أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: شرف العيلة - نزار ب. الزين

  1. #1
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي شرف العيلة - نزار ب. الزين

    شرف العيلة
    قصة قصيرة
    بقلم : نزار ب. الزين*


    إسمه عِزَّة و يلقبونه (عزّو) تارة و ( أبو العز) تارة أخرى
    عندما بلغ المرحلة الثانوية كان خجولا و إنطوائيا ، فلقبه زملاؤه في الصف بالسلحفاة ؛ ثم حاول بصعوبة أن يندمج معهم و لكن تربيته الصارمة ، كانت تمنعه من مسايرتهم ، فمعظم ألفاظهم كانت سوقية ، و قاموس شتائمهم كان أوسع من مجلد ، و طريقة عبثهم مع بعضهم بعضا تدور كلها حول الجنس و الجنس المثلي .
    كانوا يرفضون مشاركته في أحاديثهم و يأبون مشاركته بألعابهم ، كان إذا أخطأ في إجابة مدرس على سؤال ، ينفجرون ضاحكين حتى لو لم يكن في الأمر فكاهة ، و إذا حاول التقرب من أحدهم يشيح عنه بوجهه و يتجاهله ، و ظل منبوذا و في حالة صراع مع نفسه إلى أن إكتشف أنه لا بد من الإستسلام .
    و رويدا رويدا بدأ يتقبل من بعضهم ما كان يرفضه من قبل ، ثم ما كاد العام الدراسي ينتصف حتى طال لسانه و تضاءل خجله !
    و ذات يوم أسود ، وفي أعقاب الإنصراف خرج أبو العز مع ثلة من زملائه ، و أخذوا جميعا يتعابثون و يتشاتمون و يتضاحكون ، و فجأة وجد نفسه بين براثن والده .
    *****
    بادره على الفور بصفعة دوخته و ألقته أرضا ، ثم بدأ يعالجه بمظلته فوق كل موقع من جسده .
    صُدِم زملاؤه
    و قفوا مذهولين فاغرين أفواههم
    و عندما أراد أحدهم التدخل أجابه بضربة من مظلته
    فابتعدوا جميعا و قد تملكهم الأسى على زميلهم
    مر أحد المدرسين ، فحاول التدخل ، فصرخ في وجهه :
    - " هذا إبني و أريد أن أربيه "
    - و ما الذي فعله يا أخ ، أنت تكاد تجهز عليه ؟
    فصاح أبو عزة بشكل هيستيري :
    - هذا ابني و أنا حر التصرف به ، أذبحه أشنقه أدفنه حيا ، أنا حر ( و ما حدا دخله ) . ثم انهال عليه ضرباً من جديد .
    الفتى يصرخ و يستغيث و الناس بدؤوا بالتجمهر حوله ، و لكن أمام هياج الوالد الشديد لم يتمكنوا من فعل شيء !

    *****
    صاح الوالد :
    - إنهض يا كلب ، و إمشِ أمامي حتى الدكان ...
    استطاع عزة النهوض بصعوبة ، و بدأ يتحرك ببطء فقد كان يشعر بالدوار ، و لكن والده كان يعالجه بضربة من مظلته كلما حاول التلكؤ لإلتقاط الأنفاس .
    و بلغا أخيرا الدكان
    أمر أجيره بالإنصراف
    أغلق الدكان من الداخل
    و بدأ ت من ثم دورة أخرى من التعذيب ....
    كان الأجير، قد أطلق ساقيه يسابق الريح نحو دكان عم الفتى ، ثم عاد به جريا ، ثم أخذا يقرعان الباب معاً ، ثم كان لا بد من من كسره و اقتحامه ، ثم استطاعا معاً تخليص الفتى بصعوبة .
    كان عزة ساعتئذ في حالة غيبوبة تامة .
    - أتريد أن تقضي بقية حياتك في السجن يا أخي ؟
    سأله أخوه لا ئما ، فأجابه و هو يرتعش غضبا :
    - أريد أن أشرب من دمه و ليكن بعدئذ ما يكون !!
    ( شرف العيلة أهم من ستين ولد )
    لقد شاهدته بعيني و سمعته بأذني
    كان يتبادل مع رفاقه العبث البذيء الذي يؤكد وجود علاقة شاذة بينهم !
    ثم أضاف بغضب شديد :
    - هل ترضى لهذا الكلب أن يلوث شرف العائلة ؟
    - و لكنه ذكر !
    - لا فرق عندي بين ذكر و أنثى في مسائل الشرف !
    صمت أبو سليم طويلا و هو يهز برأسه ، ثم اقترح و هو يربت على كتف أخيه :
    - دعه لي ، و سأنتزع منه الحقيقة على طريقتي !

