أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 22

الموضوع: أنا أحب الفول النابت !

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي أنا أحب الفول النابت !



    مقـــــــــال .

    أنا أحب الفول النابت !



    أهوى الوردة البيضاء ، وقطرات المطر التي تهطل في رقة من سماء خجولة ، والبنات الجميلات قبل زواجهن ، والفول النابت .

    عن الفول النابت أكتب وأتهيء لأن أرفع قدره ، وأعلي من شأنه بعد أن أصابته لعنة الفقر وعنجهية من حاولوا المساس بدوره التاريخي العظيم .
    عندما كنت أسير مرة في إحدى شوارع مدينة (الدمام ) ، بالتحديد في مخطط 8 حيث بيت ( فهد المصبح ) القديم ـ وقبل ان ينتقل لبيته الجديد ذي السلم الداخلي حيث سافرت قبل ان ينقل عزاله إليه ـ صاح ولد شقي ببشرة سمراء ،و هو يشير نحوي : فول .. فول !

    فرّ هاربا بفعلته الشنعاء ، ولقد تحسست عنقي ، ورأيت أن الكلمة التي تكررت مرتين دون أن يتلوها وصف أو حتى خبر بدت مقنعة جدا، حالة كوني غريبا ، وأداهم شوارع حارة جدا ورطبة .

    فمما لا شك فيه أن الفول هو هويتنا ، ولو كنت من المسئولين المتنفذين لغيرت صورة النسر الكالح إلى قدرة فول معتبرة فهي أوقع وذي دلالة لا تخيب !
    أنا بالفعل أحب الفول المدمس ، ولا أشعر أنني أفطرت فعلا إلا إذا جلست على منضدة كبيرة بالمكتبة مع عدد من الزملاء والزميلات في حصة خالية والتهمنا منه ما لذ وطاب .

    الفول عصامي ولا يعرف الطبقية ولكنه يعرف الطبق وهناك فرق كبير بين المصطلحين . لا طبقية في الفول لأن أغنى واحد من شعب مصر المحروسة يأكل منه بشراهة ، وأقل فقير برتبة إسكافي أو حوذي لا يجد غضاضة في أن يتناوله كل صباح بأريحية بالغة ، وهو يحمد الله على خيره : (ديمها علينا نعمة يارب ! ).

    الفول وحـّـد الشعب المصري أكثر مما فعل الأغريق والفرس والروم والعرب والأنجليز وأصحاب الكابات الزرقاء في الحملة الفرنسية التي دخلت " الشعراء " فجعلت أعين النساء خضراء .

    وهي معلومة يسوقها أهل مدينتي ليغيظوا بها سكان قرية " الشعراء " الذين سرقوا منهم صنعة الموبيليا وطوروها وباعوها برخص التراب .

    لكن لاشأن لذلك بالفول ، الذي هو لاطبقي بتاتا ، لكن تقاليد الإفطار تستوجب نزول رب البيت بالطبق ليطلبه بزيت حار أو زيت زيتون أو بطحينة ، أو خالص ، لتقوم الست ـ إن قامت ولم تكن نؤوم الضحى ـ بتجهيزه وتسبيكه ، وهندسته بقطع الليمون وقرون الشطة وأعواد البقدونس .

    لكن أنا أتحدث عن الفول النابت وهو نوع من الفول الخام كل ما نفعله معه أن ننقعه في النسيان ، ونغـّـير عليه الماء ، ليوم أو أكثر قبل أن " نشوحه " في الزيت ونقلبه في ملح قليل ، قبل أن ننتشله ـ بعون الله ـ لنضع عليه الماء وأعواد النعناع وقليل من الشطة ( شطة أهل أم درمان وساكني فرع السوباط ) ، ونصف حبة ليمون .

