قطار عبر الزمن .. هلا أسرعتم فالرحلة على وشك الانطلاق

بكل صراحه ايتها الضبابية
اسلوب لم اكن اتوقعه ايتها الرائعه
وما اجمل ما وصفتيه وما اجمل رحلتك
الاجمل من رائعه شكرا لك وبانتظار البقيه
ولكن متى سيكون الطعام فاني جائع
دمت بخير
تحياتي
عاشق الاندلس

أختي الكريمة نسرين ..

عشقي لدمشق لن أكتبه .. فقلمي الصغير يعجز عن وصفه ..

يسرني حقا أن هواء دمشق داعب أنفاسك غاليتي ..

و آمل أن أزورها أيضا هذا العام .. ( ربما نلتقي )

كم أسعد بأن البداية أمتعتك !! و آمل أن تستمتعي حتى النهاية معنا

شكرا لك على الورود العطرة التي يسبق أريجها أريجك ..

و أي وقت تختارينه سيكون المناسب بل و الأنسب

يسرني وجودك .. و أفرح بمرورك الدائم

تحياتي و تقديري
غموض

أخي الكريم عاشق الاندلس ..

بكل صراحة أيضا .. كنت أخشى ألا تعجبكم الرحلة ..

لكن ردك أنت و أختي الغالية نسرين هدأ من مخاوفي قليلا ..

شكرا لتشجيعك .. و شكرا لمرافقتك لنا في هذه الرحلة ..

الطعام ؟؟؟

احم .. لقد نسيت هذا الأمر تماما

لكن لا بأس .. سأنقذ الموقف بإذن الله

تحياتي و خالص التقدير
غموض

نحن الآن أمام دمشق الحديثة يا رفاق ..
و بما أنني من عشاق الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه ..
و بما أن سيف الله المسلول اقتحم دمشق من الباب الشرقي لها ..
سنقتحمها أيضا من ذات الباب .. لكن سياحا و ليس فاتحين
و بينما نسير سأحدثكم عن أبواب دمشق ( حسب ترتيبي الخاص طبعا )

( الباب الشرقي عام 1890 م )

كانت مدينة دمشق محاطة بسور ذي ثمانية أبواب وهي:

أولاً ( الباب الشرقي ) و يقع في الجنوب الشرقي ، وهو ما زال على حاله منذ أيام الرومان .
و منه اقتحم خالد بن الوليد رضي الله عنه دمشق .

ثانياً ( باب البريد) و يقع في غرب الجامع الأموي .. و كان يخرج منه البريد أيام الخلفاء.

ثالثاً ( باب الجابية ) و يقع في الجنوب الغربي من المدينة ..
و من ناحيته حاصر أبو عبيدة رضي الله عنه دمشق .. و منه دخلها صلحا

رابعاً ( باب الصغير ) وهو باب الشاغور في الجنوب ..
و نزل عنده يوم فتح دمشق القائد يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه

خامساً ( باب السلام ) و يقع في شرقي المدينة ، و شيد بأمر من نور الدين زنكي رحمه الله .

سادساً ( باب توما )و يقع في الشمال الشرقي ..
و نزل عنده يوم فتح دمشق داهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه .

سابعاً ( باب الفرج ) و يعرف اليوم بباب القلعة ، وهو في الشمال ..
و شيد أيضا بأمر من نور الدين زنكي رحمه الله

و ثامناً ( باب الفراديس ) ويدعى باب العمارة أو باب السلسلة ..
نزل عنده يوم فتح دمشق القائد شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه .

وقديماً كان للمدينة بابان آخران : الأول يدعى باب كيسان ( أو باب بولس ) ..
وهو في الجهة الشرقية بالقرب من الباب الشرقي ، وقد ردم في الأعصر الخالية ، والثاني باب المنجنيق .

×××××

يتبع ...

