مؤثرات شفاهية في نصوص عصرية
قراءة في المجموعة القصصية «مجنون أحلام»
للدكتور حسين علي محمد
رؤية نقدية بقلم: سمير الفيل
..............................
(الجزء الأول)
مشاهد من نثار الحياة، وحشد من التفصيلات الدقيقة المرهقة، وحكايات أغلبها شفاهي يتم زجك في إيقاعها المتواثب دون أن تملك فرصة لالتقاط الأنفاس، ثم شذرات من السيرة الذاتية تتقاطع مع بنيات سردية تتضافر حثيثا مع مشاهد جغرافية لسهول وأودية وقفار في مناطق متباعدة لا يجمع بينها سوى البطل ذاته.
البطل المحبط دائما والذي فاتته الفرصة الأخيرة، وأنت حاضر قلب المشهد وعلى كثب من غرائبية العلاقات التي تنسج على مهل، نسجا دقيقا كأنه نول بدائي قديم يصلح لمنحك ثوبا قشيبا من حكايات عصرية.
حكايات تدفعك دفعا لأن تنتحي جانبا وتتذكر ما مر بك شخصيا من صنوف القهر والابتلاء ، وانحناءات الطريق الوعر كي تهدأ نفسا وأنت ترى الحياة بحلوها ومرها، بزهوها وانكساراتها، بطيبها وخبثها.
تلك هي نصوص حسين علي محمد الذي لا يتخلى مطلقا عن نزعته الأزهرية العتيدة وهو يتوغل في مناطق وعرة من النفس البشرية، ويستحضر البشر بأسماء أخالها حقيقية، يضرب في المناطق الحرام في السياسة والأدب، ويعرج إلى حانوت فقير كي يشرب كوبا من الشاي الساخن، وهو يطلق زفرة حارة بأن الحياة دوامة لا تنتهي من المشاكل والمحن، والأفراح الصغيرة، وهي شهادة لا تعوزها المصداقية، لكنها تتلون بألوان الأماكن التي يحلق فيها "النسر" الجريح المنهك.
والنسر يأتي كمعادل موضوعي لرحلة البحث عن لقمة عيش نظيفة في مضارب بني علي، وفي سهول زبيد حيث القرى الجبلية الصعبة باليمن، والتقاليد الصارمة المهيمنة على الناس والمكان، ويتردد التجوال المرهق في شوارع الرياض، وميادينها الملتهبة بحرارة تشوي الأبدان، ثم تمر بحوانيت جدة القديمة لتستقر في نقطة انطلاقها الأولى بقرية صغيرة تغفو قرب النيل في "ديرب نجم"، أو لتعاود البحث والتنقيب عن وقائع في بيوت شعبية في المحروسة وأزقتها الشعبية التي لها رصيد لا يستهان به في النصوص.
لا تهم الأمكنة بقدر ما يبدو القاص حريصا على أن ينقب عن الأحداث، والوقائع، ودلالات التصرفات اللامتوقعة لبشر يعانون الوحدة، والقهر، وسوء التصرف، وأحيانا عدم القدرة على التناغم مع الحياة في مسلكها المتقلب الغريب.
الحكي المتقن:
الحكي هو أساس السرد في هذه المجموعة التي عنونها القاص باسم "مجنون أحلام"، وهو عنوان لا يدل على الأحداث ولا يلخصها بقدر ما يقدم لمحة على استحياء لعلاقة الراوي بامرأة يمنية قابلها صدفة في أرض تدعى "الوصاب السافل"، مات عنها زوجها في حادث ولها ابن مقعد، تتهيأ للحضور إلى القاهرة كي تكمل دراستها العليا. إلى هنا والأمور مواتية فمن الطبيعي أن يتفق الراوي على الزواج من أحلام التي فتن بها، لكن يبدو أن هناك دافعا قهريا يبدد هذا الحلم، بالرغم من رحلتهما في سيارة صالون إلى مدينة الحديْدة التي تبدو بعيدة كل البعد، وحتى الأغنية التي تهز المشاعر:
" يا ريم وادي ثقيــف.. لطيف جسمك لطيف.. ..
ما شفت أنا لك وصيف.. في الناس شكلك ظريف".
تبدو مدججة بمعان خفية لا تجعل للوصل سبيلا للتحقق، وهو ما نراه في نصوص أخرى ترصد تلك العلاقة المشدودة لأقصى حد بين الرجل والمرأة، فقانون الواقع غير القانون الفطري للحياة الذي لا نملك تبديله أو تغييره مهما بذلنا من جهد ومشقة.
والحكي الذي يقدمه القاص على درجة عالية من الإتقان لأنه ينحو باتجاه استقصاء المشاعر ونغمات النفس الشاردة التي تختفي وراء الأحداث، ولا يقف عند ترددات الموقف الآني وتداعياته الظاهرة فقط.
