أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أصداء باهتة ـ قصة قصيرة للكاتب الكبير محمد جبريل

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي أصداء باهتة ـ قصة قصيرة للكاتب الكبير محمد جبريل

    أصــــــداء باهتـــــة

    قصة قصيرة، بقلم: محمد جبريل
    .............................................

    لمحها فى الموضع الذى اتفقا على أن تنتظره فيه . على ناصية الطريق المفضى إلى شارع الباب الأخضر . تأكدت صورتها فى اقتراب السيارة : القامة الضئيلة ، المنسجمة التكوين ، والشعر المهوش حول الوجه المستدير ، والبشرة السمراء ، الرائقة ، والعينان الواسعتان ، المكحولتان ، والغمازتان على الوجنتين ، والشفة السفلى الممتلئة . أضافت بمرود الكحل خالاً صغيراً على خدها ..
    عبر مفاجأة السنوات العشرين بما رسمته من تغير فى الملامح ، حين التقى بها أول الأسبوع . أعاد النظر ليتأكد من صاحبة الضحكة الطويلة ، الممطوطة :
    ـ عايدة ؟..
    ـ أمير ؟!..
    مد يده يصافحها . استبقى يدها فى يده :
    ـ مضى عمر ..
    اختصرت الأعوام فى قولها :
    ـ أصبحت أماً لأولاد فى الجامعة ..
    أعاد القول :
    ـ أولاد ..
    ـ الولدان فى الجامعة .. والبنت فى الثانوية العامة ..
    ابتدرته متسائلة :
    ـ وأنت ؟..
    هز كتفيه ، ومط شفته السفلى :
    ـ تأخرت حتى أصبحت فكرة الزواج سخيفة ..
    رنت إليه ، تحاول سبر مشاعره :
    ـ هل هى تأثيرات حب قديم ؟..
    ـ هذا صحيح ..
    لم يتدبر المعنى ، وإن تصور أن ذلك هو مايجب أن يقوله ..
    ـ هل تقيم فى القاهرة أو الإسكندرية ؟..
    ـ الإقامة الدائمة فى القاهرة .. ولى بيت فى العجمى ..
    سحبت يدها من يده :
    ـ أنا حتى الآن أتوه فى شوارع القاهرة .. أما فى الإسكندرية .. فيكفى أن أتجه ناحية البحر لأعرف طريقى ..
    كانت تأثيرات النوة متناقضة مع دفء الجو . لم يشعر بالبرد فى ارتطام الموج بصخور الشاطئ ، واندفاع الرذاذ إلى الناحية المقابلة من الطريق ، وهطول المطر ، وتلاعب الريح بجريد النخل ، ولافتات الشارع ، ومناشر الغسيل ..
    أبطأ من سرعة السيارة حتى حاذت الرصيف . فتح الباب ، فجرت من احتمائها بالتندة الممتدة وهى تتقى رخات المطر بوضع الحقيبة الصغيرة فوق رأسها ..
    مضى بين زحام المارة ، والسيارات ، والعربات الكارو ، والباعة الجائلين ، والبضائع المرصوصة تحت الأرصفة ..
    كانت ترتدى بنطلوناً من الجلد الأسود ، يعلوه جاكت رمادى أشبه بالصديرى . ووضعت على رأسها شالاً من الصوف الأحمر . وكانت تمضغ لبانة بين أسنانها ، تحدث صوتاً كالطرقعة ..
    وشى صوتها بانفعال :
    ـ تصورت أنك ستصحبنى أولاً إلى البيت القديم ..
    حدجها بنظرة جانبية ، يستشف مابعينيها . كان يشعر أن نظرتها تخترقه ، تصل إلى مابداخله ، وماذا يدور فى رأسه . تحركت شفتاه كمن يهم بالكلام ، ثم سكت ..
    البيت بطوابقه الستة يطل على المنطقة المقابلة لانحناءة الميناء الشرقية . المسجد الصغير وقلعة قايتباى ونقطة الأنفوشى ومرسى الفلايك والدناجل والقوارب الصغيرة وحبال الليف والشباك القديمة ، المثقوبة ، والجرافات والأسفنج والفلين ، وحاجز الأمواج يمتد بين القلعة ومبنى السلسلة . وثمة أصوات تترامى كالإيقاع لتكسرات مد الموج المستمرة . عندما وقف أمام البيت فى زيارته الأخيرة للإسكندرية ، بدا الباب أضيق بكثير مما فى ذاكرته ، والواجهة تقشر طلاؤها ، وتآكلت بالنشع وملح البحر والرطوبة ، والنوافذ تطل منها سحن لايعرفها ..
