أحدث المشاركات
صفحة 3 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 85

الموضوع: قصة قصيرة عملية جراحية

  1. #21
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي
    قبل ألأف عام
    كان رجال الدين يقنعون صديقا" لي بأنه سينجو في حياته أن هو سلم زمام أموره بيديهم والامر لا يكلفه سوى سماع بعض تمتماتهم الكهنوتية

    اصر صديقي على الرفض

    وأصروا هم على أقناعه فأخذوه الى قاعة كبيرة معلق على جدرانها الاف الصور لاتاس نالوا الشفاعة من بركاتهم

    حدق فيهم ثم قال

    ولكن
    هلا أريتموني صور الذين قرأتم عليهم تمائمكم ... ثم فشلوا في النجاة

    عندها
    قال له رجال الدين .... لاطب لك عندنا

    \

    أستاذ حسام
    شكرا" لكل هذا الابداع ياصاحب القلم الباهر
    بل أنا من يشكرك على اهتمامك

    وقرائتك المتانية ...

    يسعدني رأيك دوماً

    دمت متألقاً.
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  2. #22
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
    عملية جراحية
    عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره .تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .. عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب ) ..
    عندا زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ ..عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..
    وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شق الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه ..
    ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته ثم تشاغل عنه قليلا بالعبث في أحد مجلداته .. كان ضخما ذا غلاف سميك كالح لونه .. كان كتابا لأفلاطون ! .. ترك الكتاب واتجه إليه بصره وبادره قائلا :
    ــ قليل من يحبك .
    ــ وهل الذنب ذنبي ؟
    ــ الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    ــ ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    ــ هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    ــ إذن ما يقوله الناس صحيح .
    ــ وماذا يقولون ؟
    ــ يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحته .
    ــ هذا ما أراه ولعلك تراه أيضا , ولكن منذ متى وهذه الحالة عندك ؟
    ــ عندما كنت طفلا كان البعض صفني بأني ناصع البياض .. حتى أن عروقي كانت تكاد تظهر من تحت جلدي وكنت أسر بلا شك لنصاعة بياضي .. ولكن معظم الأطفال كانوا كذلك, لذا لم يكن ذلك يقلقني .. ولكن ..
    ــ ولكن عندما كبرت تغيرت الأمور أليس كذلك ؟
    ــ بلى كنت كلما تقدمت في السن تزداد شفافية جلدي . أقصد جلد وجهي , وتزداد معها مشاكلي وكُره الناس لي .. حتى أنني لم يعد لدى أصدقاء .
    ــ وهل هذا يحزنك ؟
    ــ بالطبع يحزنني .. ولكن هذا ليس كل شئ فقد تأقلمت على أن أعيش وحيدا منذ زمن .
    ــ ما المشكلة إذن ؟
    ــ المشكلة أنني أصبحت مهددا في مصدر رزقي .. فما من مكان عملت به إلا وحدثت لي مشاكل زملائي ومديري .. وخصوصا المدير .. فهو أيا كان ما أن ينظر في وجهي مرة وأخرى حتى يصر على نقلي إلى مكان آخر .
    ــ إلى هذا الحد ؟
    ــ لا .. بل حاول البعض فصلي نهائيا لولا لطف الله .
    ــ …………..
    ــ عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .
    ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف ..
    شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
    سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك ) ..
    ــ وهكذا .. بمرور الوقت أصبح الجلد الرقيق سميكا .
    ــ لا أفهم .
    ــ اسمع يا بنى .. سأشرح لك حالتك بالتفصيل , كما قلت لك من قبل إنها حالة نادرة جدا لم تعد تحدث منذ سنوات بعيدة .. الإنسان يولد وبجلده خلايا ملونة تستر ما تحته .. أما أنت فقد ولدت بدون هذه الخلايا .. هذا الأمر كان علاجه بسيطا قبل مرحلة المراهقة .. أما الآن فالأمر يستدعي جراحة .
    ــ جراحة ؟
    ــ نعم جراحة يستأصل فيها الجزء الشفاف من الجلد فتبقى تحته طبقة قابلة لأن تكون معتمة تستر ما تحتها بمجرد تعرضها للهواء .. ولكن ..
    ــ لكن ؟
    ــ لكنها غير مأمونة العواقب .
    ــ كيف ؟
    ــ نسبة النجاح فيها نادرة .. قليلون من عاشوا بعدها .
    ــ فلماذا إجراؤها إذن ؟
    ــ لأنها الحل الوحيد لك .. إن كنت تريد حلا .
    ــ ليكن .. فلنجرها .. فلم يعد لدى فارق بين الحياة والموت .. لكن كم تكلفني هذه الجراحة ؟ ومتى ستجريها لي ؟
    ــ لن يجريها أحد لك .. لا أحد يستطيع تحمل العاقبة .
    ــ ولكني سأوقع التعهد المعروف .
    ــ عاقبتها أكبر من أي تعهد . .
    استبدل المبضع بآخر أكثر طولا وشرع يخلص الجلد عند الوجنتين .. ازداد الألم .. طفرت من العين دمعات .. زاد جرعة المخدر .. أصبح لا يرى بشكل واضح .. منطقة الأنف صعبة للغاية .. الدماء تغطي الوجه بالكامل ( جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس ) .. قاتل الله الفلسفة .
    ــ ليست فلسفة .. هذه الجراحة مختلفة بالفعل عن أي جراحة .
    ــ هذا هو الجنون بعينه .
    ــ أحيانا يكون الجنون هو عين العقل .
    لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود .

