أحدث المشاركات

برق الخاطر ... قسم جديد لأعضاء واحة الخير» بقلم د. سمير العمري » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الثعبان الأقرع يداهمني في المنام بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» بعض الحزن موت وبعضه ميلاد.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الغاية لا تبرر الوسيلة» بقلم جلال دشيشة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» أمات العربُ؟» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» غار النصر في غزة» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رواية قنابل الثقوب السوداء .. مسلسلة. التالي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الموشحات الكشكية 1'2'3» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» في شارع واحد» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»» يغمس خبزة بالماء» بقلم عبدالحليم الطيطي » آخر مشاركة: عبدالحليم الطيطي »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: علبة كانز

  1. #1
    الصورة الرمزية إبراهيم الحسيني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    الدولة : المنصورة - مصر
    العمر : 39
    المشاركات : 46
    المواضيع : 6
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    علبة كانز

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بعد خمس سنوات من الكتابة امتلكت ما يكفي من الشجاعة لأكون بين حضراتكم هنا لأتعلم..

    بعد حيرةفي اختيار البداية مع حضراتكم..أبدا اليوم بقصة قصيرة..أرجو ان أسمع نقدكم الجميل..



    علبة كانز

    ضاق صدره بهم جميعا ولم يطق مكوثا فخرج لا يلوي على شئ ، جلس على مقعد خشبي كبير خال يتوسط حديقة من الحشائش الخضراء قليلة الورود ، قرر الهروب من همه فاستفتح بسورة يوسف ، تحت قدمه ترقد علبة "كانز" بيبسى سوداء فارغة ، أطربه صوت ارتطامها بحذائه فقام يركلها أمامه على الرصيف الضيق الذي يخنق الحدائق الممتدة بطول الشارع الرئيس في المدينة، يقطعه بين الحين والآخر عامود كهرباء يحمل مصباحا خافتا.لسانه يتلو من سورة يوسف ، يداه تقبعان في الجيبين الخلفيين لبنطلونه الجينز الضيق ، عيناه لا ترتفعان ترقبان قدميه تتأرجحان في الهواء بالتبادل لتتولى كل منها مرة لطم العلبة الفارغة.
    رائحة زكية تنبعث من خلف صندوق القمامة على الجانب الآخر ، حبس علبة الكانز تحت كعب حذائه ونظر إلى طفلة يتألق وجهها في ضوء نار تشوي عليها كيزان الذرة تلتف حولها ثلة من الحسناوات ينتظرن دورهن ويتسلين بغنائها العذب وضحكاتها المتواصلة.
    هز رأسه ثم أعاد بصره إلى موضع علبة الكنز وبدأ يركلها من جديد تارة بمقدمة حذاءه وأخرى بباطن قدمه ، لا يبالي بضحكات المارة الساخرة ولا بذلك البدين الذي يسبه لصوت العلبة المزعج ، شعر أن الطريق قد انسد فجأة أمامه فشخص ببصره فإذا بتمثال فرعوني لملك عملاق يحمل صولجانا وإلى جواره يقف حبيبان يحفران اسميهما على ساقه الحجرية بسكين صغير.رمقه محتقرا ثم أشاح بوجهه نحو العلبة يركلها ثانية.
    انتهى الرصيف الأول فركلها بقوة لتعبر إلى الرصيف المقابل ، خرج بعض رذاذ بواقي البيبسى ليلوث مقدمة حذائه ، في حنق ركلها فسقطت من الرصيف الضيق إلى منتصف الطريق ، أسرع يعيدها لا يعبأ بسيل السباب من سائق النقل العملاقة وهو يضغط فرامله فتصرخ غاضبة .الركلة أسقطتها وسط الحشائش خلف دائرة من الزهرات اليانعات تمرحن حول صديقة قد عصبت عينيها بمنديل ملون تحاول لمس إحداهن عابثة وهي تفشل كل مرة في سرور بالغ.
    عاد يركل العلبة ، هذه المرة لا بد أن تكون برفق ، بل اضطر لحملها فوق مقدمة حذائه من بين الحشائش إلى الرصيف المرتفع ، تعود لتسقط منه في منتصف الطريق ، ينظر إليها مطلقا زفرة قوية بعد تنهيدة عميقة ، يتمنى لو أن سيارة دهستها فمحتها من الوجود أو أن حذاءه قد تلف فعجز عن ركلها ، وصل في تلاوته الآن من سورة يوسف : " ...ولا تيأسوا من روح الله.." . برهة توقف ثم ترجل إليها وسط الطريق...
    لماذا لا يسير هنا بينهم؟! أفرض عليه أن يمشي على الرصيف الضيق ؟!!...مضى يركلها وسط السيارات المسرعة تطربه آلات التنبيه المتنوعة التي خالها تحتفل به في ممشاه الجديد ، يشاركهم أفراحهم بعزف رتيب لأوركسترا حذائه وعلبته والإسفلت...
    مازال يمضي في طريقه الطويل ينقذ علبته من تحت عجلات السيارات حتى أوشك صدره أن يضيق ، لقد وصل في تلاوته إلى سورة طه.."قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري...". رن هاتفه المحمول يحمل صوتا محبب إلى قلبه ، إنها ترجوه أن يعود فقد انقشعت الغمامة ، ملأ صدره بهواء نقي وحمل علبة الكانز برفق بين أنامله وقد تضعضعت جوانبها ، تركها تتوسد الحشائش في ظلال شجرة وارفة وانطلق بخطى واسعة نحو المنزل.استقبلته أمام الباب تزيل آثار ما علق بطرف قدمه من رذاذ البيبسى وتربت على كتفه في حنو ، خرج صوته من داخله متابعا تلاوته من سورة طه.." ولقد مننا عليك مرة أخرى..." .نظرت إليه باسمة.."صدق الله العظيم".



