عوض سعيد

عوض سعيد


- مات عمك قبل أن تولد .
- – رحمه الله - .
- اسميتك على اسمه " عوض ".
- أبي قال لي هذا من قبل .
- أبوك ؟!
- نعم . قال أن جدك هو من اسماك على اسم عمك .
- نعم أنا من اسميتك .
- علمت لما تنادوني " عوض سعيد " .
- نعم اسم" عوض سعيد" سيظل .
- لكن أنا اسمي "عوض أحمد".
- عمك كان من أقوى الرجال بالبلده.
- نعم رأيت صورته وهو يستعرض عضلاته المفتولة .
- اشرب الشاي .
- ..................
- زد كوبي من السكر.
- ..................
- الله...... مثــل عمك تماماً صانع ماهر للشاي .
- جدي .. أنت من صنعته وليس أنا .
- لكنك من أضفت إليه السكر .
- عمك كان بطلاً الكل يهابه .
- قالت لي أمي أنها كانت تهابه أكثر من أبي .
- أمك" سيدة" كانت ترتعد منه .
- أمي ليس اسمها "سيدة" بل هذا اسم جدتي .
- آه .. ذلة لسان لا تؤاخذني.
- ماذا كان يعمل ؟
- ألا تعرف ؟!
- لا.
- نسيت عملك ؟
- جدي أنا بالدراسة لا أعمل .
- آه.. نسيت.
- ما ذا كان يعمل ؟
- كان من أمهر المزارعين .
- كان مثلك إذاً.
- نعم وستكون مثله .
- لا يا جدي .. أن أريد أن أكون معلماً.
- ستكون مثله .
- لا مانع أنا أساعدك بالحقل و أدرس في نفس الوقت .
- هو كان يساعدني كثيراً.
- يرحمه الله .. سمعت كثيراً عن شهامته من رجال البلدة .
- أين زوجتك تأخرت بالغذاء؟
- زوجتى ؟! أنا لم أتزوج بعد .
- أليست "ليلى" زوجتك ؟
- ليلى هي زوجة عمى .
- لكنك تضربها كثيراً .
- أضربها ؟!
- جدي هل أنت مريض؟
- قم أمسك فأسك وقلب الأرض الشرقية .
- جدي .. ليس عندي فأس ولا خبرة بالزراعة .
- أنت دائماً هكذا تجادلني يا" عوض".
- بالعكس أنا أطيعك دائماً ولا أخالف لك أمراً .
- اسميتك "عوض" على اسم خالي .
- لكن أبي قال أنك أسميتني على اسم عمي .
- عوض سعيد.
- نعم .
- وأنا عوض أحمد .
- أحمد لم يتزوج بعد .
- جدي ما بك أنت مريض ؟!
- قلت لك لست مريضاً يا "عوض". أعرف أنك تخاف علي أكثر من نفسك.
- جدي أنا ابن "أحمد" ابنك الأصغر وهو متزوج من سنين .
- دائما تضرب أحمد يا "عوض" لأنه لا يساعدني .
- أضرب أبي ؟!
- جدي أنا "عوض أحمد" .. كيف أضرب أبي؟
- أنت عوض سعيد .
- أحمد.
- بل سعيد.
- اسمي "عوض أحمد" . عوض سعيد مات .
- عوض سعيد لم يمت .
- بل مات .. مات قبل أن أراه ياجدي .
- لم يمت.
- مات.
- قلت لم يمت .
- جدي أنت تهزي .
- لم يمت.
- جدي .. جدي.. رد على .. جدي .
- ...............................................

تمـــــــــــــــــــــــ ــت

محمد سامي البوهي

البوهي...........

كأني امام مشهد الجد وهو يلقن حفيده الدرس الذي مات عليه العم...
لكن اتراه الحفيد يستطيع هضم المادة....؟؟

عساه يمتنع ذات يوم عن الاستماع...لاننا مللنا من قول كانوا يفعلون وووووو؟؟

تقديري واحترامي
جوتيار

الأخ العزيز / محمد سامي
تحياتي
من العنوان ( عوض ) تعويض عن شيء ما ضاع و ( سعيد ) وصف لهذا الـ عوض ، وهذا ما يبدو في قصتك من خلال الحوار بين الجد والحفيد .. فالجد أطلق عيه اسم عوض وهويتمناه عوضا سعيدا عن عمه الراحل ( أو أمله ) فهو يعيش في أوهامه هذه بل ويغرق فيها رافضا غيرها فهو يرى في حفيده صورة الإبن الغائب الذي كان يمثل له كل شيء ويقف بالزمن عنذ هذه اللحظة ولا يريد تجاوزها .. فهو لم تختلط عليه الأمورـ كما يبدو من الحوارـ ولكنه يرفض أن يعيش في غير ما يريد .. لذا فهو لم يتحمل أن يخرجه حفيده من عالمه الأثير إلى واقعه المرير الذي تركه هاربا إلى وهم لايتحقق أو أمل كالسراب .. نعم لم يتحمل أن يرتد إلى واقعه .. فمات .
أجدت توصيل الفكرة من خلال الحوار الذي وظفته بشكل رائع لتصعيد الحدث تدريجيا لنصل إلى النهاية بتلك السلاسة .
عمل جيد أهنئك عليه.