    ===========

    أخي الحبيب وأديبنا الصادق السامق الأستاذ حسام القاضي

    أرجو أن تتقبل مني بعض التأملات في قصتك الثرية "عملية جراحية" التي تدور كما يصرح العنوان حول عملية جراحية

    ومن هنا حرص القاصّ ببراعة على أن نعيش معه هذه العملية بكل تفاصيلها ومراحلها بدأ من : مرحلة الاستعداد
    "عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره ".
    ولكننا نكتشف من هذا المفتتح القصصي أن الطبيب ليس مجرد طبيب عادي ، بل لا بد أن ثمة صلة ما بينه وبين الطرف الآخر(المريض) تجعله مترددا مرتبكا ، كما أوحى قوله: "لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره". وكأنه (الطبيب) سوف يقوم بهذه العملية مضطرا.

    ولاحظ معي أن القاص هنا لم يلجأ إلى تهويل العملية عبر جمل من قبيل يا لها من عملية خطيرة.
    لقد أدرك قاصُّنا المبدع أنه في غنى عن هذه الأساليب المباشرة فلجأ إلى تلميحٍ فني ذكي من خلال هذه الجملة الهادئة التي هيأتنا إلى استقبال هذه العملية الخاصة،

    ".تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .."
    وهكذا تأتي الإشارة إلى المريض الذي لم يعد بالنسبة إلى الطبيب سوى مجرد وجه أمامه.
    ولكن أي طبيبٍ هذا الذي ما يزال يستذكر ما يجب عليه.
    إن هذه الجملة تمدنا باحتمالين"
    الأول : أن يكون هذا الطبيب مبتدئا غير محترف، أو يكون في العملية أو الوجه الذي أمامه ما يسبب الارتباك وغياب البديهيات حتى صار كتلميذ غير واثقٍ يردد على نفسه الخطوات الأولية.

    عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب)


    هكذا (كما حددها الطب) بما يوحي بانفصال بين الطبيب ومهنته بين المعلومات النظرية والممارسة العملية. أو لعله الفارق بين المفروض والواقع أو ربما أنه لا يعرف من الطب سوى القشور!

    ولاحظ أنه في هذه اللحظة يصرح الكاتب على لسان الطبيب بالتعجب . ثم في هذه اللحظة بعد أن اطمأن أننا صرنا مشدودين إلى متابعة هذه العملية الخاصة من جهة، والعجيبة من جهة أخرى يتركنا على سبيل الارتداد(الفلاش باك) إلى ما قبل العملية:

    "عندما زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ .. عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..".
    إنه ليس طبيبا عاديا إذن كما توقعنا منذ البداية عبر بعض الإشارات ، وها هو الطرف الثاني(المريض) غير العادي أيضا يكتشف ذلك من خلال الدهشة ، وكأنه يتساءل معنا :
    أطبيب هذا أم حكيم؟
    ولعل في هذا اتصالا وثيقا بالتراث العربي حيث كان الطبيب يسمى حكيما والطب يسمى بالحكمة، ومع ذلك شعر المريض بالدهشة لأن هذه الصلة لم تعد حاضرةً كما في السابق.
    وبعد ذكر تفاصيل استقبال الطبيب للمريض يتم قطعها للانتقال مرة أخرى إلى العملية:

    وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شقَّ الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه". ..

