من بناتِ أكابرِ

ذَهَبَ الوِدَادُ بِرَدْفِ لَيلِ مُـسَافِــــــرِ
=== نَحْوَ التّعزُّزَ فِــي الصَّبَاحِ البَاكــــــرِ
كَمْ مِنْ لَيَالِ العُمْرِ هِنْتِ مَـكَارِمِــي
=== وَأَخَــذْتِ صَـفْوَ بَرَاءتِي وَبَصَائِـــرِي
وَأَتَيتُ أَطْلَبَ مِنْكِ مِلْءَ صَفَائِــحِـي
=== فَمَلأتِهَا حِقْدَاً يَـشُـبُّ دَفَـاتِــــــــــــرِي
وَخَضَعْتُ فِي أمْرٍ سَعَيتِ لِنَـيــلِـــهِ
=== وَكَسَرْتُ مِنْ بَينِ الوَرَى لكِ نَاظِرِي
وَوَهَبْتُكِ الإحِسَاسَ حُبَّاً صـــادقـــاً
=== وَتَرَكْتُ بَينَ يدَيكِ أغْلا مَشَاعِــــــرِي
وَلَعِبْتِ لِعْبَ طُفُولةٍ بِــجَوَانِــحِـــي
=== فَــــكَأنَّ أحْشَائِي مَــــلاهِ لِسَاهِــــــــرِ
فَبَدا التَّهَكُّمَ وَالتَّسَلُّطَ جــــاهـــــــــرٌ
=== مِنْ حُــبِّ سَيــطَــرَةٍ وَقَلــبٍ غَــابِـــرِ
يا مَنْ تَرَينَ الحُبَّ لَهْواً اِكْـــتَــفِـــي
=== بِهَدَايَا مِنْ قَلْبِـــي وَبَعْــضِ جَوَاهِــــرِ
اليَومَ بَانَتْ فِي رُؤايَ مَـــذَلَّّتِـــــــي
=== وَنَعَتُّ نَفْسَي بِالرَّخِــيــصِ الصَّاغِـــرِ
ألِمِثْلُكِ الأهْوَاءُ غَصْبُ تقََودُنِــــــي
=== يَا وَيح ِ كَيفَ أُعَزِّي طَـرْفِـي السَّاهِــرِ
كَيفَ السَّبِيلُ إلى رِضَاءِ جَوَانِحِـي
=== وأنَا الَّذِي هَيـَّأتُ جُحـْرَ مَــقَــابِــــرِي
لا لَومَ فِي حُبٍّ إلَيكِ يُرِيدُنِـــــــــي
=== لَومِي عَلَى لـُـبِّ غَـــوَى مِن سَاحِـــرِ
رِفْقَاُ فما بَرِحَ الهَوَى بِتَذَلُّـــــــــــلٍ
=== إنْ دَنّـسَ الإقْــدَامُ قـَلــبَ الـطَّاهِـــــرِ
إنْ كُنْتِ تَنْوِينَ العَذَابَ لِمُهْجَتِــــي
=== يَكْــفِي فَقَلبِــي اليَــومَ غَيـــرُ بِقَــــادِرِ
بِاللهِ كَيفَ الحُسْنَ ذَا يُبْدِي العِـــدَى
=== وَبَنَانَكِ غَــــضٌّ قَسَـــــا بِأظَافِـــــرِي
وَفُتُورَ عَينَيكِ الَّتِي تُغْوي الدُجَــى
=== قَدْ سَبَّبَتْ أرَقَاً شَـكَـــــتْــهُ مَحَاجِـرِي
وَحَسِبْتُ جِيدَكِ مِنْ طِبَاعِكِ طَابِعاً
=== وَمَـــا عَـلِـمـْتُـهُ مِـعْطَـفَـاً لِلجَائَـــــــــرِ
وَأقُولُ سُبْحَانَ الإلَهِ بِصُنْعِـــــــــهِ
=== حُـسْـنَـاً كَـسَـاكِ مِـنَ الجَمَالِ البَاهِـــرِ
أعْطَافُكِ المَيَّادَةُ الوَرْدِيَّــــــــــــــ ةُ
=== وَكَــأَنَّــهَـا حَــوضُ الـرَّبِـيعِ الزَّاهِـــرِ
أمْ شَعْرُكِ المَفْرُودُ يَحْكِي ظُلمَتِي
=== وَمِــدَادُهُ يَــعْـلو خَـيَـالَ الـشَّـاعِــــــــرِ
أمَّا وحِينَ رَأيتُ خُصْرَك ِضَامِرَاً
=== أيــقَـنْـتُ أنِّـي مَـيِّـتٌ بِـالـضَّـامِــــــــرِ
فَبَحَثْتُ عَنْ حَكَمٍ يَنَالُ قَضِيَّتِـــــي
=== فَـوَجَـدْتُ أنَّ عَـدَالَـتِــي هُـوَ وَاتِـــري
أنَا ضَائِعٌ بَينَ الجَمَالِ وَطَبْعِــــــهِ
=== وَكِـلاهُـمَا حَـكـَمَـا عَـلَـي بِـالخَاسِــــرِ
رَاجَعْتُ أورَاقِي بِقَطْرِ مَدَامِعِـــي
=== فَلَقِيتُ أنَّـكِ مِــنْ بَــنَــــــاتِ أكَـابَـــــرِ
فَرَدَدْتُ قِبْلَةَ حُبِّي نَحْوَ كَرَامَتِـــي
=== فَـنَجَـوتُ حَـتّـى لا أكــــونَ بِكَافِــــــرِ
فَغَدَاً قَرِيبَاً لا مَحَالةََ آتِيـــــــــــــاً
=== لِأكُــونَ مَــولُـودَاً صَبَــــــاحَ الـبَـاكــرِ