الآن .. وصلنا إلى مفترق الطرق ..
أمامنا مباشرة و على مد البصر ( سوق مدحت باشا ) ..
أنشأه والي دمشق و يعرف أيضا بـ ( السوق الطويل ) و هو يمتد بموازاة ( سوق الحميدية ) ..
لن نمضي إلى السوق الآن .. بل سننعطف يمينا و نسير في السوق الآخر ..

هذا هو ( سوق البزورية ) ...
و يصل ما بين ( سوق مدحت باشا ) و ( قصر العظم )

ترون الآن المحلات التجارية الصغيرة حولنا عن اليمين و الشمال ( حصار )
و هي تغص بأنواع البهارات واللوز والفستق والفواكه المجففة والأعشاب الطبية ،
وحلويات الأعراس والمناسبات كالسكاكر والشوكولاته والملبس
( طبعا هذا يعد كنزا لعشاق هذه الأصناف )
( أخوي الكريمان نسيم الصبا و عاشق الأندلس .. سوق البزورية يرحب بكما )

على فكرة .. دعونا نسير ببطء شديد .. و نسلم على كل البائعين .. فمن عادتهم هنا ..
أن يقدموا الملبس ( عبارة عن لوز مطلي بالسكر .. و هو لذيذ للغاية ..
أنا شخصيا من عشاقه ) لكل من يمر بهم .. أما ثمن الضيافة ..

لا .. لا تدعوا الابتسامة الواسعة تغيب عن وجوهكم .. فهو ثمن بسيط للغاية ..
فقط سيقولون لكم : صلوا على الحبيب – اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد –

×××××

الآن .. هاقد وصلنا إلى مدخل قصر العظم ..

يمثل هذا القصر النموذج الرائع للبيت الشامي العريق بزخرفته ومرافقه المريحة ،
و يقع بين ( سوق البزورية ) و ( الجامع الأموي )
و سمي بـ ( قصر العظم ) نسبة إلى والي دمشق الذي بناه ( أسعد العظم )

سأدعكم تجولون بين غرفه قليلا ..
على أن نلتقي بعد ربع ساعة هنا .


×××××

يتبع ...

الآن .. سنكمل طريقنا ..
هل الجميع موجودون ؟؟ حسنا .. فلننطلق بين محلات ( المسكية )
هذا السوق الصغير الذي يغص بأنواع العطور الدمشقية القديمة ...
إلى جانب بضائع أخرى عديدة
و هذا المحل إلى اليسار من أبرع من يعد ( الشاورما ) ما قولكم ؟؟؟

وصلنا الآن إلى الباب الرئيسي للـ ( الجامع الأموي ) ..

و سنتحدث عنه قليلا الآن : شيده الخليفة الوليد بن عبد الملك ،
استغرق بناؤه عشر سنوات ....
و قد أخذ الأمويون المسجد النبوي الشريف في المدينة مثالا لهندسة مسجدهم ، ولا سيما التقسيم من الداخل .

يتكون المسجد من قاعة كبيرة للصلاة ، وصحن خارجي واسع ..
وتقسم قاعة الصلاة الداخلية إلى ثلاثة دهاليز متوازية ، أو أروقة متساوية في العرض والارتفاع ..

تفصلها أقواس متناسقة مرفوعة على أعمدة أثرية من الرخام تعود إلى العصور التي سبقت العصر الأموي
وفوق صف الأعمدة هذه نجد صفا آخر من الأعمدة والأقواس الصغيرة .

سقف المسجد مصنوع من صفوف خشبية متتابعة مزخرفة باللون الذهبي ،
وفي طرف سقف قاعة الصلاة وفوق الرواق الأوسط توجد قبة عالية جدا سميت قبة النسر ،
وقد أعطيت هذا الاسم لارتفاعها الذي يشبه ارتفاع عش النسر .

يقع محراب الجامع مباشرة تحت قبة النسر في الرواق الأوسط على حائط القبلة ،
والمحراب مزين بالفسيفساء الملونة ، وعلى يمين المحراب يقع المنبر.