    ارتبك لرؤيتها أمام باب الشقة . تداخلت الدهشة بالتساؤل فى ملامحه . . كان يطل عليها من نافذته فى الطابق الأول ، يتكلمان عفو الخاطر ، لايقصدان كلاماً محدداً . وكان يثيره فى حجرته تعالى ضحكاتها الطويلة ، الممطوطة . مضى بالارتباك إلى داخل الشقة يأتى لها بجريدة اليوم ..
    اهتزت السيارة على قطع البازلت الصغيرة المتساوية فى شارع الباب الأخضر . خلّف مينا البصل إلى كفر عشرى ، ومنه إلى القبارى ، فشارع المكس بطوله واتساعه . وكان الهواء البارد قد أغلق نوافذ البيوت العالية ، ذات القضبان الحديدية المتآكلة ..
    مال إلى داخل البيطاش . كانت السحب قد حجبت الشمس تماماً ، والريح الباردة تنداح بصفير موحش ، والرذاذ المتقطع تحول إلى قطع من البرد الصغير . وكانت نوافذ البيوت مغلقة ، والواجهات ساكنة ..
    همست بصوت متدلل :
    ـ الساحل الشمالى أفضل من العجمى ..
    وهو يحنى رأسه فوق صدره :
    ـ إنها مجرد شقة صغيرة بالقرب من الشاطئ ..
    فاجأه جلوسها فى المقعد المجاور فى باص رأس التين ـ المنتزة . كان قد تكرر رؤيته لها وهى تقف أمام البيت ، أو على باب الشقة ، وتحيتها له بإيماءة من النافذة . علت ضحكتها الطويلة الممطوطة ، حين عرض عليها مشاهدة فيلم " موعد غرام " فى سينما فريال . هزمه الانفعال عندما رآها قادمة فى زى مدرسى من ناحية شارع سعد زغلول ..
    سبقته إلى داخل البيت ..
    دارى ارتباكه وهو يلقى السلام على حارس البناية الخالية من المصيفين . عجوز ، يرتدى جلباباً من الصوف ، ويضع على رأسه طاقية بيضاء ، تخفى أذنيه ، ويلف عنقه بتلفيعة تدلت على صدره . وكان وشيش الموج يترامى من ناحية البحر . تفادى الأوراق الممزقة والأتربة والعلب الفارغة ..
    رأته واقفاً أمامها للمرة الأولى : القامة الطويلة ، والبشرة البيضاء ، والوجه الساكن الملامح ، والعينان الزرقاوان ، شديدتا الالتماع ، والشامة البنية أسفل الخد . والشعر الكث يفز من الصدر . وثمة شارب نحيل ، يميل لونه إلى الصفرة . يرتدى بدلة صيفية سماوية اللون ، مفتوحة على قميص أبيض ..
    ـ لم يتغير فيك شئ ..
    ثم وهى ترسم دائرة بأصابعها :
    ـ ربما ازددت سمنة ..
    التقط ماأسعفته به بديهته :
    ـ وأنت ازددت جمالاً !
    أسند ظهره إلى الباب المغلق :
    ـ وحشتينى ..
    فاض المكان بالصمت ، وعبق برائحة التراب .الصالة الواسعة توسطها مائدة طعام ، يحيط بها ستة مقاعد تغطت بملاءتين ، وأمام الشرفة الزجاجية ، المقابلة ، كنبة وكرسيان من الخشب المطعم بالصدف . وتتدلى من السقف نجفة خلت إلاّ من ثلاث لمبات صغيرة ، وعلى اليمين ردهة تفضى إلى المطبخ والحمام وغرفة النوم . يحدها ـ داخل الصالة ـ ثلاجة ، وزهرية يابانية ، مزدانة بنقوش دقيقة ، وضعت على حامل خشبى دقيق . وعلى الأرفف مجلدات قديمة ، تهرأت أغلفتها .
    وهى تظهر التصعب :
    ـ يا مسكين .. عشرين سنة !
    ـ عندما رأيتك أحسست أن الإعوام لم تفصل بيننا .. كأنك كنت معى قبلها بيوم ..
    ومضت على شفتيها ابتسامة مترفقة :
    ـ لم تتغير .. نفس الكلمات الرومانسية ..
    ابتلع إحساسأ بالحيرة :
    ـ وأنت لم تغيرى لهجتك العدائية ..
    أطال النظر إليها ، كأنه يستريب فيما قالت . لم يكن قد تخرج . وكانت فى الثانية الثانوية ..