    ما ألذ هذه الوجبة الرخيصة الخفيفة الشهية التي لها أكثر من عشر فوائد أوجزها في أنها أكلة العشاق والمحبين وكتاب شعر الحداثة مما تشن عليهم ـ من قبل عسس الأنظمة الأصولية وشيوخها المبجلين ـ دوريا حملات تطهيرية( للترهيب والترغيب ) تشبه حملات شرطة المرافق على الباعة الجائلين أمام جامع البحر في مدينتي، فيفرون لحظات حتى تذهب الشرطة فيعودون .

    الفول النابت طيع وشهي ولذيذ ولكن هذا بالطبع لا يكفي كي أقع في غرامه ، لكن ما حببني إليه وحببه فيّ أن الست (أم احمد ) كانت تجلس بطست نحاسي كبير في ميدان سوق الحسبة ـ ونحن في مرحلة الصبا ـ لتبيع منه بالمليم والمليمين ، وكنت أذهب لأشتري منها وأتملى وجه كوثر ابنتها التي كان لها شعر أصفر وعيون واسعة يسكنها غيط برسيم .

    كنت أشتري فتغمز لي البنت أن أنتظر حتى تأتي معي لأزاحم لها في طابور العيش وحين يأتي دوري تندفع هي للشراء ،وتمنحني ابتسامة و..... ـ هنا تحذف كلمة أساسية لضرورات رقابية ـ وكانت عشر أرغفة تباع يومها بقرش واحد .

    هذا السبب التاريخي لا يمنع من إخفاء سبب فرعي وهو أن أمي حينما قررت ختان ثلاثتنا من الذكور ونفرنا من المسألة وعدتنا بأن تشتري لنا عنبا ملوكيا ، ولما تمت الجراحة على يد (عم طاهر) لم تقدم لنا العنب وجاءت بأطباق الفول النابت فربطت ـ أنا ـ هذا بذاك وكنت أعرف أن الألم سيذهب ولكن " عذابي فات " قبل أن يمر (عام الفيل ) ، وهو العام الثالث من عمري على وجه التقريب الذي يأتي فيه السيرك الهندي ويمر تحت شرفتنا فيل ضخم جدا ، أتسلل من النافذة لألمس جلده المغضن فيمضي دون أن يشعر بي أو ينظر نحوي ، لكنه يترك داخلي إحساسا بالسعادة أنني لمست الفيل المزركش غطاؤه دون أن أضطر للذهاب إلى الغابة ، والاصطدام بالأسد وحرمه ( اللبؤة المصون ) !
    الفول النابت موصوف للمحبين ، نعم ، ممن اكتووا بنار العشق ، فباتوا وهم يتقلبون على جنوبهم من الحسرة والتعاسة أن الحبيب بعيد ، والليل بهيم لا ينجلي .

    هنا يلعب الفول النابت دوره في تخفيف اللوعة ، فطبق مليء بالفول النابت سيخفف من القلق ، ونزعات التوتر حيث يقوم ( المحب ) بخلع القشرة الهينة اللينة من جسد الفولة المنقسمة نصفين ، دون ان يضطر لفك الاشتباك بين الريشة والجذير ، وقبل أن يلقمها حلقه سيعرف أن الله ـ مصرف أمور الكون ـ له حكمة في أن يخلق الفولة من شطرين أو فلقتين ، يغلفهما قشرة بنية أو وردية ، وهو ما يردنا لخلقه الرجل والمرأة في نصفين لا تكتمل الحياة إلا بهما ، ولا يعمر الكون إلا باتحادهما ، وهي حكمة ، وفلسفة كونية عليا يدركها من شغف قلبه حب الفول النابت .

    ثم لنتوقف أمام الكلمة لغويا ( فول نابت ) أفتح معي المعجم اللغوي لتجد أن ( نبت ) الزرع نبتا ، ونباتا ، نشأ وظهر من الأرض . ويقال : نبتت لهم نابتة : نشأ لهم نشء صغار . ( أنبتت ) الأرض : أخرجت النبات ، ويقال : أنبت الله البقل : أخرجه من الأرض . وأنبت الله الصبي نباتا حسنا . ( نبت ) الزرع : بدا لأول ما يظهر من الأرض .