    عند هذه اللحظة التي يتألم فيها وجه المريض أثناء العملية يتم الانتقال إلى ألم آخر إنه ألم الطبيب أثناء الاستقبال:
    "ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته".
    بما يدل على تمكن القاص في تقنية القطع والربط في الوقت ذاته، القطع بين المشاهد مع العناية بالربط الشعوري بينها.
    ثم تنتقل القصة من مستوى السرد بعد أن أدى دوره في التمهيد للأحداث ووصف العملية إلى مستوى الحوار الذي نجح في الكشف والغوص في أعماق الطرف الثاني والأول أيضا :

    - قليل من يحبك .
    - وهل الذنب ذنبي ؟
    - الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    - ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    - هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    - إذن ما يقوله الناس صحيح .
    - وماذا يقولون ؟
    - يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحت.
    نكتشف أن الكشف أيضا غير عادي حيث يبدأ الطبيب بالسؤال عما يتعلق بالحب وقلته والسبب وراءه، ثم نكتشف أن وراء العملية الجراحية حالة نادرة تكمن في شفافية الجلد الذي لا يخفي شيئا.
    ولكنها ليست حالة نادرة لجميع المراحل وإنما بعد سن البلوغ وإلا "" فمعظم الأطفال كانوا كذلك"
    ولذلك لم تحدث المعاناة من المحافظة على شفافية الطفولة إلا :
    " كلما تقدم في السن فتتزداد معها مشاكله وكُره الناس لي وما يسبب هذا من حزن وأسى، بل وتهديد في العمل
    . كما يؤكد الحوار غرابة الطبيب من جهة أخرى كما عبر المريض قائلا:

    - عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .

    (لاحظ هنا التدرج بين أرسطو الذي يشير إلى قضية النفس وهو صاحب المقولة الشهيرة(اعرف نفسك) من جهة وسارتر صاحب الفلسفة الوجودية من جهة اخرى وكأنه يريد أن يقول إن المشكلة هنا ليست طبية جراحية كما تبدو ، بل هي نفسية وجودية!
    ونتابع الحوار أثناء الكشف فنسمع الطبيب يقول:

    ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف"
    وبينما يرجع المريض رأسه للخلف في أثناء الكشف نراه نحن (بفضل براعة القطع والمزج) يرجعها أثناء العملية:
    ..
    "شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
    سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك "

    وفي الحوار نقف أمام قول الطبيب للمريض عن العملية:
    - لن يجريها أحد لك .
    فمن الذي يجري العملية إذن في المشاهد المعروضة أمامنا ؟!
    الآن ندرك لماذا كان القائم بالعملية غير محترف ، فهل هو المريض نفسه قام بدور الطبيب حين أحجم الطبيب.
    كما لنا أن نكتشف أن الطبيب هنا ليس سوى طبيبا نفسيا وليس جراحا . بل إن العملية كلها رغم ظاهرها المادي من مخدر ومبضع وتفق للدم وألم )كانت جراحة نفسية وكما جاء في القصة:" جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس"
    وقد أجراها المريض لنفسه أمام مرآة!
    ومن ذكاء سرد التفاصيل هنا لإحداث التأثير بمعايشة العملية (رغم رمزيتها) وكأنها عملية حقيقية أن تجيء منطقة العين في النهاية لمدى حساسيتها على المستوى الواقعي، ولكونها أكثر أعضاء الإنسان بوحا وكشفا على المستوى الرمزي.

    "لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود ."


