أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: درس في اللغة والحب

  1. #1
    الصورة الرمزية جمال علوش شاعر
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 128
    المواضيع : 62
    الردود : 128
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي درس في اللغة والحب

    = درس في اللغة والحب =

    شعر : جمال علوش


    أستدعِي اللُّغَةَ العربيَّةَ
    وأُمَدِّدُهَا جُثَّةَ وَجْدٍ صُوفيِّ
    الآهِ
    على طَاوِلَةِ التشريحِ ،
    وأبدأُ
    أوَّلَ دَرْسٍ في النحوِ
    العربيِّ
    أقولُ : أنا مُبْتَدَأُ
    الحُزْنِ
    وَفَاتِنَتِي خَبَرٌ مَرْفُوعٌ
    بالصَّدِّ
    المُزْمِنِ
    تَضْحَكُ آنَ يُشَاكِسُنِي
    ظَرْفٌ
    وَيَمُدُّ لِسَاناً مِنْ وَرَقِ
    الأسماءِ الممنوعَةِ
    مِنْ صَرْفِ
    الحُبِّ
    وَيَهْمِسُ : يامجنونُ تَعَقَّلْ
    وارسُمْ – آنَ تَوَدُّ الغَوْصَ
    بِبَحْرِ الأنثى –
    قَارَبَ نَفْيٍ
    مِنْ أخشابِ الأفعالِ
    المبنيةِ لِلْمَعْلُومِ
    وغامِرْ
    سَتَرى الحسناءَ المجرورةَ
    بالكِبْرِ
    تَمدُّ شَذا وَقْتٍ
    مُلْتَفٍّ بِذُؤابَةِ حَرْفٍ
    قَدْ شُبِّهَ – زُورَاً – بِالفِعْلِ
    تَرى أيضاً فاعِلَكَ ( الفَحْلَ )
    وفي لحظةٍ عِزٍّ عَرَبِيٍّ
    مرفوعاً بالضَّمَةِ
    فوقَ النافرِ من ملكوتِ
    الصدرِ
    وبينَ مَطاوِيَ من
    أبَنُوسْ
    قَدْ تفرَحُ
    أعرِفُ
    وتُتَابعُ – مَأخُوذاً –
    إكْمَالَ الفتحِ
    تحوزُ مَمَالِكَ
    مِنْ أهدابٍ
    طافِحةٍ بِحُرُوفِ
    الجَرِّ
    المُرِّ
    وأسْمَاءِ الوَصْلِ
    المسكونةِ بالوعْدِِ
    تُغَنِّي بِكلامٍ مِنْ وَرْدِ
    الشَّهْوَةِ :
    ياعاقِدَ فَوْقَ جبينِ
    القتلِ
    حَوَاجِبَ
    ماذا تُرى أبقيتَ لِتاءِ
    الفاعلِ فِيَّ
    وأيَّ رَدَىً تُهُدِي
    المجنونْ ؟
    مقتولٌ قلبي
    أدرِكُ ذاكَ
    وأدرِكُ أنَّ القاتِلَ
    ( نُونْ ) !
    آهٍ مِنْ هذي النونِ
    وآهٍ مِن جَبَروتِ
    النّسوَةِ
    إذ ينزلْنَ
    وإذْ يَعْزِفْنَ بِنارٍ
    فوقَ كَمنجاتِ
    الدِّفءِ
    يَغُصْنَ إلى آخِرِ حَدٍّ
    في الفعْلِ الكامِلِ فِيَّ
    يَبُحْنَ بِياءاتِ نِداءٍ
    لِمُنادى
    مِسْكينٍ
    يتحوَّلُ – آنَ يجنُّ البوحُ –
    إلى أنسامٍ تَتَهادى
    ناعِمَةً في
    البَحْرِ الكاملِ
    والبحْرُ – وإنْ فاضَ
    رِضَاهُ ،
    وشَعَّتْ دافئةً
    عيناهُ –
    خَؤونْ !
    آهٍ من وجَعٍ لايَهْدَأُ
    أسْألُ قلبي عن أنثاهُ
    وعنْ حُلُمٍ صادَرَهُ الوقْتُ
    المُتَطَفِّلُ
    أسْألُ : أينَ .. وماذا ..
    وكيفْ ؟!
    مَنْ يُرْجِعُ – إذْ يَقْدِرُ – لي
    لَبَنَاً
    ضَيَّعَهُ الصَّيفْ ؟!
    كانتْ أنثى خارجةً عن كلِّ المألوفِ
    تمدُّ مَجازاً وكِناياتٍ وتَشابِيهَ
    وتدْخُلُ في حيِّزِ ماقَدْ تُبْدِي
    الآهْ
    أنثى دافئةٌ كالوردِ
    وقد أتْقَنَ صُنْعَتَها
    اللهْ !
    أقرؤُها ، وأغوص بِها
    وأغُذُّ إلى آخرِ مايزهو فيها
    منْ ألقٍ مقرونٍ بجناسٍ
    اللهفةِ
    وطبَاقٍ يزهو
    مَعْنَاهْ !
    آهٍ منْ هذي الأنثى
    وآهٍ
    آهٍ
    آهٍ
    آهْ
    تأتي حين يَلَذُّ الحُزْنُ
    تَمدُّ الرغبةَ
    تركضُ في بريَّةِ قلبي
    تهمسُ : عُدْتُ ، فَعُدْ
    يازَينْ
    كيفَ أعودُ
    وكيفَ أجودُ
    ولالُغَةٌ ترضى أن تبقى
    دافِئةً مابينَ يَدَيّْ
    أدعو الماضي ، فيأتي
    الأمرُ المبنيُّ على مايُجْزَمُ
    يأتي استثناءٌ تِلْوَ استثناءٍ
    ويظلُّ القلبُ وحيداً
    في بَريَّةِ حُزنِ الهمزاتِ
    المطرودةِ من ملكوتِ
    الإملاءِ
    يُحَاوِلُ مُلْكَاً ، أو يسقُطَ
    في ساحِ الكلماتِ
    شَهيداً مرفوعاً
    بالضَّمِّ
    إلى آخرِ ماترجو
    الروحُ
    هناكَ وراءَ فضاءِ
    الدِّفءِ
    الطافحِ –رُغْمَ الموتِ –
    بالفِ
    حَياهْ !
    يَنْهَضُ فِيَّ الولدُ الطِّفْلُ
    المفتونُ
    بِتَقْطِيعِ الكلماتِ
    يَبُوحُ :
    الصَّدْرُ : بَهاءٌ
    والعَجْزُ : ثِمَارٌ
    دافِئةٌ
    تُهدِيها البِنْتُ لأوَّلِ
    حُزْنٍ ورْدِيٍّ
    يأتيها بِمُضارِعِ شَوْقٍ
    ويقودُ خُطَاها
    لِلْماضي
    والماضي المَبْنِيُّ يُراوِغُ
    قَدْ يُهْدِ ي الخَطْوَ إلى
    رَجْمٍ
    مَمْنُوعٍ مِنْ صَرْفِ
    العَفْوِ
    ومن كلِّ كناياتِ
    الغُفْرانْ
    والماضي سَيْفٌ مشهورٌ
    في كفِّ الإنسانِ
    الشَّيطانْ !


