أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: رحلة في جوف الليل

  1. #1
    الصورة الرمزية خلدون المختار عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 12
    المواضيع : 8
    الردود : 12
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي رحلة في جوف الليل

    تدفقت في شراييني موجات الهلع حين أبصرت عينيه المسكونتين بالرعب ووجهه المغمور بنافورة من دم،وجسمه المغطّى بمساحة واسعة من الشحوب..كان يلتمس طريقه بين أشجار البرتقال وقد أنهكه الإعياء. يقتلع قدميه من لجة الرمل بصعوبة بالغة ففاجأته بالوقوف أمامه وبادرته بالسؤال:
    ماذا لو غفوت إغفاءة طويلة لا علم لك بها ولا بما يقع لك فيها،ثم صحوت فرأيت نفسك في صحراء على مدّ البصر مكتظة بخلق الله ،لا تستطيع أن تحصيهم،فعلمت أنك قد بعثت وأنه يوم القيامة فساورك من الهم ما ساورك حين تذكرت كلام الله في كتابه..حين تذكرت إن يوما" مقداره ألف سنة.. فقلت من لي بالصبر على موقف كهذا يهلك فيه صاحبه ظمأ" وجوعا"،وتحرقه أشعة شمس ليس بينها وبين الواقف إلا قيد ظفر.
    فزينت لك نفسك الكاذبة أنك ذاهب إلى رضوان خازنها وكأنك تحمل شهادة التوبة في يدك وتلتمس منه الأذن بالدخول قبل انقضاض المحشرلترى أنهارا"من الماء العذب أصفى من أديم السماء،وأصقل من مرآة الحسناء، تنصب فيها جداول من الكوثر، إذا جرع الشارب منها جرعة جرع ماء الحياة وأمن أن يذوق كأس المنون مرة أخرى، ورأيت جداولا" تفيض بالراح فيضا" قد زينت حوافيها بأباريق من العسجد، وكؤوس من الزبرجد، فما نهلن منها نهلة حتى قلت لو كشف لأهل العاجلة عما في هذه الخمرة من اللذة لا يشوبها كدر، والنشوة التي لا يعقبها خمار…ما باعوا قطرة منها بكل ما تشتمل عليه بابل وقطر بل من ألبوا طي والدنان،ولو نظرت بعين الغيب إلى عسجد الأباريق وزبرجد تلك الكؤوس لخجلت من نفسك…
    ما أجمل تلك الأنهار التي تحتوي آنية ترفرف فوق سطحها صورة الطيور كالطواويس والبط والعندليب ينحدر من مناقيرها شراب أرق من السراب وتسبح فيها اسماك من الذهب والياقوت..
    وأسترسل بالقول أنه قد رأى انهارا" من لبن، وانهارا" من عسل لا يدرك الوهم كنهه إلا إذا أدرك ما يمتص نحل الجنة من أزهارها وأنوارها ..
    ثم رأى جميع تلك الأنهار مكبرة، ثم تماثلت في نظره مصغرة، فإذا هي سطور من النور، وأحرف بيضاء في صحيفة خضراء، فقرأها فرأها (( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وانهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين، وانهار من عسل مصفى، ولهم فيها من كل الثمرات))
    فيقول ظللت أمشي فيها فما أكاد أخطو خطوة حتى أرى منظرا" عجبا" يفوق سابقه جمالا"، ويشوق إلى اللاحق به، فوددت لو طويت لي الأرض طيا" فأتعجل النظر إلى ما غاب عني من الجنة وبدائعها….وبينما أنا في حديث النفس حتى أخذني خاطر في نفسي وكأنني أمتلك بين يديّ فرسا" من الجوهر المتخير مسرجا" ملجما" فعلمت أني قد سعدت وأنها الأمنية التي كنت دوما" أتمناها ،فعلوت ظهره وغمزته غمزة خرج بها خروج الودق من السحاب والسيف من القراب …
    تذكرت اني وأنا في الدنيا فانية…. فكم غادرها من الأدباء والشعراء والقادة والرواد والفلاسفة…فكان يلازمني الأسف على مغادرتهم دنياهم دون أن أراهم…فقلت ليت شعري ما فعل الله بهم في هذه الدار؟ وهل سعدوا أو شقوا؟ وهل يقيض لي من رؤيتهم في دار البقاء؟ مالم يقيض لي في دار الفناء .
