بنت الجنّ
( 1 )
يابنت الجن
ياروح السحر ودمدمة الأسطورة
ياشبق الروح المقهورة
يابنت الجن هنالك عند كهوف الأيام
حيث ينام الكون على ضجر الأوهام
تنمو شجرات حجرية
ترسل غصنا ليجرّح وجه الأرض الناعس
وتشق بغصن كبد الغيمات
لا تثمر إلا فى الليل
وأنا فى الليل
مكشوف الستر اعانى اشجان البوح
وانا فى الليل
مكشوف الروح اذوق النار
يتعرّى جرحى فى وجه نعيب البوم
يابنت الجان
محرومٌ محرومْ
فى العمر السادر فى البهتان
محظور أن اكشف ستر القلب امام الضوء الظمآن
ان اهجر عظمى أو جلدى إلا للتحريق
أو للدود
محظورٌ ان ابكى فى النور
ان احتج على ما كان
فتعاليْ
فتعاليْ نلعبْ تحت ضياء البدر النعسان
نصعد فوق الغصن الصاعد للغيمات
نرقص رقصات النار
ونغنى أغنية النار
لن يسمعنا غير الصمت
وهناك بعيدا عند كهوف الأيام
نفتح سفر الآلام
ونغنى لحن الآلام
وسترقص احلامك تحت الليل الوحشيْ
عارية يابنت الجان
( 2 )
يابنت الجن
يا أغنية العشق الساكن فى أعماق الحزن
قالوا هل يعشق انسيٌ جنيةْ؟
هل يسكن خارج أسوار المعقول العاقل؟
جلسوا فى الطرقات وفى الباحات المخنوقة بالأسرار
والتفوا حول النار وقالوا ..
جلسوا تحت الأشجار , وعند الأنهار
فى الساحات المكتظة بالأشواق وقالوا ..
قالوا .. قالوا
من يزرع فى الظلمات حدائق ورد ؟
ومراعيَ للأبقار ؟
هزوا رأس الدهشة فى حكمة
هزوا رأس الحكمة فى دهشة
شربوا الشاى وقالوا
هل يملك مخلوق ان يركب متن الكلمات ..
.. ويحلق فوق الظلمات
هل يملك مخلوق أن يلعب حيث يعيش الأموات
أن يضحك حيث تشقّ الندّابات الجيْب
ان يبكى حين تعربد افراح القلب
ان يحفر فى الصخر
يسّاقط قَطْرا رغم جفاف العمر ؟
ضحكوا حول النار وقالوا هذا هذْرْ
انسيٌ يعشق جنية ؟؟
( 3 )
يابنت الجن
قلبى مفتوحٌ كمدائنَ مهزومة
حرّقها التتر بعيدان الكبريت
فتعاليْ؛
كغناء يتسرب داخل أغوار الجرح
واتخذى القلب مكاناً للأفعال المحظورة
والكلمات المحظورة
واتخذيه حديقة عشق
أو كهفا للأسرار المبهورة
او سوقا تُتلى فيه الأشعار
أو مرعىً لقطيع الغزلان المسحورة
أو تنّورا تتلظى فيه النار
أو انشوطة شنقٍ للقتلة والسفاكين
أو حتى أرجوحة حزن
( 4 )
يابنت الجن
أشواق الحزن
تتبدى فى ألحان الحزن
أشواق الفرح
تتبدى فى ألحان الفرح
فتعاليْ نرحل من هذا الزمن الوحشيْ
ولتنسيْ انك جنيةْ
وسأنسى انى إنسيْ
---------------
( تفعيلة الخبب : فعلن )