بين اليهودية والصهيونية
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الأحبة اسعد الله أوقاتكم بكل خير
جميل أن نتعامل مع الأمور بعينٍ بصيرة تأخذ منها الفائدة والعظة , فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها هو أولى بها , أما بعد.
فاليهودية دين سماوي لا نختلف فيه, ولا نفتأ في صراع مستمر ودائم معهم حتى ينضج الفكر البشري ويسود الإسلام دين الله الذي ارتضاه لخلقه وتكفل له بالسيادة ,
كما أننا لا نختلف في قصة الجار اليهودي لرسول الله .... وهي معروفة
ولا نختلف في حكم سعد بن معاذ ( سيد الأوس ) في رجال اليهود بعد الأحزاب .
اليهود جزء من نسيج مجتمعاتنا نتعامل معهم ونأكل طعامهم ونتزوج منهم ولم يزل والدي حفظه الله يحدثني عن صفاتهم ومعاملاتهم , فهم حتى عهد قريب كانوا جزءا من مجتمعنا ولهم قوانين التعامل التي نص عليها القرآن الكريم .
وقد عاهدهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عندما دخل المدينة, وما زالوا يكيدون بالفتن والدسائس حتى وقعة الأحزاب التي نقضوا فيها العهد ساعة الشدة, ثم نصر الله المسلمين على الأحزاب, وأتمه عليهم بتخريب حصون يهود فوق رؤوسهم بما نقضهم عهد رسول الله واجلوا عن المدينة .
وهم أيضاً قتلة الأنبياء, وتذكر قصص التاريخ أن رأس نبي الله يحيى عليه السلام قدم عربون عهر لإحدى عاهراتهم , ثم جعلوها قديسة يمجدونها حتى اليوم !
والسؤال كيف نفرق بين أهل الذمة من اليهود وبين القتلة منهم ؟
ارض فلسطين ارض مقدسة , فتحها سيدي عمرو بن العاص - وتذكر بعض الأحاديث وفيها ضعف أن خالد بن ثابت الفهمي صالح أهلها - وسلمت مفاتيح القدس دون حرب إلى سيدي عمر ابن الخطاب , وقد اشترط قساوسة القدس أن يأتي أمير المؤمنين وكانت صفته معروفة عندهم في كتبهم , فلما جاء عمرو بن العاص لم يجدوا فيه ما يعلمون, حتى جاء سيدي عمر بن الخطاب ذاته , فوجدوا فيه ما يعلمون فسلموه القدس , وكتب لهم عهد بذلك والقصة معروفة , وقد استوطن كثير من الصحابة ارض فلسطين والقدس لبركتها , و كانت جزءاً آنذاك من ببلاد الشام المباركة .
وتعايش المسلمون والنصارى واليهود في الأرض المقدسة , يربطهم رابط العلاقة مع الله تحت ظل ولواء السيادة الإسلامية .
ثم جاء الصهاينة فلسطين اثر وعد بلفور- الإنكليزي بتشكيل وطن قومي لليهود في فلسطين .
يريدون تشكيل دولة علمانية / دينية في ارض مقدسة , على جماجم أهلنا وأبنائنا من مسلمين وأهل ذمتنا من نصارى ويهود , ولا يدعون سبيلا إلا وسلكوه في سبيل تحقيق ذلك , ومن أساليبهم التي سلكوها شراء الأراضي والعقارات بأغلى الأثمان في إطار القدس ولهم جمعية خاصة بذلك
واشهر المحاولات لشراء أراضي القدس في عهد آخر خليفة مسلم السلطان عبد الحميد, فقد عرضوا عليه شراء القدس في بداية القرن الفائت بمبلغ كبير من المال, وكما اذكر أن الرقم تسعون مليون ليرة ذهبية إنكليزية لخزينة الدولة , وثلاثون مليون ليرة لجيبه الخاص !
فكان جوابه : هي ليست ملكي وإنما هي ملك المسلمين
وهذا الجواب هو فتوى شرعية بخصوص القدس فهي ملك عموم المسلمين وكل عقد ينال من هذا الحق عقد باطل تبعته على من حرره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ومن حرره لا يمت للمسلمين بأي صلة .
كما أن الصهاينة لا يردعهم رادع ولا يتورعون عن جريمة , وكثيرا ما عانى المسلمون وإخوتنا النصارى من اعتداءاتهم وغيهم , وكثيرا ما تعاون المسلمون والنصارى على دفع ظلم الصهاينة اليهود عن المقدسات والأعراض , والشواهد كثيرة تؤكد ذلك و آخرها منذ فترة قريبة عندما قام المسلمون المجاهدون بالدفاع عن إحدى الكنائس, وردوا الصهاينة القتلة عن أهلها
ولذلك فالصهاينة ومن والاهم علمانيون, وافدون, طارؤون, قتلة, وارض فلسطين ارض جهاد ورباط , ملك عام للمسلمين, لا يجوز التصرف به , وليس للصهاينة وكل من والاهم ذمة عند المسلمين ولا عهد حتى يخرجوا منها مذمومين مدحورين
لكننا نتعامل مع اليهود بما نص عليه القرآن الكريم من العلاقة مع أهل الذمة في البيع والشراء وحسن التعامل والجوار ونتزوج منهم ولا نزوجهم , شرط أن لا يوالوا الصهاينة القتلة .
