ومضات (أسماء في حياتي)
ومضات:
أسماء في حياتي
بقلم: أ.د. حسين علي محمد
.............................
*طه حسين: قرأتُ كتاب «الأيام» وأنا في الثانية عشرة، ولا يمكن أن أصف الآن ما شعرت به من سعادة وقتذاك. قرأته بعد ذلك مرتين أو ثلاثا، فكانت متعتي تتجدد في كل قراءة. قرأتُ معظم ما كتب طه حسين فلم أشعر معه بما شعرت به في قراءة «الأيام». ربما أحببتُ «الوعد الحق» بعض الشيء!، وربما توقفتُ يسيراً أمام كتابيْه «الشيخان» و«حديث الأربعاء».
*توفيق الحكيم: ما هذه القدرة الفذة على إدارة الحوار؟
حينما قرتُ «عصفور من الشرق» و«أهل الكهف» «زهرة العمر» و«السلطان الحائر» وقعتُ في هواه.
في مسرحه قوة وسلاسة لا تجدها عند غيره من كتاب المسرح العرب.
*يوسف إدريس: كانت رواية «الحرام» فتنةً في القص، قرأتها في طبعة «روايات الهلال» 1965م وأنا في الصف الثالث الإعدادي.
مازالت «الحرام» مع مجموعتيه «لغة الآي آي» و«بيت من لحم» تحتل منزلة عالية في وجداني، وإن كانت لي عليها ـ موضوعيا ـ بعض المُلاحظات.
*نجيب محفوظ: قرأتُ كل ما كتب في الرواية والقصة القصيرة. لم تأسرني قصصه القصيرة كما أسرتني رواياته.
عدد من رواياته تشدني، وتجعلني أعيد قراءتها بين حين وآخر، ومنها «زقاق المدق» و«الثلاثية» و«أولاد حارتنا».
*جوستاف فلوبير: حينما قرأتُ رواية «مدام بوفاري» من ترجمة الدكتور محمد مندور ـ لأول مرة ـ صرختُ: «هذه هي الرواية!»، قرأتُها أكثر من مرة، وفي كل قراءة كانت الرواية قادرة على إمتاعي الفني من جديد؛ فلم تخلق بتعدد القراءات، بل كانت تمنحني رؤى ممتعة، جديرة بالتأمل!
*محمد جبريل: واحد من أكبر الروائيين العرب في عصرنا. كلما قرأتُ روايةً له تمنّيْتُ أن أكون أنا كاتبها!، لا يعرف إلا الحب والعمل والعطاء في زمن أدمن فيه الروائيون ـ من مجايليه ـ النميمة والكذب واغتيال المنافسين!
*خليل جرجس خليل: شاعر كبير لم يأخذ حقه، هاجر في أواخر حياته إلى أمريكا. أصدرتُ كتيباً عنه بالاشتراك مع حسني سيد لبيب بعنوان «باقة حب إليه».
*كازنتزاكيس: حينما قرأتُ في عام 1968م ـ وأنا طالب في السنة الثالثة الثانوية ـ روايته «زوربا اليوناني» أحسستُ بروعة القص وإدهاشه، لم أقرأها مرة ثانية حتى لا أفسد الروعة القديمة بملاحظات نقدية تفسد الدهشة القديمة.
*صلاح جاهين: قرأتُ له وأنا دون الثامنة عشرة مجموعاته من شعر العامية (وبخاصة «قصاقيص ورق» و«عن القمر والطين») ورباعياته، فقلتُ: هذا هو الشعر الحقيقي!
ومازلتُ أقرأ رباعياته بين حين وآخر!
*سيد حجاب: ديوانه «صياد وجنية» بكارة الشعر، وطزاجة الإحساس، وقدرة شعرية لافتة.
*بهاء طاهر: قرأتُ قصصه القصيرة الأولى «الخطوبة» فلم تلفت انتباهي، لكني وقعتُ في هوى رواياته «قالت ضحى» و«خالتي صفية والدير» و«الحب في المنفى».
*عبد المحسن طه بدر: فُتنتُ به ناقداً نحو سبعة أعوام، وكانت مقالاته في «الآداب» وكتبه «الأديب والواقع» و«تطور الرواية العربية» و«الروائي والأرض» مشاعل وصوى في طريقي. وكنتُ أريدُ أن أكون امتداداً له، لكنني بعد مُراجعات نقدية أيقنتُ أن طريقه ليس طريقي، وتركتُ رسالة الماجستير التي كنتُ أعدها بإشرافه، لأبدأ طريقي النقدي من جديد!
وما أكثر الذين تركناهم يسقطون من الذاكرة في الطريق الطويل، وهو ـ بلا شك ـ واحد منهم، رغم محاولاته الجادة والدؤوب في النقد.
*صلاح عبد الصبور: لم أحب شعره يوماً، كان ـ في ذائقتي ـ يُمثل صياغة باردة تتمسح بالفلسفة. لكني وقفتُ منبهراً أمام تجربته في المسرح الشعري.
*بودلير: قرأتُ ديوانه «أزهار الشر» مرتين فزلزلني، ولم تتركني دهشته. كانت القراءة الأولى وأنا في السادسة عشرة. رغم مرور أربعين عاماً على القراءة الأولى فمازلت أتذكر تلك المشاعر والأحاسيس البكر التي كانت تنتابني أثناء قراءته.
*يحيى حقي: في «قنديل أم هاشم» و«عطر الأحباب» و«البوسطجي» بساطة الأدب العظيم، الذي يتغلغل إلى داخل خلاياك دون طنطنة أو ادعاء. كتابة فاتنة تكشف عن "معلم" كبير في فن القص.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجدي محمود جعفر