    *****
    كان أبو سليم أعزبا و لُقب أبو سليم رغم عدم وجود سليم ، فقد رفض الزواج بإصرار لا يعرف أحد سببه ..
    تعاون مع سامي أجير أخيه ، حتى أوصلا عزة شبه محمول ، ثم ألقياه على أريكة في ( ليوان ) المنزل .
    لم يقصر العم أبو سليم بالعناية به بداية ، فقام بتنظيف جراحه الكثيرة و استعان بحفنات من البن لقطع نزيف بعضها ، و عندما لاحظ ارتفاع حرارته ، غادر المنزل فاشترى قطعة جليد و إبريقا من عصير الليمون ، ثم عاد إلى منزله محاولا تخفيض حرارة ابن أخيه . ثم دئب على ذلك كل يوم .
    *****
    بعد حوالي أسبوعين بدأت بعض مظاهر العافية تبدو على عزة ، فقد أفاق من رقوده الطويل و تمكن من تحريك رأسه و لكن إحدى يديه لم يستطع تحريكها .
    كان يشعر بالإمتنان لعناية عمه به ، فكانت العبارة الأولى التي نطق بها شكره لعمه ، و لكنه صدم عندما أجابه عمه بغلظة :
    - كنت أخشى على أخي و ليس عليك !
    فرد عزة مستاء :
    - أنت تكرهني كما يكرهني أبي ، إذاً دعوني أسافر إلى أمي ...
    فأجابه عمه في لهجة تهكمية :
    - أمك ؟ أنت من عائلة فستق و لست من عائلة العبد الله ، ثم إن أمك ، يا حبيب أمك ، بعد أن طلقها أبوك ، تزوجت من آخر و تعيش معه في حلب ، إن قبلت إستقبالك فزوجها لن يقبل ، و خاصة إذا علم بفعلتك الشنعاء .
    - فعلتي ؟ و ما الذي فعلته ؟
    أجاب عمه و قد بدأت الدموع تتساقط من عينيه مرغما ، فرد عمه قائلا و قد تجهم وجهه و قطب جبينه :
    - عندما تتعافى تماما ، أنا من سيسألك عما فعلت ، و أنت من سيجيبب ، و لن ترحمك دموعك !
    *****
    التحقيق
    و بعد أسبوع آخر
    بدأ أبو سليم : يستجوب إبن أخيه :
    - إليك ورقة و قلما ، قبل كل شيء أكتب لي أسماء أصحابك الذين كانوا برفقتك .
    فكتبَ الأسماء ...
    - أيهم كان على علاقة بك ؟
    - كلهم !
    قالها ببراءة ، فأجابه عمه و قد ازداد تجهمه :
    - كلهم يا كلب ، و تقولها بملء الفم ؟
    - أجل ، كلهم زملائي في الصف و أصحابي ؟
    - عزة ، لا تتلاعب معي أو تراوغ ( إن كنت العدل فأنا رباطه ) ، اعترف لي بكل شيء ، إلى أين كنتم متوجهين ، و أين اعتدتم ممارسة رذائلكم .