    وفي النهاية نفهم أن العملية قد نجحت ولكننا نفاجأ بأن الطبيب والمريض وجهان لشخص واحد أحدهما في المرآة والآخر أمامها وأنه لم يشعر بفرحة النجاح أو الشفاء من المرض النادر، ولا حتى بالابتسام؛ لأن العملية لم تكن للفرحة ولا الابتسام بل لمجرد أن يكون مثل الجميع ، فهل الجميع لدى كاتبنا بلا وجوه، وهل جميعهم يغطون وجوههم بأقنعة ويبدلون جلودهم بحسب المواقف .

    مهما يكن من نجاح للعملية الجراحية فقد كانت الخسارة لبطلنا أكبر، لأنه وإن كان قد كسب جلدا خارجيا سميكا يخفي ما بداخله ، فقد خسر في المقابل لحنه الداخلي الخاص ويا لها من خسارة!




    أديبنا المبدع:

    أرجو أن تتقبل أسمى التحية لهذه القصة البارعة التي جسدت قضية معاناة شعور الإنسان الصادق بغربته في مجتمع استمرأ الزيف ويحاول فرضه على الجميع.

    ولكنك عبرت عن هذه المعاني من خلال قصة رمزية وواقعية في آن
    وقد بلغت حدا قصيا من الإتقان والجودة بفضل الموهبة القصصية من جهة ، ثم السيطرة على الأدوات الفنية بتمكن وسلاسة من جهة اخرى


    ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع



    أخوك: مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  3. #23
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي قراءة ما بين الحروف