للـ ( الجامع الأموي ) ثلاث مآذن :
تسمى الأولى ( مئذنة العروس ) وتطل على الباحة من الجهة اليسارية ويعود تاريخها إلى العهد الأموي , وتسمى الثانية ( مئذنة اليسوع ) وتقع جنوب الحرم .

للجامع حرم كبير وباحة واسعة , وتغطي الفسيفساء الجدران الداخلية بشكل رائع .
كما يضم المسجد مقاماً مقدساً لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء ..
وهو ضريح يوحنا المعمدان ( أو النبي يحيى ) .

وأمام المدخل الرئيسي لقاعة الصلاة وسط الصحن المكشوف تقع الميضأة، وهي على شكل مثمن، وعلى جانبي البركة في الصحن مبنيان تعلو كل واحد منهما قبة صغيرة .

الآن .. ما رأيكم بركعتين نصليهما في ( الجامع الأموي ) قبل أن نغادر ؟؟
هلم بنا إلى الميضأة .. أجل .. كيف نسيت ؟!!!
هذه هي الميضأة .. و هي على شكل مثمن .. ( أحب أن أتأملها كلما جئت إلى هنا )
×××××

يتبع ...

الآن سنغادر ( الجامع الأموي ) من هذا الباب .. و نسير قليلا ..
و هاهو ضريح صلاح الدين الأيوبي رحمه الله



قاهر الصليبيين و محرر القدس ..
ترى أي شعور ينبض في قلبك أيها البطل و العظيم و أحفادك ضيعوا القدس ثانية ؟؟
رحمك الله يا صلاح الدين ..
فلنقرأ الفاتحة على روحه .. و لعلنا نعود لزيارته يوم نحرر الأقصى و نعيد مجد حطين .
×××××

الآن .. نحن عند ( المدرسة الظاهرية ) .. و التي أنشئت في باب البريد ..



و تولى الملك السعيد بن الملك الظاهر بيبرس البندقداري بناء التربة والمدرسة فيها بعد وفاة أبيه .

مدخلها تحفة فنية بحد ذاتها لما يحويه من التضاد المنسجم ..
بين الحجارة السوداء والصفراء وقطع الرخام بالإضافة إلى المخطوطات الثلاثة المنقوشة عليه ...
فهو من أجمل نماذج العمارة المملوكية في مدينة دمشق ،

ويضم المبنى إلى جانب ما ذكرت .. (المكتبة الظاهرية) التي أنشئت في عهد الوالي أحمد حمدي باشا
و الذي اشترك مع الوالي الأسبق مدحت باشا في جمع الكتب لها ،
فهي الآن عبارة عن مكتبة .. و أي مكتبة !!

و فيها قبر الملك الظاهر بيبرس رحمه الله
فلنزره .. و لنقرأ على روح هذا البطل النادر الفاتحة .
×××××

و هاهي ( المدرسة العادلية ) .. كما ترون هي مجاورة للـ ( مكتبة الظاهرية ) ..
لكنها قد بنيت قبلها .. من بناها هو الملك العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي ، وأكمل بناءها ابنه الملك المعظم

هي تعتبر نموذجا للعمارة الأيوبية من حيث التخطيط ورصانة البناء وتناسب الأبعاد وبساطة الزخارف.
والمدرسة مبنية من الحجر المنحوت وكأنها مصباح على قاعدة منمقة من الخارج ،
وتحتها أربع زوايا مثلثة الشكل ..

أما المدخل الرئيسي فيزينه عقدان متجاوران من المقرنصات ، ويتوجه عقد واحد ..
تحيط بالباب زخارف هندسية سوداء وبيضاء، تمتد حتى نهاية الواجهة، فتمنحها جمالا بسيطا رائعا.

و قد أنشئ فيها ( المجمع العلمي العربي ) الذي أسسه العلامة محمد كرد علي بعد الحرب العالمية الأولى ،
ويعرف حاليا باسم ( مجمع اللغة العربية ) ومقره الجديد في غربي المالكي .