البوهي...........

كأني امام مشهد الجد وهو يلقن حفيده الدرس الذي مات عليه العم...
لكن اتراه الحفيد يستطيع هضم المادة....؟؟

عساه يمتنع ذات يوم عن الاستماع...لاننا مللنا من قول كانوا يفعلون وووووو؟؟

تقديري واحترامي
جوتيار

كانوا يفعلون .............

العزيز جوتيار أشكرك على مرورك وتعليقك

كن بخير

السلام عليكم
أيها الكاتب الذواق للكلمة , وللحرف ,وللمعنى , قصتك تشد القارئ وتجبره على الاستمراريه فى القراءة , فأنا معجبه جدا بسلاسة أسلوبك وادارتك للحوار فأسلوبك يذكرنى بمشهد جميل أحبه وهو السواقى التى تروى الأرض الزراعيه فأنت مثلها تحب أن تراها وتسمعها وتسر نظرك ، فأنت تستحق التقدير والتشجيع وأتمنى لك المزيد من التقدم أيها الكاتب الذواق ..........

أمنياتى الحلوه لك

الأخ العزيز / محمد سامي
تحياتي
من العنوان ( عوض ) تعويض عن شيء ما ضاع و ( سعيد ) وصف لهذا الـ عوض ، وهذا ما يبدو في قصتك من خلال الحوار بين الجد والحفيد .. فالجد أطلق عيه اسم عوض وهويتمناه عوضا سعيدا عن عمه الراحل ( أو أمله ) فهو يعيش في أوهامه هذه بل ويغرق فيها رافضا غيرها فهو يرى في حفيده صورة الإبن الغائب الذي كان يمثل له كل شيء ويقف بالزمن عنذ هذه اللحظة ولا يريد تجاوزها .. فهو لم تختلط عليه الأمورـ كما يبدو من الحوارـ ولكنه يرفض أن يعيش في غير ما يريد .. لذا فهو لم يتحمل أن يخرجه حفيده من عالمه الأثير إلى واقعه المرير الذي تركه هاربا إلى وهم لايتحقق أو أمل كالسراب .. نعم لم يتحمل أن يرتد إلى واقعه .. فمات .
أجدت توصيل الفكرة من خلال الحوار الذي وظفته بشكل رائع لتصعيد الحدث تدريجيا لنصل إلى النهاية بتلك السلاسة .
عمل جيد أهنئك عليه.

أخى الكبير/ حسام القاضي

اشكر حكمتك التي تفحص النصوص بهدوء الجراح المتمرس ، بالطبع اشكر مرورك وقراءتك المتأنية وانتظر رايك دائما فكم هو يهمني .

الأخ محمد سامي البوهي ـ تحية
تذكرت وأنا اقرا ما نثرت من لطيف فكرك قصة جرت وأنا شاهد عدل عليها ،
حيث مرض جار لنا ليلا ونقلناه على جناح سرعة للمشفى ، وجهت له الاسئلة التالية :
اسمك : محمدين ، وهذه المفاجأة الأولى حيث اعرف باسم ابي علي .
أبوك / عوضين ، لحظة فتحت فاه الاستغراب ( عوضين لماذا ) ؟
الاسم الثالث حزين ، رددها الكاتب نعم حــَزِيــْن ، لكن ابا علي اصر ان تكون إحزيــِّن ،
ولما استفسرت عن ماهية ودلالة كل اسم وجدت وراء كل اسم مصيبة .
وكثيرا ما تدل الأسماء على أمر ما وخاصة في الموروثات الشعبية .
ومن نافلة القول والمفاجآت أن نرى أحدهم يحمل اسم صالح وما هو بصالح .
أو وردة وهي حيزبون صفراء
أو جميلة وهي قبيحة
ــــــــــــــ
تشكر أخي محمد

السلام عليكم

شاعرنا / محمد الحريري

انه من دواعي سروري ان تنطبق قصتي مع موقف لفت نظر شاعرنا ، انتظرك دائما بين حروفي .

السلام عليكم

الاخت الكريمة / الريشة البيضاء

أشكرك جداً على هذا الثناء ، وكم أتمنى ان نراك هنا مرة أخرى ....

مودتي