جمال مسطر ورسم بالحرف رائع

دام لنا هذا اليراع محلقا بنا

أمَّا وحِينَ رَأيتُ خُصْرَك ِضَامِرَاً
=== أيــقَـنْـتُ أنِّـي مَـيِّـتٌ بِـالـضَّـامِــــــــرِ

الجناس هنا رائع

رَاجَعْتُ أورَاقِي بِقَطْرِ مَدَامِعِـــي
=== فَلَقِيتُ أنَّـكِ مِــنْ بَــنَــــــاتِ أكَـابَـــــرِ

الجرس الموسيقي هنا ألا تحس كيف أنه منسجم ومتناسق

وهناك أبيات تجبر على القراءة خطفا كي لا يتغير الجرس

لكن الخطف يقلقها شيئا ما

فَرَدَدْتُ قِبْلَةَ حُبِّي نَحْوَ كَرَامَتِـــي
=== فَـنَجَـوتُ حَـتّـى لا أكــــونَ بِكَافِــــــرِ

لاحظ ( حبي ) يجب قراءتها خطفا ( حبِّ ) لكنها ثقيلة خطفا

كذلك بعض القوافي نشعر بثقل فيها لاستمال حروف

الجر حتى تستقيم رويا

إنْ كُنْتِ تَنْوِينَ العَذَابَ لِمُهْجَتِــــي
=== يَكْــفِي فَقَلبِــي اليَــومَ غَيـــرُ بِقَــــادِرِ

فَرَدَدْتُ قِبْلَةَ حُبِّي نَحْوَ كَرَامَتِـــي
=== فَـنَجَـوتُ حَـتّـى لا أكــــونَ بِكَافِــــــرِ

لاحظ ( غير بقادر ) ( بكافر )

