(أحلمُ بيومٍ لا ذاكرةَ له .. يلقيني في حضن سكينة .. ! )
الثانية بعد منتصف الغياب ..
متأخرةً عن حلمي أتيتُ هذه المرة .. كنتُ قبلها أتقاسم الحزن مع ذاكرتي ..
تسألني وألسعها : لماذا افترقنا ؟ .. لأننا بصدقٍ أحببنا .. !
أهربُ منكَ بالنوم ، لأجدك تتسكع في أرصفة حلمي ..
أنت وأنا .. كما دوماً .. تكبرني بوطنين وغربة .. و أكبرك بغيمتين و مطر ..
يكادُ الشوقُ يأخذ بقلبي يقودني إليك .. و أقول لك أعدني إلي .. أنا المنذورة للغياب ..
ما كان لمثلي أن يؤثث لفرحٍ قادم .. ولماّ أزل نهباً لسطوة الاحتياج ..
لا تأتي .. أخاف أن تشي بي لهفتي .. وأنا التي لم أسمح للدمع أن يشي بافتقادي إليك ..
ترى .. كم يلزمني من عمرٍ كي أقنعني أني لم أعد أهتم .. و كم شمسٍ تلزمني كي لا يشي بي صقيع الخواء .. ؟!
ماذا تراك تفعل الآن ؟
أنت يا العابر دوائر عتمتي .. ماكنتَ في قلبي صغيراً لتكبر ..هكذا تعملقت داخلي لحظة ولادة ..
صرت قضيتي .. محنتي و امتحاني .. تقف على شرفة عمري ..
أشبه بروح الشمس تقف بيني و بيني ..وأنا كما لاشيء .. لااااااشيء .. مضمومةٌ إلى أرقي الـ يفتح بداخلي ألف سؤالٍ أتقاسم معه صمت الأجوبة ..أجلس القرفصاء أمام روحي .. أنفرط على سجيتي ..
في قلبي خفقٌ لا يسعه كون .. ولا غيمة تحتمل شتاتي ..
أخبرني : ماذا أفعل بكل تلك المساءات التي ترفضني بدونك ؟
يحدث للغياب أن يكون أجمل .. حين يحتفظ لنا بتفاصيلنا الأشهى كأرغفة الصباح .. دون أن يخلع عنّا عباءة الصمت .. يحدث للصمت أن يكون أنبل .. حين الكلام شرك قلق .. يضنينا القفز فوق حواجزه هرباً من الفخاخ التي تنصبها لنا الحروف ..
ماذا بعد ؟
هل أحدثك عن البحر الذي نسيت رائحته .. فعاقبني بموجةٍ تضربني بصوتك .. الممتد إلى وجعي مشبعاً بالوجد ؟
أحدثك عن كوبي الأزرق المازال مليئاً بالشاي / كمين اللقاء ؟!
كأن حضوره البارد استفزازاً لعطشي .. ! وكلانا للآخر جوعٌ و وجع ..
ساعتي تقترب من الخامسة .. تذكرها تلك الهامسة ؟ أي رنين سيعيد موعدي الأجمل مع صوتك ؟
ثمة فرحٍ يتعقبنا حد الحزن .. يعاقبنا بهروبٍ مباغت ..أثناء انشغالنا عنه بترويض ضحكاتنا ..
سميتك فرحي المؤجل .. وإذا بالغياب يدخرك لي حزناً آخر .. !
أخيراً أنت ! .. هنا وحدك .. حيث لاصوتك يتأمل ارتباكي ..اتركني في حضرة غيابك .. أنتعل شغفي تحت مطر كلماتك ..
يااااااه .. ما أجمل خصوصية روحين تلاقتا خارج جغرافية الآخرين ..حين المسافة لا أكثر من لحظةٍ نشتريها بـ حفنة نور.. حين العمرُ ومضة يفيض بها الوجدان .. لتمطرَ النوافذُ حياة ..
منقول :// الكاتبة :// مشــــ ــا عل//