|
عبرنا معاّ ما لا الأعاصير تقدر |
وما عن مداه العاتيات تقصر |
بحار من الآلام هول خضمها |
تشيب الليالي وهو بالموت يزفر |
يزلزل منا عمقنا عنفوانه |
وينسفنا فيه اللهيب المدمر |
ونحن بيمناه عصافير جنة |
أهيض جناحاها فراحت تنقر |
تقاوم عنف الدهر وهو يذلها |
وتهزا بالإعصار وهو يزمجر |
إلى الشاطئ السعودي تسعى بها الخطى |
فإن به الزهر الذي تتخير |
وما حلمت أجفانها باجتنائه |
من الري والنور الذي يفتر |
أبا العرب كنا أخوة إسلام |
أخف بلاياها من الموت أخطر |
ولكننا اجتزنا بحار عذابها |
كذلك من رام الكرامة ينصر |
ومن جعل الإعصار مهر نضاله |
يهون لديهما المقادير تضمر |
له يخضع الأعداء ، ويرتعب الردى |
وكل الذي حاك الطواغيت يصغر |
عشقت الغد السعودي فجرا منورا |
على كل آفاق الجماهير يسفر |
وبالأمن من سد الطغاة فضاءه |
وأيبس منه عوده المتجبر |
وغادره نضوا عذاب مسيطر |
ضروراته في كل قلب تجذر |
يغوص بعمق الصدر قاتل نصلها |
فيذوي بها عرق، وتقصم أظهر |
وتجتاح أرواح بها أوغل الظمأ |
ومزقها جرح به الهمّ أحمر |
على عمرنا المحروم ينشر يأسه |
يبابا به الموت الرهيب يسيطر |
إذا ما شددنا بالينابيع طرفنا |
وقلنا سيروينا من الحب ممطر |
على وجهنا انهالت سياط عتوه |
فكل الذي صغنا من الحلم ينحر |
أبا العرب ما هنت يوما لغادر |
ولا ذل عزم في عروقك يكبر |
ولا خضعت للغادرين إرادة |
لإطفائها حاك الدمار معثر |
على الدهر ظلت صلبة العود حرة |
وظل أبيا نبضها المتفجر |
وأوراق في كل نضالها |
أزاهير نصر بالخلاص تبشر |
تقول لمن خانوا بأن عروبتي |
أشد من الصخر الأصم وأقدر |
وأن جياعا آمنوا بمصيرهم |
وخاضوا الذي منه الصناديد تذعر |
هم الأمل الحلو الذي ليس ينتهي |
ومن بهم غصن البطولات يثمر |
ومن فيضهم يرجى إذا الأرض أجدبت |
وشح بما يعطي المعين المعكرّ |
نشأن وأرض نجد مهري رجولة |
يضمكما شوط النضال المعطر |
جمال الفدا العربي يضفي عليكما |
رؤى مقلتاها بالشباب يؤطر |
بلون النجيع الحمر يرسمها العلى |
حروفا على الوجه المنور تحفر |
يقص حكايات الإباء رواؤها |
أساطير عن بذل الأخوة تعبّر |
وتحكي لنا كيف استهنا بحتفنا |
ومن حولنا الموت الزؤام يكشر |
ينادي الأحر يبيع حياته؟ |
الأشبل مجد للنزال يشمّر ؟ |
آلا فارس تزهو به ساحة الوغى |
وللا رض ممن دنسوا الأرض يثأر |
فيرجع صجا شوه البغي وجهه |
وزيف رؤياه الضلال المزور |
أحاقت به ريح الأذى فتبعثرت |
أزاهيره وأحتار فيه المصور |
فقد كان حلوا تعشق العين حسنه |
ويذهل من يرنو إليه التأثر |
فما باله قد عاد أصفر وجنة |
تعبث به ريح ألردي وتبعثر |
رفيق العلى إنا سنقهر حتفنا |
وتمخر باسم الله ما كنت تمخر |
تحطم سيفا للطواغيت أرعنا |
على كل أحلام العروبة يشهر |