أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من سيرة الأزرق !

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي من سيرة الأزرق !


    من سيرة الأزرق !


    ( نص )
    الأزرق من أحب الألوان إلى نفسي ..
    هو البحر ..
    وهو الأفق ..
    هو الاتساع المورق بالبهجة في شجرة الحياة ..
    تغربت مرتين فعرفت الأزرق أكثر :
    واحدة لمدة سنتين داخل الوطن في ثكنات الجيش حيث الأوامر العسكرية الصارمة ، والنوم في ملاجيء الأفراد ودشم الذخيرة في تبة الشجرة بسيناء . كانت مساحة الأزرق هي ملاذي كي أشعر بالحرية حالما تمرق الطيور في الفضاء فينشرح الصدر ابتهاجا .
    ومرة ثانية فترة إعارتي بالسعودية لمدة أربع سنوات ، فكنت أشوط أحجار الطريق ، وأخاصم الأشجار ، وأتعجب أن مياه الخليج هادئة الموج لا صخب فيها ولا أمواج عاتية ، لكنني حين أدقق النظر في الأزرق الفسيح لأخبره أنني عائد أجده يجيبني بلغته التي أعرفها تماما فتسكن نفسي .
    في الأزرق اتساع ، ورحابة ، وفيه امتداد سرمدي بهي ، وانعتاق .
    ريشة فنية تستوعب كل الألوان الأخرى .
    الأزرق في بداية تعلمنا الكتابة كان لون الحبر ، وكثيرا ما كنا ونحن صبية نتسلق أشجارا عتيقة لنحضر الثمار البيضاوية السوداء القاتمة الخشنة كي ندبغها ، نحمصها ، ونأتي منها بالمداد . هل أفلح واحد منا في أن يأتي لنا بالحبر أم أننا كنت نمارس السحر المدهش القديم ، وسيمياء اللون دون علم وكهانة ؟
    في مقبرة فرعونية قديمة ببطن الوادي ببني حسن حدقت في أسراب الأوز الملكية ، وكان بها بهاء السلطان ، وهي تسبح في لجة الأزرق الذي مضى على وشمه خمس آلاف سنة .
    منذ شهرين كنت أستند إلى كتف الروائي الصديق محمد عبد الله الهادي ونحن نسير على حطام المعبد الأسطوري في " صان الحجر " ، فلمحت الأزرق شاحبا ، وثمة عشب بري يحوطه في تآمر متكتم حتى كاد أن يخفيه تماما . حين رفعت رأسي كان الإله " بست " ينظر إلى عينيّ مليا ليختبر يقظتي ، فارتعش القلم في يدي ، وكففت عن التدوين فيما المرشد السياحي يحصر لنا الأزمنة ويصرها في منديل التاريخ.
    للحب طرق سالكة عبر الأزرق ، لا يمكن أن يتصور الكاتب محباً لا يأخذ حبيبته ليجلسا يوما في مواجهة البحر لينطق الأزرق بما لم يستطع أن يبوح به المحب من أسرار حملها القلب ، وانعقد اللسان عن قولها حين أراد أن يبوح.
    الأزرق يأخذ درجاته حسب طقوس المدن : الأسكندرية ، بورسعيد ، العريش ، مرسى مطروح ، الغردقة ، دمياط ، أسوان .
    الأسكندرية لوحة مبرقشة بالأزرق في فستان البنت الأمورة التي تفردت بثوب له نقط بالأبيض الشاهق على مساحة سماوية تتلطف مع وجنتين متوردتين لتلك الفتاة التي استدعاها " محمود سعيد " على عجل وهو يثبت الملامح بطرطشات اللون على " باليتة " لها حافة مستديرة تمسكها يد الفنان ذي الشعر المجعد .
    ليست الصخور التي تتكسر عليها الأمواج في الشاطبي سوى سبب خفي لأن تمتد اليد كي تلامس الكتف البعيد لهذا الولد الصامت إلا من أغنية يردد مقطعها الأول .فإذا بأسراب السمان المهاجرة تندفع من الشمال مجهدة متعبة صوب المصير المحتوم .
