أحدث المشاركات
صفحة 14 من 17 الأولىالأولى ... 4567891011121314151617 الأخيرةالأخيرة
النتائج 131 إلى 140 من 165

الموضوع: أدعوكمْ أحبّتي للسّفر معي إلى قبيلـة بني عامـر، وزادُنـا الشعرُ والنثـرُ ..

  1. #131
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحية قطفتُها من قلبي

    نورا الغاليـة،

    سعيدةٌ بمتابعتـك، باركَ ربّي بكِ وبقلبكِ الطّيب ..
    ممتنـة للصورة التي أرفقتِها بردّك، وللأبيات التي قطفتِها من حديقة قيسٍ ..

    لكِ عميقُ تقديري واعتزازي بكِ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقـة من الورد والندى

  2. #132
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحيـة منقوشة على شجر اللوز

    كريم الحرف والخلـق محمد ابراهيم الحريري،

    باركَ ربّي بكَ وبدعائكَ الكريم أيها الكريم الطيّب، واللـهِ لاأجدُ الكلماتِ الكافية التي توفيّك حقك وحقّ حروفك التي أعطتني أكثـر مما أستحقّ ! كلّ ما أتمناه أن أكون دوماً عند حسنِ ظنّك بي ..أكرمكَ ربّي في الداريْن .

    أمّـا عن الرحلـة، فواللـهِ أعيشُ أيضا الأحداثَ والتفاصيلَ واقعاً، وأحسّ بكل ألمٍ ينبضُ بقلبِ قيسٍ أو بقلوبِ أحبّتـي، وأتوقُ من كل قلبي إلى نهايةٍ سعيدةٍ تجمعُ الشتيتيْـن ..وأكادُ أرى ليلـى تحترقُ شوقاً للقـاءِ قيسِها الذي ظنّته قدْ قضى كمداً ..

    أمّـا عنْ عرضِك الكريم فكيفَ لاأقبـل؟؟ وهل يُرَدُّ الكرامُ أمثالكَ ؟؟؟ باركَ ربي بك ورزقكَ الخيراتِ في الدنيا والآخرة .

    الرحلـة شارفتْ على الانتهاء بإذن اللـه.. أمّا عن سؤالك الأخير سيدي، فلن نكتفي بضيافة القبيلـة، بلْ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي .... لاأحبّ أن أحرقَ الخطوات القادمـة .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بوركتَ وبوركَ حرفكَ المدرارُ ماشاء اللـه ..واللـه إن حرفي لايفي حرفكَ السامقَ حقّـه ..
    تقبّـل عميقَ تقديري وامتناني واعتزازي بك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقـة من الورد والندى


  3. #133
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحيـة ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحيـة قطفتُها من قلبي

    سحر الغاليـة،

    سعيدةٌ بكِ وبمتابعتكِ ..
    شكراً لكِ من القلـب .. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    وحفطكِ ربّي من كل سوءٍ

    لكِ قلبي وألف باقة من الورد والندى نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #134
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحيتة تعبق بالأريج

    واللـهِ يا عادل، شعره الرائع المطرّز بالألم هو ما دفعني لرحلـة كهذه عبر الزمن، نعيشها حلماً وواقعاً أيضاً ..كلّما كنتُ قرأتُ شعره في أمهات الكتب، وصافح قلبي ما حدث له ولليلـى، أكاد أموت حزناً عليهما ..كانا ضحية تقاليد القبيلة ! أتمنى من كل قلبي أنْ تمنحَ رحلتُنا لروحيْهما السكينةَ والفرحةَ.

    بارك ربّي بكَ ..وبكل ماتثري به شرفةَ رحلتنا أنت والأحبـّة ..

    تقبّل عميقَ تقديري وامتناني نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقة من الورد والندى

  5. #135
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي

    كانَ لابدَّ مِنَ التحدّث إلى ليلـى، حتّى وإن عرّضتُ حياتي للخطر ..أرى النّوقَ ترعى في أرضِ القبيلـةِ آمنـةً مطمَئِنّـة، لايشوبُ خطوَها وجـعٌ، بينما يتّقِدُ بقلبي وبقلب قيسٍ وليلاه وجعٌ أكبرُ وأعظـم..

