أحدث المشاركات

نظرات في رِسَالَةٌ فِي الصُّوفِيَّةِ وَالْفُقَرَاءِ» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: مدينة وذكريات..

  1. #1
    الصورة الرمزية سالمين القذافى على قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 158
    المواضيع : 42
    الردود : 158
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي مدينة وذكريات..

    مدينة وذكريات
    كان والدي بجانبي وأنا أسير شوارع المدينة التى ولدت فيها وعشت فيها أجمل سنوات عمري ودرست حتى الصف الثانى ثانوى فيها،،وأنا الآن بعيدا عنها اربعة عشر عاما بعدما أصر أبى الانتقال منها عقب زيارة لجدى المريض والذى كان يقطن مدينة تبعد عن مدينة طفولتى ستمئائة وستون كيلو متر وهى أيضا مدينة ساحلية الا أنها أصغر . مثل مدينة طفولتى التى سكنت داخل قلوبنا ،،فأأبى عاش شبابه فيه وأجمل أيامه ليقرر في لحظة إن ينتقل ليعيش بجوار والده وأخوته وأبناء عمومته رغم رفض والدتى التى حتى وأن كان أهلها من نفس المدينة لتى يقطن بها جدى.الا أن أبى قرر وأنتهى وهوغالبا لا يعود فى قرارته ،وهو ليس مثلي من لحظة الانتقال لم أتى الا بعد اربعة عشر عاما فهو كان يأتى على فترات متقطه بين الحين والاخر واليوم جئت ووالدى لزيارة قريب لنا مريض وبينما نحن نتجول فى المدينة قال هذه مدينة شبابى وعمرى الجميل ….وهو جالس بقربى ويذكرنى بشوارع مدينته الساكنة فى عقله وقلبه ….ونحن نعبر الشارع المؤدى إلى شاطئ البحر. اقتربنا من الميناء البحرى وكان مكان عمل والدى السابق..قال هنا كنت مشرفا معروفا ومحبوبا من الجميع..أه ياولدى لقد قضيت أجمل الاوقات داخل هذا الميناء وكيف كنت أتعامل مع السفن والبضائع والعمال هنا كان لكل شئ قيمة كان الجد والالتزام ….فلتركن السيارة هنا لانى سوف ادخل وأسال عن رفاق الدرب وأين صاروا وأن أرى ماذا حل بأجمل ميناء بحري..؟؟
    قلت ولكن سوف نتأخر فأبن عمك ينتظرنا على الغداء ولا تنسى أننا سوف نعود اليوم الىالاهل وأمامنا طريق ..!فقال أعلم ولكن ربما لا يمهلنى العمر لئن أزورها مرة أخرى لن أتأخر يا صلاح وقد أجد أحد من اصدقائى..وضحك * هيا هيا اركن سيارتك بنى…كان موقف السيارات مزدحم بالسيارات وبصعوبة وجدت مكان رأى أبى المكان الشاغر اولا فقال صلاح هنا هنا اركنها هنا وترجل من السيارة قائلا لن أتأخر عليك ..بقيت فى السيارة منتظرا وأتامل المبانى والبشر الذين يمرون أمامي تأخر أبى !!!شاهدت مقهى صغير كان قريبا من الكورتيش المحاذى للميناء فقصدته وأخذت منه قهوة سريعة وعدت إلى السيارة فالجو كان غائما مع زخات طفيفة لحبات مطر.
    وبعد انتظار وأنا منهمك فى قراءة بعض الرسائل التى وصلتنى على جهازى المحمول شعرت بان باب السيارة يقتح أنه أبى أخيرا نظرت إليه ولكني شعرت بأن شي يضايقه قدت السيارة بعيدا عن الميناء لالتفت لأرى عينان أبى دامعتان صمت قليلا سألت أبى ماذا هناك؟؟؟ قال لى لم أجد أحد أعرفه من الرفاق الا أحد ضباط الجمارك الذين كانوا معنا والذى دعانى لمكتبه وجلسنا وتحدثنا عن تلك الايام الجميلة واحتسينا القهوة التفت الىّأسف بنى فقد تأخرت عليك فقد حدثنىعندما سألته عن الاصدقاء والعاملون الذين كانوا معنا فاجاب بتنهيده طويله ..