    بورسعيد وفنارها القديم يلف في الليل فيمسح نوره عتمة المكان ، ويحط طائر النورس على دفة مركب في القبوطي ، حينما تخرج بنت محلولة الشعر لتغني ل"أم الخلول " اللذيذة والجندوفلي .
    البور سعيدية أو " البلاطوة " مغامرون ، لديهم واقعية سحرية في الحكي ، وحكايتهم مع الأزرق أقل عمقا بحكم سنوات الهجرة ، ودماء الشهداء ، وروح التمرد .
    هم بسطاء واضحون ، متمردون على أي سلطة لذلك من عندهم يبدأ الشغب ، وتنطلق المظاهرات ، وتنفلت الأعصاب . أزرقهم حي خجول سواء كان في العرب أو الفرنج . ربما كانت المدينة الوحيدة التي تعرف عناوين بيوتها بشارعين لا شارع واحد . وهم محللون سياسيون وخبراء كرة قدم من الطراز الأول .
    في العريش منظر باهر لم أره في حياتي غير في هذا المكان ؛ فعند شاطئها يمتد النخيل حتى يلامس أقدام الماء في تعانق فريد .
    العرايشية فنانون بالفطرة ، وطنيون ، ولديهم لمسة بداوة واضحة ، وأزرقهم فيه قدر من الغموض ، ربما لأن الرمال المواجهة في الجنوب تحاصره في قسوة مفرطة . جاء الأزرق من الشمال ولم تستطع الكثبان الصفراء أن تسيطر عليه فأعلنت الخصام معه .
    لم يجد الأزرق مناصا من أن يستتر بوحدته ، ويعتز بعزلته فاصطفى لنفسه مكانا ، وأطل على المشهد الجنوبي في تأمل الزهاد .
    ذهبت إلى مرسى مطروح مرات قليلة ، و لم يكن الماء العذب قد دخلها بعد، إذ كانت قوافل الفناطيس تأتي من مدن بعيدة فتملأ الخزانات وتنصرف .
    مدينة هادئة تطيح بك إلى أجواء الأربعينات ، وأنت إذا شمرت ساقيك وذهبت فعلا إلى " حمام فرعون " فلن ترحمك الأمواج ، وستأخذك في طريقها . إذن تحاشى الصخور المكسوة بأخضر " شعر الجارية " ، والق نظرة على شاطيء " عجيبة " حيث تدرجات لونية متعددة للأزرق ستصيبك حتما بالذهول لجمالها الفاتن .
    على الصخرة الشهيرة ستلمح " ليلى مراد " وهي تغني بلوعة من فارقها الحبيب. غناء يصعد إلى الفضاء الفسيح فيغسل هموم القلب من مآزق الدنيا ومتاعبها .
    هنا أزرق العشق وافتضاحات الهوى لمن لعب به الثغر المتبسم والعين التي في طرفها حول .
    ذهبت للغردقة وعشت بها ثلاثة أسابيع متصلة وكان البحر هو الصديق الدائم الفياض بعذوبته الرقيقة المستحبة . بحر وحشي في اندفاعاته ، في مده وجزره .
    في كل صباح كانت فتيات " منظمة الشباب " يقابلننا صدفة ، ونحن نجمع الأصداف ، وهن يفعلن ذلك . نفس التوقيت المثير حين يتفتح الكون بنور صاف ، فيما العيون تتلاقى في حيرة كونية مثيرة ، والقلب الغر يخفق .
    هو البحر يمضي ضاحكا من طفولة المشهد ، و لزرقته براءة لم أرها في مكان آخر قط .
    المالح هو البحر ، وإجازة الجمعة تأتي مع ركوب " اللنش " ، ودفع قرشين لا أكثر ، حيث تمخر المعدية النيل متجهة شمالا ، وعند " الجربي " نهبط لنتجه في سرعة مذهلة نحو البحر .