ويبدو هذا في انتقاله السلس بالأحداث من الحاضر إلى الماضي، ومن القرية إلى المدينة فيما يقطع التاريخ طوليا ويتفرع منه عرضيا للتعرف على حقيقة الحدث المضمر، والجانب المسكوت عنه بطريقة الحكاء الشعبي الذي يلم بكافة التفاصيل، لكنه يضمرها في ذاته ولا يبوح بها إلا في موقف محدد يكون عليه أن يؤكد أو ينفي.
وهو عين ما نراه في قصته الأخيرة "من التغريبة اليمانية" والتي تشكل نفس قماشة السرد التي رأيناها في قصته الأولى "مجنون أحلام"، غير أنه هنا يتقدم خطوتين باتجاه تقنيات سرد مغايرة فيحذف، ويجمل، ثم يضفي نفسا شاعريا يعبق بالسحر مع أبطاله المعذبين بالفراق، وسوء البخت، والوحدة التي لا يمكن إلا أن تكون حظا عاثرا مماثلا لظروف الطبيعة القاسية، والواقع الذي يسور أفعال ناسه: سكناتهم، وحركاتهم.
لكن القاص يلجأ هذه المرة إلى منطقة مكتنزة بالغرائبية حين يجعل الطفل هو محرك الأحداث ليتحرك نحو الهامش مكتفيا بالرصد، ويقضم الطفل قضمة من الباذنجانة البيضاء، وننظر إليها وهي تقع على الأرض، فكأنها الثمرة المحرمة، أو هي قرين المهرة الجموح التي تشرد بعيدا في انتظار من يسوسها، والبطل في كل الأحوال لا يتورط في فعل خارج، ولا يمكنه ـ ربما لكونه غريبا منبت الصلة بواقعه ـ أن يتقدم للحصول على ما تشتهيه نفسه.
راو ٍ مراقب، متيقظ، فطن، يعوزه أن يتحول من حالة الرصد إلى المشاركة والفعل وهو ما لن نعثر عليه أبدا، فالنصوص أقرب ما تكون لشهادات أدبية حول أحداث، ووقائع، وتسجيل أمين لمشاعر ذاتية مرت به في زمن انقضى ومضى إلى غير رجعة.
سألت نفسي: أليس هذا نفس ما تقوم به الدول من الإفصاح عن أسرارها السياسية والعسكرية بعد مضي زمن محدد؟ وضحكت للفكرة، ورنت في أذني قهقهة مجلجلة للراصد الذي يسرد بسخرية مرة لا تفوت على القارئ المحترف أبدا تفصيلات حياة ماضية مكتنزة بالحكم والمواعظ ومصائر الشخصيات، وهو نفس ما نعثر عليه في ثنايا النص القصصي عند الكاتب. إنه يحترم خصوصيات من يتحدث عنهم، لكنه لا يني يحتشد للقص باعتباره وسيلة تسرية عن النفس في زمن الاغتراب، والانكسار، ولملمة شظايا النفس المهشمة!
عوالم حية:
تقودنا نصوص حسين علي محمد القصصية إلى عوالم زاخرة بالحركة والحيوية، فهو يكتب عما يعرف، ولا يختلق حكايات لم يشهدها، ولا يستعير شخصيات من المخيلة، لأن حياته مترعة بالسفر والترحال، والالتقاء بالغريب والمدهش والمحير، لذلك يمكنك بسهولة أن تعثر على مفاتيح تلك العوالم خاصة وأنه يحسن تجسيدها، فتراها أمامك شاخصة، محملقة في الفراغ أو متورطة في خصومة، أو منشغلة في نزاع مثير للقلق، أو ساكنة تترقب الأحداث في همهمة مكتومة.
هي عوالم تظهر لنا بجلاء مأزق الوجود الإنساني، وحيرة الشخص إزاء قوى ضاغطة تحاول أن تستلبه السعادة، أو تشوش عليه فكره، وفي أغلب الأحيان يرصد لنا القاص الواقعة دون أن يعلق عليها، فهو يكتفي بأن يزيح عنها غبار الزمن كي نشاهد بأعيننا الأحداث كما جرت بالضبط حتى لو كانت في قفر بدوي كما في قصة "أم داليا" وهي عن فتاة مهندسة حملت سفاحا، فنست الأم تعليمها الجامعي وتحولت إلى قاتلة بأن استدعت عمها سعفان شيخ قرية الصوالح الذي ذبحها بيده ، وتركها ـ هي الأستاذة الجامعية ـ تواجه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد. والمتابع لهذا النص يلمح إدانة خفية لسلطة الأعراف في مجتمع يحاول أن يتحرر قدر الإمكان من قبضة المجتمع القاسي في أحكامه، وقد أجاد الكاتب رصد اللحظات الرجراجة التي تشظت مع فعل القتل، حتى أننا نتعاطف مع القتيلة ومع الأم في ذات اللحظة، ويهزنا أن نعرف أن أباها ضابط المظلات قد غادر الدنيا وهي طفلة، فالبنت تدفع ضريبة السلطة المطلقة للأعراف والتقاليد، وبتفاوت ملحوظ سيكون من المثير أن نعثر على ضحية في قرى دلتا مصر أو في الوصاب السافل باليمن، أو في باحات العليا بالرياض. فالمسألة أن الفضاءات المطلقة للفعل الإنساني تضيق، وتبصر ذاتك واقفا في العراء بمفردك حيث تتحرك طاحونة الحياة بدون قلب لتطيح بالخارج والمارق، وربما الحالم ، والشفاف.