    أمْ أنكِ أنتِ أيضاً أيتُها النّوقُ، تبحثينَ عن الأمانِ الذي اغتيلَ فيـكِ، تبحثينَ عنِ أحلامكِ التي سُرِقَتْ منكِ جهاراً، تبحثينَ عنْ ترياقٍ تداوينَ به قلبَ العاشقيْـنِ المعذّبَيْن وقلبي ؟؟؟


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    كانَت الشمسُ تراقبني عن كثبٍ، حتّى خِلتُ أنّها عينٌ من عيونِ القبيلـة، تنتظرُ الفرصةَ السانحةَ كيْ تخبرَ القومَ بما أُزمِعُ عليه. لكنّني مطمَئِنّةٌ، أتمسّكُ بأهدابِ رحمةِ ربّي، فهوَ مَنْ سيُخرِسُ صوتَها حالَما ترحل إلى بيتها مساءً، وهي تتأبّطُ الخيبـة ..كمْ أحنُّ إلى مناجاةِ القمـر والنجوم !

    وبينما أنا أتفقّدُ المكانَ مِنْ حولي، لمحتُ رجلاً من رجال القبيلة خارجَ خيمته الصغيرة المنصوبة، ينظرُ إليّ من بعيدٍ وكأنّه يُخفي حروفاً أصَرّتْ على الولادة . اقتربتُ منـه والحذرُ قنديلٌ أشعلْتُـهُ بصدري، خشيةَ أنْ يفضحَني الفضول.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    سألتُـه :

    - سيدي، هلْ تذكرني ؟؟ تعرفني ؟؟ أراكَ تحدٌُّقُ فيّ مذْ خرجتُ وأحبّتي من خيمةِ شيخ القبيلـة .

    نظرَ إليّ طويلاً وكأنّه يتخلّصُ مِنْ صمتِه المرّ أو من خوفه الراقد بأعماقه، ونظرَ حولـهُ هنا وهناك، والعرقُ يتصبّبُ مِنْ جبينـه خوفاً، ثمّ قال :

    - نعم .. أذكركِ ..أنتِ مَنْ هرَبَ ليلـة زواج ليلى، أنتِ مَنْ أهدروا دمها لأنها تغنّتْ بعشقها شعراً ونثراً.. وهلْ ينسى أحدُنا تلكَ الأيام والمآسي ؟؟ مازلنا نذرفُ الدمعَ والحسراتِ على ماكانَ بلْ .. وعلى ما قدْ يكون .

    وأطرَقَ، والأحزنُ تسقطُ مِنْ ملامحِـه تتْـرى واسترسلَ قائلاً :

    - وكأنّي بأسئلةٍ تختلجُ في جوانحك، تريدين السؤالَ عنْ أهلكِ أمْ عنْ ليلـى رفيقةِ عمركِ أمْ عن أمرٍ آخـرَ؟؟؟

    كانتْ حروفُه إبراً غرسها في قلبي المكلوم، فنزفَ دماً بينَ يديّ .
    مُذْ دخلنا القبيلةَ وأنا أقاومُ أشواقي لأهلي الذينَ لمْ أرَهمْ مذْ سنينَ، أتناسى لوعتي خوفاً مِنْ أخبارٍ تقضُّ مضجعي وتغتالُ هدْأَتي . هلْ مازالوا أحياءً أمْ أنّ أجسادَهمْ الطاهرةَ قدْ واراها الثَّرى؟؟ هلْ ظلَّـتْ أرواحهمْ معذَّبَـةً بغيابي حتّى ذوَتْ !؟؟ لمْ أجرؤْ على سؤالِ أحدِهمْ، خوفاً مِنْ غصّةٍ تستعمرُ كبدي فتُفنيني، لكنْ..كيفَ الهروبُ من القدَر ؟؟؟ باتَ لزاماً عليّ أنْ أواجـهَ الحقيقـة، فعاجلاً أمْ آجلاً سأنتصرُ على صمتي لأسقطَ صريعةَ الشوق والحنيـن .