    فوق سطح بيت جدي الحاج توفيق الفيل الذي زار مقام النبي وبكى على شباكه وصلى في الروضة الخضراء اكتشفت أن سقف المسقط العالي جدا " الشخشيخة " تطع منه زهور بيضاء بعد هطول المطر باسابيع فكبشت حفنة فول وأودعتها هناك ، وصدق حدسي أن رأيت قدرة الله في (الفولة ) حين تنشق ، فتصعد الريشة للفضاء ويشق الجذير الغلاف السميك ليشبط في أي سطح كأنه يتمسك بالحياة .

    فكرة الخلق عرفتها فوق السطح قبل أن أعرف سوسن ، وقبل أن أكتشف العلاقات المريبة بين ديكنا الذي يصيح كل فجر بانتظام وبين عدد من الدجاجات التي كنت أراهم في غاية الطهر والنقاء قبل أن أرى ما رأيت ، لأكتشف أن بقاء العالم مرهون بذلك الفعل الطقسي المجنون الذي يتحول مع الزمن إلى عبء ثقيل .

    لكننا مع الفول النابت ، وما سقناه هنا من خروج وانزياحات هي مسألة ترجع إلى تيار ما بعد الحداثة ، حيث يقوم الكتاب الموتورين بدس السم في العسل ، وتحريك شهية البشر لأكلة فول نابت عبر اللغة ، وهي لعبة يتقنها هؤلاء الفاسقين المارقين الذين هم ـ إن شاء الله مع أدونيس والبياتي ومحمود درويش ـ حشو النار وبأس المصير .

    لا غضاضة أن أنتهي هنا ـ واقسم بالله تعالى أنني فعلا كنت أسخن حلة الفول النابت وجاء صوت هيثم ليخبرني أن الفول قد غلى ـ وعلي أن أمتع نفسي بمذاقه اللذيذ بعد أن فضحته أمام البشرية ، وجعلته فرجة للناس كافة ، وهو الذي علمنا في شمم وإباء ان يقوم بدوره التاريخي في صمت يليق بالزهاد والمتصوفة والموعودين !!

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    لك قصة ممتعة يا سمير، بعنوان "فول نابت"، في مجموعة قصصية سابقة لك كتبتُ عنها.
    أما الفول النابت فكانت تعمله أمي مرة أو مرتين في العام، ونحن في قرية العصايد، قبل أن ترحل وأنا في الثالثة عشرة، وهي كانت صغيرة فقد كانت في الأربعين من عمرها (مايو 1923 ـ مايو 1963م).
    بعد أن تزوجت في يوليو 1973م، وجدت زوجتي تجيد عمل "الفول النابت"، وكنا نأكله كثيراً أيام الفقر، أما بعد جاء الأولاد وكبروا، فهي تعمله لي مرة في العام، وكذلك البصارة ـ والأولاد يتمردون، ويقولون لها: اعملي الفول النابت كل يوم .. بشرط أن تأكليه أنت وبابا! .. أما نحن فلا!
    أما الفول والطعمية، فأنا حريص عندما أكون في مصر أن أفطر معظم الأيام منهما، أمشي قراية الساعة صباحاً أنا وزوجتي، ثم أحضر الفول المحترم (أو الطعمية)، وهات يا أكل! ..
    أؤيدك في قولك:
    "مما لا شك فيه أن الفول هو هويتنا، ولو كنت من المسئولين المتنفذين لغيرت صورة النسر الكالح إلى قدرة فول معتبرة فهي أوقع وذي دلالة لا تخيب!
    أنا بالفعل أحب الفول المدمس، ولا أشعر أنني أفطرت فعلا إلا إذا جلست على منضدة ... والتهمت منه ما لذ وطاب" (بتصرف).
    تحياتي لك يا سمير ـ أيها الكاتب الجميل ـ على هذه المقالة الجميلة.
    ملحوظة لها دلالة:
    عندما تزورني في الصيف في ديرب نجم سنأكل أنا وأنت "فولاً نابتاً"، ونترك اللحم لصابر عبد الدايم ومجدي جعفر!!!

