أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: أصوات نعرفها : مجموعة قصصية

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي أصوات نعرفها : مجموعة قصصية

    أصــوات نعرفهــا


    مجموعة قصصية

    (دق جرس الهاتف بمنزلنا )...

    تسابقت الأيدي لإلتقاط السماعة – فكنت الفائز – صوت رقيق اخترق مسامعي ...تسألت :

    - من أنت؟

    نظرت للجالسين ثم تلوت عليها اسمي .إنخراط متبادل في الصمت ، خذلتني موسيقى انقطاع الخط . - أكيد لست أنا المقصود – جادت علىّ نفسي بالكلمات تصبها داخلي . إلتفت أصابعي بسماعة الهاتف إحتضنتها إحتضان الطفل الصغير ، حتى مارت الأسئلة بوجداني .

    - من تكون؟
    - من تريد؟

    كثرت إفرازات الأحرف والعلامات ،دارت الرحى برأسي .ألقى علىّ الجالسون نفس السؤال فكانت مني اللاإجابة بالصمت الطويل . لم يعبأوا بالأمر ،عادوا إلى نقر الكلمات بعيدا عن الحدث .لكن عقلي رفض أن يكون بعيدا . الرحى طحنت عظام الرأس بالفعل.

    - من تكون؟
    - ماذا تريد؟

    توقفت الرحى لتأخذ قسطا من الملل . هبط عقلي للجالسين شاركهم نقر الكلمات . إزداد الإحتدام إندمجت الأصوات واخترق الجرس النبرات . لكن هذه المره جرس باب منزلنا الصغير . انتهى وقت الملل عادت تدور توحشت في الدوران بدأت تهشم نتواءات الجمجمة . تسابقت الأيدي لفتح الباب . فاز أخي الصغير بالجولة ، الكل يترقب ...... إلا اثنين من الجالسين اندمجا سويا في نقر الكلمات . ألقيت نواظري على أعتاب الباب. أسمع صوت تهشم العظام برأسي :

    - من يكون ؟
    - أه قد أخطأت السؤال. أقصد :
    - من تكون ؟
    - من تريد؟

    نواظري مازالت عند الأعتاب تنتظر الإجابة ... انفتح الباب ..هـــه .. إنه بائع جوال . لم أهتم بما يبيع قدر إهتمامي بالشعور الذي غرسته أمي داخلي تجاههم وأنا صغير . حتى هذا الشعور مر عبر جسدي سريعا .شكرته قبل الإنصراف ، ذكرني بأمي - سامحه الله - .أعلمني إنغلاق الباب ماقاله أخي للبائع،عاد ليأخذ حظه من نقر الكلمات .تعودت على صوت التروس الدائره داخلي ونفس السؤال :

    -من تكون ؟
    -من تريد؟

    خفتت الأصوات مع الأضواء بانزلاق بسيط نحو السكون . لحظات وبدأ يوم جديد غير مسار الإنزلاق. كان أخي أول من قص شريط نقر الكلمات ، و تهافت الأشخاص . انتظرت الأماكن أصحابها على مؤدبة الطعام، وقد حان اللقاء . اختلطت الكلمات بصوت طحن الأسنان للطعام ، رنين الأطباق يتطاير هنا وهناك حتى ارتطم بجرس الهاتف . لم تتسابق الأيدي فالكل قد انشغل بالطعام . ففزت بالسماعه بالتزكية أمسكتها بيدي أسندتها على راحة يدي الأخرى صمتت قليلا ،رفعتها نحو أذني ، ثم هتفت بعبارة استهلال المكالمات . فإذا بصوتها قد عاد من جديد . لم تسألني من أنا بل رددت اسمي ملتهجة بالسؤال .أجبت وقد تعطبت الرحا، ولم أعد أسمع صوت التروس للحظات لكنها لم تعد لتأخذ قسطا جديدا من الملل .
    -نعم أنا .
    ضحكة خفيفة أطلقتها ، وأعقبت بالسؤال عن أحوالي وأخباري فأسددت الأسئلة ثم هاجمتها بالسؤال :

    -من أنت؟

    ضحكتها الخفيفة أطلقتها ثانية لم يصلني منها سوى ترجرج الأنفاس ، ثم موسيقى التتر التليفونية تنهي الإتصال.

    عاد السؤال : من تكون ؟

    التففت ناظرا مؤدبة الطعام حيث لم يعد أحد من الجالسين الكل لم يعبأ بالأمر . غادروا كي يلحقوا بأماكنهم مجددا في منظومة الطوابير . لكن السؤال جال وعادت التروس بالدوران .

    -من تكون؟

    فهي تعرف من أكون . فقد سألتني عن أحوالي كأنها تعرفني عن قرب . تسألت باسمي كأنها اعتادت على النطق به . الأفكار صارعت الأفكار، وقضيت الأفكار على غيرها من الأفكار، ودق الجرس ليس جرس انتهاء جولة المصارعة كما تظنون إنه جرس منبه أخي الكبير يداعبه قبل موعد الإستيقاظ . لم أره منذ أمس . سمعت باب غرفته يزاحم الهواء . أدلف إلى الصالة متلفعا بمنشفته قابضا بيده مبعثرا بها ما تبقى من الكرى عن جفونه . بدأ هو بنقرالكلمات بعد أن انكشف الستار سألني باندهاش عن بقائي، وتخلفي عن ركب منظومة الطوابير . نظرت للهاتف وأسقطت الكلمات باللاكلمات، و بعد انتظار سألني :

    -هل سأل أحد عني أمس؟
    - قلت : لا.
    - ولا اليوم ؟
    -قلت : لا .

