يا أيها البحرُ
المسافرُ للسماءِ
تفرُّ من عينيَّ
تمرقُ عبرها
كي تستقرهناك
خلف دموعها
بين الأفقْ
عيناي تركضُ فيكَ
تسبحُ تنحني
ترتدُ تحملُ
حزنها الأبديُّ
حين تفرُّ منها
بامتدادتِ
السكونِ كدمعةٍ
ثـكلتْ جفونَ مُريقها
فوق الشفاهِ
فأين هاتيك العيون ؟
وأين أين شفاهكَ
الشفقية الألوانِ ؟
أين رموشها
وجدائلٌ ذهبيةٌ
غطتْ مياهك
مثـل طوفٍ
من شعورِ الشمسِ
أو آي الغروب
يهيم يحمل فوقه السحب
الحوامل بعد أن
أمضتْ ليالِ العشق
في غرف المحارْ ؟
وأين أين نسيمك الوهّاب
يطفئ مهجتي
ويمدها بالبرد
بعد مطاردات
العشق عبرك
أيها البحر الخضمْ ؟
يا يم ...
هل حقاً سترحلُ
كي تنام هناك
بالشط المقابل ؟
ثم ترجع في الصباحْ
يا يم ...
أين أحبتي ؟
أين الذي ولى وراحْ ؟
أين الذي ما عاد يشفي
بعده كأسٌ وراحْ
هل طواه الموج ؟
أم غطيته بالحب
أثناء الرحيلْ
يا بحر...
يا سفري الطويلْ
وأمنياتي التائهات
أما دليل ؟
ما جئتُ كي
تشفي الجراحْ
ما جئت أنشجُ
بالنواح وإنما
لازلت أهوى
أن أعودك غير مرةْ
إنما عيناك دوماً
لون عين حبيبتي