    رائحة اليود تنعشنا ، واسمع الوشيش من مئات الأمتار .. وشيش كوني سرمدي " وش ش ش.. وش ش ش " ، وحين تلتقي عيناي به يفرد لي ذراعين رقيقين فأندفع في معانقة الأزرق ، يعلمني صديقي " عبد الحليم " كيف أسبح على ظهري ، وكيف أغطس تحت الأمواج لأطول فترة ممكنة ، فإن ابتلعت الماء المالح ضحك الآخرون ، وصاحوا : " كازوزة .. أشرب ببلاش " .
    لهو الطفولة البريء ، وأطفال سمرصغار يأتون من " عزبة البرج " ليبيعوا للمصطافين الترمس ، والفول المملح ، وأم الخلول .
    أزرق رأس البر هو تاريخ الطفولة ، وطفولة التاريخ ، كما أنه لون ممعن في الشقاء الإنساني ، وبكاء لم ينقطع لغرقى فاتوا آباء مكلومين .
    أزرق النهر بمحدوديته تجده في أسوان ، لكنه الأزرق الصعيدي الخام على مقربة من الصخور الجرانيتية العملاقة . أزرق له احمرار الطمي ، وسمرة الناس ، وحرارة الجو المعتق بسحر الماضي .
    على مقربة من أزرق أسوان حيث المراكب الشراعية العملاقة رأيت صديقي النوبي ابراهيم فهمي لأول مرة . كان يكتب نصه القصصي لكأنه يغني موالا نوبيا رائقا لا ينقطع مدده ، ثم يصعد لينام على " العنجريد " .
    اللون الأبيض يظهر فتنة الأزرق فكأن عروسا تدخل في زمرة البنات لتجلو محاسنها .
    " كتشنمة " كانت قرية ابراهيم فهمي ، وهو في عنفوان شبابه ، وقد راح يطارد النص المستحيل حتى مات مصدورا في فندق رخيص بليل القاهرة .
    حين وصلني الخبر بكيته ،وكتبت نصا للفقد ، واستودعته صفحات طواها الزمن على عتبات الراحلين حين يأتي المساء الشجي الحزين ، فيحتاجون إلى غفوة ، بعدها يقومون ! .
    هنا أزرق دافيء كقلوب الناس هنا . لا يوجد ناس في الكون أطيب وأرق من أهل أسوان إلا السودانيين ما لم تدركهم السياسة ، فاسوداد بشرتهم ـ أي السودانيين ـ أبانت بياض القلب بصورة يصعب وصفها . مع أهل اسوان تشعر بالونسة والفيض الانساني النبيل بلا أي مقابل .
    في جزيرة النباتات جلست يوما مع الصحبة ، فرأيت بديع صنع الله ، ورق قلبي للجمال ، وصعب علي أن أرقص مثل الجميع فوقفت خارج الدائرة أصفق منقوص الإيقاع .
    وعند قبر عباس محمود العقاد تناثرت أحجار الجرانيت ، وانحنينا نضع باقات الزهر ، ونقرأ الفاتحة على روحه . كانت جمل من " عبقرية عمر " تتهادى في أنحاء المكان كأنها فراشات ملونة مرقطة الجناحين ، وأنا استعيد أيام دراستها في المقاعد الخشبية بمعهد إعداد المعلمين ، ومعلمنا " طاهر الخطيب " بقلبه الذي بلون " البفتة " يشرح لنا غوامض الكلم ، ونحن نستزيده .
    لكنهم قبروا دور المعلمين ، واستسلموا لدعوات التحديث الشكلية فحقت عليهم اللعنة إلى يوم الدين . لكنني هنا في أسوان بأزرقها الباذخ الطيب الدافي ، وصوت " حجاج الباي " يعلو في مقهى شعبي وهو يلقي قصيدته الجديدة ، ويطلب أكواب " الخروب الساقع " . رحل حجاج فانتقص واحد من صف الشعراء المنشدين الكبار .
    إنه الأزرق ، وسيرته العطرة تملأ كتبا ، وتستحق مجلدات ، ما هي إلا رؤوس أقلام ، لهذا الرونق البهي الذي هو سامق ، وحر ، ورصين .
    هو المحب ، الفاتن ، المفتون بالناس ومع الناس ، سواء في زخم البحر أو فيض النهر ، وإني واحد من محبيه الأوفياء . وسأظل وفيا للأزرق حتى آخر لحظات العمر !

