|
جَفَا الْمَكَانُ فَجَافَى النَّوْمُ أَجْفَانِي |
وَفَاضَ وَجْدٌ بِهِ أَذْوِي وَأَحْزَانِي |
وَطَالَ لَيْلِي بِلا خِلٍّ أُسَامِرُهُ |
وَكَانَ يَقْصُُرُ مَعْ أَهْلِي وَخِلانِي |
مَا لِي أُحِسُّ بَأنِّي صِرْتُ تَائِهَةً |
أَنِّي الْحَبِيْسَةُ فِي أَعْمَاقِ وُجْدَانِي |
لا الصَّمْتُ يَعْتِقُ آهَاتِي فَيُطْلِقُهَا |
وَلا صَدَى البَوْحِ يُطْفِي حَرَّ نِيْرَانِي |
إِلَى الأَمَامِ يَسِيْرُ الدَّرْبُ أَحْسَبُهُ |
فَإِنْ نَظَرْتُ رَأَيْتُ الْخَلْفَ عُنْوَانِي |
مَا عُدْتُ أَقْوَى إِلَى الْمَجْهُولِ قَهْقَرَةً |
خُذْ مَا تَشَاءُ وَدَعْنِي فِيْكَ أَلْقَانِي |
يَا مَنْ تُبَعْثِرُ أَوْرَاقِي وَتَجْمَعُهَا |
وَتَكْتُبُ الْحَرْفَ فِي سَطْرِي وَتَنْسَانِي |
أَتَيْتُ أَكْتُبُ فِي عَيْنَيْكَ أُغْنِيَتِي |
فَضَاعَ فِيْكَ قَصِيْدِي قَبْلَ أَلْحَانِي |
تَسَمَّرَ الكَوْنُ مِنْ حَوْلِي فَلَسْتُ أَرَى |
إِلا دُمُوْعَ نُجُوْمِِ اللَيْلِ تَنْعَانِي |
تَسُوْقُنِي الْلَحْظَةُ الوَسْنَى إِلَى قَدَرِي |
وَتَحْمِلُ الرُّوْحَ نَحْوَ البَائِنِ الدَّانِي |
يُدَاعِبُ الشَّوْقُ أَحْلامِي فَيَسْبِقُهَا |
وَتَلْعَبُ الرِّيْحُ فِي أَطْرَافِ فُسْتَانِي |
وَشَعْرِيَ الآنَ تَلْهُوْ فِيْهِ عَابِثَةً |
كَمَوْجِ بَحْرٍ أَثَارَتْهُ لِعِصْيَانِ |
تَبَرَّأََ الكُلُّ مِنِّي غَيْرَ عَابِئَةٍ |
سِوَى بِقَلْبٍ رَقِيْقِ الْجَنْبِ أَوْهَانِي |
أَخْشَى عَلَيْهِ رِيَاحَ العِشْقِ تَخْدُشُهُ |
فَيُوْهِنُُ النَّفْسَ نَزْفَاً نَبْضُ شِرْيَانِي |
أَحْتَارُ يَا قَلْبُ هَلْ أَشْكُوْكَ أمَْ مُقَلِي |
أَمْ أَشْتَكِي عَاشِقَاً بِالبَيْنِ أَضْنَانِي |
مَا أَنْتَ يَا حُبُّ إِذْ تُجْرِي مَدَامِعُنَا |
وَتَحْضِنُ العُمْرَ أَفْرَاحَاً بِأَشْجَانِ |
وَتَسْبُرُ النَّفْسَ فِي أَقْصَى دَخَائِلِهَا |
بِغَيْرِ إِذْنٍ فَتَغْدُوْ الْمُلْهِمَ الْحَانِي |
مَا أَنْتَ حَتَّى أَذَبْتَ الذَّاتَ مِنْ أَلَمٍ |
تَسْقِي الفُؤَادَ بِرِفْقٍ كَأْسَ إِدْمَانِ |
رَأَيْتُ فِيْكَ تَبَارِيْحَاً أَحِنُّ لَهَا |
فَالوَصْلُ أَضْحَكَنِي وَالْهَجْرُ أَبْكَانِي |
وَاللَيْلُ يُشْفِقُ بِي أُخْفِي بِهِ شَجَنِي |
وَالدَّمْعُ يَأْسِرُنِي مِنْ طُوْلِ حِرْمَانِي |
أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالأَحْلامِ فِي أَمَلٍ |
بَأَنْ يَرِقَّ حَبِيْبِي ثُمَّ يَلْقَانِي |
أَوَّاهُ يَا حُبُّ مَا أَقْسَاكَ مِنْ قَدَرٍ |
شَقِيْتُ فِيْهِ وَمَا أَحْلاكَ مِنْ جَانِي |
خُذْ مَا تَبَقَّى فَرِيْحُ الشَّوْقِ تَعْصِفُ بِي |
وَاحْذَرْ سَتَغْرَقُ فِي طُوْفَانِ أَجْفَانِي |
صُنْ كِبْرِيَائِي فَإِنَّ الْجُرْحَ قَاتِلُهُ |
وَفِي التَّوَسُّلِ تَقْرِيْبٌ لأَكْفَانِي |
لَنْ تَرْكَعِي أَبَدَاً يَا نَفْسُ رَاجِيَةً |
تِلْكَ الرِّيَاحِ وَمَهْمَا الوَجْدُ أَرْدَانِي |
هُوَ الْحَبِيْبُ إِذَا مَا شَاءَ يَرْحَمُنِي |
فَأَسْتَرِيْحُ إِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانِ |
يَا نَائِحَ الأَيْكِ أُشْدُ اليَوْمَ فَاتِنَتِي |
لَحْنَ الوَفَاءِ لِمَنْ بَالْهَمْسِ نَاجَانِي |
وَصِفْ غَرَامِي لِذَاتِ الْمِبْسَمَيْنِ عَسَى |
أَنْ تَعْلَمَ اليَوْمَ عَنْ شَوْقِي وَتِحْنَانِي |
هِيَ الْحَبِيْبَةُ إِنْ غَابَتْ وَإِنْ حَضَرَتْ |
هِيَ الْجَبِيْنُ الْحُرُّ العَالِي الشَّانِ |
هِيَ التِي أَشْرَقَتْ فِي الرُّوْحِ تَسْكُنُهَا |
وَأَصْبَحَتْ رُوْحُهَا دَارِي وَبُسْتَانِي |
هِيَ الضِّيَاءُ لِقَلْبٍ مَلَّ ظُلْمَتَهُ |
بَدْرٌ بَدَا سَاحِرَاً فِي عَيْنِ إِنْسَانِ |