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    ===========
    أخي الحبيب وأديبنا الصادق السامق الأستاذ حسام القاضي
    أرجو أن تتقبل مني بعض التأملات في قصتك الثرية "عملية جراحية" التي تدور كما يصرح العنوان حول عملية جراحية
    ومن هنا حرص القاصّ ببراعة على أن نعيش معه هذه العملية بكل تفاصيلها ومراحلها بدأ من : مرحلة الاستعداد
    "عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره ".
    ولكننا نكتشف من هذا المفتتح القصصي أن الطبيب ليس مجرد طبيب عادي ، بل لا بد أن ثمة صلة ما بينه وبين الطرف الآخر(المريض) تجعله مترددا مرتبكا ، كما أوحى قوله: "لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره". وكأنه (الطبيب) سوف يقوم بهذه العملية مضطرا.
    ولاحظ معي أن القاص هنا لم يلجأ إلى تهويل العملية عبر جمل من قبيل يا لها من عملية خطيرة.
    لقد أدرك قاصُّنا المبدع أنه في غنى عن هذه الأساليب المباشرة فلجأ إلى تلميحٍ فني ذكي من خلال هذه الجملة الهادئة التي هيأتنا إلى استقبال هذه العملية الخاصة،
    ".تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .."
    وهكذا تأتي الإشارة إلى المريض الذي لم يعد بالنسبة إلى الطبيب سوى مجرد وجه أمامه.
    ولكن أي طبيبٍ هذا الذي ما يزال يستذكر ما يجب عليه.
    إن هذه الجملة تمدنا باحتمالين"
    الأول : أن يكون هذا الطبيب مبتدئا غير محترف، أو يكون في العملية أو الوجه الذي أمامه ما يسبب الارتباك وغياب البديهيات حتى صار كتلميذ غير واثقٍ يردد على نفسه الخطوات الأولية.
    عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب)
    هكذا (كما حددها الطب) بما يوحي بانفصال بين الطبيب ومهنته بين المعلومات النظرية والممارسة العملية. أو لعله الفارق بين المفروض والواقع أو ربما أنه لا يعرف من الطب سوى القشور!
    ولاحظ أنه في هذه اللحظة يصرح الكاتب على لسان الطبيب بالتعجب . ثم في هذه اللحظة بعد أن اطمأن أننا صرنا مشدودين إلى متابعة هذه العملية الخاصة من جهة، والعجيبة من جهة أخرى يتركنا على سبيل الارتداد(الفلاش باك) إلى ما قبل العملية:
    "عندما زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ .. عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..".
    إنه ليس طبيبا عاديا إذن كما توقعنا منذ البداية عبر بعض الإشارات ، وها هو الطرف الثاني(المريض) غير العادي أيضا يكتشف ذلك من خلال الدهشة ، وكأنه يتساءل معنا :
    أطبيب هذا أم حكيم؟
    ولعل في هذا اتصالا وثيقا بالتراث العربي حيث كان الطبيب يسمى حكيما والطب يسمى بالحكمة، ومع ذلك شعر المريض بالدهشة لأن هذه الصلة لم تعد حاضرةً كما في السابق.
    وبعد ذكر تفاصيل استقبال الطبيب للمريض يتم قطعها للانتقال مرة أخرى إلى العملية:
    وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شقَّ الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه". ..
    عند هذه اللحظة التي يتألم فيها وجه المريض أثناء العملية يتم الانتقال إلى ألم آخر إنه ألم الطبيب أثناء الاستقبال:
    "ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته".
    بما يدل على تمكن القاص في تقنية القطع والربط في الوقت ذاته، القطع بين المشاهد مع العناية بالربط الشعوري بينها.
    ثم تنتقل القصة من مستوى السرد بعد أن أدى دوره في التمهيد للأحداث ووصف العملية إلى مستوى الحوار الذي نجح في الكشف والغوص في أعماق الطرف الثاني والأول أيضا :
    - قليل من يحبك .
    - وهل الذنب ذنبي ؟
    - الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    - ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    - هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    - إذن ما يقوله الناس صحيح .
    - وماذا يقولون ؟
    - يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحت.
    نكتشف أن الكشف أيضا غير عادي حيث يبدأ الطبيب بالسؤال عما يتعلق بالحب وقلته والسبب وراءه، ثم نكتشف أن وراء العملية الجراحية حالة نادرة تكمن في شفافية الجلد الذي لا يخفي شيئا.
    ولكنها ليست حالة نادرة لجميع المراحل وإنما بعد سن البلوغ وإلا "" فمعظم الأطفال كانوا كذلك"
