|
بالأمسِ خانتْني دموعي وانثنتْ |
وتكسّرت من حزنها أقلامي |
والآن جئتُ لكي أقولِ لروحِهِ: |
هاجَتْ لفقدِك أدمعي بضرام |
يا شيخَنا هذي جحافلُ زحفِنا |
مُخضرّةً، ترنو لعطفِ إمامي |
تعتزُّ أنكَ أنتَ صانعُ مجدِها |
فمضتْ إليهِ بنهجِكَ المتسامي |
ساروا لنصرٍ واضحٍ ومؤزّرٍ |
والنصرُ، كلُّ النصرِ، للإسلامِ |
|
يا شيخَنا، هذي جحافلُ عزِّنا |
قادوا مسيرةَ نصرِها، ذاكَ الذي |
سمّاه خصْمُ الحق بالأحلامِ |
يا شيخُ وعدُك لا يزال أمامَنا |
يهدي طريقَتنا لحُسْنِ خِتام |
ما زالَ طيفُك يا إمامُ يقودُنا |
للمجدِ، تحقيقاً لرأس سنامِ |
بل إن طيفَك في العزيمةِ –شيخَنا- |
مثلُ الملائكِ فوقَ جيشِ عِظام |
حتى نعود لأرضنا في عِزةٍ |
خيــرٌ لنـا من ذِلةٍ بخيـام |
وطني، وأرضُك مقصدي، في عودتي |
فَتحيّتي لك مع عزيز سلامي |
|
وخليفةٍ، قاد الجموع بغزةٍ |
قادَ الرجالَ فكان حقاً في النزال |
أميرَ مدرسةِ الوطيسِ الدامي |
غيرُ الشهادةِ لا يًزِين جهادَه |
عبدُ العزيزِ وفارسُ القسامِ |
"قنديلُ قلعتِنا" – حماسٍ- نورُه |
عمّ الوجودَ بعزمِهِ المقدامِ |
|
العزُّ في عبدِ العزيزِ سجيةٌ |
كلّ امرئٍ يُعطى نصيباً في اسمه |
ويزيدُه مجـدٌ مع الأيـامِ |
"قنديل قلعتنا" خبا؟! من قال ذا؟! |
غيرُ الشقي عن الهدى متعامي |
هو شمعة عشق الزمانُ ضياءَها |
فتوهّجت نوراً من الإنعام |
مَن يكسرُ القنديلَ لا يجني سوى |
لهباً من الغضبِ اصطلى بضرام |
|
وسلام قلبي، بالقصيدِ، لروحِ مَنْ |
شهِدتْه لما قاتلت في يوم بدرٍ |
والصحابةُ حول خير أنامِ |
شهدتْه في "الأحزاب" يحفرُ خِندقاً |
في الفتح كان مُكسّرَ الأصنام |
شهدتْه في "اليرموك" يدفع خيله |
في القـادسية سيّـد الأقوام |
شهدتْه في جالوتَ في حطينَ في |
الأقصى صلاحاً ثابت الأقدام |
شهدته في "مرجِ الزهورِ" عزيمةً |
ردّ الرياح كعاطرِ الأنسـام |
أرخى على ثلج المصاطب ظلّه |
فأحـاله دفئـاً ببرد خيـام |
شهدته في سجن العدوّ كأنه |
سجّانهم، حزمٌ بغير حِزام |
عصرُ الصحابة عاد فيه، فعزمُهُ |
فاروق فيه، وفيه سيف إمام |
شهدته قاد ألوفَهم حياً كما |
في موته قادَ الورى بسلامِ |
|
عاشَ الحياةَ مجاهداً لشهادةٍ |
هذي نهايةُ مؤمنٍ بطريقِهِ |
لا بلْ بدايةُ سيدِ الإقدام |