خطر فى ذهنه الذهاب إلى غرفة نومه ... فذهب وأغلق الباب وراءه ... ومكث ساعةً على سريره مستيقظاً ... ثم خرج ... كانت ترنو إليه من خلف جريدة الصباح التى تتصفحها بنظرةٍ منكسرة .
وقف ثابتاً محدقاً إليها ... هى ترفع رأسها قليلاً لتبصره يمارس تمريناته الرياضية فى هذا الصباح .... قضى أوقاتاً طويلة فى تمريناتٍ أجهدته ... وأرخت عضلاته المفتولة .
- " مؤلمة حقاً تلك التمرينات " .
ودت أن تشاركه ... هى بملبسها الرياضى ... فرضت عليه أن يدربها على تمرينٍ بسيط ... تمددت وأفرددت طولها وعرضها على مكانٍ محدد أعد خصيصاً لمزاولة هذا التدريب .
- " اضغطى " .
وجد باب شقته موارباً .
- " ربما نسيت أن تغلقه عند إلقاءها تحية الصباح على جارتنا " .
فأغلقته .
باب الحمام مفتوح ... وضوء ما ينفذ من خلف زجاج نافذته فيشع المكان نورا .
ما بين الحين والآخر تتحسس وجهها وشفتيها وصدرها وبطنها ... حاولت أن تكمل باقى هذا التدريب ... ولكنها لم تستطع ... تحسست بيدها الأرض ... فشعرت ببرودة ... فأحست بالتعب .
- " اضغطى ... واحد اثنين ... " .
فى نفس اللحظة ... الذى بدأ فيها العد ... عادت لطبيعتها واعتدلت ... ازدادت منه قرباً ... فازداد منها بعداً ... خطت عدة خطوات متجهةً إلى الحمام ... غالقةً وراءها بابه .
دخل غرفة نومه وأغلق الباب خلفه ... وقصد دولابه وأخرج قطعة حبل غسيل ... ثم اندفع به خارج الغرفة ... فوجدها أمامه ... وجهاً لوجه ... وخيم الصمت عليهما ... فلم يستطع أن يتحرك ... ولم تستطع أن تتحرك ... ماذا ألم بهما ؟ ... ولما كل هذا السكون التام ؟!
سقط الحبل ... أمسك به عنوة ... أمسكت به بقوة ... أخذ يشده ... أخذت تشده ... ظهره إلى باب الشقة ... ظهرها إلى باب غرفة النوم ... هو ينظر إليها ... هى تنظر إليه ... وطال النظر ... وطالت مدة الشد والجذب العنيف ... هو يشد وهى تجذب ... هى تشد .. وهو يجذب ... إلى أن دق جرس التليفون ... فتركا كل منهما الحبل فى وقتٍ واحد ... فوقعا ... مرتطماً هو بباب الشقة ... مرتميةً هى على سرير نومها .
( تمت )
سامح عبد البديع الشبة