    لقدْ فتّـحَ هذا الرجلُ جراحاً بذلتُ جهدي لتهدئتِها، وحرّكَ أشواقاً دثّرتُها بالمُزنِ كيْ تهدأ وترقدَ، ولكنْ هيهـات ! هاهي تشتعلُ من جديدٍ فتُشعِلُني معها، وتُشعلُ أسئلةً حيرى نبتتْ على شفتيَّ فأحرَقَتْهُمـا..اقتربتُ منه أكثرَ وسألتُه، والارتعاشةُ تصفعُ محيّاي وجوارحي :

    - رجاءً أخبرني عنْ .. أهلي، والدي، والدتي، أخوتي و..

    ويبسَ الحرفُ في حلقي ولمْ أستطعْ أنْ أكمـلَ، ولحسنِ الحظِّ أنّ الرجلَ كانَ طيّبـاً فأجابني على الفور:

    - والدكِ مازالَ حيّاً، إنه بخيمته لايفارقها مذْ رحلتِ، وأخوتكِ قدْ خرجوا في رحلـةِ صيدٍ منذُ أسبوعيْن . أمّـا والدتُكِ فقدْ .. توفيتْ حزناً على فراقـك، توفيتْ بعدَ رحيلكِ بأيام قلائلَ فقطْ .

    وشعرتُ بأنَّ الدنيا أظلمَتْ، وبأنّ الليلَ قدْ تهاوى على كتفيّ يعاقبني، يحاسبني على مؤازرتي للقمـر في لحظاتِ وجعه، أوْ على إنصاتي لهمسِ النجومِ التي كانتْ تحرسني من العذّالِ ومِنْ سارقي الحلم، أوْ على تمسّكي بالحبّ العفيف الذي أزهرَتْ بينَ حناياهُ سنينُ عمري .

    بحَّ الصوتُ في صدري حتّى خُيِّـلَ لي بأنَّني أخرسْتُ أوتارَه ! لمْ أعدْ أُبْصِرُ غيرَ شمسٍ تشقُّ جيوبَها حِداداً، غيرَ ليـلٍ يستعدُّ لإحياءِ حفلِ دمعٍ لايفنـى .

    فتحتُ عينيّ بعدَ برهةٍ من الزمن، خُيِّلَ إليّ أنها سنينٌ عجاف اعتكفـتْ بذاكرتي، وجدتُ نفسي مستلقيةً على فُرُشٍ بخيمةٍ متراميةِ الأسرار، مُغْرِقَـةٍ في الصمتِ، وحولي الذكرياتُ تتراقصُ متغنّيةً بروحِ حبيبتي الراحلـة .

    انهملتْ دموعي حرّى تجلدُني جَلْداً، وأنا أتهاوى على حزني، أنفضُ عنْ وجهِ والدتي الراحلـة ماعلِقَ بـهِ مِنْ أشواق، لأجدَ ابتسامتَها تُلقي عليّ تحيةَ الحبّ والعطـاء ..

    وبينما أنا غارقةٌ في مناجاةِ طيفِهـا، دخلتْ عليّ الخيمةَ فتـاةٌ نقشَ الدهرُ على تقاسيمِها حكاياَ الدهشة، ورسمَ الوجعُ على محيّاها شحوباً يقتاتُ منْ لونِ الغروب. كانت تسترقُ النظرَ إليّ وهي تنتزعُ انتزاعاً بسمةً صغيرةً، بسمةً ربما لم تتجاوزْ السنتينِ من عمرِهـا .

    جلستْ قربي، وهي تحملُ بينَ أناملها جَرّةً منَ اللبن، فابتدرتُها بالحديث بعدَ أنْ حفَرَتِ الصمتَ على قلبي :

    - ألستِ ... ليلـى ؟؟؟ بلى بلى أنتِ هي وربّي !! أنتِ ليلـى !!