تقبل تحياتي

أستاذي وأخي محمود
بارك الله فيك وأنارك بالعلم الذي تقدمه في مجال الشعر
بدايةً هذه القصيدة من أوائل نظمي وبداياتي في مجال الشعر وكانت أول قصيدة أعتز بها رغم عدم تطويع القصيدة بالوزن التام واللجوء إلى كثرة الخطف , كان سبب ذلك قلت الممارسة أما الآن وبحمد الله سبحانه وتعالى فقد تجاوزت ذلك بكثرة الممارسة والاحتكاك بالكبار من الأساتذة أمثالك ومن الشعار المتواجدين في المنتديات السامية
فكلّ خطف موجود بالقصيدة أعلمه , لكنّي أحببت أن أنشرها كما هي وبدون أن أنقحها .
أما الجر فحركة الروي المبنية عليها القصيدة فرضت علي ذلك .
أنتهز هذه الفرص لأسألك سؤالين هما
- في أحدى الأبيات كتبت (مَــــلاهِ لِسَاهِــــــــرِ ) وقمت بحذف الياء كما ترى واكتفيت بالكسر , ما مدى جواز ذلك ؟
- وفي بيتٍ أخر وهو (أنَا ضَائِعٌ ) هنا خطف وهذا يصادفني في الشعر بشكل عام , إشباع المد هنا هل هو حسب رؤية الشاعر بما يتطلبه الوزن أم أنه هناك مواضع تختلف فيه إلزامية الإشباع بعدمها ؟
دمت بخير أستاذي الكريم
في أمان الله

حياك الله أخي الكريم

بالنسبة للبدايات فكلنا مررنا بها ولا بأس أخي

فالممارسة وكثرة الاطلاع تكسب المرء أبعادا جديدة وفهما أدق

ويتغير تذوقه للموسيقى الوزنية مع الزمن الى الافضل

والخطف جائز أخي الا أنه في مواطن يكون ثقيلا

فمثلا ( فيه / فيها ) المد دوما موسيقيا هو الصواب ، ولا حرج لو خطفت

( فيهِ ) ووردت كثيرا خطفا ومدا ، لكن هل تستسيغ خطف ( فيها ) لا أظن .

أما بالنسبة لـ ( ملاهِ لساهر ) فقد قال الشاعر :

دار لسعدى إذ هِـ من هواكا

لاحظ أنه حذف الياء من هي ، وثال حذف واو هو :

فبيناهُ يشري رحله قال قائل *** لمن جمل رخو الملاط نجيب

حذو الواو من هو واكتفى بالهاء ( فبينا هو / فبيناهُ )

لكن لاحظ في المثالين استساغة ( فبيناهُ ) وثقل ( إذ هِـ من هواكا )

وكلاهما ورد في الشعر قديما

وتقبل خالص الود

سلمت ولا عدمناك أستاذي محمود
وأزادك الله من علمٍ نافعٍ بهِ صلاح لكلِّ متلقي
دمت بخير
في أمان الله .

أخي بندر الصاعدي:

أحسنت منذ البدايات ما شاء الله عليك ...

أحببت أن أعبر هنا برغم الإنشغال الشديد عن إعجابي بالقصيدة بشكل عام وعن التدفق الموسيقي والإنسياب اللفظي الظاهر فيها ...

أنت شاعر تبشر لا شك بالكثير ونحن هنا سنشهد صعودك الرتب العليا بين الفحول ...

تحياتي وتقديري

اخي الحبيب بندر ..
ماذا عساي اقول بعد اساتذتي محمود وسمير ..
لافض فوك ..
وننتظر الاجمل دائما منك ..
لك ارق تحية.

مرحبا


أسعد الله المساء



حييت يابندر الصعود إلى العلا!


دمت ساميا


احترامي

أخي وأستاذي / سمير
أكرمتني بمرورك , وما عبرت به نحو القصيدة أبهج صدري وشرفني , وبخصوص الإنشغال أعانك الله على أمورك وسهلها ويسرها لك كي تكون قريباً منّا
يكفيني التواجد بينكم ولو لم أكتب حرفاً واحداً , أنتم تشرّفون من ينتسب إليكم , وبإذن الله سأكون عند حسن الضن دوماً لما يحبّ الله ويرضاه , ولن أخيب ضنكم .
دمت بخير
في أمان الله .

أبدعتَ اخي المتالق / بندر
فما اسعدنا بهذا التواصل من خلال هذه الحروف الرقراقة والقصائد الجزلة ..

ولي عودة اخرى بإذن الله
مع تحيات
اخوكم / جمال حمدان