وقفة على أطلال الحب
كان الحب قديما
يسموه بالأعمى و بالعذري
تقدسه العشاق كالدرر
تنقشه الرعاة
بوجع الناي في السمر
على صفحة النجم
على جبهة القمر
كان يتسلل في غفلة إلى الخدر
تفضحه رعشة الرجل....
وحمرة الوجه من الخجل
كان يسكن مع المرآة و المشط
مع الكحل .....مع العطر
كان ينام بالقرب منا
كالهرة جنب الوسادة
تشعر بالحنان ..... تلعب بالقلادة
*****
كان الحب كالابن المدلل
تغرده الشعراء كالعصافير
في أبيات هي قمة الشعر
تغنيه البنات وتحفره
فوق جدران الغدير والبئر
كانت ترسمه الهنود بالوشم
على الظهر .......على الصدر
كانت تذكره العجائز
فيعود الشباب
تزول التجاعيد من الوجه
وتخرج الزفرة من الأعماق
في نشوة ، كنشوة السكر
*****
كان الحب ينمو مع الصبيان في الحارة
مع ابن الجار..... وابنة الجارة
يمرح ...يسابق.....ويلعب
يكبر ...يصارع.... فيغلب
*****
كان الحب قديما مثل الأشجار
يظلل الناس في الحر
يبعث الدفئ
يشعل النار في البرد
يطعمهم من الجوع
يقدم الثمار في السخاء والود
*****
كان الحب يتجول بين الحقول والبساتين
يسبح عبر المروج مع الفراشات والسنابل
يرقص مع النحل والبلابل
تصنع أ طواق الزهر له وتهدى
فيرد الجميل للعاشقين ويرضى
*****
كان الحب ذلك المتواضع
يحب أمه الأرض مثل الجنين
يشرب في إناء الطين
يأكل خبز الشعير
ينام على الحصير
يسكن بيوت الطوب
يركب فوق الحمار ويمشي
مرفوع الجبين
فترفع الناس من شأنه
وتسكنه القصور
قصور القلوب
**************
مدينة الكلمة الطيبة.....يوم 17/05/2003
سمعة الإنسان تبق بجوهره****إذا ما تعلقت منه شوائب الدهر