    وتعانقنا وماءُ الشؤونِ يهطلُ مِنْ مقلتيْنا مدراراً كسنينِ عذابنـا، كأوراقِ عمرِنا التي تساقطَتْ بينَ سطورِ النّوى، كأشواقنا لأهلنا وأحبابنا.

    قدّمَـتْ ليلى اللبنَ وهي تربّتُ على كتفي :

    - لقدْ أغميَ عليكِ حينَ علمتِ بخير رحيلِ والدتكِ، أخبرني المنذر: الرجل الذي كنتِ تتحدثينَ إليه، فسارعتُ إليكِ، ونقلناكِ إلى خيمتي .

    - أُغميَ عليّ ؟؟؟! آهٍ ليلـى، ماكنتُ أعلمُ أنّ حبيبةَ روحي قدْ رحلتْ، آهٍ ليلـى كمْ يقتلنا الفراق !! أحنّ إليها وإلى ذراعيْها، إلى خصلاتِ قلبها وهي تخبّئُ خوفي، تداعبُ أمْني وأماني ! الآنَ فقطْ أدركتُ لماذا كان طيفُها يزورني كلّما جلسَ القمرُ إلى جانبي متخفّياً، كلّما نزلت النجمةُ الأولـى مِنْ بيتها كيْ نسهرَ معاً على شموعِ الذكرى. كانَ طيفُها بالقربِ منّي دائماً، يحرسُ مضاربي منَ المخاوفِ، يطبعُ على جبينِ قلبي قبلةَ حنانٍ ورضـاً. وأنتَ ياوالدي، ماذا فعلَ الزمانُ بك ؟؟ ماذا صنـعَ بُعدي عنكَ يا حبّة القلب؟؟!

    وأنتِ يا ليلـى، يا رفيقةَ الدرب وشقيقةَ الروح، ماذا فعلَ الزمانُ بكِ ؟؟ أيّ عذابٍ حفرَ اسمكِ على صفحاتِ التاريخِ مأساةً ثمِلـة ؟؟؟

    ألمْ تعلمي بوجودنا بالقبيلـة ؟؟ قدِمْتُ وأحبّتي من قبيلـة "رابطة الواحة الثقافية" من أجلِكِ . قيسٌ هنا ! ألمْ يخبركِ أحدٌ بذلك ؟؟ ألمْ يخبركِ قلبُـكِ بأنَّ توأمَـهُ وإلفَـه هنا ؟! أمْ أنّ زوجكِ ورْداً قدْ منعـكِ وحجبكِ عنّا ؟؟ تحدّثي ليلـى أرجوكِ ! أستحلفكِ باللـه !

    قامتْ ليلـى مِنْ مجلِسِها والدموعُ تطلّ مِنْ محاجرها، نظرتْ إليّ نظراتٍ حبلى بالوجع:

    - أحنُّ إلى أيامنا بالقبيلة، إلى الفرحةِ التي كانتْ تلعبُ معنا قربَ البئر، أتذكرين ؟؟؟ لاأستطيعُ أنْ أكملَ حديثي هنا، الخيمةُ تخنقُ أنفاسي وتزهقها، آهٍ كمْ بُحتُ لهذه الخيمةِ بحكايا الشوق والشجن ! هي وحدها التي كانتْ ترثي لحالي، وهي وحدَها أيضاً مَنْ ظلّتْ عيناً لزوجي، تحرسُ حركاتي وسكناتي، إنْ اشتعلَ بقلبي الشوقُ تخبر ورداً حتّى تشقّقَ عمري وتفتّتتْ أوراقـُه !