  3. #3
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب القاص الاستاذ سمير الفيل

    لقد شجعني على قراءة الخاطرة , العنوان الشهي , أنا احب الفول النابت ,
    ولما كنت من محبي الفول النابت , فقد بدأت بقراءة هذه الخاطرة , قبل غيرها من اعمال ادبية , وبدأت لدي التداعيات , وراح خيالي , يعيدني بالذاكرة الى طفولتي , والى ايام دراستي , في المرحلة الثانوية , ثم في الدراسة الجامعية الاولى , حيث كان طبق الفول النابت , تقليد يومي , وخاصة خلال ايام الشتاء , نجتمع حول عربة , تتوسطها حلة معدنية كبيرة , تغطيها صينية معدنية كبيرة جميلة , لناخذ صحن فول نابت , نرش عليه الكمون والملح , ثم يكرمنا البائع , بعدها بزبدية من المرق , وقد اضاف اليها الملح والكمون , ثم يعطرها بقليل من الليمون .
    وفوجئت وانا اقرأ الخاطرة , ان الفول النابت في دمشق , غير ذاك الفول النابت , في مصر الحبيبة , وفهمت ان متناولي الفول النابت , في دمشق , هم عادة من صغار السن , وقلما تجد شخصا كبيرا , يقف ليتناول الفول النابت , كما فهمت من خلال النص الغني , ان الفول المدمس , في دمشق , يختلف عن الفول المدمس , في مصر الحبيبة .
    والحقيقة , كنت اقرأ وانا مأخوذ , بقدرتك على تنويع الصور , والحرفية في التفصيلات الدقيقة , بالاضافة للقدرة العالية , على اغناء النص برؤى فكرية , وتحليلات مجتمعية ناجحة , بعفوية ساحرة , وكل ذلك باستخدام مفردات غنية .

    وكم تمنيت ان ادعوك اخي الفاضل الاديب الكبير الاستاذ سمير الفيل , وادعو الاخ الغالي الاديب القاص الاستاذ الدكتور حسين علي محمد , الى طبق من الفول , على طريقة اهل دمشق .

    بارك الـلـه بك

    اخوكم
    السمان

  4. #4
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. حسين علي محمد
    لك قصة ممتعة يا سمير، بعنوان "فول نابت"، في مجموعة قصصية سابقة لك كتبتُ عنها.
    أما الفول النابت فكانت تعمله أمي مرة أو مرتين في العام، ونحن في قرية العصايد، قبل أن ترحل وأنا في الثالثة عشرة، وهي كانت صغيرة فقد كانت في الأربعين من عمرها (مايو 1923 ـ مايو 1963م).
    بعد أن تزوجت في يوليو 1973م، وجدت زوجتي تجيد عمل "الفول النابت"، وكنا نأكله كثيراً أيام الفقر، أما بعد جاء الأولاد وكبروا، فهي تعمله لي مرة في العام، وكذلك البصارة ـ والأولاد يتمردون، ويقولون لها: اعملي الفول النابت كل يوم .. بشرط أن تأكليه أنت وبابا! .. أما نحن فلا!
    أما الفول والطعمية، فأنا حريص عندما أكون في مصر أن أفطر معظم الأيام منهما، أمشي قراية الساعة صباحاً أنا وزوجتي، ثم أحضر الفول المحترم (أو الطعمية)، وهات يا أكل! ..
    أؤيدك في قولك:
    "مما لا شك فيه أن الفول هو هويتنا، ولو كنت من المسئولين المتنفذين لغيرت صورة النسر الكالح إلى قدرة فول معتبرة فهي أوقع وذي دلالة لا تخيب!
    أنا بالفعل أحب الفول المدمس، ولا أشعر أنني أفطرت فعلا إلا إذا جلست على منضدة ... والتهمت منه ما لذ وطاب" (بتصرف).
    تحياتي لك يا سمير ـ أيها الكاتب الجميل ـ على هذه المقالة الجميلة.
    ملحوظة لها دلالة:
    عندما تزورني في الصيف في ديرب نجم سنأكل أنا وأنت "فولاً نابتاً"، ونترك اللحم لصابر عبد الدايم ومجدي جعفر!!!
    د. حسين علي محمد

