|
أميمةُ ماتَبَقَّى غيرُ رأسي |
يُجَرِّعُ ظالمي منْ مُرِّ كأْسِي |
يبثُّ الرعبَ في جَنْبَيْ عدوٍّ |
ويبقى شاهداً عنْ حَرِّ بأسِي |
حملتُ قنابلي ومضيتُ أسعى |
لأغسلَ عنْ بلادي كلَّ رِجْسِ |
لأنشدَ للدُّنا أحلى نشيدٍ |
وأُلْقِي بالشهادةِ خيرَ درسِ |
أثرتُ الجمرَ من جنْبِي لهيباً |
كأنَّ ضياءَه إشعاعُ شمسِ |
أَدُكُّ الغاصبينَ بعصفِ ناري |
ليلقوا بعدَها أيامَ بؤْسِ |
سيبقَى شاهداً عنْ ظلمِ قومٍ |
وعمنْ أُغْرِقُوا ببحورِ يأْسِ |
وعمنْ أُثْقِلُوا بقيودِ ذنْبٍ |
ومنْ لايرتوي منْ وحلِ جنْسِ |
ومن يهوى المدامةَ كلَّ يومٍ |
ولايصحو لغيرِ قِرَاعِ كأْسِ |
أميمةُ لاتُرَاعي أنْ أتتكِ |
خطوبُ الدهرِ ملقيةً برَأْسي |
فإنِّي في سبيلِ اللهِ أمضي |
وفي رَهَجِ الوغَى أُلْقِي بنَفْسِي |
وإنِّي قدْ عشقتُ الموتَ نسفاً |
فلا أُطْوَى بأكفانٍ ورمسِ |
فلا أُمسِي لمنْ جهلوا مزَاراً |
ولايتبركُ الحمقى بلمسِي |
حزامي عُدَّتي وعتادُ حرْبِي |
وجسمي حينَما تَشْتَدُّ ترْسِي |
سأسقي منْ دمي أرضي وزَرْعي |
لينموَ في دمِ الأحرارِ غَرْسِي |
وذكري في قلوبِ الناسِ نبضٌ |
ولنْ يُعْفَى على أَثَرِي بِطَمْسِ |
أميمةُ لا تنوحي إنَّ رُوحِي |
تعيشُ وصحبها في خيرِ عُرْسِ |
أعيشُ مُنَعَّماً بجوارِ ربِّي |
وحولي بالجنانِ ذواتُ خَنْسِ |
يلامسُ حسنُهنَّ شغافَ قلبي |
ويحلو عندهنَّ حديثُ أنسِ |
ويطربُ مسمعي منهنَّ صوتٌ |
وما أحلاه منْ صوتٍ وهمسِ |
ولا أَشقَى بها منْ زمهريرٍ |
ولا تُؤْذَى العيونُ بِوهجِ شَمْسِ |
إذا اشْتَمَّ الشقيُّ لها أريجاً |
لأنساهُ الشقاءَ وكلَّ بؤْسِ |
لأنستْهُ الجنانُ مرارَ عيشٍ |
وجورَ الظالمينَ وكلَّ نَحْسِ |
وإنِّي قدْ نسيتُ بها شقائِي |
وأيامَ الهجيرِ ومُرَّ أمْسِ |
فقولي للأحبةِ إلحقونِي |
فما أحلى الشهادةَ بعدَ غَمْسِ |
وما أحلى المماتَ بظهرِ أرضٍ |
يباركها الإلهُ بظلِّ قُدْسِ |