    - عمّو ....
    أقسم لك أننا كنا نلعب و لا شيء غير اللعب .
    و عند رأس شارع المدرسة كنا سنفترق كالعادة ...
    هنا ، نهض العم أبو سليم غاضبا ،
    توجه إلى أحد الأدراج
    أخرج منه صندوق من الورق المقوى
    فتح الصندوق
    أخرج منه مسدسا
    ثم وجه كلامه إلى ابن أخيه مهددا :
    - أنظر إلى هذا المسدس ، إنه محشو بالكامل ، سأفرغ رصاصاته في رأسك ، إن لم تعترف لي اعترافا كاملا .
    صاح عزة بعصبية :
    - أعترف بماذا ، قلت لك كما قلت لأبي من قبل ، أننا كنا نلعب و نمزح و حسب و لا شيء بيننا غير اللعب و المزاح .
    إلا أن عمه عاجله برفسة أصابت يده التي لا زالت مصابة ، فصاح متألما ، ثم ما لبث أن فقد أعصابه و في أقصى حالات الهياج أخذ يشتم عمه و أباه و أبا أباه و كل ما يمت لعائلة فستق بنسب .
    تقدم أبو سليم نحوه ثانية و قد استبد به الغضب يريد توجيه ضربه جديدة ، فهب عزة واقفا ثم مبتعدا عنه ثم أسرع نحو الطاولة ، و بلمح البصر اختطف المسدس ، وجهه نحو عمه و أخذ يصيح بشكل هيستيري :
    -أنا من سيفرغ رصاصاته برأسك إن مسستني ثانية !
    ثم إزداد صراخه و هو يقول :
    * لا مزيد من الضرب ....
    * لا مزيد من الإذلال ....
    * لا مزيد من الظلم ....يا غجر .. يا نَوًر....
    * لا مزيد من الضرب.... يا حثالة البشر ....
    * يا وحوش .يا.وحوش .يا .وحوش.
    و فجأة انقض عليه عمه محاولا انتزاع المسدس منه
    و لكن رصاصة انطلقت خلال العراك فأصابت ساق العم
    و إذا بأبي سليم ملقىً على الأرض يتلوى و يتأوه و يستغيث .
    أصيب عزة بالذهول ، و العجز عن التصرف ، و لكنه أخذ يصرخ بشكل هستيري :
    - دم ....دم ... دم ....دم...
    يزداد صياح العم، و يزداد نزفه ...
    و أبو العز ، يدور حوله ، و هو يهتف بصوت مبحوح ، و في مزيج من الهلع و الفرح ، بين ضاحكٍ و باكٍ :
    - قتلت الوحش .. قتلت الوحش !
    سأقتل كل الوحوش ...
    سأقتل كل الوحوش .....
    سأقتلهم .. سأقتلهم ...
    ثم رفع المسدس عاليا ، و بدأ يطلق الرصاص في الهواء و هو بهزج :
    -الله الله يا مفرج المصايب
    أضرب رصاص .. خلي رصاصك صايب .....