    ولذلك لم تحدث المعاناة من المحافظة على شفافية الطفولة إلا :
    " كلما تقدم في السن فتتزداد معها مشاكله وكُره الناس لي وما يسبب هذا من حزن وأسى، بل وتهديد في العمل
    . كما يؤكد الحوار غرابة الطبيب من جهة أخرى كما عبر المريض قائلا:
    - عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .
    (لاحظ هنا التدرج بين أرسطو الذي يشير إلى قضية النفس وهو صاحب المقولة الشهيرة(اعرف نفسك) من جهة وسارتر صاحب الفلسفة الوجودية من جهة اخرى وكأنه يريد أن يقول إن المشكلة هنا ليست طبية جراحية كما تبدو ، بل هي نفسية وجودية!
    ونتابع الحوار أثناء الكشف فنسمع الطبيب يقول:
    ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف"
    وبينما يرجع المريض رأسه للخلف في أثناء الكشف نراه نحن (بفضل براعة القطع والمزج) يرجعها أثناء العملية:
    ..
    "شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
    سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك "
    وفي الحوار نقف أمام قول الطبيب للمريض عن العملية:
    - لن يجريها أحد لك .
    فمن الذي يجري العملية إذن في المشاهد المعروضة أمامنا ؟!
    الآن ندرك لماذا كان القائم بالعملية غير محترف ، فهل هو المريض نفسه قام بدور الطبيب حين أحجم الطبيب.
    كما لنا أن نكتشف أن الطبيب هنا ليس سوى طبيبا نفسيا وليس جراحا . بل إن العملية كلها رغم ظاهرها المادي من مخدر ومبضع وتفق للدم وألم )كانت جراحة نفسية وكما جاء في القصة:" جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس"
    وقد أجراها المريض لنفسه أمام مرآة!
    ومن ذكاء سرد التفاصيل هنا لإحداث التأثير بمعايشة العملية (رغم رمزيتها) وكأنها عملية حقيقية أن تجيء منطقة العين في النهاية لمدى حساسيتها على المستوى الواقعي، ولكونها أكثر أعضاء الإنسان بوحا وكشفا على المستوى الرمزي.
    "لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود ."
    وفي النهاية نفهم أن العملية قد نجحت ولكننا نفاجأ بأن الطبيب والمريض وجهان لشخص واحد أحدهما في المرآة والآخر أمامها وأنه لم يشعر بفرحة النجاح أو الشفاء من المرض النادر، ولا حتى بالابتسام؛ لأن العملية لم تكن للفرحة ولا الابتسام بل لمجرد أن يكون مثل الجميع ، فهل الجميع لدى كاتبنا بلا وجوه، وهل جميعهم يغطون وجوههم بأقنعة ويبدلون جلودهم بحسب المواقف .
    مهما يكن من نجاح للعملية الجراحية فقد كانت الخسارة لبطلنا أكبر، لأنه وإن كان قد كسب جلدا خارجيا سميكا يخفي ما بداخله ، فقد خسر في المقابل لحنه الداخلي الخاص ويا لها من خسارة!
    أديبنا المبدع:
    أرجو أن تتقبل أسمى التحية لهذه القصة البارعة التي جسدت قضية معاناة شعور الإنسان الصادق بغربته في مجتمع استمرأ الزيف ويحاول فرضه على الجميع.
    ولكنك عبرت عن هذه المعاني من خلال قصة رمزية وواقعية في آن
    وقد بلغت حدا قصيا من الإتقان والجودة بفضل الموهبة القصصية من جهة ، ثم السيطرة على الأدوات الفنية بتمكن وسلاسة من جهة اخرى
    ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع
    أخوك: مصطفى
    أخي الحبيب الشاعر والناقد المبدع / د. مصطفى عراقي
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تخيلت وانا أقرأ ما سطرت هنا أنني سأجد تأملات كما ذكرت ؛ فمنيت نفسي بقراءة جادة لما بين السطور ، ولكنك خدعتني يا صديقي..
    فما فعلته تعدى هذا بمراحل ؛ فهو قراءة لما بين الحروف ؛ فقد قمت
    بالغوص بين ثنايا القصة بشكل أذهلني ، وجعلني أعود لقصتي مع كل اشارة أشرتها لأكتشف عجباً ؛ فقد أشرت إلى دقائق فيها لم أكتبها وقتها بوعيي ، واكتشفت الآن ـ وبعد هذا الوقت ـ سر هذه الأشياء الصغيرة ، والتي قد تكتب نفسها ، أو يسطرها اللا شعور دونما تدخل منا ؛ فعندما نعيش الحالة ونتوحد معها لا نعرف هل نحن من نكتب القصة ام هي التي تكتبنا ؟!
    أخي الحبيب شرحت القصة وشرَحتها في آن ، وتجولت في مناطق لم يطرقها سواك .. نعم أنا أحب هذه القصة بالذات أكثر من غيرها ، ولكن هل تتخيل كم زاد حبي لها بعد تأملاتك العبقرية لها !!
    لن تعرف بالطبع..
    لذا فانا أشكرك بقدر هذا الحب الذي زاد ، بل وأكثر..
    ولكن هل يكفي الشكر ؟؟!!!!!
    دمت ناقداً محباً مبدعاً.