    وأجهشتْ في البكاء، حاولتُ أنْ أهدّئَ من روعِها قليلاً ..ثمّ خرجنا خارجَ الخيمةِ هاربتيْنِ مِنْ ذكرياتٍ تعتّقَتْ هناك، مِنْ شجونٍ كانتْ توسِعُ القلبَ النابضَ ضرْباً، فقالتْ لي ليلـى وهي تتأبّط ذراعي خوْفاً :

    - انظري إلى هذه الصحراء متراميةِ الأطراف، قدْ رتَّبَتْ صمتَها وتزيّنَتْ بالخرسِ المقيت، قاحلـة قاسية كقلوب مَنْ في القبيلـة ..انظري ! كان قلبي شاحباً مثلَ الصحراء، جافّاً لاتزوره الحروفُ إلاّ لماماً، لاتزورهُ إلاّ حينَ يزورني طيفُ الحبيب قيسٍ ..آهٍ قيس ! ماأزالُ على عهدِكَ وهواكَ محفورٌ بقلبي، أقولُ ما تقـول، ألستَ أنتَ القائـل :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    لقد ثبتت في القلـب منـك محبـةٌ
    كما ثبتت في الراحتيـن الأصابـعُ 1

    انظري إلى هذا القبرِ الذي تتراقصُ حولَه الأشواق، أعرفتِ قبرَ مَنْ هذا ؟؟ إنه قبرُ عاشقـةٍ أحبّـتْ مثلنا، لكنّهمْ سرقوا أحلامها كيْ ينحروها على موقدِ أعرافِ القبيلـة، قتلوها ظلماً حينَ أبتِ الزواجَ من غير مَنْ تهوى، بينماَ أهدروا دمَ حبيبِها الذي هامَ على وجهه حتّى قضى شوقاً، ودُفِنَ هو في مكانٍ تتعاورُه الرياحُ وتحرسه طيورُ الجوارحِ .

    - أجل أذكـر أنّني وأحبّتي مررْنا بقبرٍ ونحنُ في طريقِنـا إلى هنا، أخبرنَا قيسٌ أنّه لعاشقٍ من قبيلة بني عامرٍ أيضاً، وأنّ حبيبتَه قضتْ هي الأخرى ودُفِنَتْ بعيداً عنه.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    - انتظري ! هل تسمعينَ ؟؟؟ إنـه صوتُ قيـسٍ !! إنـه قريبٌ منّـا ..لاأصدٌّق نفسي ؟؟ لكنّني لاأراه، أينَ هو ؟؟!
    كانَ الصوتُ متهدّجـاً مغرورقاً بالشجن، يصل إلينا عبرَ الأثير مضمّخـاً بالشوق :



    أُحِبُّك حبّاً لو تحبِّين مثلَه
    أصابك منْ وَجْدٍ عليَّ جنونُ
    قتيل من الأشواقِ أمّا نهارُه
    فباكٍ وأمّا ليلُه فأنينُ 1

    - أجل ليلـى، هذا صوتُ قيسٍ، انظري إلى هنـاك ..هو جالسٌ ومحمد ابراهيم الحريري ينشدان شعراً، وهذا صوتُ الحريري :


    إني رأيتك بيـن الغيـد بالخيـم
    لـم تكتـرث بنـداء رقَّ للقلـم
    ليلى وأنت وآرام بهـا اكتملـت
    موسوعة العشق بين الآه والنغم 2

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    ----- يُتبَـعُ بإذن اللـه -----


    --------------------------
    1- 1 من شعر قيس بن الملوّح
    2- من شعر محمد ابراهيم الحريري

  6. #136
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي

    وهاهو قيسٌ بن الملوح يشدو لحبيبته ويبدأ رحلة الجنون ...

    أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
    فأصبح مذموماً به كل مذهب
    خَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباً
    يضاحكني من كان يهوى تجنبي
    إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى عَقَلْتُ وَرَاجَعَتْ
    روائع قلبي من هوى متشعب
    وقالوا صحيح مابه طيف جنة
    ولا الهمُّ إلاَّ بِافْتِرَاءِ التَّكّذُّبِ
    وَلِي سَقَطَاتٌ حِينَ أُغْفِلُ ذِكْرَهَا
    يَغُوصُ عَلَيْها مَنْ أرَادَ تَعَقُّبي
    وشاهد وجدي دمع عيني وحبها
    برى اللحم عن أحناء عظمي ومنكبي
    تجنبت ليلى أن يلج بي الهوى
    وهيهات كان الحب قبل التجنب
    فما مغزل أدماء بات غزالها
    بِأسْفَل نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وَحلَّبِ
    بِأحْسَنَ مِنْ لِيْلَى وَلاَ أمُّ فَرْقَد
    غَضِيضَة ُ طَرْفٍ رَعْيُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
    نَظَرْتُ خِلاَلَ الرَّكْبِ فِي رَوْنَقِ الضُّحى
    بِعَيْنَيْ قُطَامِيٍّ نَما فَوْقَ عُرْقُبِ
    إلى ظعن تحدى كأن زهاءها
    نَوَاعِمُ أثْلٍ أوْ سَعِيَّاتُ أثْلَبِ
    وَلَمْ أرَ لَيْلى غَيْرَ مَوْقِفِ سَاعَة ٍ
    بِبَطْنِ مِنى تَرمِي جِمَارَ المُحَصَّبِ
    فأصبحت من ليلى الغداة كناظر
    مَعَ الصُّبحِ في أعقاب نجْمٍ مُغرِّب
    ألاَ إنَّمَا غَادَرْتِ يَاأمَّ مَالِكٍ
    وَيُبدِي الحصى منها إذا قَذَفَتْ بي
    حَلَفْتُ بِمَنْ أرْسى ثَبِيراً مَكانَهُ
    عَليْهِ َضَبابٌ مِثْلُ رَأْس المُعَصَّبِ
    وما يسلك الموماة من كل نقصة
    طليح كجفن السيف تهدى لمركب
    خَوارِج مِنْ نُعْمَانَ أوْ مِنْ سُفوحِهِ
    إلى البيت أو يطلعن من نجد كبكب
    لقد عشت من ليلى زماناًأحبها
    أرى الموت منها في مجيئي ومذهبي
    ولما رأت أن التفرق فلتة
    وأنا متى ما نفترق نتشعبِ
    أشارت بموشوم كأن بنانه
    من اللين هداب الدمقس المهذبِ

  7. #137
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخت الأديبة أسماء ..
    السلام عليكم ورحمة الله ..


    لا أزلت أمسك أنفاسي .. أخشى أن يهتز الحرف منها .. فيقلق الحلم ..
    أسمع صوتك .. يروي الحكاية ..
    لم أستطع أن ألحق بدمعة تدحرجت .. فأمسكها .. إلا تبعتها أخت .. ثم انهمرت ..
    تزكي الدمعة أختها ..

    أتعبتني يا أسماء .. صحراؤك وقيظ حرها .. والقفار التي طويتهـا ونحن نلحق بك .. نتبع آثار الحرف .. وسهر الليالي .. وهمس الشوق والوجد .. يوقظ جراحا غافية منذ زمن .. تدثرت بالحزن واستكانت ..

    أتعبتنا ولكن الشوق يهون مشقة الرحله .. كم أتمنى أن تنتهي الرحلة فتستريحي .. وأتمنى أن يستمر هذا البوح ..

    أبقى في انتظارك دوما .. أترقب .. ترى متى تطلي علينا ..

    سأتبع آثار الحرف خلفك .. ولن يصيبني الضجر ..
    بانتظارك .. حتى تأتينا .. عن ليلى بالخبر ..


    ما أروعك .. وما أجمل الحلم معك ..
    دمت عزيزتي بخير ..

    تحياتي .. أرسلها مع نجمة .. تضيء ليل السهر ..
    دخـــــــــــــون
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  8. #138
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحيـة مكتوبة برحيق الورد

    عـادل ..

    ممتنـة لأبياتِ قيسٍ التي ستكون زادنـا بالرحلـة، قدْ وظّفتُ مطلعَها بإحدى الشرفات، وسأوظّف بإذن اللـه الأخرى ..