عوالم من أساتذة جامعيين، وأطباء، ومهندسين، وصيادلة ، ومدرسين، وأجراء يتحركون في الغربة فينكشفون تماما، وتكتشف معهم أن الإنسان يعيش حياة قلقة تخلو من الوسامة، ومن الملاحظ أن السفر ملمح أساسي في كتابات حسين علي محمد بتنويعات مختلفة، وبتعرجات متباينة.
فإذا علمنا أن الإنسان يكون في سنوات الغربة فاقدا الاتزان إلى حد ما فسوف يصدمك أن تواجه عوالم ضارية من المتع المختلسة والسقطات التراجيديا المذهلة جنبا إلى جنب مع ومضات لا تخفى لأناس يتسلحون بالحكمة وطول البال، والفطنة، والدهاء في أحيان كثيرة وحسبما تقتضيه الأمور. الغالب في صدارة المشهد هو البحث عن سعادة مستلبة، ومحاولة الانفلات من قبضة الزمن الغادر الذي لا يعرف رحمة ولا مهادنة.
متعة الشفاهي:
للقاص أسلوبه المميز في حكيه الشفاهي، الذي يقترب إلى حد كبير من أسلوب عزف الربابة الذي يجيد التقاط ذبذبات النفس البشرية وعزفها على وتر مشدود ليثير انتباهنا. وفتنة هذا النوع من السرد تنبع من اختراق معلن لطبقات الحدوتة فهو يقدمها في قالب إبداعي مشوق، وبالتأكيد تعثر على أنفاسه، وأفكاره، لكنه في العادة يترك مسافة مناسبة بينه وبين الحدث حتى لو أنه البطل الذي تجري عليه الأحداث مثلما نجد في قصة "لن يكلم نفسه في الشارع" فبطل القصة هو الراوي نفسه، وهو المؤلف، يأخذ مكانه في النص بكل سهولة واقتدار، يسرد الأحداث بقلب مفتوح حتى أنك لتشعر أنك مقصود بذاتك كشخص قريب ومشارك.
لم تعد لدى حسين علي محمد هذه المشاكل الناجمة عن وضع حدود فاصلة بين ما ينبغي وما لا ينبغي؛ فسيرة حياته هي المادة الخام التي يشكل منها فضاء النص، والجميل أننا نعرف كل شيء عن متاعبه، أرقه، اختلافه مع ابنه، زيارة مدينة جدة، وبحس فكاهي أبوي سادر في الحميمية يقول القاص:
" قلل السرعة، حتى نستمتع بهذه اللحظات الجميلة في شوارع جدة، وحتى لا تؤذي حفيدي". نستسلم مع السرد الجميل لفكرة التسامح، والنزوع القدري الذي يحوم في فضاء المجموعة، حيث تجري الأقدار بمشيئة ربانية علوية. ومهما بذل البشر من جهد وتعب فثمة قوى حاكمة علينا أن نكون حذرين في التعامل معها وإلا أصبحنا خارج السرب.
كل هذا يمرره لنا السارد بقدر كبير من البساطة، وببلاغة حكي متكئة على تدفق طيع للحدوتة التي هي عصب النص، وسيكون من الجميل أن تكتشف كقارئ للنصوص أن هذا القدر من الحكي الشفاهي التلقائي يمد الكتابي بعناصر قوة وتماسك من حيث المعالجة البسيطة التي لا تعرف التكلف، ولا تستنيم للحلول الجاهزة.
الحكي الشفاهي الذي يجيده حسين علي محمد يتسرب في مهل لنسيج النص فيملأ المساحات المسكوت عنها بماء الحياة. ألم يكن من الضروري أن نعلم تفصيلات العلاقة المتأرجحة بين الشك واليقين مع الزوجة، وهي الراوية التي يعيش معها هاشم في أزمة عدم ثقة رغم براءتها الظاهرة لنتغلغل في أجواء أسرية تتشابك فيها المصائر والأقدار بصورة تبعث على الأسى كما نجد ذلك في قصة بديعة هي "بيت خالتي".
