أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حمراء الاستجابة

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 55
    المشاركات : 69
    المواضيع : 16
    الردود : 69
    المعدل اليومي : 0.01

    Post حمراء الاستجابة

    حمراء الاستجابة



    بعد فاجعة العراق الأخيرة ؛ أصيب عدد من الناس وافر بنوع من الإحباط جراء ما حصل ، إذ العراق كانت غير متوقعة السقوط بهذه الطريقة ، وما تبع سقوطها من تدمير متعمد ، وإرهاق لأهل العراقة ، فحدث بين صفوف البعض نوع من اليأس والشعور بتأخر نصر الله تعالى ، وتعدى الأمر عند آخرين إلى ترك الدعاء ، والتكلم فيه قدحا وتذمرا !

    إن ما مر علينا وعلى أمتنا المباركة في أحداث العراق الأخيرة ، لهو كارثة كبيرة في حركة حياة الأمم ، فقبل العراق فلسطين الحبيبة ، وما بينهما من وقائع في عمر التاريخ كثير جليل ، فليس الدمار والهزيمة على صعيد المجال الحربي ـ إن هو إلا دمار العمران والبنى التحية للمجتمعات ـ إنما دمار المسلم في ذاته وفكره وروحه وتعلقاته .

    غير أننا دائما يظهر لنا الجانب المادي المشاهد ، ويغيب عنا الجانب المعنوي الصارخ ، كمثل اهتمامنا بالدعاء والقنوت ، وترك التحرك الواعي المنهجي لبناء الأمة ، وتتبع سنن النصر المبين .

    ويطيب لنا دائما ـ إذ نحن نذكر النصر وفلسطين وكرامة هذه الأمة ـ يطيب لنا ذكر الناصر صلاح الدين الأيوبي ، ونصره الكبير وتحرير بيت المقدس ، وتطهيره من رجس الأعداء ، نعم ، وكأن صلاح الدين كان وليد يومه ، أتى به الله تعالى في تلك السنوات من أجل تحرير القدس الشريف ، ويغيب عنا أن صلاح الدين الأيوبي رحمة الله عليه ، ما هو إلا نتاج حركة واعية استمرت لعشرات السنين ، حركة شملت مناحي حياة المجتمع المسلم وقتها ، وحرصت على لمس كافة المحركات النفسية والعلمية والفكرية والدعوية فيه ، فكان النتاج طبيعيا ؛ وفق سنن الله المبثوثة في الكون وفي الآفاق .

    وبنظرة فاحصة مؤمنة واعية ، لما مر على الصحابة الكرام ، إذ هم ضيق شديد ، وكرب قوي ، وصل بهم الأمر إلى التكلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول خباب بن الأرت رضي الله عنه شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة فقلنا : ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا . فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، ما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " . البخاري وأبي داود .

    ندرك أنه هو ذا نفسه السؤال يتكرر اليوم ، مع فارق الجيل القرآني الفريد ، ذاك الجيل الذي كان يعاني من العذاب ما يعاني ، ثم تتنزل عليه آيات بينات ، تنقله إلى ساحة أوسع من الفكر والتطلع ، وسعة العمل الدعوي والإيماني ، قال تعالى : ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ * )


    يقول صاحب الظلال : ( نزلت الآيات تبشر بغلبة أهل الكتاب من الروم في بضع سنين غلبة يفرح لها المؤمنون ، الذين يودون انتصار ملة الإيمان من كل دين .