    بوركتَ وسلمتَ لنا دوماً .. وبوركت روحا قيسٍ وليلـى ..

    لكَ عميقُ تقديري وامتناني نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقـة من الورد والندى

  9. #139
    الصورة الرمزية أسماء حرمة الله شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    الدولة : على أجنحــةِ حُلُــم ..
    المشاركات : 3,877
    المواضيع : 95
    الردود : 3877
    المعدل اليومي : 0.56

    افتراضي تحية ورد

    وعليك السلام ورحمة اللـه وبركاته

    تحية نقشتُـها على شجر اللوز

    دخون العزيزة،

    بوركتِ أختاه وسلمتِ، لاأدري كيف أشكركِ على ماأغدقتِ به عليّ من رقيقِ الحرف وجميل المعنى، وأراني لاأستحقّ ذلك بحقّ ..بارك ربّي بك وأسعدكِ دوماً يا دخون .
    ماكنتُ لأتأخّـر عن الشرفات لولا ظروفي الصحية، سنكونُ مع قيسٍ وليلاه ومع أحبّتـنا مرة أخرى لنكملَ سفرَنا ..ولتنتهي الرحلة بإذن اللـه والفرحـةُ تتراقصُ بمحيّاكِ .

    مرة أخرى أشكركِ على رقيقِ حروفك ..
    وأحلـى وأبهـى تحية أرسلها لكِ مع القمـر الساهر ومع نجومه الحانيات ..
    تقبّلي عميقَ تقديري ومحبّتي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقـة من الورد والندى

  10. #140
    الصورة الرمزية عادل العاني مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jun 2005
    المشاركات : 7,783
    المواضيع : 246
    الردود : 7783
    المعدل اليومي : 1.13

    افتراضي

    وها هو قيسٌ تتصارعُ في نفسهِ الرغباتُ , ويعلنُ استسلامَهُ الكاملَ للحبِّ الذي كادَ أن يقتلَهُ , ويسقيَهُ كأسَ الموتِ , ويعبِّرُ عن رغبتهِ في أنْ ( يقبرَ ) قبل مماتهِ

    لَقد هَمَّ قيسٌ أنْ يَزجَّ بِنفْسِهِ
    ويَرْمِي بها مِنْ ذُرْوَة ِ الجَبَلِ الصَّعْبِ
    فلا غروَ أنَّ الحبَّ للمرءِ قاتلٌ
    يقلِّبُهُ ما شاءَ جَنْبَاً إلى جَنْبِ
    أنَاخَ هَوَى لَيْلَى بِهِ فَأذابَهُ
    ومنْ ذا يطيقُ الصبرَ عن محمَلِ الحبِّ
    فيسيقهِ كأسَ الموتِ قبلَ أوانهِ
    ويُورِدُهُ قَبْلَ المَماتِ إلى التُّرْبِ


    فهل هي رغبةٌ عندهُ أمْ هو قرارٌ أن يقدمَ على أمرٍ ما, أمْ نتيجةٌ حتميّةٌ يعرضُ لها ؟

    وما زلتُ أبحثُ عنه بين الخيامِ في مضاربِ بني عامرٍ لأعرفَ منهُ الحقيقة ...

صفحة 14 من 17 الأولىالأولى ... 4567891011121314151617 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. إلى أحبتي.. فلذات أكبادي ... أبنائي رعد ، فهد ،ندى،محمد،بدر للشاعر بشار ابو صلاح
    بواسطة بشار ابو صلاح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-07-2010, 12:08 PM
  2. رحبوا معي بالأديبة الباسقة عبير بني نمرة
    بواسطة فاطمة جرارعة في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 24-09-2008, 12:05 AM
  3. إلى عــادل الواحة ..وكل أحبتي أهل العراق ..إليكم يا جرح الزمن العميق !
    بواسطة نورا القحطاني في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 21-05-2006, 10:45 PM
  4. رحبو l معي أحبتي بالعضو الجديد و العزيز علينا ....تبراك
    بواسطة بن عمر غاني في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-06-2003, 12:26 PM