  4. #24
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    العمر : 76
    المشاركات : 674
    المواضيع : 101
    الردود : 674
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    الأستاذ الفاضل / حسام القاضي
    أحاول عند قراءة أي قصة أن أبحث عن أول خيطها المنسوج منه الحبكة ثم أسحب من بحرها صيدي الثمين فإذا بها تسحبني إلي حوارت شخوصها العميقة بل وتنفذ تحت جلدي تفصله عن لحمي وأصبح بلا ملامح محددة فانطلقت أحاورهم
    [- قليل من يحبك .
    - وهل الذنب ذنبي ؟
    - الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    - ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    - هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    - إذن ما يقوله الناس صحيح .
    - وماذا يقولون ؟
    - يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحت.]
    نص تتخيله دركا فتخوض فيه فإذا به جب فلسفي منتاهي الأغوار فأنتبه أخي حتي لا تغرق وان كانت معك مشاعرك وأفكارك فأيحث لك عن عصا كعصا موسي تشق بها النص نصفين كل شق كالطزد العظيم
    خالص تقديري وتحياتي

  5. #25
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشربينى خطاب مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الفاضل / حسام القاضي
    أحاول عند قراءة أي قصة أن أبحث عن أول خيطها المنسوج منه الحبكة ثم أسحب من بحرها صيدي الثمين فإذا بها تسحبني إلي حوارت شخوصها العميقة بل وتنفذ تحت جلدي تفصله عن لحمي وأصبح بلا ملامح محددة فانطلقت أحاورهم
    [- قليل من يحبك .
    - وهل الذنب ذنبي ؟
    - الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    - ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    - هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    - إذن ما يقوله الناس صحيح .
    - وماذا يقولون ؟
    - يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحت.]
    نص تتخيله دركا فتخوض فيه فإذا به جب فلسفي منتاهي الأغوار فأنتبه أخي حتي لا تغرق وان كانت معك مشاعرك وأفكارك فأيحث لك عن عصا كعصا موسي تشق بها النص نصفين كل شق كالطزد العظيم
    خالص تقديري وتحياتي
    الأستاذ الفاضل / الشربيني خطاب
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكر لك مرورك
    وقرائتك المتانية ، ومعايشتك لنصي بهذا الشكل..
    ولكن لم أدرك مغزى عصا موسى وشق النص نصفين
    فهلا أوضحت لي ..
    تقديري وحترامي .

  6. #26
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    من الصعب أن نقدم قراءة نقدية لأديب مثل الأديب حسام القاضي ، والذي نتلقى على يديه العلم ، وفي قراءتي هذه ، سيكون الأمر بمثابة امتحان لقدراتي في قراءة النصوص ، وليس تقدما عليه .

    عملية جراحية ..

    هي عملية جراحية ، للضمير الذي لم تشبه شائبة ، لكي يتماشى مع ما حوله من نفاق ، وكذب ، وغش ، ومصالح شخصية ، الضمير الذي يقف وحيدا أمام ضمائر غابت .
    يقف صاحب الوجه الذي لا يعرف إلا الصدق والنقاء حائرا ، كيف يستطيع أن يتماشى مع كل ما حلوله ، فيقرر أن يجري عملية جراحية لضميرة ، حتى يغير ملامحة ليتماشى مع ما حوله .
    الضمير الذي يهدد مستقبله العملي ، أبعد عنه الناس ، الضمير الذي وقف يحارب كل ما هو خاطئ ، بات عبئا على كاهله ، فقرر أن يجري علمية لهذا الضمير الذي أتعبه ، أن يستأصله ، أن يغير ملامحه ، حتى يستطيع العيش في بيئة تفتقد لهذا الضمير ، حتى بات هو الشاذ بخلقه بينهم .
    لكنه فقد شخصيته بهذا الإستئصال للضمير ، فلا بقي كما هو ، ولا أستطاع أن يكون كغيره .

    أستاذي القدير / حسام القاضي ..
    أعترف لك ، أني وقفت أيام أمام هذا النص الرائع ، أقرأه ، وكم كنت أتمنى أن أجد الكلمات التي تكون بمسواه الفني والفكري .

    تقبل بتواضعك مروري على نصك ، وهذه الكلمات الفقيرة .

    نتمنى أن نرى لك الجديد هنا في منتدى القصة ، فلا تحرمنا .