فلنتجول في أروقتها قليلا .. و نلتقي هنا بعد ربع ساعة أيضا ..
×××××

يتبع ...

آمل أن الجميع موجودون !!
الآن سنعود أدراجنا إلى ( سوق الحميدية ) ..
تفضلوا من هنا ..

بالتأكيد تشعرون بالإرهاق رغم سحر الدينة و آثارها ..
على فكرة .. أنتم لم تزوروا الكثير بعد .. لكنني أيضا لن أطيل الزيارة ..
و لا تغضبوا .. لكننا لن نستطيع قضاء الكثير من الوقت هنا ..

المهم .. هانحن ندخل ( سوق الحميدية ) ..



و بما أنكم متعبون فلن أحدثكم عن هذا السوق و نحن وقوف ..
بل سآخذكم إلى مكان بديع للغاية ( خاصة بالنسبة للأخ الكريم نسيم الصبا J .. أنا لم أنس ما ترغب فيه )
هلم بنا .. فلنسر في السوق حتى نصل ذاك المحل ..
ربما سمع أغلبكم باسم ( بكداش ) ..
إنه من أشهر محلات ( البوظة و الإيميء ) في دمشق .. إن لم يكن في سوريا

تفضلوا ..
لا لن نجلس في القاعة الخارجية .. سندخل إلى الداخل ..
الجو هنا أقرب إلى أجواء دمشق القديمةِ القديمة ..
اجلسوا تحت عريشة العنب ريثما يأتي النادل .
هيا بإمكانكم أن تطلبوا ما تشاءون .. – الحساب علي أنا .. لكنني كريمة و أنتم تستحقون –





و الآن نبدأ الحديث عن ( سوق الحميدية ) :

هو أشهر أسواق دمشق القديمة .. يقع مقابل الأسوار الجنوبية للقلعة ( قلعة دمشق )
يمتد من الشرق حيث ( الجامع الأموي ) إلى الغرب حيث كان باب النصر .. هو مواز لـ ( سوق مدحت باشا )



بني في العهد العثماني .. تقريبا في عهد السلطان ( عبد الحميد ) فسمي نسبة إليه ..
تمت تغطيته لاحقا بسقف مقنطر فيه بعض النوافذ الصغيرة التي تخترقها أشعة الشمس .. جدد عدة مرات .

يبلغ طول السوق حوالي ( 600 م ) .. و عرضه تقريبا ( 15 م ) ..
يرتفع حوالي الطابقين و تشغله محلات منوعة أهمها محلات الأقمشة الشهيرة ..

و أظن أنه من الصعب أن تدخل أحد هذه المحلات ثم تخرج من غير أن تشتري شيئا ..
فغالبا ما يكون البائع ( دمشقي عتيق ) .. أي أنه بارع في جعلك تشتري دون أن تشعر ..
و المحلات تبيع كل شيء .. كالمناديل و الجلديات و الحلويات و المرطبات و النحاس المزخرف
و النحاس المزين بالفضة .. و المصنوعات اليدوية .. و المجوهرات و الذهب و المشغولات الفضية ..
و الكتب أيضا .. و غير ذلك الكثير .

الآن .. و بعد أن نستريح قليلا .. لديكم ساعة كاملة ( نظرا للزحام ) كي تتجولوا في السوق ..
ثم نلتقي ثانية أمام محل ( بكداش ) لنواصل الجولة .. اتفقنا ؟؟

×××××

يتبع ...

هيا .. الجميع هنا ؟؟ فلننطلق ..
سنسير في ( سوق الحميدية ) .. ثم نكمل قليلا في هذا الشارع ..

و هاهي ( قلعة دمشق ) التي اشتهرت كأحد أهم معالم مدينتي العريقة ..



بناها تاج الدولة تتش السلجوقي في الزاوية الشمالية الغربية من المدينة القديمة ضمن سور يحيط بها .