    ثم طارت بي الخيل,فقلت لها وكل رجائي أن تقذف بي على صخرة من الزمرد أو هضبة من الياقوت فيكسر لي عضدا" أو ساقا"؟
    فتبتسم وتقول:أين أنت ؟ أين أذهب بك؟ أنت في دار الخلود والبقاء****** ***…
    ثم مررت بروضة من رياض الجنة يخترقها غدير خمري على شاطئه جمع كثير كثير على سرر متقابلين، أو على الأرائك متكئين.
    فرأيت صاحبي وعرفته بسيماه، فسلمت عليه وقلت: سلام من الله عليك صبرت فنعم عقبي الدار، فرحب بي وانتسبت إليه واليهم جميعا"،فأذا بعليّ يقرأ سورة الفتح، وإبراهيم يقرأ فاتحة الكتاب، وعمر يقرأ سورة تبارك، وأخذت تهب من ناحية النهر نفحة عطرية ريحها المسك…وشاهدت رجلا" كنت أظنه من الأشرار، فدنوت منه بهدوء حذر وسألته واستفسرت منه قائلا":
    حدثني بالله عليك كيف حدث هذا.؟
    فقال: ذات يوم كنت أسير في طريقي فاذا برياح باردة تهب صاحبها هطول أمطار غزيرة وبرق ورعد وعواصف تريد أن تقتلع كل شيء وكان على مرمى من نظري رجل كبير السن منحني القامة ترتجف يداه يرتكز على عصى يوشك أن يسقط على الأرض شعره الأبيض قد غطىّ ملامح وجهه والدموع تنسكب من عينه بهدوء كأنه يشتكي إلى الله وحدته وضعف بصره وهوان جسده وقلة حيلته، فتسارعت خطاي إليه مسرعة" فنزعت معطفي من على كتفي ثم قبعتي ووضعت معطفي عليه ثم قبعتي وأعطيته ما كان بيدي مما رزقني الله ثم أوصلته إلى داره المتواضع والقيت عليه تحية الوداع وكنت فرحا" بصنيعي هذا رغم اعتزازي الشديد بأناقتي المعروفة لدى جميع أصدقائي ورغم أنني كنت أحب المظاهر جدا.
    فشفع لي عملي هذا وأدخلني الجنة وأيقنت بأن سائل الله لا يخيب.
    ثم طارت بي الخيل مرة أخرى ،فما رآنا أهل النار، حتى ضجوا بصوت واحد(( أن أفيضوا علينا مما رزقكم الله )).
    فرأينا ملوكا" وجبابرة يتضورون من الجوع والسلاسل والأغلال في أعناقهم ويقولون((ربنا أرجعنا نعمل صالحا" غير الذي كنا نعمل )) فهتف بهم هاتف ((أولم نعمركم ؟ ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير))
    ورأينا من تفتح عيناه بكلاليب من نار، وكلما أشتد به الألم يصرخ فجزعنا من المنظر فهممنا بالرجوع إلى ملك كبير وجنة حرير، وحور وولدان مخلدون كأنهم الياقوت والمرجان فحمدنا الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
    وبينما أنا كذلك إذا سمعت صوتا" صارخا" ما قرع سمعي في حياتي مثله يناديني باسمي فعلمت أن قد جاء دوري، فأدركني الهول والرعب وقلت هل سأكون غير سعيد ؟ لأن بين جنبي قلبا" يلم به الهم ما يلم بغيره من القلوب، أجل، فليكن كذلك، ولكني أطعم الجائع وأكسي العاري وأعزّي المحزون، وأفرج كربة المكروب، فليكن من هذا المجموع البائس خير عزاء يعزيني عن همومي وأحزاني، ولا اعجب إن أتاني النور من سواد الحلك، فالبدر لا يطلع إلا إذا شق رداء الليل، والفجر لا يدرج إلا من مهد الظلام.
    لقد بليت اللذات كلها وورثت حبالها، وأصبحت أثقل على النفس من الحديث المعاد، ولم يبق ما يعزي نفسي إلا لذة واحدة: هي لذة الإحسان.