    ـ وهل ينفق أهلنا علينا ..
    ـ ولماذا لاتعمل ؟..
    ـ أنا طالب ..
    ثم بلهجة غاضبة :
    ـ هل أترك دراستى ..
    ثنت ذراعيها ، وأمسكت بيديها جانبى وسطها :
    ـ وهل أنا للتسلية ؟!..
    تشاغل بفتح الثلاجة . أعاد الزجاجة الفارغة إلى موضعها ، ونفض أصابعه من الخيوط العنكبوتية التى علقت بها .
    حاولت إشعال سيجارة ، لكن الولاعة ظلت تصدر شرراً خفيفاً ، ثم انطفأت ..
    ـ ألا تدعونى للجلوس ؟..
    أمسك بكتفيها من الخلف . أدارها ناحيته ، واحتوى وجهها بين راحتيه . أطال تأملها ، كأنه يراها للمرة الأولى . امتزجت أنفاسهما ، وإن لم يحاول تقبيلها ..
    لم يكن قد أعد نفسه لما حدث . أغلق البواب حجرته أسفل السلم من الداخل ، يتقى العاصفة المحملة بالبرودة والتراب . حيته بإيماءة فى نزولها على السلم . إجتذبها من كتفيها . مال على وجهها ، فقبلها . ضربته ـ بالمفاجأة ـ بقبضتها فى صدره . ظل على حصاره لها بساعديه ، وفمه ، حتى تخاذلت يداها ، واندفعت فى حضنه
    تذكر أن لمس صدرها أمنية ، افترقا دون أن يحققها . كانت تسكت عن قبلاته ، وتطلبها . تصده بقبضة رافضة إذا هزمه الانفعال . أهملت راحته ، فدار بأصبعين على صدرها . ثم ضغط فاهتصره . تأوهت ، ومالت برأسها إلى الوراء . تشجع ، فارتطمت قبلته بعنقها . علا إلى خدّها . استقرت القبلة على شفتين مضمومتين ، وإن تسللت إلى أنفه رائحة السجاير ..
    لم يشغله الأمر ، ولاتصور أنه يواجه هذا الموقف . تفادى نظرتها المتسائلة بالتحديق فيما لم يتبينه هو نفسه . مجرد الابتعاد عن العينين الواسعتين ، المحدقتين . آلمه ومضة السخرية فى جانب فمها ، وهزة الرأس التى تعنى الفهم ..
    قال فى صوت مرتعش :
    ـ أذكر أنك كنت تعانقينننى عندما أقبلك ..
    وهى تخفض رأسها :
    ـ بصراحة .. قبلتك ليست هى التى أتذكرها ..
    استفزته الكلمات . شعر بجفاف فى حلقه ، وسخونة تتصاعد إلى رأسه . انداح فى داخله شلال من المشاعر المتباينة . احتضنها بساعديه . نزع الجاكت الرمادى ، والسوتيان ، وامتدت يداه إلى سوستة البنطلون الجلدى ..
    تملصت من بين ساعديه . شعر ببرودة تتسلل إلى جسمه ، تسرى فيه بخدر لايقوى على مغالبته . وانبثق العرق فى جبهته . قاوم لهاث أنفاسه ، وأكره نفسه على الابتسام ، فلا تفطن إلى مايعانيه ..
    دفعته بأصابع مترفقة :
    ـ بعدين ..
    لم يقاوم ..
    ارتدى ثيابه ، وعدلت السوتيان على صدرها . ثم بدأت فى ارتداء الجاكت الرمادى . ودست قدميها فى الحذاء ..
    تبعها على السلم الخالى ..
    قال للحارس الذى بدّل مكانه أسفل البناية المقابلة :
    ـ إغلق البناية ..
    قال الرجل وهو يهز المفاتيح فى يده :
    ـ ألن تعود ؟..
    ـ ليس اليوم ..
    إنشغل بالقيادة وسط زحام السيارات والترام والمارة وكومات الأجولة والصناديق المندلقة تحت الأرصفة . تراقصت المرئيات خلف حبات المطر المتساقطة ، وغاب الإحساس بالوقت فى توارى الشمس وراء سحب منخفضة داكنة . تبادلا كلمات قليلة عن دفء الشتاء فى الإسكندرية ، وتأثيرات النوة على امتداد الشاطئ ، وارتفاع مقابل الدروس الخصوصية فى الثانوية العامة ..
    أبطأ من سرعة السيارة . وحاذى الرصيف فى الموضع الذى انتظرته فيه ..
    تابعها وهى تميل من الميدان إلى موقف الأوتوبيس .
    ..............................
    مصر الجديدة 6/6/1997