تضم القلعة بيوتاً وحمامات وجوامع ومدارس فقد كانت مدينة داخل مدينة ..
و حولها خندق عرضه حوالي عشرين مترا ولها أربعة أبواب :
أشهرها ( باب الحديد ) في سورها الشمالي وكان له جسر فوق بردي ..
ثم باب ( جسر الخندق ) الشرقي .. وهو الباب الرئيسي لأنه يفتح في المدينة ..
و ( الباب الغربي ) أو ( باب السر ) عند جادة ( السنجقدار ) ..
والذي كان السلاطين والأمراء يدخلون منه سرا ويخرجون ،
وأخيرا باب ( السر الجنوبي ) الواقع أمام ( دار السعادة ) والمغطى بمبانى ( سوق الحميدية ) ،

و ( للقلعة ) أيضا اثني عشر برجا موزعا في أطرافها .
و قد تعرضت للعديد من الكوارث ..
كهدم بعض أجزائها نتيجة الزلازل أو العمليات الحربية وغير ذلك في عهود شتى ..
منذ زمن الأيوبيين والتتار والمغول ، وكذلك في عهد المملوكي والعثماني .

كما شهدت إقامة عديد من السلاطين والملوك والأمراء والولاة فيها :
كنور الدين محمود زنكي ، وصلاح الدين ، و الظاهر بيبرس .. و غيرهم .

قلعة رائعة .. تعد من أجمل الأمثلة على الهندسة العسكرية الإسلامية ..
و قد اهتم بها كل من حكموا دمشق إذ أنها من أهم أسلحتهم للدفاع عن المدينة .

هل تودون أن تتجولوا هنا قليلا ؟؟ نلتقي بعد ربع ساعة في نفس هذا الموضوع ..



×××××

الآن سنمضي .. هذا الشارع هو ( شارع النصر ) .. و هذه هي ( محطة الحجاز ) ..
منها ينطلق القطار إلى الزبداني ( ليس قطارنا طبعا ) .. و هي منطقة جميلة جدا ..
بناء المحطة جميل جدا .. سواء من الخارج أو الداخل .. إنها كالتي نشاهدها في الأفلام القديمة



سنستمر الآن في سيرنا ..

و هانحن نطل على جامع ( التكية السليمانية ) ..



بينما نتجول فيه سأحدثكم عنها :
بناه السلطان العثماني سليم الأول .. و يعد نموذجا رائعا لفن العمارة العثمانية .
شيد في مكان قصر السلطان الظاهر بيبرس ..
و تعد مئذنتا الجامع الجزء الأكثر روعة و جمالا ..

ينقسم الجامع إلى قسمين : التكية الكبيرة والتي تضم الجامع والمدرسة , والتكية الصغيرة والتي تضم الباحة والحرم المحاطة بالغرف والليوانات والتي تشكل الآن سوق المهن اليدوية .

و فيه حاليا يوجد المتحف الحربي ..
تجدون بين غرفه حجرات فيها أسلحة قديمة .. و أخرى حديثة ..
و بعض الخرائط المجسمة لمناطق عديدة من سوريا ..
و هناك بعض الرايات التي تعود لقواد مشهورين .. منها الأصلي و منها مقلد ..

سأدعكم ساعة تجولون فيها هنا .. فـ ( التكية السليمانية ) تستحق أكثر من ذلك .



و لا تنسوا المرور على سوق الأشغال اليدوية .. أيضا في الخلف تجدون مكانا لصناعة الزجاج ..
ما عليكم إلا أن تحددوا الشكل الذي تحبون و سيصنعه الصانع أمامكم مباشرة ..
أتمنى لكم وقتا ممتعا .. نلتقي هنا بعد ساعة .. لا تنسوا

×××××

الآن .. إلى ( المتحف الوطني ) .. هو ذا البناء الرابط هناك أمامنا ..