تدفق الأحداث:
يحرص القاص على لغته الفصحى، فيسوقها على لسان الشخصيات بطريفة سليمة، دون معاظلة أو تقعير، وهو يعتمد على أسلوب الحوار الحي الذي يفتح مسام النص، ويرتبط بالموروث الكتابي في استيحاء تعبيرات بلاغية رصينة، كل هذا يمكن تلمسه واستحضاره غير أن النغمة المائزة في تلك الكتابة التي يشيد بها الكاتب معماره الفني سلاسة الحكي، واللغة السهلة الممتنعة التي تقرب العوالم البعيدة حتى تحيلها أمامك ناصعة مرئية، وثمة نقش باللغة في مناطق معينة لدرجة تقترب من تخوم الشعر، وغواية اللعب بالكلمات، فيفضي النص إلى عوالم زاخرة بالأحاسيس المتقدة بالدفء، مع مساحات من الإحساسات البصرية والسمعية والشمية التي يجيدها في أثناء القص.
بلاغة السهل، القادر على التخييل دون مفارقة الواقع والعلو عليه، ومن المدهش أن النص لدى حسين علي محمد كلاسيكي لكنه يعرف الجنوح في مفصل ما، ويعترف بالانحراف المزاجي في مفصل آخر، وهو يعتمد على أن يدفع بالعلاقة الإنسانية لأقصى حدودها كي يكون المتلقي طرفا في عملية استقبال القص شفاهة وكتابة، سردا وإيقاعا.
مثل هذه السمة في أعمال حسين علي محمد تعيدنا إلى حميمية اللحظة التي يتخيرها في صرة النص، فهو يقبض على لحظة تأزم، ويتداخل بأسلوبه السردي لبيان اللحظات الحاكمة في الفعل الإنساني، وهو في هذا يمتح من مخزون خبرات لا حدود لثرائها، تجارب السفر والارتحال خلف العمل حيث الأمكنة تفرض ظلالها على البشر والأحداث، حكايات الترحال بكل تأزماتها ومشاكلها، مفارقات السلطة في تعاملها الغشيم مع الأفراد.
وأخيرا يأتي تواطؤ الصامتين في معمعة الأحداث عندما يتعلق الأمر بالداخل المليء بالمصاعب، فلم يكن من الصعب أن يكتشف الراوي أن حافظته قد سرقت منه وهو عائد من الجامعة.
لحظة الاكتشاف هذه تعيده لدائرته الصغيرة في الجامعة وتمتد حتى أقصى أفق البلدة، فتعيد تأمل حياة طبقة اجتماعية مهمشة تعاني الأمرين للحصول على لقمة الطعام، و بالكاد تحصل عليها. قصة "الحافلة التي لم أحلم بها".
محمود الذي ضاعت حافظته ومسودة قصة جديدة لم ينته منها بعد، وحوالة بريدية من الأب الفقير يستعرض حياته فنشاركه أحزانه المتكتمة، ونتعرف عبر سياق ترتبي للذكريات على عوالم متقشفة وشخصيات متميزة بوفرة معاناتها على المستويين الحسي والنفسي.
ذاكرة القاص تمزج بين الخاص والعام في نوع من التبادل والتوافق الممعن في خصوصيته حيث المأثور الفردي والميراث الجمعي يشتبكان بلا تفرقة حتى أن فعلا كالموت يتم سرده بطريقة تلقائية كأن من الطبيعي أن يمر به المرء في قدريته وعبثه الممعن في اللامعقول، فهيفاء التي تقف على أعتاب الثالثة والعشرين تدفع حياتها ثمنا لحقنة بنج خاطئة، وهي مسألة قد نقرأها في الصحف اليومية، ونتعجب لها، غير أن يد القاص وعينه اليقظة المدربة يحول الحكاية إلى متوالية سردية متدرجة الصعود في دراميتها، وعن طريق تتبع الخيط السردي تتعرف على كل أسرار الريف المصري، حيث تجرى العمليات الجراحية في حجرة مبنية بالطوب اللبن لا تتوفر لها شروط السلامة للمريض، وحيث لم يحصل الطبيب على شهادة تخصص دقيق في الجراحة .. قصة "الأعمار بيد الله".
مثل هذا السرد الذي يسري سريان النار في الهشيم فيبسط أسرار القرية المصرية، وأوجاع ساكنيها، وكافة المفارقات التي يعج بها الريف بعلاقاته العجائبية ومفردات حيواته يتكرر في العديد من النصوص حينما يتبسط الناس في القول فنطـّـلع على أحوالهم في العزب والكفور، في البيوت المتداعية القديمة، والأزقة، في أسواق القرى وساحات الذكر، وربما في التخوم الفاصلة بين المدن المتشحة بالخديعة، والريف الممعن في الخرافة والظلام والدجل.
(يتبع)