دومي كوناً من الرقة
    هبة عمر

  9. #9
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    الدولة : على ضفاف نهر الإبداع
    المشاركات : 11
    المواضيع : 2
    الردود : 11
    المعدل اليومي : 0.00

    Cool

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء حرمة الله
    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحية قطفتُها من دوحةِ الياسمين

    المبدعـة هبـة،

    تملكين أدوات القصّ باقتدار، جعلتِنا نعيش معكِ تفاصيلَ قصتك حرفاً حرفاً، وحدثاً حدثاً، حتى تمثّلتْ لنا ليزا هنا بالملامح ذاتها، بهدوئها ونظراتها المعانقة للحلـم، وبحبها المخملي لبطلة القصة، الحب الذي ظلّ رقراقاً حتى بُعَيْدَ رحيلها عنها..إنها ذكرياتُ الطفولـة العذبة، وتناغمُ القلوب الصغيرة الخضراء التي فقهتْ معنى الألـم..
    كأنني أرى ليـزا تحطُّ كطائر الفينيق بين أفنان حروفـك..

    ----
    اسمحي لي بالإشارة إلى :

    أبطال "الحواديت"= تقصدين: الحكايات القديمة؟
    " يا أبو دندون "= يا"أبا دندون"
    ذات "الإحساسيس" = الأحاسيس
    فكّتْ "شفيرتي"= تقصدين "شفرتي"
    "تتحضن"= تحتضن
    أن "تخبأ "= أن تُخبِّئَ
    وما" المضر"=تقصدين: ما الضّيرُ؟؟
    "أرتكبتها"= ارتكبتها
    أن هناك" ندف"=ندفاً
    كان البيت" كالبقلع" المهجور= لم أتبين معنى"البقلع"؟
    حتى" يأخذون"= حتى يأخذوا


    أدعوكِ وحرفكِ العذب للمشاركة بالمسابقة الأدبية هنا:

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...4&page=1&pp=10

    بانتظارِكِ دوماً على ضفافِ الحرف

    دمتِ لنا هبـة، ودام إبداعكِ الجميل
    تقبلي مني خالص تقديري واعتزازي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقـة من الورد والمطر
    الأستاذة الفاضلة / أسماء حرمة الله . نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
    تعجبني التعليقات التي تمزج بين جانبين : جانب الذوق ، وجانب النقد ، وتعليقك جامع شامل ..
    أنا ( فخورة ) بمرور سحابات روحك على نصي لتمطرني بهذا الجمال .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تقولين يا أسماء ( اتسمحين لي بالإشارة إلى .. )
    يا كل الرقة أنت .. بالطبع اسمح فهذا لي كل الشرف .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وأوضح
    أنني انتبهت لكل ما أردت قوله لي من الاهتمام بالأخطاء التي تحدثت عنها ، ولكن اعذريني يا أخيه فهي مشاكل ضعف النظر العتيدة .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أما
    بالنسبة لسؤالك عن " أبطال الحواديت " فأقصد بها بالفعل أصحاب الحكايات القديمة ، ولكنني عمدت إلى استخدام الكلمة كما هي " الحواديت " مع وضعها بين قوسي تنصيص دلالة على حميمة الكلمة ، وقيامها بإحداث الشعور الذي أريد من خلال استخدامها ، خاصة وأن الكلمة تعنى معنى رائعاً يمتلئ بالجمال خاصة للأطفال .
    بالنسبة لــ " أبو دندون " .. لم يفتني اختلافها مع النحو ، وعدم خضوعها لقواعد الإعراب ، ولكنني أيضاً استخدمت الكلمة مع وضعها بين قوسي تنصيص كما يقولها الأطفال في الشوارع ، وغير خاف عليك أن الكلمة ليست عربية ولا تدل على المعنى المراد بها ، إلا باستخدامها في نطاق بيئتها ، لذا قدمت لها بما يوضحها من جمل قبل إدراجها ..

    لك كل الشكر يا أ سماء ، وعديني أن تكوني بالقرب دائماً

    هبة عمر

المواضيع المتشابهه

  1. صيغة "افتعل" مطبقة الفاء وداليتها وزائيتها وذاليتها .. ملتقى "الأصوات" و"الصرف"
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-03-2010, 04:00 PM
  2. مجرد""""كلمة"""""ترفع فيك أو تحطمك........!
    بواسطة أحمد محمد الفوال في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 11:27 AM
  3. (( وسط الزحــــــــــــام )) ... قصة قصيــــرة
    بواسطة دكتور . محمد الدسوقي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-07-2007, 01:38 PM
  4. قصـة بلا بداية وبلا نهاية
    بواسطة الصباح الخالدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 30-05-2006, 08:51 PM
  5. قصـة نظرة ..
    بواسطة مـتـذوّق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 03-08-2003, 11:42 AM