وشر سلاح المرء دمع يفيضه إذ الحرب شبّت نارها بالصوارم وكيف تنام العين مـلء جفونها على هفوات أيقظـت كل نـائم وإخوانكم بالشام أضحى مقيلهم ظهور المَذَاكِي أو بطون القَشَاعِم تسومهم الرومُ الهوانَ وأنتمُ تجرون ذيل الخفض فعل المُسالم أرى أمتي لا يشرعون إلى العدى رماحهم والدين واهي الدعائم أترضى صناديد الأعاريب بالأذى ويغضي على ذل كماة الأعاجم والمَذَاكِي الإبل، والقَشَاعِم النسور
ما أشبه اليوم بالبارحة ، ففي الماضي الذي هاجم فيه الصليبيون بلاد المسلمين، ووجهوا حملاتهم إلى أنطاكية ،هب قائدها المسلم " ياغي سيان " لها محصناً ، حتى تتحمل الحصار، وعبأ الجنود والمجاهدين ليردوا الغزاة عن المدينة، وملأ مخازنها بالطعام
، وتحلق أحزاب الصليب على المدينة وحاصروها حصار الأسار للمعصم،ودارات الإشتباكات العنيفة بين رجال باعوا أرواحهم لله وبين غزاة تحركوا بأمر الطاغوت والشيطان وإن كيد الشيطان كان ضعيفاً .
وصمدت أنطاكية تسعة أشهر، ثم سقطت في (1 من رجب 492هـ= 3 من يونيو 1098م)، وحصلت المذبحة الرهيبة، وغرز الغازي الصليبي" بوهيمند" علمه معلنا سقوطها، هاتفاً "إنها إرادة الله" وأعمل السيف بسكان المدينة حتى اباد جلهم
وتباكي المسلمون ،وما تحركوا ، وإمارات الإسلام تسقط الواحدة تلو الأخرى ، فبعد أنطاكية الكثير
فرفرفت رايات الصليب على بيت المقدس ومدن الشام
فهب الشاعر" أبو المظفر الأبيوردي "معيباً عليهم بكائهم ، بأبياته السابقة، فما تحركوا لنداء شاعر أو لنداء مجاهد
واليوم تسقط الإمارة تلو الإمارة، وهي إمارات ممزقة أصلاً ، وتلهو الأمة وكأن القدس لا تعنيهم، يكتفون بعبارات منها "قلبونا معكم " ، وتلهو الأمة وكأن " بغداد " لا تخصهم ، وتلهو الأمة ويبكي بعضها.
وجاهلية اليوم بصليبها ، ونجومها الصهيونية، أعادت الكرة ، ومزقت الأمة ، وهاهي تهاجم وتهاجم، فأين المدافع
ورأى الخئون بأن الصهيون يصلح للجريمة
وأنه السرطان في أحشاء أمتنا العريقة
فتحالف القرصان والسرطان والأفعى القديمة
فمتى نرى
الثلاث المخزيات يلمن أذيال الجريمة
لما ترى ساح الوغى يلج بالأسد الحماة
هل سنرى ذلك اليوم، أم ان الأمة نائمة متمتعة في غيها .
وإني اليوم لأقول أبيات ذلك الشاعر لمن يبكي ولا يتحرك
فهل من مجيب؟
سنعود إن شاء الله لنحدثكم كيف تحولت الهزيمة إلى نصر
لعلنا نأخذ العبرة فنتحرك
ونحول هزائم الأمة وما أكثرها إلى انتصارات