    ----------------------------
    *نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    البريد : nizarzain@adelphia.net
    الموقع : www.FreeArabi.com

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    الاستاذ نزار..............
    اسمح لي بهذه الكلمة....
    وقفت طويلا امام هذه القصة...التي ان مررنا عليها بسرعة نجدها كغيرها من القصص القصيرة تحمل لذة...لان احداثها سريعة وفيها كل مقومات القصة من ارتباطات الزمان والمكان وغيرها...
    لكن عند مروري وجدت بانها تبطن في ماوراء الكلمة دلالات تبت الى واقعنا بالكثير....خاصة من الجوانب النفسية... والتي باتت مجتماعتنا تعاني عنها...من مسائل الكبت من جهة...ومن جهة مضادة اقصد اخرى التطورات الهائلة التي تحدث على الساحة الشبابية فيما يتعلق بانغماسهم في اللذات الناجمة من التكلونوجيا....حيث التشدد داخل الاسرة ...والانفتاح اللامحدود خارجها...
    وجهان متناقضان جعلا من السيطرة على الشباب امرا شبه مستحيل...فالتشدد الاسري الناتج عن اعراف وتقاليد قديمة تنم عن وجود فكر العشيرة وشيخها....وبالمقابل وجود الطرف المضاد له من تحرر في الافكار ووووووووووووووو....جعلت الضحية الاساس الشباب..الذين لايعلمون الى ايهم ينتمي...بل الذي اصبح ذا شخصية ازداواجية...متناقضة تماما...
    لااعلم قد اكون مخطأ لكني شعرت بذلك اثناء مروري هنا على هذه القصة....
    عساني لم اؤذي الاستاذ....للاطالة....
    تقديري واحترامي
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    أستاذنا الفاضل / نزار ب . الزين
    تحياتي
    وجدت في قصتك أكثر من ملمح .. صراع الأجيال حيث الهوة شاسعة بينهم في الكثير وهنا تحديدا في اختلاف مفهوم الشرف عند الفريقين فالأقدم يرى أن اللفظة تساوي الفعل والأحدث يرىأن اللفظة لا تتعدى نفسها وهي شيء هين .
    الملمح الثاني أن على المتمسك بالأخلاق والمبادئ أن يبحث له عن عالم آخر يعيش فيه فمنطق العصر الآن أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة وليس العكس كما كان آنفا وهذا ما حدث مع الفتى فقد اضطر إلى مسايرتهم حتى لا يلفظوه مما كان له أثره السلبي عليه فقد تحمل عبئا نفسيا رهيبا ظهر أثره جليا في النهاية.
    من خلال توجس الجيل القديم من أفكار الحديث نتج الصراع فلا فرصة لسماع الإبن ولا امكانية لتصديقه بالطبع .. قمع، وقهر وكبت بالإضافة إلى نفس مشوهة (تساير وتفعل ما لم تنشأ عليه ) كل هذه العناصر متضافرة معا أدت إلى النهاية الهيستيرية للفتى الذي زاد هياجه برؤيته للدم المنبثق فأخذ يطلق الرصاص بعشوائية على كل المتناقضات والسلبيات التي احاطت به ودمرته .
    قصة هادفة تشرح مجتمعاتنا وتبرز سلبياتها.. أعجبتني النهاية القوية التي مهدت لها جيدا فيما قبلها فلم تأتي غريبة أو مفتعلة .
    أشكرك واحييك على ما أمتعتنا به.
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  4. #4
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر
    الاستاذ نزار..............
    اسمح لي بهذه الكلمة....
    وقفت طويلا امام هذه القصة...التي ان مررنا عليها بسرعة نجدها كغيرها من القصص القصيرة تحمل لذة...لان احداثها سريعة وفيها كل مقومات القصة من ارتباطات الزمان والمكان وغيرها...
    لكن عند مروري وجدت بانها تبطن في ماوراء الكلمة دلالات تبت الى واقعنا بالكثير....خاصة من الجوانب النفسية... والتي باتت مجتماعتنا تعاني عنها...من مسائل الكبت من جهة...ومن جهة مضادة اقصد اخرى التطورات الهائلة التي تحدث على الساحة الشبابية فيما يتعلق بانغماسهم في اللذات الناجمة من التكلونوجيا....حيث التشدد داخل الاسرة ...والانفتاح اللامحدود خارجها...
    وجهان متناقضان جعلا من السيطرة على الشباب امرا شبه مستحيل...فالتشدد الاسري الناتج عن اعراف وتقاليد قديمة تنم عن وجود فكر العشيرة وشيخها....وبالمقابل وجود الطرف المضاد له من تحرر في الافكار ووووووووووووووو....جعلت الضحية الاساس الشباب..الذين لايعلمون الى ايهم ينتمي...بل الذي اصبح ذا شخصية ازداواجية...متناقضة تماما...
    لااعلم قد اكون مخطأ لكني شعرت بذلك اثناء مروري هنا على هذه القصة....
    عساني لم اؤذي الاستاذ....للاطالة....
    تقديري واحترامي
    جوتيار
    =======================
    أخي الكريم جوتيار
    لقد أصبت في تحليلك ، إنه التناقض الخطير الذي قد يقود إلى إزدواج الشخصية ، كثيرون هم الذين يجهلون أمور التربية الصحيحة ، تفاجئهم سلوكيات المراهقة فيعالجون ما لا يعجبهم منها بالقمع و الإرهاب ، و هذا خطأ فادح قد يحطم شخصية المراهق و يوصله إلى الأمراض النفسية أو حتى العقلية .
    و الحديث يطول ...
    شكرا لمرورك و تعليقك الواعي
    مودتي
    نزار ب. الزين

