رداً على الزهرة والخريف
بيت ساحر نظمه الشاعر : هشام الشربيني يقول فيه :
قالت تحاورنـي خريفُـكَ رائِـعٌ والسِّحْرُ فيك أضَلَّنـي وهدانـي
قدح زناد فكري ففاضت قريحتي رداً :
قلتُ احذري يا طفلتي من بردِه غطَّى الجليدُ مواقدَ النيرانِ فإذا بنارك لو تحاولُ ملمسي ستموتُ برداً , تنطفي بثواني فتقحَّمَتْ كثبانَ ثلجي نارُها وسرت بقلبي ثورةُ الفورانِ فإذا به ينسابُ تحت لهيبِها وبمكرِ ضحكتها من الغليانِ مدتْ أصابعَها فجادَ ُأوارُها بشهابِ نارٍ لم يطقْهُ حناني وتناثرتْ حبَّاتُ درِّ حروفِها كالماسِ والياقوتِ والمرجانِ وسرتْ بأفلاك الفؤادِ كما سرى طعمُ الحريقِ على هشيمِ زماني يا ليت عمري ما تقادمَ قبلها ياليتني لم ألقها بمكانِ ضيعتُ أيام الصبا بحماقتي حتى إذا وَخْطُ المشيبِ غزاني أقبلتِ تغتالينني بمحبةٍ كيف السبيلُ وقدْ أضعتُ مكاني يا ويح سمعي وشوشاتُ حروفِك وصلتْ إليه فأشعلتْ صيواني أهواكِ يا حور الجنانِ سلبْتِني ثقةَ المشيبِ وكبرياءَ أماني أدمنتُكِ , أدمنتُ وحيَ لهيبِك الله ما أحلاكَ يا إدماني وودتُ أني لو أبوح بحبكِ لكنَّ شوقي قدْ أزلَّ لساني فتعثرتْ كلُّ الحروفِ على فمي وتلعثمتْ كلماتُ وحي بياني أخشى فراقَكِ والحريقُ على فمي يا ويحَ قلبي بعدكِ و هواني
رد مع اقتباس