    لك التحية والتقدير .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  7. #27
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    من الصعب أن نقدم قراءة نقدية لأديب مثل الأديب حسام القاضي ، والذي نتلقى على يديه العلم ، وفي قراءتي هذه ، سيكون الأمر بمثابة امتحان لقدراتي في قراءة النصوص ، وليس تقدما عليه .
    عملية جراحية ..
    هي عملية جراحية ، للضمير الذي لم تشبه شائبة ، لكي يتماشى مع ما حوله من نفاق ، وكذب ، وغش ، ومصالح شخصية ، الضمير الذي يقف وحيدا أمام ضمائر غابت .
    يقف صاحب الوجه الذي لا يعرف إلا الصدق والنقاء حائرا ، كيف يستطيع أن يتماشى مع كل ما حلوله ، فيقرر أن يجري عملية جراحية لضميرة ، حتى يغير ملامحة ليتماشى مع ما حوله .
    الضمير الذي يهدد مستقبله العملي ، أبعد عنه الناس ، الضمير الذي وقف يحارب كل ما هو خاطئ ، بات عبئا على كاهله ، فقرر أن يجري علمية لهذا الضمير الذي أتعبه ، أن يستأصله ، أن يغير ملامحه ، حتى يستطيع العيش في بيئة تفتقد لهذا الضمير ، حتى بات هو الشاذ بخلقه بينهم .
    لكنه فقد شخصيته بهذا الإستئصال للضمير ، فلا بقي كما هو ، ولا أستطاع أن يكون كغيره .
    أستاذي القدير / حسام القاضي ..
    أعترف لك ، أني وقفت أيام أمام هذا النص الرائع ، أقرأه ، وكم كنت أتمنى أن أجد الكلمات التي تكون بمسواه الفني والفكري .
    تقبل بتواضعك مروري على نصك ، وهذه الكلمات الفقيرة .
    نتمنى أن نرى لك الجديد هنا في منتدى القصة ، فلا تحرمنا .
    لك التحية والتقدير .
    الأخت الفاضلة الأديبة / وفاء خضر (دخون )
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أراك تميزت هنا كما تميزت من قبل في كتابة القصة..
    أشكرك على قرائتك المتأنية العميقة ، والتي استخلصت من خلالها وجهة نظر مختلفة بعض الشيء عما سبقك من ردود ، وهي جديرة بالتأمل.. اعترف لك أني عندما شرعت في الكتابة كان همي منصباً على فكرة البراءة والشفافية ، لكنك هنا أضفت إلى ذلك بعداً أعمق وأوضح:
    "هي عملية جراحية للضمير الذي لم تشبه شائبة، لكي يتماشى مع ما حوله من نفاق ، وكذب ، وغش ، ومصالح شخصية..."" قرران يجري عملية لاستئصال هذا الضمير الذي أتعبه"
    "لكنه فقد شخصيته بهذا الاستئصال للضمير ، فلا بقى كما هو ن ولا استطاع ان يكون غيره "
    تحليل عميق ومميز .
    أشكر كل الشكر عليه .
    تقديري واحترامي .

  8. #28
    الصورة الرمزية خلود داود أحمد قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    الدولة : أمتطي شعاعا
    المشاركات : 384
    المواضيع : 29
    الردود : 384
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي


    الأديب الرائع / حسام القاضي

    ستنتصر البراءة.. سينتصر الضمير.. ولا بد !

    استمتعت بقراءتها .. مبدع بحق !

    محبتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الشكر العميق للحبيبة نورا القحطاني على التصميم

  9. #29
    الصورة الرمزية إكرامي قورة شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : المنصورة-مصر
    العمر : 49
    المشاركات : 1,822
    المواضيع : 75
    الردود : 1822
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    جذبني العنوان ، ودفعني حب المهنة ، فقرأت واستمتعت بهذا القص الشيق وهذه العملية المركبة دراميا مع توقيع الكشف على المريض بداء الحق والحقيقة.

    ربما كان هذا أول تعليق لي في منتدى القصة وأحسبه لن يكون الأخير

    تقديري أخي المبدع
    حسام القاضي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بعضي هنا وهنا

  10. #30
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خلود داود أحمد مشاهدة المشاركة

    الأديب الرائع / حسام القاضي
    ستنتصر البراءة.. سينتصر الضمير.. ولا بد !
    استمتعت بقراءتها .. مبدع بحق !
    محبتي وتقديري
    الأخت الفاضلة الأديبة / خلود داود احمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكرك جداً لمرورك الكريم
    وقرائتك الواعية..
    حتماً سيأتي ذلك اليوم الذي ينتصر فيه الضمير ، وتعود البراءة.

    تقبلي شكري وتقديري واحترامي .

صفحة 3 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تأملات نقدية في قصة عملية جراحية للقاص القدير حسام القاضي
    بواسطة د. مصطفى عراقي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 15-05-2014, 07:32 AM
  2. عملية جراحية ...
    بواسطة ليلك ناصر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 23-09-2006, 11:41 PM
  3. فجر العيد - مهداة إلى روح منفذ عملية ثقب القلب وقبله منفذي عملية المنطار
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-01-2005, 11:39 PM
  4. عزة الركوع-قصيدة بمناسبة عملية تل الربيع
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 25-01-2003, 03:13 PM