    ولكن القرآن لم يقف بالمسلمين وخصومهم عند هذا الوعد ، ولا في حدود ذلك الحادث . إنما كانت هذه مناسبة لينطلق بهم إلى آفاق أبعد وآماد أوسع من ذلك الحادث الموقوت . وليصلهم بالكون كله ، وليربط بين سنة الله في نصر العقيدة السماوية والحق الكبير الذي قامت عليه السماوات والأرض وما بينهما . وليصل بين ماضي البشرية وحاضرها ومستقبلها . ثم يستطرد بها إلى الحياة الأخرى بعد هذه الحياة الدنيا ، وإلى العالم الآخر بعد عالم الأرض المحدود . ثم يطوف بهم في مشاهد الكون ، وفي أغوار النفس ، وفي أحوال البشر ، وفي عجائب الفطر . . فإذا هم في ذلك المحيط الهائل الضخم الرحيب يطلعون على آفاق من المعرفة ترفع حياتهم وتطلقها ، وتوسع آمادها وأهدافها ، وتخرجهم من تلك العزلة الضيقة . عزلة المكان والزمان والحادث . إلى فسحة الكون كله:ماضيه وحاضره ومستقبله ، وإلى نواميس الكون وسننه وروابطه .

    ومن ثم يرتفع تصورهم لحقيقة الارتباطات وحقيقة العلاقات في هذا الكون الكبير . ويشعرون بضخامة النواميس التي تحكم هذا الكون , وتحكم فطرة البشر ؛ ودقة السنن التي تصرف حياة الناس وأحداث الحياة ، وتحدد مواضع النصر ومواضع الهزيمة ؛ وعدالة الموازين التي تقدر بها أعمال الخلق ، ويقوم بها نشاطهم في هذه الأرض ، ويلقون على أساسها الجزاء في الدنيا والآخرة .

    وفي ظل ذلك التصور المرتفع الواسع الشامل تتكشف عالمية هذه الدعوة وارتباطها بأوضاع العالم كله من حولها - حتى وهي ناشئة في مكة محصورة بين شعابها وجبالها - ويتسع مجالها فلا تعود مرتبطة بهذه الأرض وحدها إنما هي مرتبطة كذلك بفطرة هذا الكون ونواميسه الكبرى ، وفطرة النفس البشرية وأطوارها ، وماضي هذه البشرية ومستقبلها . لا على هذه الأرض وحدها ، ولكن كذلك في العالم الآخر الوثيق الصلة بها والارتباط .

    وكذلك يرتبط قلب المسلم بتلك الآفاق والآماد ؛ ويتكيف على ضوئها شعوره وتصوره للحياة والقيم ؛ ويتطلع إلى السماء والآخرة ؛ ويتلفت حواليه على العجائب والأسرار ؛ وخلفه وقدامه على الحوادث والمصائر . ويدرك موقفه هو وموقف أمته في ذلك الخضم الهائل ، ويعرف قيمته هو وقيمة عقيدته في حساب الناس وحساب الله ، فيؤدي حينئذ دوره على بصيرة ، وينهض بتكاليفه في ثقة وطمأنينة واهتمام . )

    ثم يقول رحمه الله : ( وأول هذه الإيحاءات ذلك الترابط بين الشرك والكفر في كل مكان وزمان أمام دعوة التوحيد والإيمان . ومع أن الدول قديما لم تكن شديدة الاتصال , والأمم لم تكن وثيقة الاربتاط كما هو الشأن في عصرنا الحاضر . مع هذا فإن المشركين في مكة كانوا يحسون أن انتصار المشركين في أي مكان على أهل الكتاب هو انتصار لهم ; وكان المسلمون كذلك يحسون أن هناك ما يربطهم بأهل الكتاب , وكان يسوءهم أن ينتصر المشركون في أي مكان ; وكانوا يدركون أن دعوتهم وأن قضيتهم ليست في عزلة عما يجري في أنحاء العالم من حولهم , ويؤثر في قضية الكفر والإيمان .

    وهذه الحقيقة البارزة هي التي يغفل عنها الكثيرون من أهل زماننا ؛ ولا ينتبهون إليها كما انتبه المسلمون والمشركون في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم . منذ حوالي أربعة عشر قرنا . ومن ثم ينحصرون داخل حدود جغرافية أو جنسية ؛ ولا يدركون أن القضية في حقيقتها هي قضية الكفر والإيمان ؛ وأن المعركة في صميمها هي المعركة بين حزب الله وحزب الشيطان .