    ديرالزور 2006


    =====================================
    قَمَرٌ يُباغِتُني بِوَرْدٍ
    هَلْ أُبَاغِتُهُ بِآهْ ؟!

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    أهلاً بالأخ جمال علوش في واحة الخير ، و في أفياء الفكر الراقي و الأدب الرصين ، و إنّا لنرجو لك النفع و الفائدة هنا .

    قصيدة تترجم عن شاعر متمكن من الأدوات ، غير أن السطح الهادئ لا يخفي ما اضطرب تحته من خطرات ، و أظن أن المضطر لا يروق لنا أو لهم !

    أرجو بحق أن أرى النصيف يغطي أكثر من هذا قريباً .

    ترحيبي و تقديري .

  3. #3
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    قرأتها فرأيت تمكن شاعر من أدوات الإبداع اللغوي وتطويع الحرف لما يريد ، بل زاده هنا ألق الربط بين مصطلحات النحو وبوصلات التوجه نحو احتزابات المشاعر الكامنة في مطبات الإسقاط الذاتي للبعد الآخر.

    ثم أعدت قراءتها فوجدتها تتأطر في أجواء النشوة المستوحاة من استنطاق الرؤى المتمردة في الحرف العاجز عن احتمال اللهيب المنبثق من شبق المعنى المترادف في الوجدان.

    ثم أعدت قراءتها فوجدتها عارية الصدر متبرجة الفكر شقراء الشعر مثيرة المنظر ، تكاد ثيابها المنسدلة من أكتاف علقت خيط الثوب الجميل بإمعان يتورد منه الخد وتتودد فيه القد.

    ثم أعدت قراءتها فوجدت أن القصيدة بحاجة لتدوير يعيدها إلى حصن العربية بعد أن أبقت أو كادت إلى حظيرة اليابانية.

    ثم أعدت قراءتها فانتبهت إلى معنى اجتهدت في أن أبرر له بحسن النية والتي لا أزال أزعمها في الأخ الشاعر ولكنني لم أتسطع أن أتجاوز عنها.
    أنثى دافئةٌ كالوردِ
    وقد أتْقَنَ صُنْعَتَها
    اللهْ !
    وهل كان الله تعالى وهو الخالق العظيم الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ينتظر رأيي أو رأيك أو حتى رأي الأنبياء في إتقانه خلقه؟؟ هي كلمة لو علمت عظيمة أيها الأخ الكريم ، ورب كلمة يقولها العبد لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً ...

    ثم عدت أقرأ فوجدتني لم أفهم مما يراد شيئاً أكثر مما قرأت فقلت لنفسي لعل الفهم عندي قاصر عن فهم مراد الشاعر أو ربما لأنني أعتبر هذا الأسلوب الشعري مبنى ومعنى مما لا نستسيغ وإنما هو بقايا موجة علت يوماً ثم اندثرت.

    أعتذر لأخي الشاعر الكريم جمال علوش فإنا والله نقدره ونسعد بصحبته ولا يفسد رأيي في شعره هنا ودي له وأجدني أنتظر يوماً يوظف فيه أخي الشاعر الكبير جمال علوش حرفه الشعري بما يؤصل للأدب العربي الخالص ويؤطر للفكر العربي المخلص.



    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. علوم اللغة في دفتر إعداد معلم اللغة العربية
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-10-2012, 09:51 AM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-06-2011, 08:08 PM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-06-2011, 03:11 PM
  4. اللغة الممكنة في مواجهة اللغة المستحيلة
    بواسطة حسن عجمي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-04-2011, 03:45 AM
  5. الموت والحب
    بواسطة زرقاء اليامة (أميره) في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 31-08-2005, 02:18 AM