وهذه هي عقدة الأمر
فعموم الأنظمة العربية الفاسدة, تتكالب على التطبيع مع الصهاينة سرا وعلانية , بطرق مختلفة وحجج مختلفة , ومن هذه الحجج أنهم أصحاب دين سماوي , والحقيقة أنهم قتلة , علمانيون / أصحاب تلمود , اقل ما يقال فيه : (انه نزعات فردية شخصية لحاخاماتهم تتغير من جيل إلى جيل ويقدسه اليهود أكثر من التوراة نفسه ويذكر كتاب Hebrew Literature في الصفحة الثامنة أن الفصل الرابع من الرسالة الرابعة في التلمود الذي يسمى سنهدرين يوجب على اليهود اقامة - مجمع قومي - وهو موجود الآن فعلا تحت ستار شركة تمويل يهودية , ويسيطر على ما لا يقل عن ثلث رأسمال العالم , يقوم على ردع اليهود و الحكومات التي لا تتماشى سياساتها مع السياسة الصهيونية , فالسنهدرين حكومة عالمية خفية ترتبط مع وكالات المخابرات ووكالات الأنباء والصحافة التي يسيطر عليها أصحاب السنهدرين) عن "ديلي نيوز الكويتية 27 حزيران 1968" كما نص كتاب التلمود لـلمؤلف " ظفر الإسلام خان "
وكلنا يعلم العلاقات الوثيقة بين إدارات المخابرات العربية و الـ CIA التي هي رأس الأفعى السنهدرين وهي المسؤولة عن معظم الحروب والويلات في العالم
ولذلك فالتطبيع صهينة بواح ومقاومة التطبيع ورقة من الأوراق المهمة لدعم مجاهدي فلسطين, لا تستطيع الأنظمة العربية الفاسدة تمريرها إذا كانت الشعوب العربية على مستوى الوعي وفهم الحقيقة والأهداف والغايات وأوامر الله ونواهيه , وهذه هي المهمة الشاقة التي يتحمل عبئها كل مسلم حر غيور
فهل ينبغي لنا في هذه الحالة أن نقف موقف الحياد مما يخص الصهاينة القتلة الغاصبين ومن يواليهم !
أم ندعم المجاهدين المدافعين عن المقدسات والأرض والعرض بأي شكل من أشكال الدعم المادي والمعنوي !
الخطأ هنا هو الخلط بين اليهود أصحاب الذمة وهم ندرة , وبين الصهاينة القتلة ومن يواليهم الذين لا يتورعون عن فعل شيء في سبيل أهدافهم ولا يردعهم رادع ولا تجدُ فتنة في الشرق الأوسط أو كيداً للإسلام في جميع أنحاء الأرض إلا واليهود الصهاينة خلفه ويكفي أن نعلم أن شارون زعيمهم هو من قام بمجزرة دير ياسين في أواسط القرن الماضي وهي من أبشع صور الوحشية في تاريخ البشرية .
هم يريدون باختصار تهويد فلسطين وهدم الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم وإقامة دولتهم العلمانية على أرضية دينية لتسود في المنطقة والعالم أدواتهم في ذلك
إطلاق العنان للأجوفين الفم والفرج بطريقة بهيمية لا تمت للإنسانية بصلة !
واستعباد البشرية من خلالهما , وقتل كل من يعترض سبيلهم وهم ماضون في خطتهم , لم يقف في وجههم سوى المسلمين المجاهدين الصادقين في كل بقاع الأرض على العموم وفي فلسطين على الخصوص وانتفاضة الأقصى وقوافل الشهداء والمقاومة . ولأن الشيخ احمد ياسين ود.عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله من رموز هذه المقاومة يضيئون الطريق, فلذلك اغتالهم القتلة ولذلك هدد رئيس وزرائهم باغتيال قادة حماس إذا شكلوا حكومة جديدة , وهي سابقة لم تعهد في التاريخ إلا من يهود, فكم من نبي قتلوه, وكم حاولوا اغتيال رسول الله !
والصراع الآن على أشده حول القدس وهذا الأمر خط أحمر لا يجوز لمسلم كائنا من كان أن يفرط به .
وخطتهم هي خارطة الطريق التي تحقق لهم أحلامهم ويندمجون من خلالها بنسيج المنطقة , وكثرٌ هم القادة العرب الذين أشاروا إلى ضرورة تنفيذ خارطة الطريق , ولا يوجد عقبات في سبيل تنفيذ هذه الخطة وصياغة شرق أوسط جديد فالكل جاهزون ما خلا المقاومة الإسلامية !
فهل نعي الدرس ونستخلص الحكمة !