والله يا عم على منهم من تقاعدوا ولكن اغلبهم رحلوا عن هذه الدنيا واخرهم صديقى ابو فتحى الذى توفى منذ أيام وهاأنا في مدينتي بالصدفة اعلم وأصر والدى على الذهاب لبيت ابوفتحى ليقدم العزاء لابنائه ويعتذر فهو لم يعلم الا الان شعرت بحزن والدى العميق وبعد أن وصف أبى لي الطريق لبيت ابو فتحى ولكون مر زمن طويل على أخر مره جاء فيها الى مدينة عمره الجميل.قلت مازحا محاولا تلطيف الجو لوالدى سوف أرى يأبى أن كانت ذاكرتك لهذه المدينة ولشوارعها مازالت كما هى ….ضحك أبى وقال سترأي يا صلاح وبدأ أبى يحدثني بروح شاعر عاشق عن كل مبنى نمر عليه وعن كل شارع وعن كل زنقة أنت تعلم يا صلاح باني عشت أجمل سنين عمرى فى هذه المدينة وفى هذه الشوارع أحب لفحة العتق فى مبانيها الجميلة ومقاهيها وأسواقها الشعبية أحب حدائقها الجميلة فكثيرا ما قصدتها وجلست فيها باحثا عن الهدوء والسكيبة وهربا من الضجيج ووتيرة الحياة الراكضة أحببت فيها أشجارها العملاقة وورودها المتنوعة المتناغمه وأجملها الورد البلدى أه من الورد البلدى الذى يفوح حبا وخجلا مدينتى مثله تفوح بعطر الحب بين ناسها …..احب بيوتها الساكنه بحب وصرخات الاطفال المتعالية فيها وبين اصوات امهات ترعى وتسهر وتهدئ من روعهم باغنية قبل النوم ((ننا هو نناهو….)) انى أحب مساجدها العتيقة وصوت القرآن مرتلا فيها ماذنها جميلة بديعة بطراز نقلنه الى الاندلس …….
    أحسست بان أبى هذه اللحظه شاعر المدينة والترحال ……وعاود يقول أترى هذا المطعم ياصلاح أنه افضل من يقدم لك الواجبات الليبيه الشعبيه كنت أنا وصديقى أبوفتحى نأتى الى هنا فى اوقات الغداء رغم بعد المطعم عن مقر عملنا يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته قال أبى ياسبحان بعد زياراتى المتقطعة والتىأخرها قبل سنة. فعلا هذه المرة غبت كثير عنها والله الدنيا مشاغل وتلاهى ….!! لكى أجد مدينتى رغم ما جد فيها من أعمار وساحات وأسواق ومحال تجاريه لازالت كما هى بداخلى وتختزن ذاكرتى حياتها القديمه.
    أحب هذه المدينه ياصلاح فهى وأن زادت اتساعا وكثرت فيها الزحمه تبقى مدينتى التى احب دائمه الجمال بكل مافيها انها شئ يشبه الحنين يخبو بداخلى لكنه لايموت وهى صوت حقيقى لا يموت هى صوت على الشعلاليه يصدح باحلى الاشعار الشعبية يأتى من بعيد وتسمعه فيحيى فيك الذكريات بلحن ليبى جميل وما أروع اغانى محمد صدقى ومحمد مختار وشادى الجبل وغيرهم لا تسعفنى الذاكرة بهم الآن فهذه مدينة اللحن الجميل والشعر الجميل والصوت الجميل لا تستغرب ياولدى لقول ذلك فهذه حقيقه كلهم ابناء هذه المدينة حتى وأن لم يكونوا منها فى الاصل وسكنوا فيها فسكنت فى قلوبهم بنغازى ياصلاح مدينة شامخة وتزخر بعملاقة الشعر والادب والثقافة فى بلدى انها ملحمة من الحب والعطاء والاجتهاد والمثابرة بأبنائها فهي موطن من يقصده فتعطيه الامان والطمئانينه الذى ينشد.
    وانا هائم بكل كلمات الحب التى رسمها أبى أمامي بروعة الفنان الشاعر والقلب الصادق بقيمة إنسانية نحتاجها نحن شباب اليوم ولمسة الوفاء بكلماته واذا به يقول لى هاهو الشارع والبيت هناك هاه مار أيك في ذاكرة أبيك؟؟؟ … قلت له أنها حديد..اقتربنا من البيت ليرأى أبى أبن أبو فتحي لينزل أبى من السيارة بعد ما أوقفتها بالقرب من بيت المرحوم وأترجل أنا أيضا من السيارة وأقدم أنا ووالدي تعازينا لشاب ويدعونا لدخول الى البيت وأرى أبى وهو يحدث أبناء أبو فتحي عقب دخولنا وجلوسنا معهم بان كلماته كانت رحلة وطن باختصار بكل مافيه بداية من الولادة وحتى الرحيل .
    بقلم / سالمين القذافى