    رفع كتفيه ثم أنزلهما واتجه للداخل صوب دورة المياة، وهو يجر خلفه صوت ارتطام نعله العتيق بأرض المنزل الخشبية ، وعاد السؤال :

    -من تكون ؟

    تنهدت وملأت رئتي بالهواء ثم اتجهت لغرفتي لإلتقاط حقيبتي المملؤه بهموم الناس . أسرعت كي لا أتخلف عن الركب المنشود . لكن عاد طابور الأجراس يشق جدران غرفتنا المستطيلة . اتجهت حيث تقبع الأصوات تحت الوسادة . إنه هاتف أخي الخلوي كاد أن يمزقها بنغماته. لم أهتم بالأرقام الظاهرة فأنا ممن يكرهون لغة الأرقام . حملت الهاتف إليه .انتفض في يدي كالطير الذبيح . صوت زخات المياه تتقابل معي واندمجت الأصوات مع صوت أخي المبلل بالمياه :

    - رد على التليفون .

    بحثت عن زر الاستقبال رفعت الهاتف نحو أذني وقبل التساؤل صدمني الصوت . صوت الفتاه ...... نفس النبرات .. نفس اللهجة . دارت الحرب داخلي بين الشك واليقين . ارتمت في الحديث ظنا منها أنني صاحب الهاتف . لم أسمع ما تقول ، فقد طغى صوت المعركة على الكلام . أخبرتها بأنني لست المقصود كما تظن . فكانت نفس الضحكة .... سمعت صوت تحطم الألات في عقلي ، وتحرك لساني بالسؤال:

    -أنت؟
    أجابت بضحتها التي ملأت أجواء الحديث :
    - نعم أنا . ألا تعرفني؟

    حركت رأسي المثقلة بصمت النفي . فألقت بالإجابه كي تغلق الألات من زر التشغيل وكأنها رأت تحرك رأسي المنهك .

    -أنا أختك الصغرى . ألا تعرف صوت أختك الصغرى ؟

    بالإجابه تفتحت جميع المسام واتسعت الحدقات . سمعت ضحكات أعضاء جسدي ، وقد سخرت من العقل المتخم بالأجراس والأصوات وهموم الناس. وأطلق اللسان سهم التعجب :

    -أختي ؟!

    تسألت بغيظ مكنون :

    -لما أخفيت هويتك عني ؟

    أجابت وهي على عجلة من أمرها وبدا لي من الأصوات التي التهمت صوتها الرقيق أنها بالعمل :

    - سوف أخبرك في وقت لاحق فقد دق جرس المدرسة وأريد أن ألحق بالطابور كي لا أتخلف عن زملائي من المدرسات.
    - مع السلامة ... مع السلامة.
    تهبط موسيقى التتر كي تنهي المكالمة.


    محمد سامي البوهي

    دمياط : 27/3/2002

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    مفارقات تحدث ، فنستقبلها في الوهلة الأولى بالأستنكار ، وما نلبث أن نتفكه ونسعد بجميل ما مر بنا .

    شكرا لك ولرقيق الأتصال من أختك .
    خالص التحايا أخي الفاضل / محمد سامي البوهي

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب محمد سامي البوهي

    جميلة هذه الاناة , جميل هذا النفس , سرد مليء بالنبضات ,
    نقلتنا ببراعة الى عالمك , الذي لم يخرج عن مسرح متواضع
    للاحداث , ونحن نتابع بشوق وترقب , ويزداد التوتر , واخيرا
    جمال الفكرة .
    بارك الـلـه بك .

    اخوكم
    السمان

  4. #4
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    مرحبا بصديقي القاص وأخي


    محمد سامي البوهي

    أشرقت أنوارك في ملتقى الكبار


    فمرحبا بك أخي المبدع بيننا

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    الأخت الفاضلة / عبلة
    أشكر اهتمامك ومرورك ومشاركتك حرفي الذي استشعر به وأتذوق به كل ما هو ملحي وحلو ، سعدت جداً بكلماتك
    إحترامي لك

  6. #6
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    د/ محمد السمان

    إنه من الفخر لي بين مجالسي مشاركتك هذه يا دكتور يكفيني وجودك فخراً

    إحترامي

  7. #7
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    الصديقة العزيزة / صابرين

    أشكر ترحيبك بي كما أنني اشكر استقطابك لي هنا

    شكري واحترامي

  8. #8
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    نافذتك التي تطل منها الينا

    شاهقة

    ولكنك في برجك الباهر

    ترانا

    أنصع مما نرى نحن أنفسنا


    كن قريبا من أنيني ... أذن
    الإنسان : موقف

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.17

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    أخي العزيز الفاضل / خليل
    أشكرك على هذه الكلمات الرقيقة ، العذبة ، واتمنى دوام التواصل

المواضيع المتشابهه

  1. أصوات نعرفها
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 19-09-2007, 12:59 AM
  2. لتحميل كتاب (لوزات الجليد ) مجموعة قصصية
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-03-2007, 02:55 PM
  3. أصوات نعرفها : مجموعة قصصية - الرصيف المقابل
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-12-2006, 05:28 PM
  4. كسرة خبز : أصوات نعرفها
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 13-08-2006, 10:08 AM
  5. أصوات نعرفها : مجموعة قصصية - العرض مستمر
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29-03-2006, 08:07 AM