    أهلا بك يا دكتور .. جئت تشاركنا مأدبة الفول النابت . ربما لنبتعث سويا ذكريات حميمية من الماضي البعيد . أرى ان التفصيلات الجميلة التي ذكرتها تعيدنا بقوة لأيام الصفاء والحياة الحلوة البريئة .
    أما عن عزومتك الصيفية فمقبولة سنأخذ مجدي جعقر ـ خاصة بعد دراسته الجميلة عن ظل الحجرة ـ ونترك للدكتور صابر عبد الدايم اللحوم وماشابه.
    على فكرة ، ذاكرتك حديدية ، فعلا " فول نابت " أحد قصص مجموعتي " خوذة ونورس وحيد " ..

    تحية عطرة.

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    ملاحظة للدكتور حسين علي محمد ..

    أنتظر بالفعل أن نلتقي خلال إجازة الصيف في مدينة دمياط ..
    لنعد لك ندوة أدبية في مكتبة مبارك العامة ، وهو مكان جميل يمكننا أن نناقش فيه مجموعتك الأيرة ..
    وسيكون معنا من نقاد دمياط كل من الأاتذة
    جمال سعد محمد ، فكري داود ، أشرف الخريبي .
    ومن أبناء جيلك : د. عيد صالح ، ومصطفى العايدي .
    ضعها في مفكرتك إن شاء الله

    سمير

  6. #6
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان

    لقد شجعني على قراءة الخاطرة , العنوان الشهي , أنا احب الفول النابت ,
    ولما كنت من محبي الفول النابت , فقد بدأت بقراءة هذه الخاطرة , قبل غيرها من اعمال ادبية , وبدأت لدي التداعيات , وراح خيالي , يعيدني بالذاكرة الى طفولتي , والى ايام دراستي , في المرحلة الثانوية , ثم في الدراسة الجامعية الاولى , حيث كان طبق الفول النابت , تقليد يومي , وخاصة خلال ايام الشتاء , نجتمع حول عربة , تتوسطها حلة معدنية كبيرة , تغطيها صينية معدنية كبيرة جميلة , لناخذ صحن فول نابت , نرش عليه الكمون والملح , ثم يكرمنا البائع , بعدها بزبدية من المرق , وقد اضاف اليها الملح والكمون , ثم يعطرها بقليل من الليمون .
    وفوجئت وانا اقرأ الخاطرة , ان الفول النابت في دمشق , غير ذاك الفول النابت , في مصر الحبيبة , وفهمت ان متناولي الفول النابت , في دمشق , هم عادة من صغار السن , وقلما تجد شخصا كبيرا , يقف ليتناول الفول النابت , كما فهمت من خلال النص الغني , ان الفول المدمس , في دمشق , يختلف عن الفول المدمس , في مصر الحبيبة .
    والحقيقة , كنت اقرأ وانا مأخوذ , بقدرتك على تنويع الصور , والحرفية في التفصيلات الدقيقة , بالاضافة للقدرة العالية , على اغناء النص برؤى فكرية , وتحليلات مجتمعية ناجحة , بعفوية ساحرة , وكل ذلك باستخدام مفردات غنية .
    وكم تمنيت ان ادعوك اخي الفاضل الاديب الكبير الاستاذ سمير الفيل , وادعو الاخ الغالي الاديب القاص الاستاذ الدكتور حسين علي محمد , الى طبق من الفول , على طريقة اهل دمشق .
    د. محمد حسن السمان ..
    دمشق لها في القلب منزلة كبرى .
    ولازلت أذكر أغنية قديمة كانت تغنى زمن الوحدة تقول في مطلعا : " م الموسكي .. لسوق الحميدية " . لما اختير جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية العربية المتجدة كنت طفلا في الصف الأول الابتدائي .
    أرسلت له خطابا فرد عليّ ، ومازال الخطاب عندي ضمن أوراقي .
    أما عن الفول النابت فيبدو انه غرام مشترك بيننا نحن الثلاثة : الدكتور حسين ، وأنتم ، وانا .
    هانحن نقوم بتخليد ذكراه هنا . وهو أقل واجب ..
    تحياتي لقلبكم الكبير .
    مداخلاتكم مفيدة وممتعة .