    د.إبراهيم الحسيني محمد احمد
    27 – 5 - 2008

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 391
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.16

    افتراضي

    عميقة المعنى تحمل بين طياتها الكثير
    فالبطل لم يأبه بما قوبل من العبث ولا السخرية ولا عقبات الحياة بل ظل متمسكا بالقيم والمنهج الاسلامي حيث تخطى كل ضيق أو هم رغم توافر شتى مغريات الحياة
    هكذا وصلت لي فكرة النص
    الفاضل المبدع الدكتور / ابراهيم الحسيني
    بحق تابعت هذه الصورة حتى النهاية لأجدني ابتسم في امتنان
    مرحبا بك وبحرفك الباذخ في واحة الخير
    وأتمنى أن يطيب بك المقام هنا
    ودي وزهور الأوركيدا






    همسة
    قليلة الورود - الورد جمع وردة.. لكن الورود بعنى الحضور
    علبة الكنز - الكانز
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية إبراهيم الحسيني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    الدولة : المنصورة - مصر
    العمر : 39
    المشاركات : 46
    المواضيع : 6
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    الفاضلة أ/ رنيم مصطفى

    سعيد جدا بإطلالتكم وابتسامتكم...

    وما وصل اليك من فكرة هو بالفعل حارة من حواري قصتي...

    أشكرك بشدة على همساتك وذوقك الرفيع..فمعلومة الورد جديدة بالنسبة لي..جزاكم الله عليها خير الجزاء...

    لفظة " كانز " كلمة انجليزية ( kanz ) بمعنى علبة وبالتالي فليس لها هجا معين في العربية وهي ليست بمعنى الشئ الثمين...

    سعدت بمروركم وجزاكم الله كل الخير...

  4. #4
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.78

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    د إبراهيم الحسيني
    أخي الحبيب
    لو كان هذا العمل الآول لك كقصة فنتنبؤ لك بأنك سيكون لك مستقبل باهر ورائع في مجال القصة القصيرة بالذات
    حبكة وقصة وعقدة وحل وترميز ولا أروع وهدف وصلته ببراعة
    لن أكثر فصراحة أعجبتني جدا أيها الحبيب واعذرني لتأخري في الرد لانشغالي
    دمت مبدعا حرفا نقيا صادقا يصدر قلوبنا القيم
    اخوك طنطاوي الحسيني

  5. #5
    الصورة الرمزية إبراهيم الحسيني قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Apr 2009
    الدولة : المنصورة - مصر
    العمر : 39
    المشاركات : 46
    المواضيع : 6
    الردود : 46
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    استاذي الحبيب أ/ الطنطاوي

    أسعدني مروركم هنا وتشريفكم لقصتي المتواضعة...

    ليس هذا عملي الاول انما هو من اعمالي المتأخرة ولكني ما زلت أحبو...ويوشك الصغير أن يشب..

    جزاكم الله خيرا على ثنائكم وتشجيعكم اياي ودمتم في تواصل وحب...

المواضيع المتشابهه

  1. علبة الألوان
    بواسطة أيمن غالب الثلجي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 19-11-2023, 06:59 PM
  2. علبة القبلات - آية / سائد ريان
    بواسطة سائد ريان في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-04-2023, 12:55 AM
  3. علبة العصير..!
    بواسطة فوزي الشلبي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 22-06-2021, 08:04 PM
  4. علبة السجائر
    بواسطة حسام محمد حسين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 20-04-2019, 02:31 PM
  5. علبة بتهوفن أوla neuvieme
    بواسطة عبده حقي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-06-2007, 12:38 AM