    وما أحوج المسلمين اليوم في جميع بقاع الأرض أن يدركوا طبيعة المعركة ، وحقيقة القضية ؛ فلا تلهيهم عنها تلك الأعلام الزائفة التي تتستر بها أحزاب الشرك والكفر ، فإنهم لا يحاربون المسلمين إلا على العقيدة ، مهما تنوعت العلل والأسباب .

    والإيحاء الآخر هو تلك الثقة المطلقة في وعد الله , كما تبدو في قولة أبي بكر - رضي الله عنه - في غير تلعثم ولا تردد ، والمشركون يعجبونه من قول صاحبه ؛ فما يزيد على أن يقول:صدق . ويراهنونه فيراهن وهو واثق . ثم يتحقق وعد الله ، في الأجل الذي حدده : " في بضع سنين " . . وهذه الثقة المطلقة على هذا النحو الرائع هي التي ملأت قلوب المسلمين قوة ويقينا وثباتا في وجه العقبات والآلام والمحن ، حتى تمت كلمة الله وحق وعد الله . وهي عدة كل ذي عقيدة في الجهاد الشاق الطويل . والإيحاء الثالث هو في تلك الجملة المعترضة في مساق الخبر , من قول الله سبحانه: " لله الأمر من قبل ومن بعد " . . والمسارعة برد الأمر كله لله . في هذا الحادث وفي سواه . وتقرير هذه الحقيقة الكلية ، لتكون ميزان الموقف وميزان كل موقف . فالنصر والهزيمة ، وظهور الدول ودثورها ، وضعفها وقوتها . شأنه شأن سائر ما يقع في هذا الكون من أحداث ومن أحوال ، مرده كله إلى الله ، يصرفه كيف شاء ، وفق حكمته ووفق مراده . وما الأحداث والأحوال إلا آثار لهذه الإرادة المطلقة ، التي ليس لأحد عليها من سلطان ؛ ولا يدري أحد ما وراءها من الحكمة ؛ ولا يعرف مصادرها ومواردها إلا الله . و إذن فالتسليم والاستسلام هو أقصى ما يملكه البشر أمام الأحوال والأحداث التي يجريها الله وفق قدر مرسوم . ) في ظلال القرآن .

    رحم الله الأستاذ سيد ! .

    و في الأحداث الأخيرة ، ونتيجة لكرهنا لأمريكا ومن حالفها ، وافتضاح غطرستها وجبروتها في تبجح مهين ، كان الجميع يأمل أن تكسر شوكتهم في بلاد الخلافة ـ العراق ـ تحقيقا لـقول تعالى : ( وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) وهذا حق .

    لكن الله تعالى جعل الكون وحركته وسننه تنطلق من أسس وقيم ربانية ، عند تمامها والحرص على دقة هذا التمام فيها ، يكون الزرع طيبا مباركا فيه ، وكما قال تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) وما النصر إلا إمامة للناس ، وتمكين لدين الله تعالى ، فلن يكون إلا بتمام .

    في حرب استعمار العراق ، ظهر للناس وكأن النظام العراقي نظام شهم يدافع عن دينه وعرضه وأرضه ، وربما تناسى الكثير منا من هو النظام العراقي ، بل في غمرة الأحداث هناك من تعامل مع ظلمه وكأنه توبة في وقت الحدث ، وبرر له تحوله إلى الخطاب الديني ، بأن الله يقبل التوبة ، وكأن التوبة هي فقط كلمات تلاك للاستهلاك الإعلامي فقط ، الأمر الذي جعل حافزية الناس وأشواقهم تصل لمستويات عالية ـ وهو أمر مفبرك ـ كي تكون النتيجة عالية في السقوط ، وهذا ما حدث منا .