لكن قبلا .. تعالوا نقف على هذا الشارع و نطل من هنا .. هذا هو بردى ..
لكن كما أخبرتكم .. المياه الجارية شحت إثر الاستخدام المكثف لمياه النبع ..
على فكرة .. يطلق على النبع الذي يتفجر منه بردى اسم ( نبع الفيجة ) باللهجة العامية هنا ..

تعالوا الآن إلى ( المتحف الوطني ) ..
سأحدثكم عنه :
يعتبر الأجمل من نوعه في العالم ..
ويضم آلاف التماثيل والطوابع والمجوهرات والأسلحة والمنحوتات
إضافة إلى قطع الفسيفساء والزجاجيات والنقود المتنوعة .
وللمتحف عدة أقسام :
أولاً : قسم الأثارات الشرقية ويحتوي على أبجدية أوغاريت وتماثيل ذهبية وفضية وعاجية
ثانياً : القسم الإسلامي : وفيه واجهة قصر الحير الغربي بالإضافة إلى الزجاجيات والأسلحة والنقود
ثالثاً : قسم الفنون : ويضم أعمال للفنانين سوريين معاصرين .

لن أزيد على ذلك كثيرا .. تجولوا و تمتعوا .. و نلتقي بعض ساعة و نصف هنا ..
فالمتحف واسع جدا ..

×××××

يتبع ...

الآن ستعذرونني .. فما عاد يمكننا البقاء كثيرا ..
في نهاية رحلتنا .. سنركب ( سرفيسا ) يأخذنا إلى الجبل .. إلى ( قاسيون )
هيا بنا ..

×××××

قاسيون .. أغنية دمشقية حالمة ..
و الغروب .. يرسم فتنته بين صخور الجبل ..
ما أجمل أن تحيط مدينة كدمشق بعينيك !



ما أجمل أن يودعك الغروب .. و قاسيون !

انظروا .. هناك على البعد .. تلك الأضواء هي ( سوق الحميدية ) ..
و هنا .. هنا ( ساحة الأمويين ) .. من أكبر ساحات دمشق ..
و ذاك هو ( الجامع الأموي ) ..
أظنكم تعرفون الآن أين هي الأماكن التي زرنا ..

أنتم تنظرون إلى دمشق من عل .. هي ترنوا إليكم ..
تودعكم بنسيمها العليل .. بغروبها الفاتن .. و بأضوائها المتراشقة



ربما هي رحلة من نبع الخيال .. لكن المدينة تهمس لكم .. تنتظر زيارة في زمنها و زمنكم ..
هل ستأتون .. هل ستداعب أقدامكم تراب المدينة ؟؟
الجواب بين أيديكم .. و عينا المدينة تنتظر مصافحة عيونكم ثانية ..

ها قد غربت الشمس .. فلنودع دمشق .. فلنودع صلاح الدين .. نور الدين زنكي ..
فلنودع آثار سيف خالد .. جواد أبي عبيدة ..
و لنودع الظاهر بيبرس .. بطل المماليك .. و لنودع ابنه ..

لن نقول كما قال هرقل ( وداعا يا سورية .. وداعا لا لقاء بعده )
بل نقول ( إلى اللقاء يا دمشق .. إلى لقاء قريب بإذن الله )

و لنغني لها :
من قاسيون أطل يا وطني ××××× و أرى دمشق تعانق السحبا

هلم بنا إلى القطار .. فقد بدأ يتململ ..
و للأمانة أخبركم .. نحن لم نزر الكثير من دمشق .. لكن .. ما باليد حيلة !!

×××××

أتمنى أن الرحلة راقتكم .. و أتمنى أن عشاق الشوكولاته و الآيس كريم وجدوا بغيتهم
هانحن نعود إلى واحتنا الجميلة ..
فلنستمع قي طريق عودتنا لهذه الأغنية الجميلة :
http://music.6arab.com/saba7-fa5ri..fil-amandeh.ram

بإذن الله هنالك رحلة أخرى ..
أنتظر مرافقتكم لي ..

تحياتي و خالص المودة
غموض