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    خطأ لا بد من تصحيحه، وإجابة دعوة:
    جاء في تعقيبي:
    "بعد أن تزوجت في يوليو 1973م".
    والصواب: في يوليو 1972م.
    كيف نسيت هذا؟
    إن أول أولادي من مواليد أبريل 1973م، فهل شاخت الذاكرة، يا عمنا سمير، إلى هذا الحد؟
    ...
    وأنا موافق من الآن على عمل ندوة عن مجموعة "مجنون أحلام" في دمياط التي أحبها،
    سأعود يوم 12/6/2003م لمصر، وبعدها بأسبوع سيكون بإمكاني الاستجابة لطلبكم.
    اجعلوا في الندوة معي أخي الدكتور صابر أو وأخي الدكتور أحمد زلط.
    ففي كل المرات السابقة كان معي أحدهما، ومعه طبعاً من ذكرت من أسماء.
    تحياتي.

  8. #8
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. حسين علي محمد
    خطأ لا بد من تصحيحه، وإجابة دعوة:
    جاء في تعقيبي:
    "بعد أن تزوجت في يوليو 1973م".
    والصواب: في يوليو 1972م.
    كيف نسيت هذا؟
    إن أول أولادي من مواليد أبريل 1973م، فهل شاخت الذاكرة، يا عمنا سمير، إلى هذا الحد؟
    ...
    وأنا موافق من الآن على عمل ندوة عن مجموعة "مجنون أحلام" في دمياط التي أحبها،
    سأعود يوم 12/6/2003م لمصر، وبعدها بأسبوع سيكون بإمكاني الاستجابة لطلبكم.
    اجعلوا في الندوة معي أخي الدكتور صابر أو وأخي الدكتور أحمد زلط.
    ففي كل المرات السابقة كان معي أحدهما، ومعه طبعاً من ذكرت من أسماء.
    .

    د. حسين علي محمد..

    أهلا ومرحبا بكل الأصدقاء ، خاصة أخي الشاعر الدكتور صابر عبد الدايم او الأكاديمي المعروف الدكتور احمد زلط.
    لي مع الدكتور صابر فترة عمله في دمياط ذكريات حميمة ، فقد كنت ناقده الأول .

    تحياتي الصادقة إليه ، وسلامي لكم وله.

  9. #9
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    من قدور المعاني ، تأصلت مقدرتك في صياغة أمور الفول .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فـ للقدر والقدور بمصرنا مكانة المكمور والمفصوح عنه بلا تثريب أو مؤاخذة .
    فـ للفول مكانة عالية بالبطون ، ترتقي بمقدار قدرته على ما يحتوية من تحابيش ، فتزيد من لذاذته وتشعل بالقلب ناراً لا يطفئها غير كوب من الشاي يكون أعلى من درجة ناره بالصدور .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وللنابت والبصارة والفولية الحريفة من فمي المتذوق ومعدتي وقولوني أعلى درجات التحايا والتقدير الصباحية ، وبعدها يكون اللقاء وسرد الحكايا بإغتباط .