    إن قابلية التأثر اللاواعي هذه ، هو أول خطوات النصر في محيطنا وفي ذواتنا ، يكفي هذا الأمة أن يلعب بها رعاع الناس من ولاة أمرها اليوم ، ففي الوقت الذي رأى كل العالم كيفية سقوط بغداد ، الذي يعني فيما يعني ، سقوط المبادئ القومية والمنحرفة التي قبعت على صدر الأمة المباركة . إن هذا السقوط لهو أحد بوارق النصر ، برغم كونها سقطت منذ مدة ، لكن سقوطها اليوم عزز السقوط القديم ، الذي بدأ مع الصحوة المباركة في هذه الأمة ، ومع الانتفاضة العالية أدامها الله ، بالرغم من هذا ، نجد اليوم في أقصى البلاد العربية من يعتقل العلماء الذين أفتوا بحرمة التعامل مع اليهود ، ونجد في جنوب بلادنا من يزور الانتخابات ليفوز حزبه ، ويقفل الطريق على الدعاة ، ونجد في قلب أمتنا رئيسا يرسل ببرقية تهنئة لرئيس اليهود بمناسبة قيام دولتهم على أرض فلسطين الحبيبة ، وقبل ذلك ، رأينا كيف حوصر رئيسا في مقره ، وبدأت الكلمات الحماسية الإسلامية تخرج منه ، كأنه أحد كبار الدعاة ، بل والمجاهدين ؛ يصرخ طالبا الشهادة في سبيل الله ! ، ورأينا التعاطف الكبير معه ، والتأثر بكلماته !.

    إن الدعاء والقنوت والتوسل والتضرع إلى الله تعالى لهو سلاح المؤمن ، المؤمن الواعي المتحرك ، والمدرك لحركة التاريخ والحياة ، يطلق دائما أسهم دعائه المبارك في أناء الليل وأطراف النهار كي يكون على صلة برب هذا الكون ، يعرض بين يديه عجزه المطلق ، وتجرده من الحول والقوة إلا به سبحانه وتعالى ، وفي ذات الوقت يكون عاملا بجهده الواعي ، وعلمه المتين ، وخلقه الرفيع ، وثباته الراسخ .

    معتمده في الأمرين على حد سواء ؛ أسس ربانية تلمس قلبه وروحه ، وتزيد من يقينه وثقته بوعد الله تعالى :

    • ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون ) . فالرجوع وفقهه هو أول الخطوات بعد المصيبة ، كي يكون الله معنا ، بصلواته سبحانه ، ورحمته الوافرة ، فيكون ثمَ الاهتداء .

    • ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) . الوعي " بفقه التداول الرباني " يحمل في معانيه معرفة سنة الله فيه ، من خلال العلم بهذا التداول ، وأسبابه ، ونتائجه ، بقوة المؤمن القوي ، فتكون الشهادة عن وعي عالي ، و إلا فهو الظلم الذي لا يحبه الله عز وجل .

    • ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) . هي سنة أخرى من سنن الله تعالى ، حدثت فيمن قبلنا ! ، ببأس وضرر ، بل وزلزال ، قال القرطبي ( والزلزلة : شدة التحريك ، تكون في الأشخاص وفي الأحوال ، فمعنى " زلزلوا " خوفوا وحركوا . والزلازل : الشدائد ) هي حالة نفسية من هذا الزلزال وهذه الشدائد كبيرة جدا ، لكنها معلومة في سنن الله تعالى علاجها ، الثبات على المنهج ، والوعي بالواقع ، والصبر ، والدعاء ، والإلحاح على الله تعالى .

    • ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) . وهذه الأحداث والشدائد والزلازل ، والجموع الكبيرة من الأعداء ؛ سبب في زيادة ثقة الناس بهذا الدين ، والعود له من جديد ، بخشية من الله وحده ، وتمسك به ، وإسقاط كل الأصنام الفكرية والحسية التي تظهر في الأمة في صور شتى ، واعتماد الله الوكيل الوحيد لنا ، وهدر ما سواه من الأشخاص و الأفكار . عندها يكون النداء الرباني حاضرا : ( فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ). فتنقلب كل تلك الزلازل إلى فضل من الله ونِعم ، وما ثمة سوء يصيب المؤمن مهما كُبر ، بشرط إتباع رضوان الله ، والله فضله واسع ، عليم بما يجري . ذلك بأنه : ( وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ) .

    وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم يروي أهل السيرة :

    ( فلما كان من الغد يوم الأحد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في إثر العدو وعهد أن لا يخرج معه إلا من حضر المعركة فاستأذنه جابر بن عبد الله في أن يفسح له في الخروج معه ففعل وكان أبوه عبد الله بن عمرو بن حرام ممن استشهد يوم أحد في المعركة فخرج المسلمون على ما بهم من الجهد والقرح وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو حتى بلغ موضعا يدعى حمراء الأسد على رأس ثمانية أميال من المدينة فأقام به يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة قال ابن إسحق وإنما خرج بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو وليظنوا أن بهم قوة وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم وكان معبد بن أبي معبد الخزاعي قد رأى خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلى حمراء الأسد ولقي أبا سفيان وكفار قريش بالروحاء فأخبرهم بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم ففت ذلك في أعضاد قريش وقد كانوا أرادوا الرجوع إلى المدينة فكسرهم خروجه صلى الله عليه وسلم فتمادوا إلى مكة وظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه بمعاوية بن المغيرة بن العاص بن أمية فأمر بضرب عنقه صبرا وهو والد عائشة أم عبد الملك بن مروان . )

    وقعت هذه الغزوة بعد يوم من يوم أحد ! ، وسميت " حمراء الأسد " ، ولندقق كيف كانت استجابة الصحابة الكرام ، رغم الجراح التي نالت من وجه النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ونالت من أفضل صحابته الكرام .

    حين نعي ـ كله ـ بهذا بعمق ، يكون الإيمان فينا راسخا مثل الجبال لأن الله معنا ، ولم نعتمد على نصرنا على طغاة أو ظلمة أو منحرفين عن الطريق السوي ، بذا فقط ، فقط ، فقط .

    يكون لدعائنا استجابته الحمراء .
    _________________

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.28

    افتراضي

    لا أكاد أصدق ....

    هل عاد الحبيب أمير المعالي أخيراً؟؟!!!!

    وبهذه الدرة الرائعة؟؟!!!

    لكم أنا بهذا سعيد قرير!

    أهلاً بهذه العودة الميمونة فقد طال غيابك حتى أتعبنا الشوق ..

    أرجو أن لا تهجرنا ثانية فالواحة بحاجة لأمثالكم والعقول بحاجة لمداد بنانكم ....


    أحسنت جزاك الله خيراً ....

    تحياتي وترحيبي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    العمر : 55
    المشاركات : 69
    المواضيع : 16
    الردود : 69
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    حياكم الله أخي الحبيب الأستاذ العمري النبيل .

    سعدت بكلماتك الطيبة ، نسأل الله أن نكون في مستوى هذه الأحداث الجسام ؛ ستارا لقدر الله في نصرة دينه والتمكين له .

    كما يبلغكم السلام الأستاذ الراشد من بعد أن أعطيته بعضا من قصائدكم المباركة .

    ونبقى في واحتكم على تواصل ، وتعلم منكم بحول ربي العالي .

المواضيع المتشابهه

  1. غياب وردة حمراء
    بواسطة عبير النحاس في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 11-11-2006, 10:48 AM
  2. لا لمعارضة حمراء
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-05-2006, 03:53 AM
  3. تأشيرة حمراء ... في مرافئ الحب
    بواسطة إسلام شمس الدين في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-01-2006, 05:52 AM
  4. زنابقٌ حمراء وعيونا تشتعل
    بواسطة رائد ابو مغصيب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-10-2005, 06:10 PM