    لقد كنت أحسن إلى الفقراء والبائسين، وأبكي كلما وقع نظري على محزون أو مفؤود وكانت الدموع التي تنحدر من على خدّي تسعدني لأنها سطور من نور ،تسجل في تلك الصحيفة البيضاء : صحيفة الإنسان .
    تذكرت أن السماء تبكي بدموع الغمام، ويخفق قلبها بلمعان البرق، وتصرخ بهدير الرعد ،وأن الأرض تئن بحفيف الريح، وتضج بأمواج البحر، وما بكاء السماء ولا أنين الأرض إلا رحمة بالإنسان .
    لذا فأن اليد التي تصون الدموع ، أفضل من اليد التي تريق الدماء، والتي تشرح الصدور، أشرف من التي تبقر البطون، فالمحسن افضل من القائد وأشرف من النبيل، وكم بين من يحي ومن يميت الحي.
    إن الرحمة كلمة صغيرة، ولكن بين لفظها ومعناها من الفرق مثل ما بين الشمس في منظرها، والشمس في حقيقتها.
    فلو تراحم الناس لما كان بينهم جائع ولا مغبون ولا مهضوم، ولا قذفت الجفون من المدامع، ولم يخلق الله الإنسان ليقتر عليه رزقه، ولم يقذف به في هذه الدنيا ليموت فيها جوعا"، بل أرادت حكمته أن يخلقه ويخلق له فوق بساط الأرض وتحت ظلال السماء ما يكفيه مؤو نته، ويسد حاجته، ولكن من سلبت منه الرحمة اصبح باغيا"وغدر بالضعيف، وإذا وقع نظره على بائس لا يكون نصيبه منه إلا الإغراق في الضحك سخرية به وببذاءة ثوبه ودمامة خلقه، وإذا عاشر الناس عاشرهم ليعرف كيف يحتلب درتهم، ويمتص دماءهم ، ولا يعاملهم إلا لما يرتقب من الربح في الاتجار بألبانها وأصوافها، ولو استطاع أن يهدم بيتا"ليربح حجرا"لفعل، ولا حديث له إلا الدينار وأين مستقره وكيف الطريق إليه وما السبيل إلى حبسه والوقوف في وجهه والحيطة لفراره ، يبيت ليله حزينا" كئيبا" لأن خزانته ينقصها درهم كان يخيل في يقظته أو يحلم في منامه أنه سيأتيه فلم يقيض له ، وأنه كان يؤذي الناس لا يجلب لنفسه بذلك منفعة أو يدفع عنها مضرة ، بل لأنه شرير يدفعه طبعه إلى مالا يعرف وجهه أو ليضري نفسه بالأذى مخافة أن ينساه عند الحاجة أليه ، حتى لو لم يبق في العالم شخص غيره لكانت نفسه مدّب عقاربه وغرض سهامه ، وأنه إذا كشف لك عن أنيابه رأيت تحتها مخالب حادة لا تسترها إلا الصورة البشرية ، أو عن قلبه رأيت حجرا" صلدا" من أحجار الفراعنة..
    فحدثتني نفسي أن التزم الحذر كله وأن لا أكون واحدا" من هؤلاء فأنهم سباع مفترسة وذئاب ضارية ، بل أصبحت واعظا" نفسي بأن لا أدنو من واحد منهم أو أعترض طريقه فربما يبدو لي أنه يأكلني وغير حافل بي ، ولا آسف عليّ …
    وحدثتني نفسي الطيبة أن أرحم الأرملة التي مات زوجها ولم يترك لها غير صبية صغار ، ودموع غزار ، أرحمها قبل أن ينال منها ويعبث الهم بقلبها فتؤثر الموت على الحياة ،أرحم الزوجة أم ولدي وقعيدة بيتي ومرآة نفسي وخادمة فراشي لأنها ضعيفة ،لأن الله قد وكلني أمرها ، أرحم ولدي وأحسن القيام على جسمه فأنني إلا أفعل قتلته أو أشقيته فكنت أظلم الظالمين ، أرحم الجاهل لا أتحين فرصة عجزه عن الانتصاف لنفسه فنجمع عليه بين الجهل والظلم ، ولا أتخذ عقله متجرا" أربح منه ليكون من الخاسرين ،أرحم الحيوان لأنه يحس كما أحس ويتألم كما أتألم ويبكي بغير دموع ، ويتوجع ولا يكاد يبين ، أرحمه لأنه كذب من يقول (( أن الإنسان طبع على ضرائب لؤم ))..