  2. #2
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.42

    افتراضي

    وأنا مثلك سأظل وفية للأزرق حتى آخر لحظات العمر
    ومن حبي له سميت ببنت البحر
    مررت من هنا وكدت أغرق في الأزرق فانتشلت نفسي بهذه الكلمات
    أختك
    بنت البحر

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    Post هو الحبر .. هو البحر !

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية
    وأنا مثلك سأظل وفية للأزرق حتى آخر لحظات العمر
    ومن حبي له سميت ببنت البحر
    مررت من هنا وكدت أغرق في الأزرق فانتشلت نفسي بهذه الكلمات
    أختك
    بنت البحر

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    زاهية ..
    جميل ان أجد من يشاركني حب الأزرق ..
    كان لدي كلام كثير أود قوله ..
    .. لكن ذهول الأزرق احتواني فصمتت علني اكتشف شيئا من سره الدفين .
    أعجبتني ورودك جدا يا " بنت البحر " .

  4. #4
    أديب وناقد
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : بعلبك
    المشاركات : 1,043
    المواضيع : 80
    الردود : 1043
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    أخي الحبيب سمير الفيل
    ما أروع السيرة الذاتية عندما تُكتب بمداد الصدق الأزرق الجميل . معها يغدو المكان أزرق و الزمان أزرق باتساع السماء .
    الأزرق من أجمل الألوان فلماذا تقولون في مصر في معرض التشاؤم : يا نهار أزرق ؟
    دمت في خير و عطاء

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    Post تعبيرات بالألوان ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد أبو نعسة
    أخي الحبيب سمير الفيل
    ما أروع السيرة الذاتية عندما تُكتب بمداد الصدق الأزرق الجميل . معها يغدو المكان أزرق و الزمان أزرق باتساع السماء .
    الأزرق من أجمل الألوان فلماذا تقولون في مصر في معرض التشاؤم : يا نهار أزرق ؟
    دمت في خير و عطاء
    سعيد أبو نعسة
    لا .. لا .. نقول ما يلي :
    ـ يا خبر أبيض في مقام الدهشة والأستغراب .
    ـ ويا يوم أسود من قرن الخروب عند تلقي خبر سيء .
    ـ لكننا نقول على الشخص المراوغ : هيشتغل لنا في الأزرق .

    ـ ويمكن ان نجد من يقول : ده يوم متنيل ( من صبغة النيلة وكان نساء الفراعنة يضعنها على الوجه مع الحزن العظيم ) .
    ـ كذلك يمكنك أن تسمع تعبير مثل : ( سنتك خضراء ) ، وتحذف الهمزة غالبا بمعنى انها سنة خصب ونماء .

    تحياتي وشاكر جدا مداخلتكم .

  6. #6
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,131
    المواضيع : 318
    الردود : 21131
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    الأزرق هو لون السماء والبحر، وهو رمز للصفاء والهدوء والتأمل
    والرغبة بالسلام والإنسجام، ويدل على طبيعة حساسة ذات ميول فنية
    ومن يفضل الأزرق الفاتح فهذا يدل على إنه إنسان حساس للغاية ويميل
    إلى الخيال ـ ويكون مبدعا ومنطلقا نحو الحياة.
    أما الأزرق الغامق فيرمز إلى المشاعر العميقة والذكاء ، وهو من الألوان الدالة
    على الجد والرزانة.
    سيرة الأزرق مختلطة بالسيرة الذاتية وإمتاع للمتلقي بالسرد الجميل والمعلومة
    ولكنها تبقى أقرب منها إلى النثر من القصة
    تحياتي وجل تقديري.

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    الأزرق امتداد بلا حد، سماء لا تبلغ مداها وبحر تعانق أذرعه البعيدة السماء ومداد لحروف بلا انتهاء
    صفحة من السيرة تشهد بحرفية الكاتب وتمكن يراعه بجميل ما خط أزرقه على طرس الجمال

    دمت بخير أيها الكريم

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. الإيقاع الأزرق
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-04-2009, 07:51 AM
  2. صباح الخير /الدم الأزرق (138)
    بواسطة ريمة الخاني في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-02-2009, 11:00 AM
  3. ود الأزرق يسار والأحمر يمين
    بواسطة هنا حسين في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-12-2008, 06:39 PM
  4. هجرة .. نحو الأزرق
    بواسطة محمد وسيه حسن في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 22-04-2007, 08:16 AM
  5. الحوت الأزرق
    بواسطة سحر الليالي في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 08-11-2006, 11:29 PM