  5. #5
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي
    أستاذنا الفاضل / نزار ب . الزين
    تحياتي
    وجدت في قصتك أكثر من ملمح .. صراع الأجيال حيث الهوة شاسعة بينهم في الكثير وهنا تحديدا في اختلاف مفهوم الشرف عند الفريقين فالأقدم يرى أن اللفظة تساوي الفعل والأحدث يرىأن اللفظة لا تتعدى نفسها وهي شيء هين .
    الملمح الثاني أن على المتمسك بالأخلاق والمبادئ أن يبحث له عن عالم آخر يعيش فيه فمنطق العصر الآن أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة وليس العكس كما كان آنفا وهذا ما حدث مع الفتى فقد اضطر إلى مسايرتهم حتى لا يلفظوه مما كان له أثره السلبي عليه فقد تحمل عبئا نفسيا رهيبا ظهر أثره جليا في النهاية.
    من خلال توجس الجيل القديم من أفكار الحديث نتج الصراع فلا فرصة لسماع الإبن ولا امكانية لتصديقه بالطبع .. قمع، وقهر وكبت بالإضافة إلى نفس مشوهة (تساير وتفعل ما لم تنشأ عليه ) كل هذه العناصر متضافرة معا أدت إلى النهاية الهيستيرية للفتى الذي زاد هياجه برؤيته للدم المنبثق فأخذ يطلق الرصاص بعشوائية على كل المتناقضات والسلبيات التي احاطت به ودمرته .
    قصة هادفة تشرح مجتمعاتنا وتبرز سلبياتها.. أعجبتني النهاية القوية التي مهدت لها جيدا فيما قبلها فلم تأتي غريبة أو مفتعلة .
    أشكرك واحييك على ما أمتعتنا به.
    ======================
    أخي العزيز حسام القاضي
    في الملمحين اللذين تحدثت عنهما ، تبرز مشكلة المراهقة و تأثير الثلة خلالها و هو الأقوى من تأثير الأهل ، و من مؤشرات المراهقة الفضول الشديد تجاه الجنس و ما يترتب على هذا الفضول من أخطاء و سلوكيات قد تكون شاذة في بعض الأحيان ،و التي يمكن للمربي الواعي - فقط - أن يعالجها بأساليب بعيدة عن القسوة و القمع ، و المشكلة الحقيقية هي في العثور على هذا المربي المنشود
    و نعود إلى مسألة القمع و الإرهاب المادي أو المعنوي ، فنتائجه تتراوح بين ضعف الشخصية و المرض النفسي أو العقلي .
    شكرا لثنائك و لحضورك الواعي
    و دمت متألقا
    نزار ب. الزين

المواضيع المتشابهه

  1. شرف العيلة - قصة - نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 15-01-2013, 03:39 AM
  2. الرجل العقرب لفايزة شرف الدين - قراءة و عرض = نزار ب. الزين
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-04-2010, 12:52 AM
  3. [ . . ا لْ حُ بُّ الوَحِــــيدْ ] . .
    بواسطة محمود قحطان في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 05-05-2008, 02:07 AM
  4. **(( أ .. ح .. بُّ .. كِ شهداً حلاوتُهُ بفمي ))**
    بواسطة عبدالخالق الزهراني في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19-08-2007, 11:01 AM
  5. شجرة العيلة العربية
    بواسطة فلسطينية67 في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-05-2003, 05:35 AM