    أرحم الطير لا أحبسها في أقفاصها وأدعها تسبح في فضائها حيث تشاء ،وتقع حيث يطيب لها التغريد والتنقير ، إن الله قد وهبها فضاء" لانهاية له فلا أغتصبها حقها وأضعها في محبس لا يسع مدّ جناحها ،أطلق سبيلها وأطلق سمعي وبصري وراؤها لأسمع تغريدها فوق الأشجار والغابات وعلى شواطئ الأنهار ،وأرى منظرها وهي طائرة في جو السماء فيخيل اليّ أنها أجمل من منظر الفلك الدائر والكواكب السيارة..
    ثم تذكرت كيف رأيت كوكبة من ملائكة العذاب تحيط برجل يساق إلى النار ، وكيف رأيت في يد كل واحد منهم مقرعة من الحديد يقرع بها رأسه ، وهو يصرخ ويقول (( لقد هلكت )) فسألت صاحبي :ما ذنب الرجل ؟ فقال :
    انه كان في حياته يتخذ في أعماله ما يسمونه (( الحيل الشرعية )) فكان يهب ماله لأحد أولاده على نية استرداده قبل أن يحول عليه الحول ، ليتخلص من فريضة الزكاة ، ويطلق زوجته ثلاثا" ثم يأتي بمحلل يحللها له فيعود إلى معاشرتها ، وكان يرابي باسم الرهن ، فإذا جاء من يريد أن يقترض منه مالا" أبى أن يقرضه إلا إذا وضع في يده رهنا" ، فإذا وضع يده على ضيعته ألزمه أن يستأجرها منه بمال كثير يراعي فيه النسبة التي يراعيها المرابون بين الربح وأصل المال ، وكان إذا حلف لا يدخل بيتا" دخله من نافذته ، أو لا يأكل رغيفا" أكله إلا لقمة منه ، فذنبه أنه كان يعمد إلى الأحكام الشرعية فينزع منها حكمها وأسرارها ،ثم يرفعها إلى الله قشورا" جوفاء .
    ثم ما أن أنقطع عني صوت هذا الشقي ، حتى رأيت شقيا" أخر ذا لحية طويلة قد أحاط به ملكان وشدا عنقه بطرف وهو يهمهم بكلمات مبهمة فيقرعه على رأسه ويقول له ((أمكر وأنت في الحديد )) . فدنوت منه وأمعنت النظر في وجهه فعرفته ، فتراجعت ذعرا" وخوفا" وصمت !! أيكون هذا من أشقياء الآخرة ،وقد كان بالأمس من أقطاب الأولى !! فقال لي صاحبي :
    إن هذا الذي كنت تحسبه في أولاه من الأقطاب كان أكبر تاجر من تجار الدين ، وما هذه اللحية والسبحة والهمهمة إلا حبائل كان ينصبها لاصطياد عقول الناس وأموالهم ، ولكن الناس لا يعلمون وما زلت أنظر إلى المنصرفون من موقف القضاء يمرون بي : كل واحد منهم ، فواحدا" أراه سعيدا" كنت أظنه شقيا" ، وشقيا" من كنت أحسبه سعيدا" ،فعلمت أن الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس على قلوبهم وعن صدقهم مع الله وأيقنت أن السعادة بالصدق مع الله ، ولا شقاء إلا الكذب ، وبينما أنا أحدث نفسي بهذا الحديث ، وأقلب النظر في وجوه تلك المواعظ والعبر ،إذ قال صاحبي : أتعرف هذين ؟ وأشار إلى رجلين واقفين ناحية يتناجيان ،أحدهما كهل نحيل قد أختلط مبيضه بمسوده ، وثانيهما شيخ جليل أبيض اللحية فدنوت لأسترق نجواهما من حيث لا يشعران ففعلت فسمعت الأول يقول للثاني يا ليتني أخذت برأيك ونصيحتك وحملت في صدري قلبا" رحيما" مشفقا" لأن الذي يكون كذلك لا يمكن أن يكون هو نفسه ذئبا" ضاريا" يريق دماء الناس ويمزق أحشاءهم ،ويقطع أوصالهم ليملأ بطون الوحوش.
    وبينما أنا كذلك إذا سمعت نفس الصوت الصارخ يقرع سمعي مرة ثانية قرعا" ما سمعت في حياتي مثله ينادي باسمي ،فعلمت أن قد جاء دوري ،فأدركني الهول والرعب وبدأ عرقي يتساقط بغزارة فأيقظني فلم أر حسابا" ولا عقابا" ولا موقفا" ولا محشرا" ،فعلمت إنها خيالات وأوهام ،أو أضغاث أحلام ،
    وأخيرا"تسللت إلى المكان شظايا من الضوء الهارب عبر النافذة صوب الطريق فقادت خطاي إلى خارج المكان …
    تلفّت يمنة ويسرة ثم غرست قامتي في بحر العتمة.