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الحبيب الغالي الاديب الدكتور حسين علي محمد

    عمل متميّز آخر , من اعمالك القصصية الرائعة , يجسد حالة مجتمعية
    وانسانية , بشكل حرفي ذكي , سرد نابض ورؤى شيقة , تشدني دوما
    الى كتاباتك فلااستطيع التوقف عن المتابعة , وفي النهاية كعادتي اقرّ
    باعجابي بك .
    بارك الـلـه بك اديبا متميّزا .

    اخوكم
    السمان

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب الكبير حسين علي محمد

    اتيت هنا مشتاقا , وكنت قد قرأت لك بعض النصوص , فصرت امشي في خدر المعجب المحب , فتاهت عني الاشياء , واتيت اليوم مرة اخرى , بنفس الشوق واكثر , اريد ان اقرأ لك , فوجدت ماخطه قلمك , وانت تصحح لي بأن القصة التي اعجبت بها هنا , هي للاديب القاص محمد جبريل , فسامحني والعتب على النظر , وعذري في ذلك , ان الكبار لايأتون إلا باعمال كبيرة متميّزة , فوقعت في المحظور , على اية حال اشكر القدر الذي قادني لمثل هذه المفارقة , فقد اتاح لي الفرصة ان اخاطبك واكتب لك , حبا في مزيد من التواصل مع اديب , له عندي منزلة كبيرة , اخا واديبا اعتز به .

    اخوكم
    السمان


    شاركونا الفرح في المهرجان الادبي الاول للواحة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب الكبير حسين علي محمد
    اتيت هنا مشتاقا , وكنت قد قرأت لك بعض النصوص , فصرت امشي في خدر المعجب المحب , فتاهت عني الاشياء , واتيت اليوم مرة اخرى , بنفس الشوق واكثر , اريد ان اقرأ لك , فوجدت ماخطه قلمك , وانت تصحح لي بأن القصة التي اعجبت بها هنا , هي للاديب القاص محمد جبريل , فسامحني والعتب على النظر , وعذري في ذلك , ان الكبار لايأتون إلا باعمال كبيرة متميّزة , فوقعت في المحظور , على اية حال اشكر القدر الذي قادني لمثل هذه المفارقة , فقد اتاح لي الفرصة ان اخاطبك واكتب لك , حبا في مزيد من التواصل مع اديب , له عندي منزلة كبيرة , اخا واديبا اعتز به .
    اخوكم
    السمان

    شاركونا الفرح في المهرجان الادبي الاول للواحة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    شكراً للأديب الكبير الدكتور
    محمد حسن السمان
    على هذا التعقيب الجميل،
    مع موداتي وتقديري...

المواضيع المتشابهه

  1. حالة احتضار باهتة ...بقلم محمد اللغافي
    بواسطة محمد اللغافي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-01-2007, 12:51 AM
  2. حارة اليهود ـ قصة قصيرة للقاص الكبير محمد جبريل
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-10-2006, 06:48 PM
  3. عنترة، قصة للأطفال، بقلم الروائي الكبير: محمد جبريل
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 03-05-2006, 10:15 PM
  4. النص الكامل لرواية «حكايات الفصول الأربعة» للروائي الكبير محمد جبريل
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 23-04-2006, 07:11 PM
  5. خمس قصص قصيرة جدا، للقاص الكبير محمد جبريل
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-03-2006, 01:30 PM