  2. #2
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    قصة محزنة جميلة يا سالمين...

    سعدت بالقراءة لك

    سلمت ودام نبضك
    لك ودي وباقةورد وفل

  3. #3

  4. #4
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.39

    افتراضي

    سالمين..
    القصة اوضحتها العنوان، مدينة وذكريات، وليس هناك اجمل من استحضار بهي لوقائع يومية ترسم في مخيلة الاخر صورة وخارطة مدينة باكملها جراء سرد عفوي متين وملحوظ ومسبك بلغة بسيطة وسلسلة، تقودنا هذه اللغة المروية بلسان شخص عاش وعاصر وامتزج واختلط بكل صغيرة وكبيرة في المدينة، حيث تفاصيلها قائمة في ذاركته الحية تجاه المدينة واحداثها دون أي موت لها،القصة اخذتنا الى تلك الاجوار جملة وتفصلا، وكأنني كنت اركب السيارة ذاتها اسمتع اليه وهو يروي ما كان في المدينة، مع اني قد اجد في المقدمة التي سبقت الرواية او استحضار الذكريات مدخلا جميلا للولوج في اعماق المدينة والاب اكثر لكونها رسمت الطريق ومهدت لهذه الاستحضارات التي بدت عليها المتانة ورباطة الجأش من قبل الوالد حيث ليس هناك اصعب لامثالهم استراجع على ارض الواقع ما فات ومضى عليهم.
    النص محبوك بدقة..واعجبني التفاصيل التي وردت فيه..وكذلك القدرة الجيدة للسرد العادي الغير المصطنع.

    دمت بخير
    محبتي لك
    جوتيار

  5. #5

  6. #6
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    الأديبة سالمين

    قصة ظريفة ومؤثرة تطرح فكرة ارتباط الروح بالأرض والقلب بالمكان. ولأن الذكريات انهالت تلقائية من عقل الأب الى لسانه , فقد جاءت السردية تلقائية لا تحوى التصنع. لكن القاصة أطالت كثيرا في السرد وخاصة في حواريات جاءت مسرحية أكثر من الازم , كان يمكن تكثيفها أو الحد منها, والتركيز أكثر على انفعالات الأب وهو يروى ذكرياته. أيضا تواجدت هنات كيبوردية كثيرة, وخرجت القصة عن أسلوب الفقرة المتكامل وخاصة الفواصل فأثر كثيرا على مدى استمتاع القارىء بالعمل. أرجو منك أيتها الرائعة مراعاة التدقيق جيدا للكتابة قبل النشر. أنتظر أعمالا أخرى لك تظهر روعتك كاملة.

    شذى الوردة لتلك الذكريات.


    د. نجلاء طمان
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  7. #7

  8. #8
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    نص مدهش


    \

    تقبلي بالغ تقديري
    الإنسان : موقف

  9. #9

المواضيع المتشابهه

  1. هموم وذكريات
    بواسطة الفارس الاحمر في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-05-2009, 12:18 AM
  2. حنين وذكريات ..
    بواسطة مجذوب العيد المشراوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 25-11-2007, 01:42 AM
  3. رمضان .. شعائر وذكريات : الشاعر الراحل عبد اللطيف زغلول .. والد الشاعر لطفي زغلول
    بواسطة لطفي زغلول في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-09-2007, 06:18 PM
  4. حاح ...حااااح ..وذكريات من اغاني السفر برلك
    بواسطة اسعد الروابة في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 21-07-2007, 12:15 PM
  5. حسن الهويمل: مواقف وذكريات
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-05-2007, 12:53 PM