    المهندس خلدون المختار

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    مرحباً بك أيها الفاضل في واحة الخير و الفكر و الأدب ، و أني لأراك من أهلهم بما تملكه من موهبة واضحة في صياغة الفكر الجاد بقلم مجيد و مداد أجود .

    بعض هنات هنا و هناك لم تؤثر في جلاء الفكرة و لا في جمال العبارة .

    ترحيبي و تقديري .

  3. #3
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    أخي الحبيب خلدون :
    أرحب بك مرة أخرى ، وقد قمت بنقل نصك إلى منتدى القصة ليأخذ حقه في الرد من أعضاء الملتقى ، وساعود معقبا إن شاء الله تعالى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب خلدون المختار

    ما اروعها هذه الرحلة معك , نقلتني الى عالم زخر ايماني , اشهد لك بقوة اللغة , والمقدرة العالية على استخدام العبارات , ورسم الصور القوية , اجدت البناء الى حد كبير , واشهد لك بقوة طريقة العرض , فانت تقود القارىء بشكل بارع , متشوقا لمزيد من المتابعة , وقد قدمت في نصك الرائع رسالة سامية .
    تمنيت لو اتبعت التسلسل في المتوافقات , كما انني تمنيت لو كانت الجرعات اقل كثافة , فهذا الكم الهائل , قد يصلح لعمل ادبي مطول , ومهما يكن من امر , اقول لك , ما تفضلت الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة حوراء , فكتبت :

    مرحباً بك أيها الفاضل في واحة الخير و الفكر و الأدب ، و أني لأراك من أهلهم بما تملكه من موهبة واضحة في صياغة الفكر الجاد بقلم مجيد و مداد أجود .

    اخوكم
    السمان

  5. #5
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    أعود لأدق على نفس العود مرحبتاً بقدوم مداد النور وفكر سامق لا محدود

    تحياتي لجلال الفكر ، وعميق عميق الإيمان .
    فسمو الروح ونقاء النفس تنجلي وتتضح من خلال إصاغة الحرف .

    تعايشت معك ومع حرفك ، كأنني أقف هذا الموقف المهيب ، فمع كل سطر كنت من خلاله أشيب .

    تبارك الله في عظيم خلقه ؛ وما منحه لبعض عباده ... من جمال البيان وحُسن اللفظ .

    الشكر حد القلب والروح والفؤاد لجمال وروعة الفكرة وعظيم البيان .
    جعلها الله في ميزان حسناتك أخي الفاضل م. خلدون المختار
    وتقبل مني الكثير والوفير من الشكر والثناء .

  6. #6

المواضيع المتشابهه

  1. جوف الليل!
    بواسطة ملاد الجزائري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-04-2015, 01:36 PM
  2. رحلة في جوف عاشق
    بواسطة مريم هريمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 07-11-2007, 03:05 PM
  3. اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 24-12-2005, 10:04 PM
  4. جوفٌ خَوَى!
    بواسطة بروق في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 19-11-2004, 05:43 PM
  5. "هَمسَةٌ فِي أُذنِك..."
    بواسطة hedaya في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 21-10-2004, 11:35 PM