    شكرا أستاذنا لتكريم ما نبت بيننا ، وعم أرجاؤه طفولتنا ، وأشتمل على مشتقات كل النعم ، فرتعنا بجنبات غيطانه ننشد : ـ

    يامحلى الفول أخضر ومزهر
    يا محلى العود محمل ومكتر
    نقطف وناكل أخضر ومدمس

    شكرا أديبنا الفاضل ـ سمير الفيل على تلك الوجبة الخفيفة واللذيذةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    خالص محبتي للفول الأخضر والمدمس بالذات .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Sep 2004
    الدولة : أرض السرد
    المشاركات : 508
    المواضيع : 62
    الردود : 508
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق
    من قدور المعاني ، تأصلت مقدرتك في صياغة أمور الفول .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فـ للقدر والقدور بمصرنا مكانة المكمور والمفصوح عنه بلا تثريب أو مؤاخذة .
    فـ للفول مكانة عالية بالبطون ، ترتقي بمقدار قدرته على ما يحتوية من تحابيش ، فتزيد من لذاذته وتشعل بالقلب ناراً لا يطفئها غير كوب من الشاي يكون أعلى من درجة ناره بالصدور .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وللنابت والبصارة والفولية الحريفة من فمي المتذوق ومعدتي وقولوني أعلى درجات التحايا والتقدير الصباحية ، وبعدها يكون اللقاء وسرد الحكايا بإغتباط .

    شكرا أستاذنا لتكريم ما نبت بيننا ، وعم أرجاؤه طفولتنا ، وأشتمل على مشتقات كل النعم ، فرتعنا بجنبات غيطانه ننشد : ـ

    يامحلى الفول أخضر ومزهر
    يا محلى العود محمل ومكتر
    نقطف وناكل أخضر ومدمس

    شكرا أديبنا الفاضل ـ سمير الفيل على تلك الوجبة الخفيفة واللذيذةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    خالص محبتي للفول الأخضر والمدمس بالذات .نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    عبلة محمد زقزوق

    تعرفي ما الذي لفت نظري في مداخلتك الجميلة ؟
    إنه تلك الاستدعاءات الغنائية التي ضمنتيها كلامك .
    كنت دائما ما التفت لتلك الأهازيج المفرحة البسيطة ..
    وكانت نداءات الباعة تتخلل مسامعنا في كل وقت .
    فمثلا كان بائع البطاطا يصيح : " الوايور تحت العربية "..
    دلالة ان أكواز البطاطا ساخنة وتشع حرارة ..
    كنت غرا في الخامسة او السادسة من عمري ..
    أنحني لأرى الوابور ولا أدري أنه المجاز ..
    وكانت والدتي الكريمة تحب الفول الخضر بالجبن القريش ، وتتفنن في تجهيز اطباق البصارة يوم الخبيز وهو يوم تاريخي في بيتنا القديم بسوق الحسبة . الحياة تغيرت .. والناس أيضا !

    يومك سعيد ،


    ملاحظة :
    أحب البصارة جدا ، لكن " الحكومة " لا تحب طبخها أبدا .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    .. . دبريني يا سيدتي !!

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. بحب المحشى واحب العدس واحب الفول
    بواسطة د صبرى إسماعيل في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 14-10-2021, 09:23 PM
  2. شعر عماد الدين .../ وَصَحْنُ الفُوْلِ نَادَانِي...!!
    بواسطة عماد الدين في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 25-12-2015, 06:35 PM
  3. معركة الفول
    بواسطة مصطفى ابووافيه في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 25-02-2014, 10:35 AM
  4. أحب أن أعرفكم بنفسي في .... أنا فلسطيــــــــن
    بواسطة ياسمينا مسلمة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 30-09-2007, 08:49 PM
  5. بائع الفول ..
    بواسطة أمل فؤاد عبيد في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17-06-2007, 10:43 PM